أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - غمكين ديريك - الحركة الكردية تطويها النسيان في سوريا















المزيد.....

الحركة الكردية تطويها النسيان في سوريا


غمكين ديريك

الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 05:56
المحور: القضية الكردية
    


بعد موجة النظام العالمي الجديد وامتداداتها في الشرق الاوسط ، اخذت الحركة الكردية في سوريا مسارا جديدا يتلائم مع هذه التطورات وان كانت بخطوات خجولة ، واستطاعت ان تتحرك من سكونها التي دامت عقودا ، وفي كافة المجالات ،مستفيدة من التطورات التكنولوجية وعالم الاتصالات لتغوص فيها وتبين مدى الغبن الذي تتعرض له الكرد والحركة الكردية في كردستاان سوريا .
ومع وصول القوافل الاولى لثورة التحرر والديمقراطية (التي كانت تسمى انذاك ) من قوات التحالف والمجتمع الدولي الى العراق وتحريرها من بطش وغطرسة النظام البعثي الصدامي ، اخذت الجماهير الشعبية في كردستان سوريا ذلك الحدث كفرصة لاستنهاض القوى السياسية وتعزيز مكانتها في النضال الديمقراطي ،وقيادة النضال السياسي للوصول الى الاهداف التي تحلم بها ، واثبات هويتها القومية والوطنية ، وتعتبر تلك المرحلة مرحلة جنينية لولادة جديدة للفكرالسياسي والنشاط الديمقراطي في كردستان سوريا ، والتي اثرت بشكل عام على السوريين بشتى قومياتهم وطوائفهم ، والتي حصلت منها ردة الفعل الجبان من القومويين العرب في الهجوم على المواطنين الكرد في ملعب قامشلو(12 اذار2004 ) بخطة مدبرة من المخابرات السورية ، لضرب هذا الجنين واجهاضه .
الا ان هذه الهجمة الرجعية والشوفينية لم تتمكن من اجهاض الولادة الجديدة ،وان كانت قد اثر في نشوءه وولادته، كعملية قيصرية اثرت في نموه الطبيعي في الفترات اللاحقة ، وعدم امكانية حضانته من قبل الحاضنة الاساسية ،ولاسباب عديدة استطاعت الحاضنة ان تتهرب من مهمة الحضانة والاكتفاء بالنصح وكيفية التعامل الموضوعي والوجودي لهذا المولود ، مما دفع بالكثيرين للبحث عن بديل جديد وانشاء او ظهور الكثير من الحركات والاحزاب والتيارات الجديدة للعب دور الحاضنة لهذا المولود ،وتم اطلاق الشعارات الموضوعية والاهداف الحقيقية للشعب الكردستاني في سوريا ،وبحماس الشباب وانتقاد الماضي(احزاب وحركات وقيادات الموجودة على الساحة) تم السير لاحتضان المولود الجديد ، وكان وجود المولد يكفي لاكمال كافة الاجراءات النضالية الاخرى ، لان هدف كل نضال هو الحصول على فرصة 12 اذار (الانتفاضة والثورة ) والبقية الباقية ستكون تحصيل حاصل للوصل الى الاهداف المرجوة واعلان النصر ،وهي ايضا لم تستطع رعاية هذا المولود بالشكل الملائم ، ولاسباب عديدة منها عدم تجربتها الكافية في هذا المجال والظروف الموضوعية التي ولدت فيها ، وعدم ملائمة الظروف الدولية ، والفقر وقلة الخبرة في القيادة اولا ومن ثم في كافة النواحي الاخرى .
الحركة الكردية القديمة (اي احزاب ما قبل 12 اذار) رجعت الى دورها القديم في النضال السياسي وتقوقعت في في الاطر المعروفة سابقا ، واحتمت بنفسها من التغير او الانجرار وراء اهداف قد تبدو بعيدة المنال او مستحيلة بعض الشيء بالنسبة لها ، وتكتفي الان بالتنديد وبيانات الشجب و الاستنكار في كل مناسبة ، وتنتظر قيادتها وكوادرها رسالة ( sms )من المخابرات العامة تطلبهم للاستجواب او التحقيق او حتى الاعتقال ، لان العناوين وارقام هواتفهم معروفة لدى الامن ولا مفرمن تطبيق التعليمات الواردة عبر الموبايل .
الاحزاب والحركات التي تاسست بعد 12 اذار اصطدمت بالواقع المرير التي كانت تعيشها الحركة الكردية في سوريا منذ عقود من جهة ، ومشاكل الممارسة العملية في النضال الديمقراطي من مواجهات وتحديات من الخارج والداخل من جهة اخرى، بالاضافة الى التناقضات الداخلية التي تشكو منها هذه الفصائل ، لانها ولادة انية وان كانت توجد الفكرة منذ زمن وتم الترتيب لها والاستعدات والتحضيرات اللازمة ،لان كل حركة من الحركات التي اعقبت 12 اذار في التاسيس جائت على شكل ائتلاف او اتحاد كوادر ومثقفين يفكرون بالهدف ذاته ولكن تعددت الاساليب والمفاهيم التي توصلهم الى تلك الاهداف من جهة ، ومن جهة اخرى فانها اخذت المنحى التطوري النظري في القيادة واعتماد الاساليب الديمقراطية والحضارية ( والتي كنا كمجتمع كردستاني نعيش في الشرق الاوسط بعيدين عنها ) في التداول لقيادة الحركة ، منطلقين من مفهوم كلنا قادة وكلنا كوادر كنقد لقادة احزاب ماقبل 12 اذار في تشبثها بالكرسي منذ عقود .
ففي وطن مثل سوريا تتالت عليها العديد من الانقلابات المختلفة ، ومن كافة القوميات والفئاة الاجتماعية التي تعيش في هذا الوطن وصولا الى اخر انقلاب قوموي عروبي ،تسلط على رقاب الشعب وصبغ مرحلة اربعة عقود مستمرة بصبغتها الرجعية في المنطق والمفهوم الاداري للدولة والمجتمع ، لايمكننا ان نقوم بتعريف الديمقراطية والنضال السلمي على اساس انعدام رد الفعل تجاه اساليب الاستهتار والانكار التي تقوم بها نظام الحكم في سوريا ، كما لايمكننا ان ندعي الديمقراطية ونتمظهر بالحضارة ، والنظام يسلب كافة الحقوق الاساسية من المجتمع والفرد ونقف متفرجين او نكتفي ببيان ادانة او استنكار ، وكما اننا وان كنا نملك ظروف خاصة بنا وعلى اساسه ستقوم تجربتنا على اساس انها تجربة نضالية مستقلة وصناعة سورية ، لانستطيع غض الطرف عن تجارب اخوتنا الكرد في الاجزاء الاخرى وتجارب قياداتها النضالية، بالرغم من القوة التي كانت تتمتع بها الكرد في سوريا ابان نشاة الدولة السورية ، فمن رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء في مراحل الانقلابات وما قبلها ، الان اصبحنا غرباء وغير معترفين بانتمائنا للوطن السوري، ونعاني من الاغتراب والهجرة والفقر والمرض والتجريد من الجنسية والملكية ، وصولا الى التجريد من العائلة التي تعتبر من ابسط حقوق الفرد التي كانت معترف بها حتى في عهد الرق ، ولكن في سوريا ليس لنا ذلك الحق الا بالموافقة الامنية .
بنظرة سريعة وملخصة على تجارب حركات التحرر في الاجزاء الاخرى من كردستان ، نجد ان هذه الحركات وقياداتها عانت الويلات من قتل وتدمير للمناطق باكملها والمجازر بحق شعبها ، الا انها استطاعت ومن خلال التموقع الجيوستراتيجي ان تحافظ على ستمرارية نضالها ، وكل حركة لها خندق خاص بها او ما يسمى التموقع ( التخندق) اي اختيار مكان الآمن للنضال والانطلاق منها الى مكان الفعل ، وبعبارة مختصرة ولعدم وجود الامن والامان في منطقة ما ، تم الانتقال الى اخرى ، ومن دولة الى اخرى ، وصولا الى بناء سلسلة من العلاقات الدبلوماسية واعطاء زخما ماديا واعلاميا ، لاستمرار الحياة على الاقل ، فكافة هذه الحركات كانت تملك مكاتب او فروع لها في واشنطن الى دمشق مرورا بالقارات ذات الصلة ، وكانت تمتلك امكانيات مادية ضخمة (على اساس هذه العلاقات الدبلوماسية ) والاستفادة من الخلافات والتناقضات بين الدول المعنية ، لدعم واستمرارية النضال ، بالاضافة الى وسائل اعلام عصرية وقوية ، لايصال صوتها الى شعبها والى الشعوب الاخرى في المنطقة والعالم ،ومن طبيعة نضالها وتشعباتها استطاعت ان تشكل العشرات من اللجان والقيادات المحلية المكلفة بالتدريب والتنسيق والتنظيم وتسيير الفعاليات المختلفة ، والتي تخولها لى الوصول الى التخصص في القيادات والنضال المتشعب وفقا لقوة هذه الحركة او تلك ، وصولا الى بناء بنية نضالية متكاملة للدفاع عن اهدافها واهداف شعبها وتطويرها وفق اسس حضارية وعصرية في التنظيم والادارة والبناء .
كما ان الاشجار لاتكبر في البيوت البلاستيكية فان الحركات التحررية والديمقراطية لايمكنها التطور في اطار ضيق وعلاقات شبه معدومة ، لان الحركة تحتاج الى تطور دائم ، ومن ضرورات التطور هو ايجاد الارضية المناسبة والملائمة لهذا التطور ، وانشاء المجال الخاص وان تطلب الامر انشاء مجال متشعب من العلاقات والتحركات والاتصالات والتواجد في المواقع المؤثرة ايجابا على هذا التطور ، ومن هذا المنطلق فان على الحركة الكردية في سوريا انشاء استراتيجية تطورية وحزمة من العلاقات الدبلوماسية واستغلال الارضية المناسبة والخصبة في الاماكن التي من الممكن التواجد فيها وتطوير النضال من تلك المواقع التي تؤثر على السلطة السياسية في البلاد وتضغط عليها لتغير مسارها القمعي والتعسفي بحق الشعب الكردستاني في سوريا ، والتي هي (الشعب الكردي –تحرره ورفاهيته) هدف لهذه الحركات والنضالات المستمرة منذ قرابة نصف قرن .

www.xemginderik.com



#غمكين_ديريك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك نموذج لمآسينا
- الحرب الباردة.... نعمة للنظام ...ونقمة على الشعب السوري
- المثقف الكردي بين المرجعيتين (الثقافي – السياسي ) في سوريا
- الانفال ...؟... ايها العرب .. ايها النبي .. ايها الله ؟
- الواقعية وخداع النفس
- هل المهدي قادم... ام الشرق الاوسط الجديد
- الحركة الكردية السورية والمجلس الوطني او مؤتمر الوفاق
- الاول من ايار كان عيدا للعمال
- ليلة سقوط دمشق
- المفهوم القومي لدى الشعوب السورية
- اذار.... المراة والانتفاضة ونوروز
- اذار اول خطوة سليمة نحو الديمقراطية 12
- الحراك الديمقراطي والتنظيم في سوريا
- المراة بين الواقع وطموح الشعارات
- المعارضة الكردية بعد خدام
- ردا على رياض الترك (م. طلب هلال الثاني ) 2
- نحن ومعوقات الديمقراطية
- القضية الكردية بين الانكار و الوجود
- دراسة تحليلية في البنية التنظيمية للحركة الكردية في سوريا
- قصة ميليس


المزيد.....




- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - غمكين ديريك - الحركة الكردية تطويها النسيان في سوريا