|
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....28
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى
كل من تحرر من أدلجة الدين.
كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.
الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.
العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.
من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.
من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.
محمد الحنفي
الحزبوسلامي والتعبير عن الانتماء الطبقي:.....3
3) وعلى مستوى الطبقة البورجوازية الوطنية، التي تقتنع بالإيديولوجية الليبرالية، كما هي، فإن الحزبوسلامي، يرى أن هذه الطبقة تسمح بحركته، وتوفر له المناخ الديمقراطي، الذي يمكنه من الوصول إلى معظم الجماهير الشعبية الكادحة، وإلى تلك البورجوازية نفسها، التي يمكن أن تقتنع بأن ما يدعو إليه الحزبوسلامي، يدخل في مكونات مجتمع المسلمين، الذين تسعى البورجوازية إلى تنظيمه، والتمكن من حكمه، وتطويره.
والمفارقة التي تسقط فيها البورجوازية التي يمكن أن تعتبر وطنية، وهي في الواقع ليست إلا مبشرة بالليبرالية بمفهومها القديم، هو أنها لا تعتبر الحزبوسلامي نقيضا لها، بل تشرع في التملق إليه، عن طريق تقديم الدعم المادي، والمعنوي، ليقوم بدوره في محاصرة تغلغل النظام الرأسمالي العالمي، الذي يقف وراء سيطرة النظام الرأسمالي التابع في بلدان المسلمين. وهي بذلك الدعم لا تعمل إلا على تقوية الحزبوسلامي، الذي يتمسكن حتى يتمكن، ليستوعب البورجوازية الوطنية في صفوفه، لسذاجتها، ولعدم قدرتها على إدراك خطورة استغلال الدين الإسلامي على مستقبلها.
4) وعلى مستوى البورجوازية الصغرى، حاملة الميول التوليفية، والتوفيقية، والتلفيقية، والانتفاعية، والانتقائية التي تصوغ إيديولوجيتها، بالانتقاء من مختلف الإيديولوجيات، بما فيها أدلجة الدين الإسلامي. فإن الحزبوسلامي لا يرى مانعا من التعامل مع هذه الطبقة، واعتبارها مجالا للحركة، والاستقطاب، وإقناع البورجوازيين الصغار بأدلجة الدين الإسلامي، واعتبار تلك الأدلجة هي المبتدأ، والمنتهى، واعتبار الحزبوسلامي هو الحزب الأكثر تأهيلا لقيادة حركة البورجوازيين الصغار؛ بل، وتمكينهم من الانضمام إلى الحزبوسلامي، وتجسيده على أرض الواقع، وقيادته في أفق الوصول إلى السلطة، وتوظيف شرائح البورجوازية الصغرى من أجل ذلك.
ولذلك نجد ان الحزبوسلامي ينتعش في صفوف هذه الطبقة، ويراهن عليها في تحقيق مخططاته الإيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، والقمعية. ولأنه بهذه البورجوازية التي في أوساطها المتعلمون، يمكن النفاذ إلى نسيج المجتمع. ولأن نخبتها متطلعة، فإن هذه النخبة سرعان ما تحقق تطلعاتها بالانتماء إلى الحزبوسلامي، والانتقال من بورجوازية صغرى، إلى بورجوازية كبرى، أو متوسطة، ليبقى لها الخيار بعد ذلك، على أن تبقى متمسكة بالحزبوسلامي، أو تغادره للانضمام إلى حزب يتناسب مع وضعيتها الجديدة، ويمكنها من تحقيق تطلعات أخرى توصلها إلى مراكز القرار، ومراكز النفوذ، لحماية مصالحها الاقتصادية الجديدة.
5) وعلى مستوى الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، فالحزبوسلامي يجعل من أولى أولوياته، الحيلولة دون امتلاك وعيها الطبقي، بنشر أدلجة الدين الإسلامي بصفة عامة، والفكر الخرافي بصفة خاصة، في صفوف الطبقة العاملة، والعمل على جعلها تعتبر واقعها قضاء، وقدرا، وأن لا تفكر في أمور أخرى غير الاعتقاد بأن الإسلام هو الحل، وبأن الدولة الإسلامية، وحدها، تستطيع إيجاد الحلول لمشاكل الطبقة العاملة، لا عن طريق تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية فقط، بل عن طريق تطبيق الشريعة الإسلامية في المعاملات، وفي الحدود بين الناس، على أساس "المساواة" فيما بينهم. وحين ذاك، نستطيع أن نحقق "العدل" بين الناس.
ونظرا لأن الطبقة العاملة لا تملك وعيها الطبقي، ولا تدرك مدى خطورة الاستغلال الممارس عليها، فإن تضليلها بواسطة ذلك الخطاب الإيديولوجي / الديني / الخرافي، سيقف سدا منيعا دون نفاذ ذلك الوعي إلى صفوفها، لتبقى قادرة على فهم ما يمارس عليها، وغير مدركة للتحولات التي تؤدي إلى تقليص عدد العاملين، وزيادة الأرباح التي يحققها المستغلون. وإذا وجد في صفوف الطبقة العاملة من يحمل الوعي الحقيقي، فإنه يوصف بأمور لا علاقة لها بواقع الطبقة العاملة، ولا بالدين الإسلامي، مما يؤدي إلى التنفير منه، وابتعاد العمال عنه، وتحريضهم على محاربته بدعوى الكفر والإلحاد.
وهكذا نجد أن الحزبوسلامي يحاول، جاهدا، أن يعبر عن جميع الطبقات الاجتماعية، ليجعل من نفسه قبلة يتجه إليها الجميع، بمن فيهم الذين لم يصنفوا بعد في أي طبقة؛ لكن الواقع العنيد يصر على أن الحزبوسلامي، كسائر الأحزاب، يعبر عن الطبقة التي استأثرت بقسط من الثروة، عن طريق استغلال الدين الإسلامي، واستغلال المسلمين، باعتبار ذلك الاستغلال وسيلة للإثراء السريع، كما نلاحظ ذلك على أرض الواقع.
وإلا، فمن أين للحركات الحزبوسلامية بتلك الإمكانيات الضخمة التي أصبحت موجهة لمحاربة أمريكا، التي دعمت الحزبوسلامي دعما لا محدودا في العقود السابقة؟
من أين لهم بالأموال الطائلة التي يوزعونها بواسطة الجمعيات الحزبوسلامية على المواطنين من أجل استقطابهم إلى الحزبوسلامي، أو إلى التصويت عليه في الانتخابات المختلفة؟
وهو بذلك حزب طبقي، مما يعتبر تفنيدا لإدعائه بأنه حزب للجميع ليس إلا.
وهنا نصل إلى طرح السؤال: هل يمكن اعتبار الحزبوسلامي حزبا للفلاحين الصغار، والمعدمين؟
إن علاقة الحزبوسلامي بالفلاحين تكاد تختصر في الحمولة الإيديولوجية؛ لأن الفلاح الصغير، والمعدم، يكون أكثر ارتباطا بالأرض، وأكثر التصاقا بها؛ ولكنه، في نفس الوقت، لا يملك المعرفة العلمية التي تجعله يحسن استغلال الأرض، ويقف على معرفة طبيعة الظواهر المختلفة، التي لها علاقة بتحولات الطبيعة، ما يجعله يلجأ إلى الفكر الخرافي لتفسيرها، يجري، فيقع أسيرا لذلك الفكر.
ولذلك يسجل اختراق صفوف الفلاحين، لاقناعهم بأدلجة الدين الإسلامي، الذي تتحول تأويلاته إلى خرافات. إلا أن ارتباط الفلاح بالأرض يجعله، أكثر من غيره، يخاف على تلك الأرض، ويؤهله للارتباط بالسلطة القائمة لدعم بقائه على الأرض، أو لتمكينه منها، إن كان معدما، حتى يجد وسيلة للعيش، والبقاء في الحياة. ولذلك نجد ان الحزبوسلامي يجد صعوبة في الحصول على منتمين إليه من صفوف الفلاحين الصغار، والمعدمين للاعتبارات الآتية:
1) لكون الفلاحين لا يملكون الوقت الكافي لاستيعاب أدلجة الدين الإسلامي؛ لأن ما يحتاج إليه من الدين، لا يتجاوز ما يساعده على أداء فرائضه، ولا يرغب في الوصول إلى السلطة، ولا يساعد أية جهة على ذلك، إلا إذا كانت تلك الجهة حليفة طبيعية، والجهة الحليفة الطبيعية، هي الطبقة العاملة، وحزبها الثوري، في مرحلة الحسم مع الطبقة التي تمارس الاستغلال.
2) لكون الأمية تنتشر بينهم، مما يجعلهم يعتمدون، فقط، على ثقافة المشاهدة، والسماع، التي لا تنفذ إلى عمق الأشياء. ولا يتمكن الفلاح من تكوين تصور شامل لما يجب أن يكون عليه واقعه الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي. وما يسمعه أو يشاهده يمكن أن يغير أي شيء في أية لحظة، وهو بالتالي يقع أسيرا للعادات، والتقاليد، والأعراف، كمصادر للمعرفة التي تحكم مساره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي. ووسائل التثقيف الحديثة غير مستوعبة من قبله، مما يجعل الحزبوسلامي يبذل مجهودا أكبر، لينال تعاطفا أقل في صفوف الفلاحين الصغار، والمعدمين.
3) كون الفلاح الصغير، أو المعدم، لا يتوفر على الوقت الذي يتفرع فيه لاستيعاب التأويلات الإيديولوجية للحزبوسلامي، لذلك، فانسياقه وراءه، يعتبره لفظيا فقط. إلا أنه سرعان ما يتوقف بمجرد ما يحضر مؤثر آخر يؤدي إلى توقيف ذلك الانسياق، ليحل محله انسياق آخر، نظرا لطبيعة التربية التي تستمد جذورها من الاستبداد، والتي تتحكم في سلوك الفلاح. ثم إن الفلاح الذي ينشأ على الارتباط بالأرض، لايقتنع إلا بالمنفعة الآتية، التي تجره إلى الارتباط بأي حزب، كما تجره إلى الارتباط بالأرض، التي هجرها في سنوات الجفاف، ليعود إليها في السنوات الممطرة. ولذلك نجد ان الحزبوسلامي يركز على تنظيم عملية "الإحسان" الموجهة إيديولوجيا، وسياسيا، في أوساط الفقراء، والمعوزين، ومن بينهم الفلاحون الصغار، والمعدمون، تكون تلك المنفعة فاعلة في ربط هذه الشرائح بالحزبوسلامي، ليستفيد منها في المحطات الانتخابية المختلفة.
4) كون الفلاحين الفقراء، والمعدمين، ينتجون من عملهم في الأرض لصالحهم، في معظم الأحيان، ولا يعولون على الاعتماد على غير عملهم في الأرض التي تزدا عطاء. لذلك فهم لا يقبلون الوافد إلا إذا كان يقف وراء مضاعفة عطاء الأرض، أو وراء جعل الفلاح يطمئن على مصيره بعد الموت، فنجده يتقبل استغلال خطاب الحزبوسلامي للمنفعة المرجوة بعد الموت.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|