|
لنتعاهد أن تكون ندوتنا مدخلاً لحوار وطني يشمل الجميع...
قاسيون
الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 04:56
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مداخلة د. يوسف سلمان
عشية الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الجلاء المجيد، وبدعوة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، عُقدت صبيحة يوم 16/4/2004 بدمشق في فندق «البلازا» الندوة الوطنية حول: «المخاطر التي تواجه سورية، ومهام القوى الوطنية».. حضرها طيف واسع من الباحثين والشخصيات الوطنية. وفيما يلي مداخلة د. يوسف سلمان:
أستغلها مناسبة طكي أتوجه إلى القائمين على هذه الندوة بالشكر الجزيل وأرى أنه ليس صدفة أن تتزامن هذه الندوة مع مناسبة الجلاء العظيم. وأحسب أن خير طريقة للاحتفاء بالمناسبات الكبرى هو أن ننكب على أزماتنا ومشاكلنا لنتناولها بحثاً وتمحيصاً وتدقيقاً. وبداية كل تجديد أن نشبع قضايانا بحثاً وتمحيصاً وتدقيقاً واسمحوا لي بداية أنني لن أستخدم لغة الإنجازات لأنها لاتفيدنا في شيء في ندوة كهذه، علينا أن نستخدم لغة تحليلية نقدية تتناول العمق في واقعنا وأتوجه إلى الأخوة البعثيين أن يكون مدخلهم نقدياً لأن هذا يفيدنا نظراً لما يحتله حزب البعث الآن في سورية من مواقع مادية لها انعكاسات إيجابية أو سلبية على القرار السياسي ولذلك أرجو أن يتناولوا المسألة تماماً من موقع نقدي كما نتناولها نحن الذين نحسب أنفسنا على المعارضة.
أولاً لا أريد أن أطيل في حديثي عن الاستراتيجية الأمريكية فأحسب أن 80% مما يكتب هو حول المرامي الأمريكية، لقد شبعنا من ذلك وعرفناه وحفظناه عن ظهر قلب، ماأريد أن نتوقف عنده هو كيفية الرد على المرامي العدوانية الأمريكية لأننا نحسب أن احتلال العراق هو بداية إعادة صياغة الأوضاع في المنطقة لأنه باحتلال العراق تكون قد دفنت الولايات المتحدة الأمريكية القانون الدولي وداست على التراث الحقوقي الذي راكمته البشرية عبر نضالها الإنساني الطويل ولهذا اسمحوا لي أن أتوقف عند كيفية الرد على المرامي والسياسات العدوانية الأمريكية.
1. أنطلق من الوضع الداخلي في سورية: لايكفي أن نقول أننا نملك وحدة وطنية....إلخ ماهي أسس الوحدة الوطنية؟ أحسب أن علينا أن نحدد مفهوماً للوطنية لايكفي أن أقول إنني ضد الاستعمار وضد الإمبريالية لا يكفي أن أحدد مفهوم الوطنية بدلالة الخارج كي يكون لدلالة الخارج معنى. لابد أن نحددها بدلالة الداخل وأحسب أن المدخل إلى ذلك هو:
- أن نراجع أوضاعنا الداخلية هل يعقل أن نتحدث عن تغيير وإصلاح ونحن في سجوننا معتقلون علينا أن نرفع صوتنا ونقول يجب أن نعمل من أجل تجميد قانون الطوارئ، ولكن كيف يمكن لقانون طوارئ أن يتوافق مع دستور دائم لأكثر من 30 عاماً؟ مامعنى هذا؟ ألا يحق لنا أن نطرح سؤالاً كهذا؟ هذه نقطة فمن دون مناخ للحريات كيف يمكن أن نتحدث عن إصلاح أو تحديث وتغيير؟ وكما تعلمون الحريات حرية الرأي والقول والتنظيم والاجتماع....إلخ.
لماذا لانقونن هذه الأمور تحت سقف القانون والوطن؟ لماذا تأخر صدور قانون أحزاب في سورية عصري وديمقراطي وآخر للجمعيات لماذا؟ اليس من حقنا أن نتساءل؟ مسألة أخرى أيضاً المنفيون ووجودهم خارج الوطن أليس من حقهم إذا أردنا أن نعيد صياغة أوضاعنا السياسية و الاجتماعية أن نطرح عودتهم إلى هنا.الأحزاب السياسية الكردية السورية وخاصة التيار الديمقراطي الذي يتمسك بوحدة التراب الوطني أليس من حقهم علينا أن نطرح مدخلاً حوارياً نتلمس مداخل لحلول هذا الوضع وأن نقف عند ما حدث في سورية مؤخراً، هذه مسائل أعتقد من دون ملامستها لايمكن أن نتحدث عن إصلاح ولاعن مراجعة ولا عن تقويم.
اسمحوا لي أيضاً أن أقول في هذا المجال الجبهة الوطنية التقدمية هي نتاج ظروف تنتمي لثلاثين عاماً مضى، هل من المعقول أن هذه الصيغة ملائمة الآن؟ البعثيون وأحزاب الجبهة يجب أن يطرحوا ذلك. ومامعنى جبهة وطنية تقدمية؟ هل من هم خارج الجبهة غير وطنيين وغير تقدميين. هذا سؤال أعتقد أنه لايجوز أن نعبر فوقه بعد الآن. يجب أن نطرح قانوناً للأحزاب. من أراد أن ينضوي علينا أن نعيد مفهوم الدولة بما هي مؤسسة المؤسسات التي تلتقي فيها مصالح الأفراد والجماعات والطبقات وأن ننظر إلى السلطة بوصفها تفويضاً لفترة زمنية محددة وإدارة المجتمع هي جوهر السياسة.
لم تعد إدارة السلطة هي جوهر السياسة إن إدارة المجتمع هي جوهر السياسة كما أعتقد، وهنا أقول: هذه الأسئلة هي التي يجب أن نتلمس مداخل لحلولها. مسألة أخرى يجب أن نتوقف عندها هو أننا لن نخرج من هذا اللقاء، من هذه الندوة متفقين على كل القضايا، ليس من مهمة الحوار أن يكون ناجزاً في أول ندوة أو ثاني ندوة ولكن تعالوا نتعاهد أن تكون هذه الندوة مدخلاً لحوار وطني ديمقراطي يشمل كافة القوى في السلطة والمعارضة والأحزاب والشخصيات الوطنية والثقافية والديمقراطية كي نتلمس الخروج من هذه الأزمات التي نعيش. وأن نبتعد عن اتخاذ القرارات ضمن المكاتب المغلقة.
إنه لأمر سيىء أن لانعرف كيف تصاغ القرارات ألا يكون لنا كنخبة فما بالك بالناس والمواطنين العاديين وأن نعمل لترسيخ مبدأ المواطنة. نعم إن الأمريكان يروجون «للديمقراطية» لكن «الديمقراطية» التي يروج لها الأمريكان هي «ديمقراطية» التراص الطائفي والمذهبي والعشائري والإثني. نحن نريد أن نبني ديمقراطية تلبي حاجات الداخل تحقق التدامج الوطني على قاعدة المواطنة بعيداً عن المذهب والطائفة والإثنية والجنس...إلخ هذا مانريد أن نعمل عليه لايجوز بأي حال من الأحوال أن تطرح أمريكا الديمقراطية أن نقول فلندع الديمقراطية إذاّ. فلنبنِ ديمقراطية تتجاوب مع مصالح الداخل.
■■
#قاسيون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يجب إحداث التغيير الديموقراطي دون الاستقواء بالخارج
-
إن الإصلاح أو التغيير الديمقراطي.. يتطلب تعديلات وتغييرات في
...
-
ندوة الوطن - المخاطر التي تواجه سورية،ومهام القوى الوطنية
-
بيان من الشيوعيين السوريين الوطن في خطر والعمال حماة الديار
-
المركزية الديمقراطية كمفهوم
-
بلاغ صحفي - الندوة الوطنية حول: «المخاطر التي تواجه سورية، و
...
-
تحديد آليات التنفيذ دون المساس بحق الأقلية بالتعبير عن رأيها
-
تطوير التنظيم وأدائه مهمة لايمكن تجاوزها
-
أبناء دمشق يؤكدون:أيتها السفيرة الأمريكية.. نحن لكِ بالمرصاد
-
فلاشات... الوجه الآخر لأحداث القامشل
-
رسائل وعرائض قبل أحداث الحسكة: أحزمة الفقر بالقامشلي أعطت إن
...
-
القمة العربية.. فشل جديد للنظام الرسمي العربي
-
واكتمل المشهد العراقي
-
العراق ينتفض
-
حول المناهج التعليمية بين طلاسم ثقافة الكاوبوي.. ويوسف العظم
...
-
من يريد للقامشلي أن تكون قميص عثمان؟
-
الوحدة الوطنية تحضيراً للمجابهة القادمة
-
اليوم العالمي للتضامن لبيك ياعراق... لبيك يافلسطين
-
بيادق الأمريكيين في العراق تتحرك سيناريو كلاسيكي أميركي لحرب
...
-
قراءة سريعة في الموضوعات المقدمة إلى فصيل رياض الترك 1 من 2
المزيد.....
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
-
زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص
...
-
إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد
...
-
تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
-
لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
-
الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
-
لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال
...
-
سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
-
مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م
...
-
فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|