غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 10:30
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تتضح شيئا فشيئا معالم دولة العراق، وتسير الأوضاع نحو الاستقرار، وضمن الجداول الزمنية لرؤية (الإرادة الأمريكية)، التي تعمل على الانسحاب المشرف!.
ويقصد بـ(الانسحاب المشرف) بحسب هذه الرؤية ، الخروج من العراق، وترك نظام سياسي ديمقراطي، يؤمن بالنظام العالمي، ويكون فاعلا فيه. نظام سياسي يكون سببا للاستقرار في المنطقة، ولا يعمل ضمن أجندات معادية لأمريكا والغرب.
فهل يتحقق ذلك في العراق، بناء دولة موالية للغرب، نظام سياسي مستقر، تكون فيه الديمقراطية مقبولة نوعا ما؟
إن أهم ما يقف عائقا أمام هذه الرؤية الأمريكية: هو الخلافات العالقة بين بغداد واربيل، والتي تتحدد بمشكلة المناطق المتنازع عليها، وقانون النفط، وقوات البيشمركة، وكلها ملفات مؤجلة، واستمرار تأجيلها ليس في صالح بناء دولة مستقرة، وبالتالي تحقيق شروط الانسحاب المشرف. ويضاف إلى تلك الملفات، ملف لا يقل أهمية، بل يعد أساسا لحل أو تعقيد جميع المشاكل، ألا وهو شكل الدولة العراقية. نعم، حدد الدستور شكل الدولة (اتحادية برلمانية)، لكن بعض القوى السياسية تعمل على تغيير ذلك، وتحاول أن تتجاوز على الدستور، وتضع العراقيل أمام العديد من التشريعات التي تؤسس لعلاقة مؤسساتية -وفق الدستور والقانون- بين الإقليم والحكومة الفيدرالية، ومنها قانوني النفط و الاستثمار ، كما تقوم تلك الجهات بعرقلة عمل لجان المناطق المتنازع عليها، واستمرار هذه المشكلة يزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
الأمريكان يدركون خطورة الأوضاع بين بغداد واربيل، والدليل على ذلك تصريح (اوباما) بضرورة حل مسألة المناطق المتنازع عليها، في المؤتمر الصحفي المشترك بينه وبين المالكي، أثناء زيارة الأخير لواشنطن، وتأتي أيضا زيارة (غيتس) إلى اربيل لنفس الغاية، وانطلاقا من خطورة الأوضاع بين بغداد واربيل.
إذن، يدرك الأمريكان أن انسحابهم المشرف لن يكون مشرفا، دون حل جميع الملفات بين اربيل وبغداد، وربما تكون زيارة غيتس محاولة أخيرة لهم قبل سحب يدهم من العراق، وخاصة انه تحدث عن انسحاب مبكر للقوات قبل 2011.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟