|
الثورة المضادة في التيار الإسلامي العراقي المعاصر
عبد الصمد السويلم
الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 07:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما تتحول الثورة إلى دولة تبدأ حالة سلبية من الدفاع عن النفس ولو على حساب التخلي عن الثوابت المبدئية وتستعين الثورة لأجل البقاء إلى اللجوء إلى إحياء أجهزة القمع السابقة وقوى الضغط (اللوبي) الرأسمالي المحلي واللجوء إلى حمى التسلح تحت ضغط وهم الخوف من السقوط السياسي مما يعني استنزاف كثير من الموارد الاقتصادية فضلا عن الحصار الامبريالي العالمي الاقتصادي وكل ذلك يكون على حساب المواطن البسيط الذي يبدأ بفقدان ثقته وهو يرى شريحة الطبقة الحاكمة تزداد نفوذا وثراء على حساب بؤسه المزمن دون أن يرى أي مكاسب ونجاحات حقيقية لفي حياته اليومية،وهذا ما حدث في الثورة الروسية البلشفية وفي الثورة الإسلامية الخمينية في إيران وباستمرار الوقت تنشأ طبقة من المافيا الحاكمة تفكر بل وتعمل على انتحار الثورة والقيم الثورية باسم التعايش السلمي وتقاسم النفوذ مع الامبريالية الأمريكية ،وما حدث في الانتخابات الرئاسية في إيران ما هو إلا صراع بين قوى الانحراف الرأسمالي الإيراني (رفسنجاني،متكي،موسوي) مع الأصوليين الثوريين في الموقف من أمريكا ،بل وإننا نجد بان الانحراف في قيادات التيار الإسلامي في العراق سواء حزب الدعوة أو المجلس الأعلى أو التيار الصدري إلا نموذجا مشابها متأثرا بالصراع الأمريكي الإيراني ـوبعبارة أخرى صراع بين اليمين واليسار الإسلامي رغم إن ما يسمى بمصطلح الصراع الطبقي وكذلك مصطلح اليسار واليمين في العراق يمكن اعتبار استخدامه نحوا من المجاز أو التسامح في الألفاظ وذلك لان طبيعة المجتمع العراقي تمتاز بعدم النضوج الطبقي فهي ما زالت اجتماعيا تتسم بعلاقات تعود للمجتمع الإقطاعي تظهر في ترسيخ طباع السلوك العشائري في السلوك الاجتماعي ،كما تمتاز بوجود طبقة برجوازية صغيرة بائسة عاجزة عن الوصول إلى مراكز القرار وابلغ وصف لها ما ذكره مكسيم غوركي في حقها (إن البرجوازية الصغيرة عاهرة يوم في أحضان الرأسمالية والآخر في أحضان البروليتاريا)والمعروف (عاهرة يوما عاهرة كل يوم) لذا فان البرجوازية الصغيرة في الغالب كانت مجرد أبواق وأدوات قمع للأنظمة الديكتاتورية وجل انجازاتها الانتهازية كانت في سن قوانين القمع والتنظير التبريري للقمع الطبقي والقبول بالحد الأدنى من البقاء في السلطة لأجل ما تعطيه السلطة من الامتيازات ،أما من كان ثوريا من المثقفين كالنخب الشيوعية فلقد اكتفت بالتغني بالمبادئ والبطولات والتضحيات والحرص على استمرار البقاء بأي ثمن دون أن تسعى إلى الوصول إلى مركز القرار بشكل فعال،وبالطبع ليست هناك رأسمالية صناعية ناضجة في العراق ، أما الرأسمالية التجارية الطفيلية فهي بائسة وغير نشطة تهتم بهامش ضئيل وسريع من الإرباح وتفتقر إلى الجرأة في استخدام عنصر المخاطرة،ولا توجد بروليتاريا ناضجة بل إن شريحة الشغيلة وصغار التجار في العراق لا تتمتع بأي تأثير في العلاقات الاجتماعية والعملية السياسية في العراق بل هي هامشية في التأثير في الواقع العراقي وهي سلبية تعيق نشوء أو انتصار إي ثورة في العراق.وبالنسبة إلى طبيعة ما يسمى ببيوت العلم الدينية في المرجعية النجفية نجد إنها نشئت من خلال احد إسلافها من العلماء مما كان يتصف بالعلمية والعدالة وحسن الأخلاق ولقد بنت على هذا العنوان مجدها وامتدادها مستغلة عبودية عوام الشيعة وهم الأغلبية من أبناء الشعب العراقي للعناوين وشلها لحريتها الفكرية وتجميدها للأخذ بزمام القيادة والقرار تعبدا بنصوص شرعية أسيء فهمها واستغلاها من مثل وجوب طاعة المراجع والولي الفقيه نائب الإمام فأصبحت تلك القواعد لا تقرر بل لا تفكر ولا تفحص أبدا في القرارات المصيرية وفي مستوى كفاءة وإخلاص تلك القيادات بل لديها فقط الطاعة السلبية العمياء، بل إن هذه السلبية قد سرت إلى بقية الطوائف والقوميات العراقية خوفا وحرصا على استمرار بقاء وجودها و لقد كانت مستغلة سلبية القواعد الشعبية لأجل استمرارها في السلطة.وتتصف هذه الشريحة طبعا بالجهل أو الجهل المركب وبالعجرفة والتكبر والتعالي على العوام ،والرياء لأصحاب المال ،ولقد وصل التكبر والعجرفة بهم إلى حد نبذهم لأقرب الناس من عوائلهم،لذا تجد إن بنت احد المراجع منبوذة لوحدها في احد البيوت المستأجرة في إطراف النجف الاشرف والأخرى تشتغل خادمة والثالث يستجدي مساعدات من بيوت العلماء،وترى الحقوق الشرعية تستثمر كأموال لدى تجار كربلاء والنجف الاشرف،ويتسم سلوك أفراد تلك النخبة بالاستكبار على الضعفاء وبخلهم عن العطاء ونبذهم واستغلالهم للشعائر الدينية،كما إن مستواهم الدراسي الحوزوي غير جيد لأنهم ليسوا بحاجة إليه بسبب من ارث المجد العائلي المتوارث ،حتى لدى مدعي الاجتهاد ليسوا أكثر من أناس تجتر سرقة وتكرر أراء غيرهم ورحم الله محمد الصدر عندما استشهد بقول الغروي ومؤديا له(نحن جميعا جهلة بالجهل المركب نرى معجبين في أنفسنا بأننا علماء نسأل الله أن يغفر لنا).وبالنسبة إلى علاقتهم بالسلطات الحاكمة وبالامبريالية العالمية فهي تتسم بعلاقة ود حرصا على نفوذ ومصالح تلك الشريحة لاحظ نموذج (حسين الصدر)مثلا،فضلا عن استثمار أموال المرجعية في الشركات الاحتكارية الامبريالية لدى روكفلر وغيره وهذا يتطلب شأن كل رأسمالية محلية أن ترتبط بالرأسمالية العالمية وتحارب كل توجه ثوري يهز الأنظمة الرجعية العميلة القائمة ويعرضها للخطر لاحظ (عبد المجيد الخوئي وعلاقته بتمويل أمير ويلز وليدي ديانا والسيستاني) نموذجا.لاحظ محاربة محسن الحكيم لقرارات الإصلاح ألزارعي والتأميم أبان حكم الزعيم عبد الكريم قاسم والتي أعيدت الأراضي التي اغتصبها الإقطاعيون الطغاة للفلاحين أصحابها الشرعيين،لاحظ أيضا الرسالة والبرقية التي أرسلت من قبل ما يسمى الهيئة العلمية في النجف الاشرف في تاريخ 19/3/1384والمصادف 29/7/1964 وكذلك في برقية أخرى استنكروا فيه تحقيق العدالة الاشتراكية وبالتالي نرى توجه الشعب العراقي بل حتى أولاد المراجع(ألجواهري نموذجا) إلى الانتماء إلى الحزب الشيوعي العراقي لأنهم قد وجدوا في الشيوعية ما فقدوه في المرجعية من طلب للعدالة والمساواة فوجدوا علي(ع) والحسين(ع) وأبي ذر في الشيوعيين توهما وخطا وعندما انكشفت حقيقة فشل الشيوعية تركهم الشعب العراقي ووجد في محمد باقر الصدر ومحمد الصدر ضالته في الشجاعة والعفة والدفاع عن المظلومين ولا ادري لماذا غفل هؤلاء من مساواة العطاء من بيت المال عند من يجب التأسي به وهو أمير المؤمنين (ع)بين الفاسق الوليد ومروان والعادل عمار ومالك فضلا عن المؤلفة قلوبهم ،بل وعطاء لم يمنعه عن أهل الذمة ولماذ كانت ثورة أبي ذر الغفاري ضد اكتناز الأموال لدى الولاة رغم الالتزام بدفع الحقوق الشرعية من قبلهم؟!،ورغم علم بيوت العلم بان حبس الحقوق الشرعية يعد من الكبائر فلم ينصف هؤلاء أبدا في إعطاء الخمس لمستحقيه!!!!،بل احتكرت بيوت العلم تلك الأموال وتصرفت ببذخ فاحش في الإنفاق على المقربين والمتملقين دون أي وجه حق.ومن الأشخاص الذي أرسلوا تلك البرقيات كل من السيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد سعيد الحكيم والسيد محمد صادق الصدر(والد السيد محمد الصدر)،وبالطبع إن اكبر بيوت متنفذة من بيوت العلم كل من آل الحكيم وال الصدر وهم جميعا باستثناء السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الصدر غير مهتمين إلا بجعل الشعب العراقي جزء من العبيد الأتباع لهم ،وبالطبع فلقد انتقد كل من السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الصدر انتقادا شديدا بل ولعنا في بعض الأحيان تصرفات حتى أبناء عائلتهم ورفضوها فلقد لعن السيد محمد الصدر (محمد الصدر) الذي كان وصيا على العرش أبان حركة مايس ووصفه بالعميل للانكليز ،بل وانتقد السيد محمد الصدر السيد محمد صادق الصدر (والده) في طغيانه في تربيته ومعاملته له وفي موقفه السيئ مع بيت الحكيم ضد السيد محمد باقر الصدر.كما انتقدوا مرجعية محسن الحكيم في تدميرها للعلماء كعبد الكريم الزنجاني وحسين الحلي في ظلم وطغيان واضح.أما آل الصدر ما بعد استشهاد محمد الصدر فهم على نفس السوء ونفس المسير الطاغوتي،فنلاحظ مثلا طرد بنت السيد محمد باقر الصدر مع زوجها الشيخ محمد النعماني من النجف إلى النعمانية من قبل السيد مقتدى الصدر بعد فشل انتفاضة ساعة الصفر ونبذ وإهمال السيد جعفر الصدر لأخته تلك وتبني الأخير لأفكار سروش المنحرفة وكما يقال بان النار قد خلفت رمادا،ولقد وصل الأمر بأصحاب السلطان الدنيوي من قيادات التيار الصدري إلى التورط في علاقات مشبوهة مع السفارة الأمريكية والى تقديمها لمعلومات تفصيلية عن المقاومة حتى ما يسمى بالممهدين من خلال إملاء هؤلاء لمعلومات دقيقة تفصيلة سلمت إلى الأمن والاستخبارات ومكافحة الإرهاب والتخلي عن المطالبة بالمعتقلين والتخلي عن اللاجئين والمهجرين وضحايا العمليات وتورطها في صفقات مشاريع غش واستثمارات فاسدة وعمولات رشاوى واضحة ظهرت في فنادق سياحية وقصور و وسيارات وشركات وبساتين وبيوت فخمة في كربلاء والنجف والكاظمية والعمارة والكرادة وخارج العراق في الامارات وايران ولبنان وسوريا وشرم الشيخ لصالح بعض القيادات كما تشير إلى تلك الحقائق الوثائق والمستندات ونسخ التقارير التي ستنشر يوما ما وهو أمر طبيعي فمن الطبيعي لأجل مصالحها الطاغوتية أن تقوم تلك القيادات بإسقاط للثوابت الشرعية عن الاعتبار من وجوب الجهاد الدفاعي ضد الكافر الحربي وضد أهل البغي من الأحزاب والحكومة العميلة الفاسدة والعملاء وتعطيل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحبس للحقوق الشرعية وسرقة لمجهول المالك وسرقة لتمويل المقاومة وتنصل مما سميت بالحرب المفتوحة بل وتصل النوبة إلى الدفاع عن المفسدين في الأرض من العملاء والحكومة الفاسدة وتتخلى عن المضحيين والمعتقلين ولا تقوم بإعانتهم والمطالبة الحقيقة لا الشكلية الدعائية بحقوقهم لان الطيور على أشكالها تقع فالرأسمالية المحلية عميلة على الدوام وبالطبع تتم محاربة الصدريين الثوريين الاصلاء من قبل القيادات المنحرفة لان ذلك ضد مصالح الطغاة كما ظهر في فيديو السيد مقتدى الصدر الأخير سيء الصيت الذي دافع فيه عن احد الوشاة من اقارب السيد مقتدى الصدريعمل وكيلا لدى امن صدام عندما كشف هذا العميل اسرارانتفاضة ساعة الصفر وهوالمتسبب الحقيقي باستشهاد الشيخ علي الكعبي رغم أن إخوة الشهيد قد قدمت كافة الملفات والوثائق التي تثبت عمالة هذا القريب الا ان مقتدى الصدر دافع عن هذا العميل كما اقر بذلك في قرص الفيديو لانه جزء من العائلة الملكية الكسروية الحاكمة من آل الصدر .وبالتأكيد إن الزمن كفيل بإسقاط الأقنعة وكشف الحقائق فحبل الكذب قصير جدا لكن لات حين مناص.
# عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|