لماذا لايدعو النظام السوري لمحاكمة صدام عربيا ؟

داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 165 - 2002 / 6 / 19 - 06:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

  ليس عنوان المقال ضربا من ضروب الهستيريا السياسية ! كما أنه لايندرج ضمن إطار السوريالية السياسية السائدة في عالمنا العربي السعيد بحكامه المستنسخين ، بل أنه دعوة واقعية للنظام الحاكم في سوريا للإنسجام مع النفس ومع السياسات المعلنة والمعروفة لهذا النظام ضمن الإطار القومي والذي ربى عليها أجيالا من الكوادر البعثية والسياسية السورية وذلك حينما تم إعتبار النظام الحاكم في العراق واحدا من أهم الأعمدة التي تعتمد عليها الصهيونية العالمية في التغلغل في المنطقة وفي خلق النزاعات الجانبية الخطيرة التي تحرف العرب أجمعين عن أهدافهم المركزية والرئيسية وهو تصور وتحليل صحيح للأمور ويستجيب مع كل الخطوات التي تمت في الساحة العربية منذ السبعينيات وحتى اليوم وحيث كانت جعجعة النظام العراقي الصوتية عالية فيما لم تزد أفعاله عن سلسلة من التحركات والمؤامرات المشبوهة التي ساهمت أبشع مساهمة في تمزيق الأمة العربية من الداخل بدءا بالخطابات الثورية والراديكالية المزيفة والإبتزازية ومرورا بحروبه العبثية والعدوانية وليس أنتهاءا بتمزيقه لكل صور التعاون والتضامن العربي عبر سياسة الغزو والضم والإلحاق كما حصل مع دولة الكويت أما حقد النظام العراقي على سوريا وشعبها فهو أكثر من أن يوصف عبر مقال عابر بل أن مخططات نظام صدام ضد أمن ومستقبل سوريا وشعبها أخبث بكثير من الخبث الصهيوني ذاته بدءا من محاولة اللعب على الورقة الطائفية وتمزيق المجتمع السوري وليس إنتهاءا بدوره الخبيث في الحرب الأهلية اللبنانية وإلتزامه لجانب المعسكر الإنعزالي الصهيوني الممول صهيونيا ووقوفه المعلن لجانب المنشق العماد ميشيل عون الذي هدد حينذاك بقصف دمشق بالصواريخ العراقية طبعا ؟؟

فهل ينسى السوريون سلسلة الإنفجارات الكارثية التي هزت دمشق أوائل الثمانينيات وأوقعت ماأوقعت من الخسائر الكبيرة في الشعب السوري في الأزبكية وفي حلب وحماه وسائر المدن السورية ؟

وهل ينسى الحكم السوري تلك الخدعة الحقيرة التي أقدم عليها صدام ليتحلل من إتفاق ميثاق العمل القومي الوحدوي ويجهض مشروع الوحدة العراقية السورية والذي كان سيدعم الجبهة العربية في الصراع مع الصهاينة وحيث إختلق صداما مؤامرة وهمية ليفجر ينابيع الدم في سوريا والعراق وليغتال الحلم العربي وليساهم في تعزيز المشروع الصهيوني ؟

وهل يتناسى السوريون ذلك الدعم الصدامي المفتوح لكل أعداء سوريا وهم ينهشون بأمن وكرامة وعزة المواطن العربي السوري ؟ وهل يتحول الذئب الشرس الدموي إلى حمل وديع بمثل هذه البساطة ؟

ماهي عناصر قوة النظام العراقي التي يراهن عليها السوريون ؟ وماهي الإضافة التي يمكن أن يقدمها هذا النظام العاجز والغارق في أوحال هزائمه وخطاياه لصيغة الأمن القومي العربي المفترضة وهو المتسبب الأول بكل الهزائم والتراجعات العربية في العقدين الأخيرين ؟

السوريون وهم يخوضون سباق العصرنة والتحديث وعصر المعلوماتية وتنشيط المجتمع المدني بماذا يمكن أن يخدمهم هذا النظام المتخشب المهزوم الذي يهذي بمفردات وصيغ ومفاهيم إنقرضت ولاتصلح للتعامل في العصر الحديث ؟

كيف يراهن النظام السوري على نظام مكروه ومعزول ومهزوم وتسبب بجرائم حرب وإبادة جماعية ضد العناصر البشرية المكونة للمجتمع العراقي من عرب وأكراد وتركمان وبقية الإثنيات العراقية ؟

ثم هل يعتقد النظام السوري حقيقة أن تباكي النظام العراقي على الوضع العربي الحالي والذي يتحمل هو ذاته جانبا كبيرا من مسؤوليته هي صحوة ضمير حقيقية أم أنه يطأطيء الرأس تمهيدا لمؤامرات أقسى وأشد ؟ ثم كيف يستطيع النظام السوري وبكل بساطة إصدار وثيقة براءة الذمة القومية لنظام يعرفون هم قبل غيرهم درجة عمالته وإنبطاحه وعدائه لكل ماهو عربي وشريف ؟

فهل أن سياسة الرشوة القومية قد تغلغلت في مفاصل النظام السوري لتحرف عيونهم وتمنع بصيرتهم عن رؤية الواقع العراقي الراهن بكل تفاصيله والذي يقول بصريح العبارة أن من يقف في طريق التغيير العراقي لايقل إجراما عن النظام المجرم المهزوم ؟

ترى لماذا يحرص السوريون على وضع بيضهم في سلة النظام المنخورة ؟

 

[email protected]

#داود_البصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات