أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية














المزيد.....

كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باختصار شديد و اراء صريحة و دون لف او دوران، فيما يخص المثقف و ارائه و ما انعكف عليه خلال الفترة السابقة من المرحلة الحساسة من تاريخ اقليم كوردستان و ما جرى من الحملات و الترويجات و ما تغيرت من الخارطة السياسية ،ما يمكننا ان نقف عند دور المثقف و ما اهتم به و برز نتيجة افعاله في تلك الفترة و في هذه المرحلة التي مرت و التي كانت اكثر اختلافا من الانتخابات السابقة ، بحيث كان لهم الدور المحدد في التاثير على الراي العام و توجيه الناخب نحو جهة ما دون اخرى، هذا ما كان يميز مثقفي هذه الدورة عن سابقاتها . و ما المستقاة خلال تلك الفترة هو وقوف العديد من المثقفين البارزين الى جانب طرف من التوجهين المسيطرين، اما المعارضة او السلطة، دون الاحتفاظ على حياديتهم المفيدة اكثر و التي تصقل من افكارهم و تزيد من تاثيراتهم و دورهم و مصداقيتهم بعيدا عن المصالح التي هي تدخل في صلب السياسة و ما فيها ، و هذا امر سلبي للوضع العام في كوردستان و للثقافة بشكل خاص ، بحيث يمكننا ان نشير الى ان الانتقاد واجب لاصلاح الامور و فرض التغيير بشرط ان تكون نابعة من الطرف الموثوق المحايد ، و يجب ان يكون الهدف و الجوهر المعني و النظرة منها هو التطور وضمان الحرية و تامين العدالة الاجتماعية و تقديم الخدمات و رفع مستوى حياة المجتمع بكل مجالاتها .
ان المثقف المنتمي لحزب ما و يؤمن بفكره و عقيدته و واجباته الايديولوجية ، لا غبار عليه على ما يعبٍر عنه و ما هي وجهة نظره من خلال رؤية تنظيمه و هو معلوم للجميع و وفق ما يعتمد من الدلائل و المنطق يمكنه ان يحلل و يفسر و يقنع الناس ، اما الذي يعتبر نفسه مستقلا محايدا مثقفا بعيدا عن الانتمائات و التحزب المصلحية سوى كان وطنيا او ديموقراطيا يساريا كان ام يمينيا في اعتقاداته لا يهمه سوى مصالح الشعب و مستقبل اجياله و هو الذي يعبر عما يجول في خاطره و يعلن على انه على بعد و مسافة واحدة من جميع الاطراف ، و على حين غرة و في وقت حساس ، ان التوى و عرج و مال الى طرف ، و حاول ان يجرف ما يقع امامه و يحاول ان تسير المياه لجهة ما وراء ما يفتح الطريق بمعوله ، لا يمكن ان يعيد مصداقيته و اعتبارات حياديته كما كان مهما ادعى و انكر بعد فوات الاوان .
و ما يؤسف له ان الفترة السابقة من الوضع العام في اقليم كوردستان شهد انفطار و انقسام العديد من الشرائح و الطبقات و المجموعات ، و لكن الاكثر سلبية من الجميع ، هو ما جرى للمثقفين استنادا على المناطقية و التوجهات الضيقة ، و ان كان من دون قصد او تخطيط ، و كما شاهدنا تقسيمهم على التوجهين و المنطقتين ، بحيث لم نسمع من كان في الساحة المعترضة على اساليب السلطة ( اعني الاسماء البارزين ) و هو لم يدعم الجهة المسيطرة على ساحته و التي يساكنه في محافظته ، و العكس صحيح ايضا ، اي حتى المثقفين توزعوا على اطراف السلطة و المعارضة ، و للاسف انقسموا جغرافيا ايضا و هذا ما يترك اثره السلبي الطويل الامد على الواقع الثقافي السياسي في كوردستان ، و لم تبق فسحة لبقاء التاثيرات و التوجهات المحايدة المُصلحة و المعدٍلة للمثقفين ، و هذا ما يحز في النفس في الوقت الذي نعيش عصر الحرية و العصرنة و الافكار العالمية و الحرية و الديموقراطية و ضمان حقوق الانسان و الافكار الانسانية قبل اي فكر اخر ، و دنيا المعلوماتية و التقدم التكنولوجي، و لم ابالغ ان قلت لازال حتى مثقفينا يحصرون بانفسهم في الاطر الايديولوجية الضيقة و العتمدين على المصالح الشخصية و التي من المفروض ان يكونوا اكبر منها ، و من المحزن ان يعتمدوا على عقلهم الباطن و مستندين على لاشعورهم و ما تفرزه من المناطقية الضيقة و البعيدة عن مصالح الوطن و الامن القومي ، و العاطفة اجبرتهم على ان لا يبتعدوا عما يجبرهم في الانتماء الى المدينة او المنطقة قبل كوردستان و ما فيها . و من الامور التي كشفت الجوهر الحقيقي للمثقفين الحقيقيين عمليا و ليس كما يدعي اي منهم هو اتخاذ كل مجموعة مثقفة متاريس حزبية او جهوية او مناطقية او فكرية انية ، و هم اختاروها من تلقاء انفسهم و بتاثيرات قربهم المناطقي او العاطفي او الاجتماعي او الايديولوجي و عاطفتهم و حنانهم الى موقع و مسكن الطفولة و التي من الواجب ان يكونوا اكبر من كل تلك التوجهات و ترسباتها . و ما هو المؤسف في ذلك انهم دعموا جهة دون اخرى متمنين في استلامها للسلطة و لاي غرض كان ، و انهم بذاتهم و بكل عقليتهم و ارادتهم و ما يملكون كانوا يعلمون انهم يحاربون لجهة و من خندقها ، و من المؤسف هذه الجهات لم يكن لديهم هدف من تورط المثقفين سوى مساعدتهم لتوجيه الراي العام و كسب الاصوات في سبيل استلام السلطة فقط او البقاء عليها و هم متسلطون ، كما كانت في المقابل يُعتبرون كآلة لترويج السلع المطروحة ايام الحملات الانتخابية ، و هذه هي المصيبة الكبرى و الخطا الذي وقع فيه المثقفون ، و يمكن اعتباره الكبوة او الانتكاسة الثقافية ، لانها تحتاج لمرحلة و فترة اخرى كي تبرز مجموعة مستقلة و محايدة من المثقفين ، و لا يهمهم سوى تقويم الوضع و التحليل العلمي الصحيح و الانتقادات من اجل الاصلاح و التغيير في المجتمع ، يجب ان يكون هذا نابع من رحم المجتمع و ليس ضمن الصراع للاحزاب و لاهداف ايديولوجية قحة فقط كما نرى اليوم . سوى كانوا على علم ام لا فان استلمت المعارضة السلطة او بقيت السلطة على حالها كما كان ، فان المثقفين يُهمشون بعد فترة الترويج و اعلان النتائج الانتخابية مباشرة دون اي تاخير ، و هم اضروا بانفسهم قبل غيرهم ، و به يتضرر الشعب جميعا كتحصيل حاصل لذلك ، وبعد ذلك يمكن ان يبدا كبت اصوات المثقفين الباقين من المخلصين للثقافة و الادب ، و هذا جزء من اخطائهم بانفسهم ، سوى كان بعلمهم او دون قصد ، و كافراز لمواقفهم و ارائهم .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتمال اشعال امريكا للضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة عند زي ...
- الديموقراطية و الطبقة الكادحة
- الخطوات المطلوبة لما بعد الانتخابات البرلمانية في اقليم كورد ...
- النتائج الاولية للانتخابات تشير الى تغيير الخارطة السياسية ف ...
- كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبي ...
- مهام هيئات و مؤسسات الاستفتاء و الاستبيان الرئيسية و مصداقيت ...
- الوضع الاجتماعي السائد بحاجة الى التنافس الحر الامن
- تجسيد اليسارية الحقيقية بحاجة الى الديموقراطية الراسخة
- اين مصالح الطبقة الكادحة في ظل ما يجري على الساحة العراقية ؟
- هل يصح رفض ما هو المنجزمن اجل اهداف سياسية بحتة ؟
- الديموقراطية الحقيقية دواء لعلل الشرق الاوسط
- المصالحة العامة من ضرورات العصر في المنطقة باجمعها
- المعارضة المتشائمة و قصر نظرها تجاه المنجزات و الاحداث و الم ...
- ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا
- هل حصل الاصلاح لكي يتم التغيير في اقليم كوردستان ؟
- هل يحق لاقليم كوردستان اقرار دستوره الخاص بحريٌة
- ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر
- التغيير في المجتمع و ليس الحزب فقط
- وسائل الاعلام و المثقف و الكيانات السياسية في عملية الترويج ...
- الاحداث تكشف الخفايا احيانا


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية