|
من سيرة الرصافي وردود الفعل على كتاب الشخصية المحمدية
رياض الحبيّب
الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 07:57
المحور:
الصحافة والاعلام
أثار كتاب «الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس» لمؤلفه أديب العراق الكبير معروف الرصافي جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية منها والثقافية. فلاقى ترحيباً وإطراءً وتقويماً وتكريماً في الأوساط المتمدنة، في وقت لاقى استهجاناً وامتعاضاً واستنكاراً وحَجْباً في الأوساط الأصولية. ومن البديهي أن يُثير كتاب مثل هذا الأوساط غير القابلة للتحرر من موروثات السلفية لتتخذ من محتواه ذريعة لتكفير مؤلّفه كما جرت عادتها، علماً أنّ امتعاضها من كل جديد ومفيد بات مألوفاً لدى العلمانيين وقوى اليسار وسائر حركات التحرر في العالم، بالإضافة إلى أتباع الديانات الأخرى، لما في الشريعة الإسلامية من صعوبة في تقبّل الآخر والتعايش معه؛ تكمن الصعوبة في عدم الإعتراف- عن قناعة دينية- بحقه في الوجود وعدم الإعتراف بحريّة الفكر والمعتقد وممارسة حياته وتقاليده كما يشاء، بما أنّ الآخر مختلف بالعقيدة كنقطة جوهرية في بنود الشرع المحمّدي.
أمّا بعد فقد آليت على نفسي أن أعيد إلى الذاكرة شيئاً من سيرة الرصافي- رحمة من الله عليه- والآراء المختلفة التي قيلت حول كتابه في الصحافة والإعلام ولا سيّما المنشور منها في بعض المواقع الالكترونية. ولي بالمناسبة سلسلة عرضتُ من خلالها كتابَ الرصافي وقمتُ بالتعليق على بعض ما ورد فيه من شرح وتحليل. وهنا رابط الحلقة السابعة من البحث، آملاً في استكماله قريباً: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=179936
___________________________________________
هنا جانباً من السيرة الذاتية للشاعر معروف الرصافي- نقلاً عن ويكيبيديا- بتصرّف:
معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري، شاعر عراقي من أب كردي ينتسب لعشيرة الجبارة التي تسكن مدينة كركوك وأمّ تركمانية من عشائر القره غول والتي يرجع أصولها إلى قبيلة الشاة السوداء التركمانية التي حكمت العراق وقسماً من إيران زمناً ما قبل العثمانيين. ولد في بغداد- جانب الرصافة- عام 1875م ونشأ فيها حيث أكمل دراسته في الكتاتيب، ثم دخل المدرسة الرشيدية العسكرية فتركها بدون أن يحرز شهادتها، وانتقل إلى الدراسة في المدراس الدينية على أيدي علماء بغداد الأعلام، تتلمذ للشيخ العلّامة محمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، وتخرّج عليه وكان يرتدي العمامة وزيّ العلماء وسمّاهُ الآلوسي (معروف الرصافي) ليكون في الصلاح والشهرة والسمعة الحسنة، مقابلاً لمعروف الكرخي (ت 815م) وهو أحد سادات الصوفية في بغداد.
وعُيِّن الرصافي معلماً في مدرسة الراشدية التي أنشأها الشيخ عبد الوهاب النائب، شماليّ الأعظمية، ثم نقل مدرساً للأدب العربي في الإعدادية ببغداد، أيام الوالي نامق باشا الصغير عام 1902م وظل فيها إلى أعلان الدستور عام 1908م، ثم سافر إلى استانبول فلم يحظ برعاية، ثم عين مدرساً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ومحرراً لجريدة سبيل الرشاد عام 1909م، وانتخب عضواً في مجلس {المبعوثان} عام 1912م، وأعيد أنتخابه عام 1914م، وعين مدرساً في دار المعلمين في القدس عام 1920م، وعاد إلى بغداد عام 1921م. ثم سافر إلى الإستانة عام 1922م، وعاد إلى بغداد عام 1923م، وأصدر فيها جريدة الأمل، وأنتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق عام 1923م، وبعد ذلك عين مفتشاً في مديرية المعارف ببغداد عام 1924م ثم عين أستاذاً في اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1927م.
عاصر معروف الرصافي الشاعرَ العراقي جميل صدقي الزهاوي وقد دعا كلاهما إلى تحرير المرأة ونزع الحجاب (العباءة) التي كانت مستخدمة من قبل عامة نساء العراق. ولكن كانت المنافسة والخصومة بينهما شديدة حيث قال الرصافي أشياء كثيرة للنّيل من الزهاوي ولكنْ- والحمد لله- قد انتهت الخصومة بالصلح قبل وفاة الزهاوي (سنة 1936) في جلسة صلح نظّمها محمود صبحي الدفتري في داره في الحيدرخانة وقد حضر الجلسة عبد العزيز الثعالبي وروفائيل بطي وفؤاد السمعاني والعلّامة محمد بهجت الأثري.
وارتحل الرصافي إلى مدينة الفلوجة عام 1933 بعدما سئم الحياة في بغداد، ولغرض التفرغ للمطالعة والكتابة فكان يمضي مدة الصباح حتى الظهر بالكتابة، لكنه حتى بعد مغادرته الفلوجة إبّان أحداث ثورة مايس 1941م، ونشوب الحرب بين الجيش العراقي والقوات البريطانية، لم يكمل تأليف كتابه (الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) والذي ظل مخطوطاً ومحفوظاً طيلة سنوات؛ منه نسخة لدى الاستاذ كامل الچادرچي وأخرى لدى الاستاذ طه الراوي وثالثة في المجمع العلمي العراقي وكان أبي- أي والد الكاتب الذي دوّن سيرة الرصافي في ويكيبيديا- قد اسنتسخ نسخة له عام 1949م. وقد نُشِر الكتاب في مدينة كولونيا- ألمانيا عام 2002م، من قبل دار الجَمَل والتي يديرها الشاعر العراقي خالد جابر المعالي وهو معروض الآن في سوق الكتب.
وقد اهتم الباحث العراقي د. يوسف عز الدين ببعض أحاديث الرصافي وحققها ونشرها عام 2004م في كتاب عنوانه {الرصافي يروي سيرة حياته} وقد سَجّل الحياة الإجتماعية والسياسية والفكرية بكل جرأة وصراحة، صادراً عن دار {المدى} وموزَّعاً على ثلاثة أبواب.
وللرصافي كتب عدّة، منها (ديوان الرصافي) و(محاضرات في الأدب العربي)
توفي الرصافي في داره في محلة السفينة في الأعظمية ليلة الجمعة 16 مارس 1945م وشُيِّع بموكب مهيب سار فيه الأدباء والأعيان ورجال الصحافة ودُفِن في مقبرة الخيزران، وصلّى على جنازته الشيخ حمدي الأعظمي، وشهد الصلاة عليه الشاعر وليد الأعظمي، ولقد قيلتْ في تأبينه قصائد كثيرة. .............. أقتطف من قصائده: قال في وصف عظمة الله- من مجزوء بحر الرجز في علْم العروض- أنظرْ لتلك الشجَرهْ ... ذات الغصون النظِرهْ كيف نمَتْ من حبّة ... وكيف صارتْ شجرهْ فاٌبحث وقلْ مَنْ ذا الذي ... يُخرجُ منها الثمرهْ
وفي وصف فقر امرأة مات عنها زوجها- من بحر البسيط- لقيتها ليتنـي ما كنـت ألقاها... تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها أثوابـها رثة والرجـل حـافية ... والدمع تذرفهُ في الخدّ عيـناها بكت من الفقر فاحمرّت مدامعها ... واٌصفرّ كالورْس من جوع محياها مات الذي كان يحميـها ويسعدها ... فالدهر من بـعده بالفقر أنساها
وفي ردّ على الإحتلال البريطاني- من بحر الكامل- أنا بالحكومة والسياسة أعرَفُ ... أألامُ في تفنيدها وأعَنّفُ؟ علَمٌ ودستورٌ ومجلسُ أمة ... كلّ عن المعنى الصحيح مُحرّفُ أسماءُ ليس لنا سوى ألفاظها ... أمّا معانيها فليست تعرَفُ من يقرَءِ الدستور يعلمْ أنهُ ... وفقاً لصكّ الانتداب مصنّفُ
* تنويه مهم: قام أحد شعراء العراق المعاصرين (خلدون جاويد) بمعارضة القصيدة المذكورة، لكنّ بعض الصفحات الالكترونية- غير المثقفة ما يكفي- قد وضعت اسم الرصافي عليها جهلاً منها بأسلوب شعر الرصافي. هنا كلام الشاعر المعاصر في مقدمة مقالة له تحت عنوان (نشروا قصيدتي بإسم الرصافي) ورد في مقدمتها: ((أعاد احدهم نشر قصيدتي، عن قصد او غير قصد، لكنه للأسف وضع اسم الشاعر معروف الرصافي امامها. لقد اساء الأخ للرصافي لأن شعري لايرقى الى مستوى هذا العملاق، وأساء لي لأنه رحـّل حقي الى غيري...)) وهنا أقتطف من قصيدته المعارضة- مع تحّيتي له على موقفه النبيل وتقديري: (أنا بالحكومة والسياسة جاهل ُ) عمّا يدور من المكائد ِ غافل ُ لكنني هيهات أفـْقهُ كوننا شعبا ً يتامى جـُلـّه ُ وأرامل ُ في كل ّ يوم ٍ فتنة ٌ ودسيسة ٌ حربٌ يفجّرُها زعيم ٌ قاتل ُ هذا العراق سفينة ٌ مسروقة ٌ حاقت براكين بها وزلازل ُ وهنا المزيد ممّا ورد في مقالته مضافة إليها قصيدته: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=175477
________________________________
وهنا أقتطف أجزاءً من مقالات تمثل بعض ردود الأفعال الإيجابيّة منها والسلبية على كتاب الرصافي- محور البحث:
1 الكاتب خالد غزال- عن أحد المواقع العلمانية (الأوان) في 11 كانون الثاني (يناير) 2209 عندما يجري تناول الكاتب العراقي معروف الرصافي (1875-1945) في الأبحاث والدراسات، يجري التركيز على كونه شاعراً كبيراً من شعراء العصر العربيّ الحديث الذين قدّموا مساهمات جدّية في تحديث هذا الشعر. تجهل غالبية الناس وحتى الدارسون أنّ معروف الرصافي كتب في العام 1933 واحداً من أهمّ الكتب حول الإسلام ونبيّه أسماه “كتاب الشخصية المحمدية” خالف فيه الكثير من الأفكار السائدة حول النبوّة، وتصدّى إلى الأساطير والقراءات غير العقلانية للتراث الإسلاميّ. تواطأ الجميع من سلطات رسمية ومؤسّسات دينية ودور نشر على إخفاء الكتاب ومنع تداوله والحجر على الجديد الذي أتى به الرصافي، ولم تجرؤ دور نشر على طبعه في بلده الأمّ أو في سائر البلدان العربية، وعندما تيسّرت طباعته إنما كان ذلك في ألمانيا وبمبادرة من (منشورات الجَمَل) لكنّ مصير الكتاب كان دوما المصادرة من المكتبات ومعارض الكتب.
يحوي الكتاب مادّة ضخمة من الأفكار والتحليلات حول الدعوة المحمدية تشكل مادّة خصبة في مقارعة التيارات الأصولية وفكرها في زمننا الراهن، بل تشكّل جديدا حقيقيا في قراءة ما شاب الإسلام والدعوة من تحريفات وأسطرة وتشويه حقائق التاريخ الواقعي لحياة الرسول وسياق دعوته، بعيدا عن الإسقاطات الحديثة للفقهاء ورجال الدين الذين يعملون لاختراع تاريخ لرجال الدعوة يتناسب مع ما يرونه مناسبا لمنهجهم ورؤيتهم، وليس كتابة التاريخ كما تقدّمه وقائع تلك الفترة (أي تاريخ نزول الدعوة) والعوامل المحيطة بها.
وعلى رغم أن الرصافي حاول أن يقدم قراءة موضوعية لشخصية الرسول معتمداً فيها على السير الذاتية المعروفة، ولم ينطق الرجل عن موقع "الحادي" أو مناقض لجوهر الدعوة الإسلامية، إلاّ أن ذلك لم يمنع أخصامه من الاتهام بأنه شكك وطعن في القيم والمبادئ والمثل الإسلامية بل في كل الموروث الإسلامي.
وذهب بعض الناقدين إلى القول أن كتاب الرصافي يشكل خطورة أكبر من "الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول" والتي أثارت ضجة كبيرة في العالم الإسلامي، وأنه أيضا أخطر من كتاب سليمان رشدي "آيات شيطانية" والذي استحق عليه الكاتب الهندي الأصل هدر دمه ومكافأة لمن بطبق هذه الفتوى التي أصدرها الإمام الخميني. لم ينجُ الكتاب وصاحبه في كل البلدان العربية من تهمة التكفير لصاحبه، وكانت الدعوات صريحة في هذا المجال، ولو أتيح للرصافي البقاء حيا إلى هذا الزمن لكان من المحتم أن يلاقي ربه على يد متطرف أصولي على غرار ما ناله "فرج فوده" و"نجيب محفوظ" في مصر سابقا.
مهما قيل في الرصافي وكتابه من تشنيعات، فان كتاب "الشخصية المحمدية" يظل محتفظا بموقعه واحدا من الدراسات العلمية حول النبي محمد، ونقطة مضيئة في معركة المجتمعات العربية لنزع الموروث المعيق لتقدمها وولوج باب العقلانية في قراءة تاريخها وتراثها المتعدد الجوانب وعلى الأخص منه التراث الديني. من دون وضع هذا التراث على مشرحة النقد التاريخي والعقلاني، سيصعب على المجتمعات العربية والإسلامية اجتياز نفق التخلف الذي تقيم فيه منذ عصور مزمنة. بذلك يكون كتاب الرصافي احد الأسلحة في هذه المعركة المفتوحة. http://www.alawan.org
--------------
2 مراجعة: ســامي العامري- كولونيا 2006
نعم هذا هو الشاعر العراقي المعروف و أشهر من نار على علم ابتدأ مؤمناً وتعلم بمدارس دينية ثم أعلن إلحاده وترك الإسلام. الكتاب الذي أحاول التعريف به اليوم ضخمٌ بشكلٍ يُثير الترَدّد في تناوله! [766 صفحة من القطع الكبير] ويتحدّث عن قضايا تجاوزتها المجتمعات والأمم وشعوب الأرض منذ مئات السنين وصارتْ في ذمة التراث وتغيّرت تواريخ وجغرافيات إلاّ عندنا نحن العرب وبعض البلدان التي تدين بالإسلام ولكن من قال لك أننا نضع للزمن وزناً ونقيم لهُ إعتباراً؟
قد يشفع للمؤلِّف أنه عاش في أوائل القرن الماضي لذلك نُقَيّم كتابه وفق معطيات عصره ونعتبره جريئاً بوقوفه ضدّ الكثير مما كان يُعتبر في عصره مُسَلّماتٍ وثوابتَ ومقدَّساتٍ أمّا أن يبقى هذا الكتاب كشأن الكثير من الكتب الأخرى ممنوعاً من التداول لحدّ الآن إلاّ في المغتَرَبات فتلك هي بلا ريبٍ خارقة الخوارق! بل غاية في انحطاط العقلية التي تطلق على نفسها دينية والعقلية السياسية وجمودهما وهزيمة أعلام التنوير, ولكن الى متى؟
وأنّ الرصافي كان معروفاً بصفته شاعراً قبل أيّ شيءٍ آخر فكما أنّ لإدّعاء امتلاك الحقيقة الإلهية المطلقة أعلامهُ ومُريديه خصوصاً في عراق اليوم فكذلك في عراق اليوم وعرب اليوم أعلام ومريدون في إدّعاء إمتلاك معجزة الحداثة فهي مفتاحهم السِرّي لدخول جَنّة المستقبل وحدهم, الرصافي إذاً وإنطلاقاً من هذه النقطة, يُعتبَر مُفَنِّداً للكثير من الآراء السَلَفية, ومدافعاً عن الأصالة ومنادياً بتنقيتها ما دام أنه يؤمن بفاعليتها وبأنها تدعو في جوهرها الى التقدم والرُقيّ. ورُبَّ أصالةٍ من ماضي العصور خيرٌ من حداثةٍ بدون جذور!
--------------
3 وهنا تحت خطّ عريض يتصدّر مقالة: ((علي دَّشتي ترجم بتصرف كتاب الرصافي «الشخصية المحمدية» ولم يؤلفه)) عنوان المقالة: «23 عاماً في السيرة النبوية».. ترجم إلى الفارسية ثم عاد إلى العربية بقلم: رشيد الخيُّون- الشرق الأوسط: الخميـس 17 جمـادى الاولـى 1426 هـ 23 يونيو 2005 العدد 9704
وقبل رمي تهمة السرقة على الأديب والدبلوماسي والسياسي علي دَّشتي علينا التأكد إذا كان قد قصد السرقة أم أنه أراد ترجمة النص وإصداره بالفارسية خالياً من اسم المؤلف؟ فهناك من الأدلة ما يؤكد تورط دَّشتي بسرقة الكتاب، وبالمقابل هناك ما يشير إلى دوره كمترجم حاول إبعاد اسمه من على غلاف الكتاب خشية مما يُرمى به من تهمة التجاوز أو تخطي الحدود في كتابة السيرة النبوية، على الرغم من أن «الشخصية المحمدية» كان كتاباً موقراً لشخصية الرسول، وليس فيه غير محاورة الروايات الواردة في سيرة ابن هشام، أو السيرة الحلبية.
وورد في مذكرات الرصافي: «ومنذ اختياري للفلوجة عزمت على تأليف كتابي الشخصية المحمدية، أجلو بها سيرة المختار، وفعلاً باشرت بتأليفه عندما وضعت قدمي في الفلوجة. وأنا إذ كان عملي ناقصاً فسببه قلة المصادر التي لديَّ، فأنا ألفت هذا الكتاب وليس لدي من أمهات المصادر سوى أربعة وهي: السيرة للحلبي، وسيرة ابن هشام، والتفسير للزمخشري ومعجم البلدان. وهذه الكتب الأربعة هي أيضاً ليست ملكي، وإنما استعرتها من مصطفى علي» (يوسف عز الدين، الرصافي يروي سيرة حياته، دار المدى 2004 ص110) وبدوري اطلعت على النسخة الأصلية المطابقة لنسخة منشورات الجمل، محفوظة في مكتبة هارفرد بكامبرج بالولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر من العام الماضي، مطبوعة عام 1991 على الورق العادي، بلغت عدد صفحات ملازمها السبع 1154 صفحة. يضاف إلى ذلك لم يكن مثل هذا التأليف غريباً على الرصافي فمن غير أعماله المجهولة، التي نشرها نجدة فتحي صفوة في التاريخ والعقائد، له: «الآلة والدواة»، و«دفع المراق في كلام أهل العراق»، «الرسالة العراقية» في السياسة والدين والاجتماع، و«نفخ الطيب في الخطابة والخطيب» وغيرها. أوردنا هذا لأن هناك مَنْ شكك بنسبة الكتاب إلى مؤلفه الرصافي... http://www.aawsat.com/details.asp?section=19&article=307523&issueno=9704
--------------
4 الأديب: عهد فاضل- ملحق النهار الثقافي
عمل الرصافي في الصحافة، وصدر ديوانه الاول في بيروت 1911 وترجم عن التركية. ولئن كان سبينوزا (1632-1677) من اوائل الذين تعرّضوا لاخضاع النص المقدس الاول- التوراة، للنقد التاريخي في كتابه الشهير "رسالة في اللاهوت والسياسة" وما حمله هذا الامر على المفكّر الهولندي اليهودي الاصل، فإن الرصافي من اوائل المثقفين العرب الذين قرأوا الشخصيات الدينية على خلفية الحركة التاريخية، وهو ما منع كتابه من الصدور قبل هذه الايام. لعل التناقض الذي يظهر في قراءة الشاعر العراقي النهضوي معروف الرصافي للتاريخ الاسلامي، يرجع الى ماهيّة الخطاب الديني نفسه، او كما يسميه المفكّر الالماني الشهير فيورباخ "تناقض الوحي الالهي" "الشخصية المحمدية" هو الكتاب النقدي الديني للرصافي، والذي أثار وقت فراغه من تأليفه عام 1933 عاصفة من الاحتجاجات، والتي أدت الى منع صدور الكتاب حتى بادرت "دار الجمل" في المانيا الى اصداره. وقبل التحدث عن مستوى التناقض الفلسفي الذي يظهر في الكتاب، تجب الاشارة الى السبب المؤدي الى منعه والاشكال الذي أثاره. فالسبب، ببساطة، هو اتجاه الرصافي لقراءة النص الديني على خلفية تاريخية، في معزل عن مستوى التلقي اليقيني، الاخير الذي يحيل مواجهة أثارها المعتزلة في ما سبق، وأطلق عليها اسم علاقة "الفكر بالنقل" أو الوحي والعقل. هذه المواجهة يظهرها الرصافي في استعراضه لعلاقة العقل بالوحي، أو بالنص. اعتمد الرصافي ما يمكن تسميته نقد السيرة... http://www.adabwafan.com/display/product.asp?id=53383
--------------
5 د. زهير محمد جميل كتبي- أديب وكاتب سعودي عن موقع الجزيرة الثقافية
أقسم بالله العظيم أنني صعقت وفجعت عندما قرأت كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس، لمؤلفه معروف الرصافي، معروف الرصافي المثقف والأديب والشاعر العراقي الشهير، والذي درسنا أدبه وشعره وثقافته ونحن صغار في المرحلة الاعدادية وما بعدها، هذا الشاعر المثقف العراقي الكبير والذي كتبت عنه الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه، وكل ما قرأته عنه من دراسات علمية عميقة وجاءت تؤكد على حسن إسلامه.
بيد أنني عندما قرأت كتاب الشخصية المحمدية استغربت ودهشت وتساءلت كيف استطاع معروف الرصافي- إن كان هو المؤلف الحقيقي- أن يغش ويضحك على هذه الأمة، التي احترمته وقدرته أجمل وأرقى تقدير وتكريم، لدرجة أن بعض الدراسات العلمية اعتبرته شاعر العراق الأول، وأن مكانته الشعرية في العراق، مثل مكانة أحمد شوقي في مصر،... لقد أراد الرصافي- إذا صحت نسبة الكتاب إليه وهو الذي طبعته دار الجمل- أن يهدم الدين الإسلامي عبر أسلوب التشكيك الفكري، وعبر استخدام والتعامل مع الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، واستخدامهما لخدمة أغراض مزاجه الفكري والثقافي أن الكتاب مليء بالظلمات المتكاثفة من أول سطر بالكتاب حتى نهايته السوداء، لقد غفل ونسي الرصافي، المثقف المتنور، بقصد وسوء نية، وهذا أمر بالغ الخطورة...
حقيقة أحسنت الجهات المصرية المختصة حين منعت دخول أو تسويق هذا الكتاب الخبيث في مصر، مما دفعني إلى شراء صورة منه بمبلغ خمسمائة جنيه مصري، رغم أنني لا أؤيد مصادرة الفكر ولكن هذا الكتاب فيه خطورة شديدة، بل بالغة الخطورة، خصوصا لو تمت قراءته من قبل بعض ضعاف الإيمان، أو من جيل الشباب، فقد يؤمنون بما ورد فيه من كفر والحاد وتشكيك وطعن في العقيدة الإسلامية وسيدنا محمد...
أزعم.. بل أقسم بالله أن ما وقع من رسام الكاريكاتير الدنماركي (Edgan Kokvold) والذي نشر رسما (كاريكاتيريا) ساخراً يوم الثلاثاء 26-8-1426هـ - 30 سبتمبر 2005م في صحيفة (جيلانذر بوستن) الدنماركية، أو ما قاله بابا الفاتيكان الكاردينال رتزينجر (بنيديكت) السادس عشر، بل أن هذا الكتاب أكثر خطورة من رواية آيات شيطانية لمؤلفها الإنجليزي سلمان رشدي، لما فيه من تطاول وحقد وطغينة، بل أنه يعتبر ضعيفاً جداً أمام ما كتبه هذا الخبيث الرصافي الذي نفث السم ودسه في ثنايا الحروف والكلمات والأفكار المظلمة. من أجل ماذا؟!... لا أعرف!
#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة السابع
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة السادس
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الخامس
...
-
ألا يُعْتبَرُ سُجُودُ المَلائكةِ لآدَمَ في القرآن شِرْكاً با
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الرابع
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الثالث
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الثاني
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الأولى
-
الإنفعال الإسلامي- إلى أين؟
-
لفت الإنتباه عن المسمّى حديث الله
-
مريم الإنجيل ومريم القرءان- تكملة الحوار
-
مريم الإنجيل ليست بنت هالي ومريم القرءان ليست بنت عمران
-
ردّاً على تساؤلات دينيّة
-
المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- خامساً
-
خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 4
-
خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 3
-
خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 2
-
الله يوناني
-
خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 1
-
أطفالنا وحق التمتع بالطفولة
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|