|
البعض في الكويت يتعنت لمعاقبة الشعب العراقي
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 05:06
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم يكن دعم دولة الكويت الشقيقة لنظام صدام الدكتاتوري التسلطي في حربه ضد إيران مسألة غير معروفة ولا هي اتهام بدون أسس مادية ولا هي دعاية منا أو انتصاراً لنظام دكتاتوري إرهابي متسلط قمع شعبه قبل أي شعب آخر واعتدى على حرماته وحقوقه وحَجّم حرياته وأمطره بالأسلحة الكيماوية وفرش أرضه بالمقابر الجماعية وملأ السجون والمعتقلات بعشرات الآلاف واعدم واغتال خيرة أبناء الشعب وشرد أكثر من ( مليونين ) عراقي ما بين مهاجر ومهجر مازالوا يعانون لحد هذه اللحظة من أثر الغربة والإبعاد عن وطنهم وأرضهم وأقربائهم ومحط ذكرياتهم، وكلمة الحق باعتبارها حقٌ يقال في هذا المضمار وبمعناه الأخلاقي الصادق، نقول كنا غاضبين مستنكرين من دعم دولة وحكومة الكويت الشقيقة لحد هذه اللحظة لذلك النظام المقبور الذي خلق في وقته هذا الخراب وبعد سقوطه قدم العراق على طبق من ذهب كما يقال للاحتلال الأجنبي، وحينها لم نسكت لأننا كنا نعرف النظام الصدامي الدكتاتوري سوف ينقلب عليهم أو على اقرب المقربين له فهي طبيعة جوهر الأنظمة الدكتاتورية التي لا يمكن أن تلتزم بمبدأ الوفاء ولا احترام القوانين الإنسانية والتعاليم الدينية وفي حينها أيضاً كتبنا وقدمنا العديد من المذكرات والرسائل والتحذيرات لدولة الكويت وأميرها الراحل جابر الصباح والحكومة الكويتية والمسؤولين الحكوميين والنقابيين وغيرهم لكن مع شديد الأسف دون جدوى وقلنا لهم أن ذلك سوف يدمر الشعب العراقي والشعب الكويتي وشعوب المنطقة جمعاء، وبما أن كلمة الحق هي نبراس الحقيقة ونقولها حتى لو كان حبل الظلم والاضطهاد على الرقبة فنحن ( جميع القوى الوطنية والديمقراطية وأكثرية الشعب العراقي ) وقفنا وقفة مسؤولة بالحرص على الكويت والشعب الكويتي الشقيق ضد النظام الصدامي وضد احتلال دولة الكويت ولم يكن موقفنا إعلامياً بل كان تضامنياً بالقول والفعل حيث شاركنا في الكثير من المحافل الدولية والفعاليات الجماهيرية والمؤتمرات النقابية بفضح الاحتلال وطالبنا في بياناتنا الفردية والجماعية العلنية المجتمع العربي والدولي بمساندة الشعب الكويتي وإخراج القوات العسكرية العراقية من الكويت وإعادة الأمور إلى نصابها بما فيها عودة السيادة الوطنية ووقفنا كتفاً إلى كتف مع القوى الوطنية الكويتية نصارع من اجل الكويت الحرة وإدانة الاحتلال وقد يتذكر الكثير ممن عاصروا ذلك الوقت من قادة سياسيين ونقابين ومثقفين ومسؤولين وغيرهم من الكويتيين بان مواقفنا لم تكن على أساس العداء والكراهية للنظام الدكتاتوري فحسب بل الوقوف مع الشعب الكويتي ومناصرة قضيته العادلة، تلك المواقف والثوابت في علاقاتنا استمرت حتى بعد سقوط النظام واحتلال العراق وكنا نتوقع أن تجري تغيرات جذرية لمواقف دولة الكويت وتتحسس ما عانه شعبنا وقواه الوطنية وتقف لمساندة الشعب العراقي للتخلص من التركة الثقيلة والعقوبات الدولية والديون المرهقة التي أثقلت كاهل شعبنا والتي لم يكن مسؤولاً عنها لكن الأمور سارت وما زالت تسير نحو تأزم العلاقة واتهام الشعب العراقي وكأنه المسؤول عن احتلال الكويت ونهبها أو ما جرى من مآسي وتراجعات في المنطقة وبشكل علني وبدلاً من الشفافية في التعامل والتدقيق في المواقف تعلن دولة الكويت وبكل صراحة رفضها لخروج العراق من البند السابع علاوة على ذلك تتهمه بارتكاب خروقات حدودية مما أثر استغراب المواطنين العراقيين والكتل البرلمانية لهذه المواقف المتعنتة التي تبدو عدائية وغير طبيعية وكأنها رداً على النوايا الحسنة التي طرحت باعتماد لغة الحوار والنقاش والوصول إلى قواسم مشتركة من التفاهم لحل الإشكالات المتبقية ووضع توابث جديدة لنوع العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين العراقي والكويتي والمضي في طريق الحوار البناء والشفاف للوصول إلى قواسم مشتركة من التفاهم لحل الإشكالات المتبقية ووضع توابث جديدة لنوع العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين العراقي والكويتي وعلى ما يبدو أن الأمر لم ينته حول البند السابع بل تعداه إلى ما هو أقسى واشمل هو إصرار البعض من المسؤولين وفي مقدمتهم وزير الخارجية الكويتي " على إبقاء العراق تحت طائلة العقوبات الدولية " لا نعرف هل تعتقد الحكومة الكويتية أن العراق بعد هذه المسيرة والتأكيدات بضرورة تحسين العلاقات وحل المشاكل وفتح مجالات للتعاون الاقتصادي والثقافي وفي جميع المجالات بما يخدم الشعبين الشقيقين سوف يعود دكتاتورياً ومعادياً لدولة الكويت؟ وإلا لم هذا التعنت والتعقيدات والمواقف المسبقة بالاتهام والتحريض دولياً ضده؟ ثم من يريد تأزم العلاقة وعدم وجود حلول منطقية حول ترسيم الحدود والتعويضات ورفات الشهداء الكويتيين وغيرها من القضايا المتعلقة ؟ لا بد أن تقر دولة الكويت وحكومتها بان عصر صدام وحزبه وسياستهما قد ولت إلى الأبد ولن يعود العراق دولة تهدد أمن جيرانها أو المجتمع الدولي، وهي أي الكويت للعلم والإطلاع لن تستطيع أن تمنع عودة العراق إلى المجتمع الدولي بعدما تخلص من حضانته للإرهاب وما عاد يشكل خطراً على المجتمع الدولي وبما أن المجتمع الدولي عرف هذه القضية فان الضغوط الكويتية سوف لن تغير الموقف من خروج العراق من البند السابع عاجلاً أم آجلاً ومن الأفضل لدولة الكويت والعراق الجلوس على طاولة المباحثات وحل ما يمكن حله ولمصلحة الشعبين بدلاً من هذا السيل من الاتهامات ووضع العراقيل لكي تستمر التشنجات في العلاقات عامة وخلق حالة من التربص والعداء لا يخدم الطرفين
2 ــ الكاتب الكويتي صالح الغنام ومقالات التحريض والإساءة
وعلى ما يظهر أن الأمر لم يبق في مضمار العلاقات الدبلوماسية أو تصريحات البعض من المسؤولين الكويتيين بل ساهم في التصعيد المريب أعلاه البعض من الكتاب ووسائل الإعلام بدلاً من تخفيف وطأة الضغوط النفسية ومعاناة الماضي المؤذي وبدلاً من الاستغناء عن كتابة المقالات المتشنجة والرخيصة حقاً مثلما ما جاء في مقالة الكويتي صالح الغنام وهي مثال لعدة مقالات كتبت بهذا الصدد حيث أشار وبشكل حاقد ومتوتر " لا بد أن يدفع العراق الثمن، وان جاء على حساب تنميته واستقراره" وكأنه لا يعلم أن عدم الاستقرار في العراق سوف يمتد إلى الكويت حتماً، وعدم الاستقرار في العراق سيعم المنطقة جميعها، وعدم الاستقرار سيخلق ظروفاً متأزمة في العلاقات بين جيران العراق ، وعدم الاستقرار سيخلق مشاكل لا تحصى لدولة الكويت نفسها، وحاول الغنام الإساءة للشعب العراقي بضربه أمثلة عن اليابان وألمانيا وروسيا وتساءل بشكل خبيث " لماذا العراقيون وحدهم من بين شعوب العالم يرفضون دفع التعويضات؟" وبدورنا نسأله إذا جردنا الحقيقة من محتواها " لماذا قدمت دولة الكويت وغيرها مساعدات مالية ومعنوية للنظام السابق ودعمها له في حربه مع إيران وبالضد من المعارضة الوطنية العراقية ومصلحة الشعب؟ ونستطيع أن نسأله عشرات الأسئلة التي تجعله وغيره يطأطئ رأسه خجلاً من الشعب العراقي الذي ذاق الأمرين من تلك الحرب التي استمرت ( 8 ) سنوات ومن بطش النظام الذي استغلها بعد ذلك لقتل مئات الآلاف من المواطنين العراقيين الأبرياء، ثم أليس من التجني القول على الشعب العراقي عندما يقول الغنام" المعتدي لا بد أن يدفع ثمن الجرم الذي اقترفه ولو بعد حين" فهل كان الشعب العراقي مجرماً ليرتكب الجرم أو معتدياً ليحتل الكويت؟ أو راضياً أو مشاركاً لما فعله النظام السابق ؟ ولماذا لا تكون دولة الكويت معتدية عندما قدمت كل الدعم والمناصرة للنظام العراقي الذي استعمل حتى الأسلحة المحرمة دولياً ضد الشعب العراقي نفسه وساندت نظام صدام في حربه ضد إيران؟ كمواطن عراقي أرى مصلحة العراق والكويت في التفاهم والتفاوض وحسم الخلافات لصالح الشعبين ومن اجل مستقبل مستقر ومسالم أقول لصالح الغنام الكويتي وغيره ممن يريدون استمرار الاحتقان والخلافات عن طريق المهاترات ودق الإسفين بين الشعبين الكويتي والعراقي دلالة على انك تريد التفرقة بدلاً من الاتفاق وتريد الإساءة والتشويه وقلب الحقائق ولكنك سوف تبوء بالفشل الذريع وسوف يتحقق الوئام والسلام والتفاهم عندما يكون العقل والحوار الحضاري سيد الموقف ولن يخسر الشعب العراقي إذا قدم لشعب الكويت كل الدعم والمساندة وإنجاز الحقوق بل العكس فهو الرابح وكلامك يا صالح الغنام " يجب أن يفهم العراقيون أن الكويت عصية عليهم" مردود عليك لأن الشعب العراقي سوف يدافع عن الشعب الكويتي ولن يخذله أو يحتل أرضه مثلما فعل نظام صدام الذي على ما يبدو انك متأسفاً وحزيناً ومتألماً لرحيله ولهذا لم تذكره ولا تذكر جرائمه وترفع عنه تهمة ابادة الشعب الكويتي وحرق بلاده وتتهم الشعب العراقي بعماله وفلاحيه ومثقفيه وكادحيه بذلك الفعل الشنيع وهي دلالة بأن كلامك الآن يؤيد ما فعله النظام السابق للشعب العراقي والشعب الكويتي وليس فيه أية إدانة له كما تدعي في قشرة مقالك الحاقد.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل وعد الإدارة الأمريكية للمالكي حقيقي؟
-
ثورة 14 تموز التغيير والتراجع
-
ألواح غياب ندا سلطاني
-
وسائل الإعلام الرسمية والانتخابات النيابية القادمة
-
فترة عصية لتحقيق دولة القانون
-
هو العراق..
-
الأجهزة الأمنية المخترقة بلاء للمواطن
-
ديمقراطية الدائرة الانتخابية الواحدة
-
القط الغجري
-
نظام رئاسي بالأغلبية وبالضد من التوافقية دعاية انتخابية
-
داء الرشوة فساد إداري متواصل
-
التعداد السكاني على أساس المواطنة وكلا ثم كلا للطائفية
-
متى يتم سن قانون تنظيم الأحزاب العراقية ....؟
-
الملف الأمني والاختراقات للمؤسسة الأمنية
-
أول أيار رمزاً لقدرة الطبقة العالمة على تجاوز الصعوبات
-
مساندة الحملة الوطنية لتعديل قانوني انتخابات المجالس
-
أدوات الفتنة الطائفية
-
عن صبر مَنْ يتحدث الرئيس الأمريكي اوباما... !
-
أعداء الحزب الشيوعي العراقي هم أعداء الشعب والوطن
-
الفساد - الطنطل- عدو لدود للوطن والشعب العراقي
المزيد.....
-
-خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|