أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هوشنك بروكا - خروج أبطحي على -المخمل-















المزيد.....

خروج أبطحي على -المخمل-


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصف البعض ممن تابع السبت محاكمة البعض من أركان المعارضة الإيرانية(أبرزهم نائب رئيس الجمهورية الأسبق محمد علي أبطحي نجل آية الله حسن أبطحي، ووزير الصناعة الأسبق بهزاد نبوي، ومحسن أمين زادة وكيل الخارجية الأسبق، والناطق بإسم الحكومة الأسبق عبدالله رمضان زادة، والنائب الأسبق محسن ميرد عمادي) الذين مثلوا أمام "محكمة الثورة" السيئة الصيت، وصف البعض المراقب "اعترافات أبطحي" ب"القنبلة السياسية" التي هزت الشارع الإيراني من أقصاه إلى أقصاه.

ففي الوقت الذي قلّل البعض من تأثير هذه الإعترافات على مسار "الثورة المستمرة في مخملها" وحراكيتها، التي يصر قادتها الإصلاحيين(مير حسين موسوي وكروبي وخاتمي ورفسنجاني) على ضرورة التغيير والإصلاح في إيران، وبالتالي إحداث ثورة داخل ثورة، بالغ آخرون من إمكانية تأثير تلك الإعترافات على القادم من مصير هذه الثورة ، ورموزها وأنصارها "المخمليين"، إلى درجة تمكّنها من إجهاض الثورة، أو وأدها، أو تفكيكها كأضعف الإيمان.

ولكن قادة المعارضة، حسموا هذ الجدل بُعيد انتشار "أعترافات" أبطحي في الشارع الإيراني كالنار في الهشيم، بأكثر من تصريحٍ، أكدوا فيه على "ضرورة الإصرار على المعارضة تحت سقف الدستور"، وكرروا دعواتهم لشارعهم الإيراني المعارض، لمواجهة حكومة أحمدي نجاد "اللاشرعية"، في القادم من الزمان، إلى أن يتم الإذعان لرأي الشعب، على حد قولهم.

المعارضة الإيرانية شكّكت في "شرعية" مجريات المحكمة، لأنها اعتمدت في اجراءاتها على اعترافات اخذت من المتهمين في ظروف معينة لا يمكن الركون اليها"، عليه فإنّ "هذه المحاكمات ستهدم الثقة بالمؤسسة الاسلامية الحاكمة في ايران"، حسبما جاء في بيان للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي.

والجدير بالذكر، كبادرةٍ أراها إيجابية، هو أنّ المعارضة الإيرانية لم "تخوّن"(كما هو العادة في الشرق السياسي) أبطحي بإعتباره واحداً من رموزها المخمليين، الذي أدلى ب"إعترافاتٍ خطيرة"، انقلب فيها على الثورة ومخملها، و"كذّب" البعض من رفاقه(على رأسهم خاتمي ورفسنجاني ومير حسين موسوي)، الذي اتهمهم ب"التحالف الإنتقامي" ضد الثورة، بأنهم "اختلقوا كذبة تزوير الإنتخابات التي لا أساس لها، لتمرير انتقامهم وتحقيق ما تحالفوا وأقسموا عليه"، حسب اعترافه. وإنما اعتبرته المعارضة "مكرهاً"، للإدلاء بإعترافات ترضي القائمين على رأس النظام، تم انتزاعها منه تحت ظروف قاسية ومكرهة تعرّض لها مع زملائه الآخرين.

ومن يعرف ما تسمى ب"محاكم الثورة" التي أنشئت بعيد الثورة الخمينية سنة 1979، خصيصاً لضرب وتصفية كل من يقف بوجه "مبادئ الثورة" و"وليها الفقيه"، سيدرك أنّ "وراء هذه المحاكم ما وراءها"، وأنّ من "يده في النار ليس كمن يده في الماء".

هذه المحاكم التي نفذّت، قبل ثلاثين عاماً، حكم الإعدام على المئات من المسؤولين الكبار في الدولة زمان الشاه(حوالي 550 مسؤولاً)، وذلك بأمر من "قاضي الثورة" آنذاك المعروف ب"القاضي الأحمر" صادق خلخالي، بذريعة "الخيانة العظمة"، و"العداء للثورة"، و"الإخلال بالأمن القومي الإيراني"، و"العمالة للخارج"، و"الإفتراء على مؤسس الجمهورية الإسلامية"، هي ذاتها اليوم، التي تحاكم بإسم "الثورة الخمينية" ذاتها، إصلاحيي إيران اليوم، الذي يريدون إيران أكثر انفتاحاً، وأكثر مخمليةً، وأكثر حواراً مع الذات ومع الآخر.

فالتهم التي كانت توجه قبل ثلاثين عاماً إلى الخارجين على الخميني و"آياته" وثورته، فرساً وأكراداً وعرباً وبلوش، وآذريين، وتركمان...إلخ، هي ذاتها التي توجه اليوم إلى إصلاحيي إيران، الخارجين على "النظام الإيراني"، الذين يواجهون أحكام الإعدام والقتل والرجم ذاتها.

ما نطق به محمد علي أبطحي، بالقول: "أنّ تزوير الإنتخابات هي مجرد كذبة ركبتها رموز المعارضة، لضرب الشرعية في إيران"، هو كما يبدو لأي عقل بشري بديهي، نتيجة بديهية، لما يمكن أن تقوم بها أجهزة الثورة السرية من "إجراءات ضرورية ممكنة"، وبالتالي لما يمكن أن تركبه أو ترتكبه من أسباب ومسببات، دفعت بأبطحي إلى قول ما يجب أن يقوله أي "معترف مكرَه"، مهدد تحت التعذيب بحكم الإعدام الممكن.
هذا فضلاً عن أنه أجبر على تناول "عقاقير مجهولة" أثناء احتجازه على خلفية الإحتجاجات على نتائج الإنتخابات، حسبما جاء في تصريحٍ سابق لزوجته.

ما سكت عنه أبطحي، كما يبدو من سيرة "محاكم الثورة" السيئة الصيت، هو بكل تأكيد أعظم بكثير مما نطق به.
فهو سكت عن الكثير الكثير مما جرى له ولزملائه "المخمليين" المئة الآخرين، وراء "قضبان الثورة" و"أحمر أياتها"؟

فهو لم يخبر أقرباءه المقربين، عن أسباب فقدانه لأكثر من 25 كغ من وزنه خلال أسابيع!
هو لم يخبرنا، نحن البعيدين أيضاً، عما مارسته أجهزة الثورة السرية من تعذيبٍ وتهديدٍ ممكنٍ بالإعدام وفتحٍ مبينٍ لملفاته الشحصية، من ألفها إلى يائها.
هو لم يخبرنا عن "الصفقات السرية" الممكنة، التي عقدتها معه "آيات الثورة"، لإنقاذ حياته، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الثورة الباقية، والباقي من "رأسها الأقدس" الخميني، وآياته وفقهائه، و"ولايته المقدسة الأبدية الخالدة"؟
هو لم يخبرنا عن "خوفه البشري"، كأي إنسان من لحمٍ ودم، من أن تأكله الثورة، كما هي عادة كل الثورات على امتداد الزمان والمكان في هذا العالم، التي تتخصص وتجتهد في قضم وأكل أبناءها، وتقتل من ثم، وتصفّي وتنهي نفسها بنفسها!
وأخيراً وليس آخراً، هو لم يخبرنا، ما سوف تتفتق بها قريحته، إذا لم تخونه بالطبع ذاكرته، حين يباشر بكتابة مذكراته، عن إيران الثورتين، السابقة واللاحقة،؛ ثورة الخميني "الآياتية"، وثورة الإصلاحيين "المخملية"!

لا شك، أن أبطحي قد أنقذ ب"إعترافاته" هذه و"سكوته" عن "آيات الثورة" المسكوتة عنها منذ ثلاثين عاماً، حياته كإنسان، من ظلام السجن الطويل الممكن، وحبال مشانق الثورة الممكنة، التي أكلت الكثيرين من أبنائها ولا تزال، ولكنه قضى في المقابل، على حياته، سياسياً، ك"زعيم مخملي إصلاحي"، تاركاً المشهد السياسي في إيران، يغلي بين أبناء الثورتين؛ "ثورة الآيات الثابتة"، و"ثورة المخمليات المتحركة".

ولكن السؤال الذي يبقى من خروج أبطحي على المخمل، هو:
هل سيذكّر أبطحي في القادم من مذكراته، إيران وشعوبها، ب"حديد ونار" ثورتها التي "ترفض كل أبناءها الصادقين كإسمه"، كما جاء في مذكرات القاضي الأحمر صادق خلخالي، أم أنه سيسكت عن "إيران المسكوتة عنها" منذ عقودٍ ثلاثة، كسواه من المنزوين في صمتهم و"سكوتهم الذي من ذهبٍ"، المنسحبين من "إيران السياسة"، إلى ال"إيرانات الأخرى"، وما حواليها من أشياء أخرى كثيرة، إلى الأبد؟




#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لن يتغيّر في كردستان!
- كُتاب -التربية الوطنية-
- عندما يصبح الفكر -زبالة-: دفاعاً عن عقل القمني
- سلوك سوريا -الثابت-
- أمريكا المتحوّلة والمسلمون الثابتون
- صدام مات..فيما العراق بسلوكه حيٌّ يرزق
- كردستان الإنتخابات: خرافة تمثيل الأقليات
- مشكلة الموصل: بين مطرقة بغداد وسندان هولير
- موسم الهجرة إلى البرلمان
- هل رأس كردستان هو رأس الفساد؟ (2/2)
- هل رأس كردستان هو رأس الفساد(1/2)
- ثقافة الزعيم، كردياً
- تورك: من لغة القنابل إلى قنابل اللغة
- بيت أردوغان الذي من زجاج
- نقمة العَلَم السوري: قتل العلَم بالعَلم
- واأردوغاناه!!!
- أردوغان، خاطفاً لفلسطين
- مسعود بارزاني: كردستان في الإتجاه الخطأ
- خالد مشعل: سياسة طهي الدين
- دول الشوارع


المزيد.....




- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هوشنك بروكا - خروج أبطحي على -المخمل-