|
بعض الموضوعات الختامية لملتقى غوليتسينو* : - مستقبل قوى اليسار -
إبراهيم إستنبولي
الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 05:43
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إعداد و ترجمة د . إبراهيم استنبولي
عقدت في الفترة 21 –22 حزيران من عام 2003 ندوة دولية تحت عنوان " مستقبل القوى اليسارية " . وقد شارك فيه اكثر من 130 شخصية ، والمشاركون ينتمون إلى أحزاب وحركات مختلفة منها : الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية ، الحزب العمالي ـ الفلاحي الروسي ، الحزب الاجتماعي ـ الديموقراطي الروسي ، حزب العمل الروسي ، وغيرها من الأحزاب الروسية ، الحزب الشعبي الاشتراكي الدنمركي ، الحزب الاشتراكي اليساري النرويجي ، حركة كييف ( أوكرانيا ) ، شخصيات تعمل في المنظمات التالية : أكاديمية العلوم الروسية ، اتحاد العمال لعموم روسيا ، النقابات الاشتراكية ، اللجنة الإسلامية ، مجلس أوروبا ، مجلس مدينة لندن ، مركز غورباتشوف وغيرها ، وكذلك رؤساء بعض دور النشر مثل : Gileya Ultra Culture , Praxis , Ad Marginem , .
ومن أهم ميزات هذا الحدث هو انه تم تمثيل جميع الحركات الروسية المعارضة الرئيسية من ناحية ، ومن ناحية أخرى ـ إن جميع المشاركين قد تحدثوا بصفتهم الشخصية دون أن يتقيدوا بنظام الالتزام الحزبي .
وهنا أورد نتائج المناقشات فيما يخص بعض الموضوعات .
أزمة المؤسسات الديموقراطية ( مقررة الجلسة آلا غلينتشيكوفا ) :
إن تحول الأحزاب اليسارية الروسية إلى أحزاب للمستقبل ، قادرة على جذب العمال المأجورين الأجانب ، غير ممكن من دون أن تعلن بوضوح موقفها السلبي تجاه الشكل التوتاليتاري و الفردي للحكم وبالتالي الاعتراف بالديموقراطية كقيمة أساسية لحركة اليسار الحديث في روسيا .
مع التأكيد على أهمية مؤسسات الديموقراطية التمثيلية للدفاع عن مصالح الشغيلة ، يجب علينا القول أنها بحاجة إلى مزيد من التطوير و التحسين . وهذا التحسين يجب أن ينصب على البحث عن أشكال جديدة لمشاركة المجتمع في اتخاذ القرارات السياسية وفي مراقبة تنفيذها ، و كذلك إيجاد آليات جديدة لتفاعل الأحزاب السياسية وشرائح اجتماعية واسعة ، قادرة على ضمان تأثير معاكس للمجتمع على النخب الحزبية والحكومية .
إن السمة المميزة للديموقراطية كشكل للسلطة الشعبية في يومنا هذا هو ، من ناحية درجة ومستوى التأثير الفعلي للمجتمع على السلطة ، ومن ناحية أخرى ـ قدرة المؤسسات و الأحزاب السياسية على أن تعكس المصالح الاقتصادية والسياسية لأوسع الشرائح الاجتماعية .
على الرغم من تبدل النظام الاجتماعي في روسيا في عام 1991 وما نتج عنه من تفكيك للمنجزات الاشتراكية ، فإنه لم يحصل تجدد في مجال إدارة الدولة أو تدمير للتراتبية السلطوية ، التي تكيفت بسرعة وراحت تخدم السلطات الجديدة . فالعملية السياسية الحديثة في روسيا ، وخصوصاً هيئات الديموقراطية التمثيلية ، تعيش أزمة جدية . وهذه الأزمة ترتبط بانسحاب المكونة الاجتماعية من العملية السياسية الحزبية ، وتحول الأحزاب السياسية من عوامل تأثير فعلية للمجتمع على السلطة إلى مجرد " مناجم " سياسية معزولة عن المجتمع و لا تعكس مصالحه ، ومشغولة فقط بالصراع من اجل اقتسام الكعكة السياسية داخل النخبة السلطوية المهيمنة .
إن السبب الرئيس لتلك الظاهرة هو نشوء تيارات ما بعد الصناعية وما ارتبط بها من ظهور أشكال جديدة لعدم المساواة و الإقصاء في حقلي المعلومات والإدارة ، وكذلك ظهور إمكانيات جديدة للتحكم بالمجتمع ومراقبته مع المحافظة الشكلية على مؤسسات الديموقراطية الانتخابية أو التمثيلية . إن نتيجة الأزمة التي تعيشها مؤسسات الديموقراطية التمثيلية تنعكس في خيبة المجتمع من إمكانية التأثير الفعلي على العملية السياسية في إطار الإجراءات الديموقراطية ـ وكدليل على هذه الخيبة نجد تنامي التصويت الاحتجاجي ، العزوف السياسي و الميل للتصويت لصالح حزب السلطة . هذا كله يحمل مخاطر نمو الاتجاهات التسلطية في المجتمع وفي السلطة .
فقط عن طريق إمداد النخب بدماء شابة وتجديدها بشكل مستمر ، إلى جانب العودة إلى ُمُثل الاشتراكية ، يمكن أن يمنح المؤسسات الديموقراطية دفعاً جديداً. كما إن التغلب على الأزمة يتطلب إيجاد وتطوير أشكال جديدة للديموقراطية و أشكال جديدة للحوار مع المجتمع ، وكذلك آليات للمشاركة ، و للإدارة الذاتية والمراقبة المجتمعية ، مع تأسيس شبكة من البنى الإدارية تتمتع بعلاقة عكسية قوية وبمشاركة عالية للقوى الاجتماعية في اتخاذ القرارات .
على الرغم من السمات الخاصة للعملية ما بعد الصناعية في روسيا وما يرتبط بها من أزمة الأشكال التقليدية لمؤسسات الديموقراطية ، فإن هناك الكثير مما يجمعنا مع ممثلي الحركات اليسارية في البلدان الأخرى في بحثهم عن أشكال جديدة لتطوير الديموقراطية ومن اجل إيجاد سبل أخرى لمواجهة التيارات التسلطية بين الجيل الشاب . وهذا يتطلب نبذ الخلافات والفجوات بين الشيوعيين والحركات اليسارية البديلة ، ودراسة تجارب الحركات اليسارية في الغرب ، والتعاون معها في مختلف البلدان .
الهيمنة العالمية الجديدة ( المقرر دميتري غلينسكي ) :
في العقد الأخير من القرن العشرين وكنتيجة للصفقات التي أبرمت على المستوى الشخصي أو الحكومي ومن قبل ممثلي النخب الحاكمة مع المنتصرين في " الحرب الباردة " ، فقد نشأ نظام دولي أحادي القطب . إن كسر المنظومة الدولية التي كانت قائمة على أسس " الردع والتوازنات " ، وبالتالي حدوث عدم مساواة كبيرة في القوة والإمكانيات داخل المجتمع العالمي ، قد خلق وضعاً يسمح ، ليس فقط بالقضاء على إنجازات عقود من التقدم الاجتماعي والاستقلال من الاستعمار ومن نضال حركات التحرر الوطني في بلدان الأطراف ، وكذلك قواعد القانون الدولي ، بل إنه تجري عملية إعادة تقييم المؤسسات الديموقراطية في بلدان " المركز " العولمي ـ و في الولايات المتحدة الأمريكية قبل غيرها .
إن ضعف الخصوم الوطنيين للنظام أحادي القطب غالباً يمكن تفسيره بغياب الوسائل البحثية المناسبة . هكذا مثلاً ، إن المقاربة الجيوسياسية التي كانت سائدة ( والمرتبطة وراثياً بالتعصب القومي للإمبراطوريات الاستعمارية بداية القرن العشرين ) تمنع من رؤية الإدارية الداخلية و نقاط الضعف في المجتمع الغربي المعاصر ، بما فيه الامريكي . وكنتيجة لذلك ـ عدم القدرة على التنبؤ بالمتغيرات الحاصلة ، وبالتالي سياسة التعامل السلبي معها والتسليم بها كما لو أنها قضاء وقدر . و من هنا تعليق آمال واهمة على نشوء أحلاف جيوسياسية " معادية للهيمنة " ، كما هو الحال ، مثلاً ، مع الصين أو مع " العالم الإسلامي " . إن اقتصاد هذه البلدان ومصالح القسم الأكبر من نخبها قد تم إدماجها في النظام العالمي القائم وبدرجة لا تقل عما يتعلق ذلك روسيا . لذلك من الأفضل فهم طبيعة عناصر الهيمنة العالمية كاتحاد غير متجانس وفوق وطني للنخب ( وتمزقه اكثر واكثر صراعات داخلية ) . وضمن هذا الاتحاد فإن الأمريكيين ، خصوصاً المحافظون الجدد في واشنطن ، يتصرفون بعدوانية زائدة بفضل وجود ، قبل كل شيء ، مصادر قوتهم خارج المنافسة . و كرد فعل على أفعالهم يحدث نمو مطرد للكراهية لكل ما هو أمريكي على مستوى العالم ، والتي تأخذ أحيانا أشكالا متطرفة للغاية .
هناك جانب هام في الوضع الأحادي القطب القائم ـ هيمنة صنف محدد من الثقافة ، وبحيث أن تلك الهيمنة يعاد إنتاجها من قبل وسائل الإعلام والدعاية بشكل يومي . إلا أن " صراع الحضارات " ، التي تعامل كما لو أنها عبارة عن مجتمعات مغلقة ، يتم فرضه ـ أي الصراع ، من قبل من يسمون اليوم " خبراء السياسية العولمية " . بينما الحقيقة هي أن الشرائح المحرومة من الامتيازات في الغرب ، في العالم الإسلامي وفي بلدان أخرى لا تشكل " خصومات حضاروية " . إنما الحديث هو عن هيمنة ثقافة أحادية لشركات المجتمع الاستهلاكي العولمي ، التي ترفض كل ما هو " خصوصي " عند الآخر ، والذي لا يندمج في قياس معين .. تلك الهيمنة التي تنتج صراعات مطابقة الهوية ، خاصة في المجتمعات متعددة الإثنيات ومتعددة الثقافات . كما إن الهيمنة الاقتصادية " للمركز " العولمي تخترق بدرجة عميقة بلدان المحيط عن طريق دولرة ( من دولار ) اقتصادياتها ، كما هو الحال مع روسيا . ولذلك فإن مشاريع انهيارات الوضع القائمstatus quo عن طريق " تخفيض الدولار " ، يمكن أن تستخدم غطاء لعملية فقدان التوفيرات الصغيرة للمواطنين . ولذلك فإن فك ارتباط الاقتصاد الروسي بالدولار من خلال الدخول في اتحادات نقدية إقليمية ، سواء اليورو أو الإيوان أو " الدينار الإسلامي " المزمع إطلاقه ـ هو موضوع نقاش وغير ملح بالنسبة لروسيا بحكامها الحاليين . هناك بديل ألا وهي المنظومة التي يعلق عليها آمال كثيرة لكنها لا زالت غير مدروسة بشكل كاف أي شبكة التجمعات الاقتصادية . إلى جانب ذلك إن الاقتصاد أحادي القطب يكشف اكثر فاكثر عن عدم استقرار . ومن أهم مصادر عدم الاستقرار ـ وصول إلى سدة الحكم في عدد من البلدان قوى يمينية متطرفة تحت ستار محاربة الإرهاب ـ تلك القوى ذات النزعة ، كما في حالة الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى بسط سيطرتها والتوسع بالقوة على الطريقة الاستعمارية ، والعمل على لعب دور الشرطي على المستوى الوطني والدولي . إن زعزعة الاستقرار تلك ، الصادرة عن " المركز " العولمي ، تؤكد عدم صلاحية النظام العالمي القائم مقارنة بأشكال أخرى من الهيمنة الخلاقة و المبنية على التعاون ، كما هو حال الإمبراطورية الرومانية بالتحديد ، والتي يتغنى بمقارنة بلادهم بها المحافظون الجدد في أمريكا . إن التخلص من أحادية القطب " السرطانية " ـ واجب ومهمة عامة تتفق ومصالح طيف واسع من القوى بما فيها اليسارية . ومن اجل ذلك لا بد من الأخذ بعين الاعتبار ما يلي : 1- إن البيروقراطية الحاكمة في روسيا الحالية لا يمكن أن تكون حليفاً موثوقاً للقوى الروسية والعالمية المناهضة للنظام العالمي أحادي القطب ، لأنها هي ذاتها إما " مملوكة " من قبل الرأسمال العابر للقارات ، إما أنها عبارة عن خليط من الشركات التي تخدم المصالح الخاصة . 2- لا توجد فرصة في روسيا للمبادرات الأهلية غير الحكومية في مجال السياسة الخارجية دون أن تكون مرتبطة بمصالح الطبقة الحاكمة . وهناك حاجة لتضامن جهود القوى اليسارية والديموقراطية بشكل عام من اجل التغلب على تلك الحالة . 3- إن المنظمات السياسية القائمة و المحسوبة تقليدياً على اليسار ، بما فيها الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية ، بوضعها الحالي غير قادرة ، و لأسباب معينة ، على الدخول في تحالفات ثابتة مع خصوم النظام العالمي الجديد في البلدان الأحزاب . والعائق هنا هو ذلك التصور الراسخ في الوعي الاجتماعي ( بمن فيها القوى اليسارية في الغرب ) حول القوى التقليدية لليسار الروسي : - كوريث لأغلب الصفات الغير حميدة للحزب الشيوعي السوفييتي . - كمنظمات يقودها قوميون متطرفون . - كسعاة للاستحواذ على الحركة اليسارية بل والمعارضة عموماً ، حتى ولو كان ذلك في غير صالحهما ككل . - كورثة التعامل التوتاليتاري مع مشكلة حقوق الإنسان ، بما فيها حقوق الاقليات القومية والدينية وغيرها . 4- يلاحظ في الغرب خلال الآونة الأخيرة حدوث انقسام المركز الديموقراطي . أنصار النيوليبرالية و الهيمنة المركزية الأمريكية في النظام الاقتصاد العالمي دخلوا في صراع مع الديموقراطيين الكلاسيكيين ( ممثلي الطبقة الوسطى ) ، التي تتعرض مصالحها الاقتصادية وقيمها للاعتداء من قبل الشركات العابرة للقارات وكذلك من قبل مراكز رأس المال ، ومن قبل الدولة . إن عناصر المعارضة الديموقراطية المناهضة للنظام العالمي الجديد تتجلى في الحركات المناهضة للعولمة وللحروب ـ هذه وتلك قد خرجتا بعيداً إلى ابعد من حدود الطيف اليساري التقليدي . فعلى خلفية مظاهر تشكل دولة بوليسية في عدد من البلدان ، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا ، إلى جانب خطر " عولمة " هذه الظاهرة ، فإن الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطنين وعن حقوق الإنسان يمكن أن تصبح فكرة جامعة و موحِّدة . عند ذلك إن الأحزاب السياسية والهيئات الحكومية القائمة تبدو وكأنها غير قادرة أو لا مصلحة لها في حلّ تلك المسألة ـ مما يسبب خيبة أمل تجاهها . هذا بدوره يخلق أمام القوى الغير تسلطية وذات الصبغة اليسارية إمكانيات أن تلعب دوراً محورياً في حل تلك المشكلة ، وان تضيف إليها مع ذلك من جوهرها الاجتماعي والاقتصادي . 5- في ضوء كل ما تم ذكره أعلاه ، فإن المصالح السياسية و النخبوية لقوى اليسار التقليدي في روسيا ، بما فيها الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية ، ليس بالضرورة أن تتقاطع كثيراً مع مصالح خصوم النظام العالمي أحادي القطب .. و أحيانا ، قد لا تلتقي معها بالكامل . إن إدماج فعلي للمعارضة الروسية في العمليات السياسية الدولية غير ممكن من دون حصول تحول داخلي فيها . إن قوى اليسار الروسي بحاجة لأشكال جديدة من التنظيم ، بما فيها تلك التي لا تكون غايتها الصراع من اجل السلطة أو المشاركة فيها ، بل الدفاع عن الحقوق والحريات الشخصية والجماعية من الاعتداء عليها من قبل الشركات وما ارتبط بها من بيروقراطية حكومية وعالمية ، وكذلك من اجل تحديد منهجي لسلطتهم على الناس على المستوى الدولي و الإقليمي والمحلي .
التجربة العالمية لليسار ( رئيس الجلسة جاكوب نورهاي ) :
كما تبين التجربة يمكننا تمييز ثلاثة مستويات لتحالف القوى اليسارية :
1- التعاون بين التيارات .
2- تشكيل جبهة موحدة بين المعتدلين والراديكاليين
3- " يا عمال العالم ، اتحدوا ! " ـ التعاون الدولي .
ُتبيِّن التجربة في الغرب أن تأسيس تحالفات سياسية لمشاريع محددة و/ أو مهام يعتبر اكثر واقعية من تشكيل أحزاب موحدة . وبشرط أن كل مشارك في التحالف واجب عليه أن يحدد بماذا يمكنه أن يضحي في سبيل ترسيخ هذا التحالف ، وان جميع المشاركين لديهم المقدرة على الاحتفاظ بالوجه الفريد و المستقل .
إن مسألة الوحدة وتوازن القوى داخل الحركة لا يمكن حلّها في إطار مقارنة البرامج النظرية ، لأن ذلك هو موضوع تكتيكي بحت للنضال السياسي ، ويجب التعامل معه بالنسبة لكل حالة محددة . وعند تأسيس التحالفات يجب التجرد إلى أقصى درجة من تاريخ العلاقات المتبادلة . و يجب أن نتذكر أن التنظيمات " الثورية " غالباً ما تتحول إلى طوائف وشيع ،. وبالعكس ، إن الأحزاب التي تدّعي أنها " إصلاحية " ـ غالباً لا تقوم بأية إصلاحات .
النقابات وحركات اليسار ( المقرر فاسيلي موخوف ) :
على خلفية بناء مجتمع لا طبقي في الاتحاد السوفييتي السابق فإنه في روسيا المعاصرة تجري عملية فرز طبقي متنامية ، مما يفرض التوجه إلى الحركة النقابية كوسيلة للدفاع عن مصالح الطبقة والجماعات .
يتميز الوضع الراهن للحركة النقابية في روسيا بما يلي :
- تعايش النقابات التي كانت قائمة في زمن الاتحاد السوفييتي و الداعمة للسلطة الحالية إلى جانب عدد من التنظيمات النقابية الحرة .
- تحقيق سلسلة من النجاحات الكبيرة والهامة للمجتمع في الآونة الأخيرة من قبل بعض النقابات الحرة بما في ذلك في مجال نشاطها السياسي .
لقد نضجت الظروف لإبرام تحالف سياسي بين قوى اليسار وبين الاتحادات الضخمة للنقابات الحرة :
= مصلحة اليسار :
- الاتحاد مع النقابات يجعل اليساريين اقرب إلى القضايا التي تخص معظم العمال .
- تحتاج قوى اليسار إلى الاعتماد على النقابات من اجل تجديد عناصرها ومن اجل الحصول على قاعدة اجتماعية أوسع .
= مصلحة النقابات :
- بإمكان نشطاء اليسار ، عن طريق استخدام الآليات النقابية ، للمساعدة في إنجاز التنظيم الذاتي للعمال .
- تعتبر عملية التسييس بالنسبة للنقابات ضرورة طبيعية من اجل حماية مصالحها .
- إن اليسار ، وهو يساعد في تطوير الصناعة و ظهور تقنيات جديدة ، يصبح حليفاً موضوعياً للنقابات .
وفي سبيل تقوية الوحدة بين اليسار والنقابات هناك عامل إيجابي هام ألا وهو نشوء هيئات نقابية أولية بقيادات يسارية . لكن الاتحاد يجب أن يجري على أساس الحل الوسط ( مبدأ الصفقة ) ، المقبول من قبل اكبر عدد ممكن من الشرائح العمالية .
الحركات الأممية المناهضة للعولمة ( المقرر إيليا بودرايتسكيس ) :
تشكل الحركات المناهضة للعولمة ، والتي ظهرت للوجود مع نهاية القرن العشرين ـ بداية القرن الواحد والعشرين ، العامل الأساس في تجديد سياسة الحركات اليسارية :
- لقد وضعت تلك الحركات تحت المجهر السياسة النيوليبرالية للنخب .
- لقد أنتجت أشكال جديدة للتنظيم الذاتي ، والتفاعل بين مختلف المجموعات والتيارات .
- لقد تحولت إلى مدرسة للتبادل الديموقراطي بين قوى اليسار ، الذي يمثل تيارات تاريخية مختلفة ( بل ، غالباً ، متصارعة من قبل ) .
ومن المهم الإشارة إلى أن الحركات المناهضة للعولمة اول ما بدأت في الغرب ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية قبل غيرها . هذا يشير إلى أن الظلم والاضطهاد ، وكذلك النضال ضده ، ليس له طابع بين الدول بل يحمل طابعاً طبقياً . لقد برهن الناشطون في الغرب انهم مستعدون للنضال في سبيل ليس حقوقهم فقط ، بل ومن اجل مصالح العاملين في بلدان " العالم الثالث " وبلدان أوروبا الشرقية . إن الحقبة التاريخية الجديدة تؤكد مرة أخرى أهمية وضرورة الأممية كإيديولوجيا وحيدة قادرة على محاربة العولمة الرأسمالية بشكل فعال . إن التحالف المناهض للعولمة غير متجانس . ففي داخلها يوجد جناح معتدل و آخر راديكالي ، وهي تضم ثوريين وإصلاحيين . إن مناهضة العولمة تشكل ، إلى حدٍّ ما ، فرن تجري فيه عملية إعادة بناء الحركات والتنظيمات اليسارية ـ وذلك بعد أن تكتسب سمات ملائمة للحقبة الجديدة . لكن من غير الضروري أن تتوج تلك العملية بقيام " أممية " واحدة ، وإنما نشوء " حزبين " عالميين ـ ثوري و إصلاحي .
على هذه الخلفية لا زالت الحركة الروسية المناهضة للعولمة ضعيفة ، وفي كثير من الأحيان ما زالت معزولة عن الإسلامية الأحزاب للنضال والاحتجاج . ولذلك تقع على عاتق الحركات اليسارية مهمة ملحة وهي تنمية ودعم الحركة المناهضة للعولمة في روسيا ، وكذلك تقوية علاقاتها أيضا مع الاتجاهات النضالية الأحزاب في نفس الوقت .
الدين والتقدم الاجتماعي ( المقرر حيدر جمال ) :
إن المؤمنين في وقتنا الحالي بحاجة لحركات اليسار لكي يتم عن طريقها التغلب على التفرقة على أساس طائفي ، ومن اجل المشاركة في الحياة السياسية . لكن على قوى اليسار أيضا أن تتعلم التعاون والتعامل مع الأديان في سبيل مصلحة الحركة اليسارية. الدين و الإكليروسية ** ـ عاملان مناقضان لبعضهما ، ويجب عدم الخلط بينهما . هكذا هو الأمر بالضبط أيضا فيما يتعلق بعلم اللاهوت الحقيقي ، بخلاف الدعاية الاكليروسية ـ هي عبارة عن تقنية عقلية أو آلية للتفكير . إن تجربة " لاهوت التحرير " قد برهنت على أن المؤمنين والماركسيين التقوا وتضامنوا ليس فقط في محاربة الاضطهاد ، بل وفي كثير من موقفهم الفكرية والأخلاقية .
يجب على حركات اليسار أن تعي ما يلي :
- إن الدين ، باعتباره من اقدم الإسلامية الأيديولوجية و للنضال ضد الظلم على مدى اكثر من ألفي عام ، قد وحّدَ جماعات الأفراد ، و أوجد الحل بين الفردانية والتضامن والتكافل .
- مرات كثيرة في التاريخ لعب الدين دور المحرض للجماهير .
- إن الدين يعتبر عاملاً لتشكل إيديولوجيا الاحتجاج و تطور المجتمع .
- إن علم اللاهوت يقدم مفاهيم ومصطلحات أساسية يمكن استخدامها في الخطاب السياسي .
* غوليتسينو ـ بلدة في ضواحي موسكو .
** الإكليروسية ـ اتجاه سياسي رجعي يهدف بسط سيطرة الكنيسة على الحياة السياسية والثقافية .و من أكثرها نشاطاً الاكليروسية الكاثوليكية ، الذي يستخدم لأغراضه السياسية الجهاز الكنسي ، الأحزاب السياسية الروحية والتنظيمات الشبابية والنسائية . المترجم
المصدر ـ معهد قضايا العولمة الروسي . عبر الانترنيت
#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاول من ايار ـ هل عفا عليه الزمان ؟
-
قمة الدول العربية القادمة و مشروع - الإصلاح الامريكي - :- سف
...
-
بين بَطَر السلطة و بؤس المعارضة تضيع الاوطان- أنظمة - بطرانة
...
-
احذروا دجوبولّلو أو قواعد الإمبريالية العشر
-
مقال فــي الصحة النفسية
-
- استعمار روسيا - حول دور روسيا في النظام العالمي الجديد
-
وصــفة من أجل شباب دائم
-
و في العـــراق ... قلقٌ و حزن
-
معــاداة السامــية في روسيا :من ستالين حتى الطغمة المالية
-
بقايــا - آلـــهة - أو قصص غير مفيدة
-
الشاعر الروسي أوسيب إيملييفيتش مندلشتام قصة حياته و موته
-
مــلاحظات حول موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري- ا
...
-
يفغيـــني يفتوشينـــكو
-
الوصية السياسية - لـ : فلاديمــير . إ . ليـــنين
-
آنّا آحمادوفا .. عن نفسها
-
العولمــــة … ماذا تعـني حقــــــاً ؟
-
هل يبتلع الاسلام السياسي دولة - البعث - في سوريا أو تداخل ال
...
-
العــــالم من دون رسول حمزاتوف
-
نيكـولاي غوميليف
-
الولايات المتحدة الأمريكية والهيمنة على العالم
المزيد.....
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|