أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهدي زاير جاسم - الاعلام والفساد














المزيد.....


الاعلام والفساد


مهدي زاير جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 01:10
المحور: الصحافة والاعلام
    


الفساد" مشكلة عالمية، وحسب التقويم الدولي المعتمد الذي وضع نسبة من 10 لمستوى الفساد في أي دولة.. والذي يعني مثلاً أن نسبة (10-10) تشير إلى أن البلد خالٍ من الفساد تماماً، على حين أن (0-10) تشير إلى أن البلد ممتلئ تماماً بالفساد، حسب هذه الإحصائية لا يوجد بلد في العالم أخذ نسبة (10-10)؛ لأن كل بلد لا بد أن يحتوى على معدل طبيعي من الفساد؛ بيد أن النجاح الحقيقي هو أولاً في الاعتراف الواضح بهذه النسبة من الفساد، ومعالجتها..

تلك الإحصائية المحايدة نفسها أشارت إلى أن أقل البلاد العربية والإسلامية فساداً هي الدولة راعية الإعلام؛ لأن ذلك الإعلام يكشف عن أشكال التلاعب والفساد والعبث؛ فيخافه الناس ويضربون أخماساً بأسداس قبل أن يتورطوا في قضية فساد قد يُعيّرون بها أبد الدهر.

محاربة الفساد إذاً بالإعلام والوضوح، والشفافية أول مبدأ لمكافحة هذا العنصر الخفي الذي يمارس أشغاله دون أن يخبر أحداً؛ فإخفاء الفساد أهم وأخطر من الفساد نفسه، بل هو أبشع أنواع الفساد؛ فكل دول العالم تحمل نسبة معينة من الفساد بيد أن "إصلاح" هذا الفساد والخطوة الأولى في معالجته تبدأ من الاعتراف به وقراءته قراءة جهرية تسمعها الصفوف الخلفية، كما الأمامية ليؤمن الناس بها.

إن وضع قوانين واضحة لحماية البلاد -والمال العام على سبيل المثال- تعني أن هذه القوانين من حقها التطبيق والرعاية والمحاسبة على التخلف في تطبيقها أو ممارستها، وأكثر بلدان العالم الجانحة للتطور ومنه العراق اعتمدت منظمات وهيئات مستقلة تقوم بهذه المهمة، وتكافح الفساد سواءً تحت اسم "هيئة النزاهة "، أو "ديوان الرقابة المالي"، أو "مكتب المفتش العام "، أو غيرها.. ليتم حماية الحق العام من العبث، فيه والخوض بغير حق أو إساءة استعماله، أو سوء إدارته..

وكل ذلك يعرّض القائم على ذلك سواءً كان شركة أو فرداً أو غير ذلك للمساءلة والاستفسار، وإيصال الموضوع للمحكمة المختصة إذا لزم الأمر، وهذا بالضبط هو ما تعنيه جملة "استقلال القضاء" بشكل أكثر وضوحاً.

الفساد الذي يكرهه العالم ويحاربه هو أهم من أن تضع "بخشيشاً" في يد فقير ضعيف، أو أن تزيد "عمولة غير قانونية" لموظف لا يكفي دخله الشهري إلاّ لفول الصباح "المدمس"! كما يحصل في بعض الأحيان؛ إن هذه الأشكال تشكل، طرق مخزية من الفساد والارتشاء، إلاّ أن أعمق منها وأضر، الفساد المشروع أو المبرر، أو الفساد الذي يعمل بالحيلة، أو ذلك الفساد الذي يطال مجموعة كبيرة من الناس، ويكونون كلهم ضحاياه، هو الفساد السياسي الذي يحدث بين السياسيين وأصحاب المناصب العليا والمتنفذين في الدولة والذين لهم اليد الطولى في التلاعب بالمال العام وسرقته في وضح النهار وبطرق شرعية وقانونية وتسمى "جرائم الياقات البيضاء"

سوس الفساد يعبث بالبلد حين تمارسه شركات أو مؤسسات أو تجار كبار، أول خطوة لمكافحته وحربه هو الاعتراف به وكشفه، وقراءته بوضوح وترتيله أمام الناس ليكون "إعلاماً نظيفاً"؛ فمعالجة المشكلات ولو بشكل خاطئ ينبئ عن معرفة الخطأ وبدء التحرش به، وذلك جهد ينبغي رعايته والحفاظ عليه؛ فهو أسمى آيات حب الوطن، والدفاع عنه والذبّ عن حرمته، وصون أمانته ؛ فالوطن الكريم حقيقٌ به أن تُحفظ كرامته وحقوقه وماله العام ، بدلاً من أن تُنال بريبة، أو تُستغلّ بما لا يرضاه هذا الوطن.

متى نعرف أن المال العام هو المال الخاص نفسه ، ومتى نفهم أن الممتلكات العامة وجدت لخدمتنا
وأخيراً ذلك الفساد الذي كافحه القرآن (إن الله لا يحب المفسدين) يتطلب منهاجاً وبرنامجاً متخصصاً لرعايته ، كما يكون في كثير من أمم الأرض لرعاية حق الوطن العزيز وحفظ ماله وممتلكاته العامة ، فهي لكل العراقيين وليس للدولة فقط .



#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الصحافة وكشف الفساد
- حرائق الوزارات .. صدفة أم تماس كهربائي !!
- منظمات المجتمع المدني ومحاربة الفساد
- دور الشفافية في لحد من الفساد الاداري والمالي
- الفساد المالي
- إلى متى نشخص علة الجسد ولا نعالج المرض
- المنصب... والامتحان العسير !!
- القيادة الادارية الناجحة
- الرشوة افة العصر
- سوء التخطيط وهدر المال العام
- الفساد السياسي
- أهمية الإشراف التربوي في تقدم التعليم
- اهمية المعلم في بناء المجتمع
- أخلاقيات العمل أحد أسرار التقدم
- الإعلام وأخلاقيات المهنة
- جريمة الرشوة
- وباء الفساد
- دور الإعلام في محاربة الفساد
- جرائم غسل الاموال
- أثر الخصخصة في الحد من الفساد الأداري


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهدي زاير جاسم - الاعلام والفساد