أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - الخلافة و الولاية الفقهية.. نقاط مهمة (ح 3)














المزيد.....

الخلافة و الولاية الفقهية.. نقاط مهمة (ح 3)


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 05:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول الشيخ علي عبد الرزاق:
أفهل غير حب الخلافة و الغيرة عليها، و وفرة القوة، دفعت يزيد بن معاوية إلى استباحة ذلك الدم الزكي الشريف، دم الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم. و هل غير تلك العوامل سلطت يزيد بن معاوية على عاصمة الخلافة الأولى ـ يقصد المدينة و ما وقع عليها من جرائم في وقعة الحرة ـ ينتهك حرمتها، و هي مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم. و هل استحل عبد الملك بن مروانبيت الله الحرام و وطيء حماه، إلا حبا في الخلافة و غيرة عليها، مع توافر القوة له" (الإسلام و أصول الحكم ص 131 ).
إن التبرير الذي يسوقه الإسلاميون على الدوام لبناء دولة "إسلامية" دينية هو أن لا معنى لإنزال شريعة كاملة على النبي دون تطبيقها على أرض الواقع، و هو ما سنناقشه في نقدنا التفصيلي لكتاب "الحكومة الإسلامية" التي ألفها السيد الخميني مؤسس الدولة الإيرانية الإسلامية و سنرى أن العقل و المنطق الذي يعيش على نظرية المؤامرة لا ينتج إلا النكد و المشوه، فقد رأينا كيف أن السنة يرددون الكثير الكثير عن تاريخ الخلافة "المشرق" بينما هو في الحقيقة تاريخ أسود ملطخ بالدماء و الانقلابات، و هذه هي سيرة أغلب البلدان الإسلامية من إندونيسيا و باكستان و حتى موريتانيا.
و الأمر الهام الذي طرحه الشيخ علي عبد الرزاق هو أن المسلمين ليسوا بحاجة إلى الخلافة لا في دينهم و لا في دنياهم، فالنبي هو مجرد مبلغ و منذر و آيات القرآن بهذا الشأن من الغرابة تجاهلها، فالآيات 47 ـ 51 من سورة المائدة لا تقوم دليلا على وجوب إقامة الخلافة أو الحكم الديني لأن الدليل في هذه الآيات لا يشير إلا إلى ضرورة وجود الدولة ـ أيا كانت هذه الدولة ـ بالتالي فإن المذاهب نفسها و اختلاف الفتاوى و اختفاء الحدود بين الحلال و الحرام، هو دليل قطعي على أن المسلمين كغيرهم من الأمم يستطيعون التعايش في ظل حكم علماني ديمقراطي كما في تركيا و إندونيسيا و إيران ما قبل الثورة.
يقول الشيخ علي عبد الرزاق:
إن كان الفقهاء أرادوا بالإمامة و الخلافة ذلك الذي يريده علماء السياسة بالحكومة كان صحيحا ما يقولون، من أن إقامة الشعائر الدينية، و صلاح الرعية، يتوقفان على الخلافة، بمعنى الحكومة، في أي صورة كانت الحكومة، و من أي نوع، مطلقة أو مقيدة، فردية أو جمهورية، إستبدادية أو دستورية أوشوروية، ديمقراطية أو إشتراكية أو بلشفية، لا ينتج لهم الدليل أبعد من ذلك. أما إن أرادوا بالخلافة ذلك النوع الخاص من الحكم الذي يعرفون فدليلهم أقصر من دعواهم، و حجتهم غير ناهضة" (الإسلام و أصول الحكم ص 135 ـ 136 ).
و هذه الملاحظة جديرة بالإهتمام و قد يكون هذا المنطق الفقهي الدقيق وراء الضجة الكبرى التي أثارها كتاب الإسلام و أصول الحكم، فالعالم الإسلامي منذ نشأته و لحد الآن يعاني الكثير من الضعف في مجال النظم السياسية و رغم تلون و تنوع ألوان الحكومات في التاريخ الإسلامي فإن الشعائر و الطقوس و الأحكام الدينية لم تتوقف و بالتالي فإن الدين الإسلامي لا يتوقف على نوع الحكومة بل على وجود الأمن و الأمان و الإدارة حال المسلمين في ذلك حال اليهود و المسيحيين و غيرهم، فتركيا دولة علمانية نضمن لشعبها حرية الاعتقاد و الإيمان و أداء الشعائر الدينية، بالتالي لا مانع من انسجام مجتمعاتنا مع قيم الحرية و حقوق الإنسان و الانتخابات و غيرها من قيم التطور و المدنية.
إن الدولة الدينية سواءا كانت خلافة أو ولاية فقيه ستعنيان تقسيم الشعب و تفتيت الوحدة الوطنية إلى الطائفية و العرقية و انتماءات هامشية أخرى تقسم دول المنطقة المسلمة ـ المقسمة أصلا ـ إلى مزيد من الكراهية و الحقد، فالدين حينما يختلط بالسياسة و الحكم يسبب كوارث حقيقية و أبسط مثال على ذلك ما ينقله لنا التاريخ عن الصراع العثماني السني و الصفوي الإيراني إذ دخلت أعظم إمبراطوريتان في تاريخ المسلمين في صراع مدمر أهلك الحرث و النسل و الحضارة، و ما حصل في العراق بعد 2003 من صراع طائفي مع ملاحظة أن كل الدول الإقليمية ساهمت في العنف ضد العراقيين عموما و الشيعة خصوصا ـ باستثناء تركيا العلمانية ـ و بالتالي فإن نتاج الدولة الطائفية و حصيلتها دوما هو التخريب و الحرب الأهلية.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافة و الولاية الفقهية.. نقاط مهمة (ح 2)
- الخلافة وولاية الفقهية.. نقاط مهمة
- الخلافة -البابوية الإسلامية-
- مدخل إلى إشكاليات العلاقة بين العلمانية و الإسلام
- الأزمة العراقية... و النافخون في النار
- انتخاب نجاد... إعلان حرب
- نظام رئاسي برلماني و لعنة -التوافقات-
- من أجل ائتلاف عراقي ديمقراطي إنساني
- التوافق... خطوات لإلغاء هذا المصطلح النفاقي
- الرئيس المتوافق عليه... ليس منتخبا
- رسالة إلى أخي العباسي.. حول -قصور الملالي-
- العراق و المواجهة الحتمية بين إيران و الولايات المتحدة
- سايكوباثية -السياسي- العراقي و علاجات -الفقيه-!!
- حرّيّتنا... مشوهة كتمثالنا!!
- 9 نيسان... يوم إسقاط هبل
- هوية العراق (إنسانه رخيص)!!
- مجتمعات القسوة و -أعمى العمادية-!!
- المقاومة القذرة بين سقوطين
- عمرو بن العاص و الاستراتيجية العراقية
- بين جدّي و صدّام حسين


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - الخلافة و الولاية الفقهية.. نقاط مهمة (ح 3)