أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح نيوف - لأول مرة في تاريخ سورية ، وزير الدفاع يخضع للتحقيق في مجلس الشعب















المزيد.....

لأول مرة في تاريخ سورية ، وزير الدفاع يخضع للتحقيق في مجلس الشعب


صلاح نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 05:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد الأحداث التي حصلت في سجن أبي غريب في العراق ، واستمرار ذكرى المأساة العراقية مع هذا السجن ، خضع وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد للتحقيق أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي. وقد مارس هذه المرة مهمة " الدفاع " بامتياز بعد أن تعود على ممارسة " الهجوم" طيلة حياته. رغم كل شيء تثبت الولايات المتحدة أنها الدولة الأكثر استعدادا لمواجهة " الحقيقة " في هذا العالم. التحقيق مع وزير الدفاع الأمريكي حرضّ مجلس" الشعب" في سورية على استدعاء وزير الدفاع السوري مصطفي طلاس للمثول أمام لجنة تحقيق تحت قبة الشيخ " الأبرش" أو ما يسمى في الأدبيات السياسية السورية " قبة البرلمان" . تم استدعاء السيد الوزير من خلال كتاب رسمي من القضاء ، وهذا ما جعله مستغربا في البداية ، حيث تعود طيلة فترة وجوده في الوزارة على استدعاء السوريين من فراشهم ومن بين أطفالهم ، لرحلة ذهاب أبدية لا رجعة فيها . وللعلم كان السيد وزير الدفاع مشرفا ومسؤولا عن جميع أنواع التعذيب و الاضطهاد التي كانت تجري في سجون المخابرات العسكرية على الأقل. وتأليف كتب الطبخ وملاحقة النساء لن تعفه من مسؤولياته القانونية يوما ما عما جرى من سفك للدماء وضياع هيبة الجيش السوري.

في مجلس الشعب ، اجتمعت لجنة التحقيق المؤلفة من السيد (ر. م) ممثلا عن جهة الادعاء وهي الشعب السوري، والعماد ت.ج ممثلا للقضاء العسكري، و البرفسور ع. ف. ش . ولم يسمح لوسائل الإعلام بتغطية التحقيق باستثناء ، نشرة
" كلنا شركاء " لأيمن عبد النور المقرب من مراكز صنع القرار في سورية ، وصحيفة البعث التي تمثل الذراع الأمني لميليشيات البعث الحاكم ، وقد مثلها في التغطية الإعلامية اللواء " مهدي دخل الله " رئيس أركان دار البعث. وقد حضر من التلفزيونات قناة الجزيرة البرمائية المتخصصة بشؤون الألغام وتفجير السيارات المدنية و إصدار فتاوى محاربة الإمبريالية. أما بالنسبة للأسئلة فقد تمحورت حول نقاط كان أهمها ( طريقة إعداد شيخ المحشي وعملية تحديث وتطوير عملية حفر الكوسة ، والوسيلة الأنجع لحماية السرية المصرفية ، وهندسة بناء الفيلات ، وبعض القضايا النسائية المتعلقة بتطور مفهوم الألبسة الداخلية و أهمية تطوير المنطلقات النظرية للحزب القائد " للمزارع والمصارف والمداجن والمناحل".

بدأت الجلسة بسؤال من العماد ( ت . ج ) : السيد الوزير كما هو معروف أنك أمضيت وقتا طويلا في وزارة الدفاع ، قدمتم فيها خلاصة خبرتكم العسكرية في تحقيق الهزائم وخسارة الأراضي وضياع الأوطان ، ورغم انشغالكم الدائم بالبحث العلمي ومراقبة تطورات تكنولوجيا الحرب ، إلا أن هذا لم يمنع من ممارسة بعض النشطات على جبهة المطبخ الشرقي والغربي ، كيف تعلقون على ذلك ؟
يجيب السيد الوزير: في الحقيقة إن ما جعلني اهتم بالدراسات المعمقة حول علوم المطبخ ، هو الكتب التي رأيتها وتصفحتها والتي تتحدث عن المفاعل النووي الإسرائيلي، و تحديث دبابة " ميركافا" ، وتصدير الأسلحة المتنامي كل يوم عند العدو الصهيوني ، وكما تعلمون هناك توجه في العالم الآن لمنع انتشار الأسلحة وهذا ما سيزيد من الضغوط على سورية الصمود والتصدي ، وانطلاقا من ذلك كانت جهود الحكومة والقيادة السياسية منصبة على البحث عن سلاح آخر لا يشكل خوفا عند جيرانا و أبناء عمنا اليهود. من هنا اخترنا أن نضعهم في مأزق سياسي وعسكري ودولي أيضا ، من خلال " الخيار " الإستراتيجي للسلام ، وقد دلت الأبحاث العلمية أن " الخيار" العسكري لا يمكنه النمو في بلادنا لأسباب مناخية اضطرتنا لتحويل ميزانية الدفاع لشراء " الكونديشن" و سيارات خاصة لتبريد الرؤوس الحامية في المعارضة . من هنا كانت الفكرة لتخصيص ميزانية للبحث العلمي حول فن الطبخ والسيدة العصرية.

وجاء السؤال الثاني من البرفسور ع. ف. ش : السيد الوزير هناك شائعات بين الناس تقول بأن أولادكم الكرام والأفاضل أصبحوا الآن من أنجح و أكبر رجال الأعمال في المنطقة على الأقل كما جاء في نشرة " كلنا شركاء" حول ابنكم البار فراس ، هل من شرح وتعليق حتى يهتدي الناس إلى طريق النجاح ؟
يجيب الوزير : لا يخفى على أحد أنني أمضيت عمري في خدمة الوطن وعملية البناء بكل أنواعها ، وقد أصر الشعب السوري الكريم على تقدير هذا الجميل فتخلى بكل محبة ووقار واعتزاز بالنفس عن بعض ما يملك لعائلتنا التي تنتمي في أساسها إلى طبقات الشعب المحرومة والمفرومة ، ومن البديهي أنه هناك تسهيلات للضباط في الجيش العقائدي المناضل ، فيما يتعلق بالاستثمار وتوظيف أموال هؤلاء الأخوة الفقراء، قمنا بتوظيفها على مراحل وهي تعود الآن بالنفع العام على أبناء الوطن.

السيد الوزير كيف تنظرون إلى عمليات التعذيب في السجون العراقية من قبل قوات الاحتلال؟
لحسن الحظ أن العالم الآن اكتشف أكذوبة الديمقراطية وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة ، ولكن ما لفت نظري في هذه القضية الإنسانية ، كيف استطعنا أن نخفي على مدى سنين طويلة جثث كل من قتلوا في التعذيب ، واستطعنا أن نحول السجون إلى مراكز قومية " للسلخ والتقصيب والتعليب" دون أن يدري أحد بذلك ، مع العلم أننا استخدمنا تقنيات بسيطة جدا ، في المقابل ورغم أن الأمريكان يملكون أحدث التقنيات لم يستطيعوا إخفاء جرائمهم بالطريقة التي قمنا بها.
السيد الوزير لكم حكايات جميلة مع البطولة والحروب ، ويظهر هذا على صدركم المرصع بالأوسمة العظيمة ، ولا بد أن لكل وسام حكاية ، هلا قصصت علينا بعضا منها؟

أيها السادة ، إن تاريخ الصراع مع العدو مليء بذكريات الفخار والعز و الإباء ، رغم العيد من الانكسارات هنا وهناك .
وقيادتنا السياسية الحكيمة كان لها السبق في توزيع الأوسمة على ضباط البعث الأشاوس في الهزائم لا في الانتصارات وذلك في خطوة تشجيعية للاستمرار في نفس الطريق ، طريق النضال والانتصار والفخار .من هنا وكما تشاهدون ، هذه الأوسمة كانت الدافع الكبير لنا لتحرير الجولان ولبنان وفي المستقبل إن شاء الله سنحرر الأمة العربية من كل ما لديها .
( تصفيق حاد تحت قبة الشيخ الأبرش ).

سؤال أخير السيد الوزير : هناك صورة شهيرة لكم في مكتبكم بوزارة الدفاع و أنت ترفعون بين أيديكم السمر المكافحة صورة لإحدى الحسناوات الإيطالية ، لتثبتون من خلالها مدى احترامكم للإنسان وحقوق الإنسان و المرأة ، هل من حكاية لهذه الصورة ؟
بالطبع ، هناك حكايات لا حكاية . أنتم تعلمون في لجنتكم الموقرة ، ادعاءات الغرب ضدنا بعدم احترام حقوق المرأة في بلادنا ، وهذا ما جعلني استدعي الكثير من النساء الغربيات إلى مكتبي هذا ليتعرفن على الطريقة التي نتعامل بها ، لقد شهد مكتبي ولسنوات طويلة مداولات ونقاشات " حادة جدة " عن تطور المرأة ، وقد خرجن جميعا بنظرة حضارية ومتقدمة عن الرجل العربي .

السيد الوزير في نهاية هذا اللقاء الجميل ، نشكر جهودكم في صيانة أرض هذا الوطن " المعطاء" . ونتمنى أن تبقى رائحتكم ساكنة لا تتزحزح من وزارة الدفاع . ودمتم ذخرا لقضية أمتنا العادلة . عاشت سورية حرة كريمة ، عاشت قبة الشيخ " الأبرش" .



#صلاح_نيوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني أن تؤدي الخدمة العسكرية في الجيش السوري ؟؟
- فيروس - السارز- الإسلامي يلاحق البشر في كل مكان
- رسالة بالبريد العاجل إلى الأستاذ محمد غانم
- مساهمة في قراءة العلاقة بين العلويين والسياسة في سورية
- المعارضة السورية بين التخوين والتشكيك
- رد على مقال رجاء الناصر- معارضة للمعارضة وللوطن -معارضة سوري ...
- المشاركة السياسية بين الديمقراطية والمواطنة والحوار - بمناسب ...


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح نيوف - لأول مرة في تاريخ سورية ، وزير الدفاع يخضع للتحقيق في مجلس الشعب