أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فدى المصري - صناعة الأعراس وأثرها على المنظومة الاقتصادية















المزيد.....

صناعة الأعراس وأثرها على المنظومة الاقتصادية


فدى المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 04:05
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عندما يلتقي الشاب بالفتاة التي تجسد معايير حلمه لشريكة الحياة وتلتئم بينهما الود والعشق لا بد أن يتكلل بالزواج ، ورباط المقدس الذي يجمع بينهما ، رغم أن الزواج هو اتفاق بين شاب وفتاة إلا أن هذا الزواج لا يتم له الولادة سوى بمعايير اجتماعية عبر اجتهادات بين أهل العروسين وما تفرضها عليهم من أواصر للعادات والتقاليد تتقيد بها إيديولوجيات فكرية وأنثروبولوجية ممتدة من الإرث الثقافي الموروث لمجتمع ما ، بالتالي فأنها تتحكم بممارسات تفرض على كلا الطرفين العريس والعروس وذويهما المستلزمات المادية والأعباء التي تستلزم لتكليل الزواج وحفله باليُمن والبركة. منذ أرذل العمر فهذا الزواج لا يتم له التحقق سوى بالطقوس الاجتماعية الذي يفرضها النظام الاجتماعي من مراسيم تتعلق بحفل الزفاف والتحضيرات الشاملة للعرس .
فالعرس وما يستتبع من ممارسات وطقوس اجتماعية تجسد فرحة العمر للعروسين ، إلا أننا هنا لا ننكر فرحة الحضور والأهل والأصحاب بهذه الفرحة الكبيرة للعرسان ، وبالتالي فأن التحضيرات التي تسبق حفل الزفاف يتم التحضر لها من أكثر من عدة شهور تحضيرا ً لهذه الفرحة الأبدية . ولا ننكر الفترات التي تنشط فيها حفلات الزفاف ويكثر الأعراس في مواسم الربيع والصيف بالغالب ،وهذا نجده عبر مواسم فصلية للأعراس خلال العام تنشط بها هذه الحفلات والمقبلين على الزواج. ومن الملاحظ أن المجتمع العربي يتأثر كثير بالمواسم خاصة موسم الربيع الذي يشكل دافعا ً بيولوجياً كأنشط فترة للزواج ويليه فصل الصيف بحكم الفترة السياحية المرافقة له ، إذ نلاحظ كثافة الأعراس والمقبلين على الزواج عبر إقامة حفلات الأعراس قُبيل قدوم شهر رمضان بشكل عام.والجدير بالذكر هنا كثافة الحجوزات في المطاعم والأندية خلال المواسم الاصطياف في لبنان طيلة شهر أيار وحزيران لحين منتصف آب 2009 بمعدل عرسين باليوم الواحد أحيانا ً ، تبعا ً لكثافة الحجوزات من المغتربين اللبنانيين وعبر المقيمين بالداخل ، في حال يكَمن للفندق أكثر من صالة ، امتدادا للتنشيط السياحية الذي يشهده لبنان عبر هذا الموسم من استقرار أمني لم يشهده منذ فترة طويلة ، مما انعكس إيجابا في نسبة الحجوزات للمرافق السياحية بنسبة تتجاوز الـ 90% هذا العام .
وننوه هنا، بأننا لا نتناول موضوع الأعراس كظاهرة اجتماعية تحمي الشباب عبر زواجهم الشرعي من الانحراف الجنسي وتمثل في طياتها حماية لكيان الأسرة ، عدا عن تأسيس مؤسسة شرعية تتولى حماية الأطفال الناجمين عن هذا الزواج بتوفير الرعاية بمختلف أنماطها لأفراد الأسرة، ونشدد هنا عن الاستقرار النفسي للأزواج والاستقرار العاطفي للأطفال عبر هذه المؤسسة التي تشكل نواة أساسية لتركيبة المجتمع وبناءه الطبقي والاجتماعي . فالموضوع الذي يفرض نفسه هنا من الجانب المادي وليس الاجتماعي والعاطفي ، أي المقصود هنا ،كيف للأعراس أن تشكل مشروع تنشيطي للقطاعات الاقتصادية والحرفية بشكل عام ، وهل لها انعكاس ما على الدخل القومي والفردي للبلد الواحد ؟ كيف لها أن تكون أداة فاعلة في تنشيط الاقتصاد وإحداث نمو مادي للمجتمع ينعكس إيجابا على خزينة الدولة بشكل عام ؟
من الوهلة الأولى ،نرى أن للعرس طقوسه الاجتماعية، إلا أن لهذه الطقوس مستلزمات مادية يتوجب التحضير الكافي لها ، لكي يحظى العرسان بأفضل طله وأفضل حلة في ليلة عمرهما ، وهذا لا يتحقق إلا من خلال عدة ورش تنتفض بأقصى جهودها لمواكبة رغبة العريسين فيما يحلمان به عبر هذه اللحظة ، ولا بد من أن يتحقق تكامل بين الورش لكي يتسنى للعرسان وذويهما أن يحظيان بزفاف يتحدث عنه المعجبين بشتى النواحي ، ومن ابرز هذه الورش الفاعلة في التحضيرات لدى كل من الطرفان هي :
مزين نسائي ورجالي ، أخصائي تجميل ، مصمم أزياء ، تصميم الزهور وتنسيقها ، مصمم ديكور للصالة ، المطربين والفنانين ، المصورين الفوتوغرافي والفيديو ، عدا عن ورشة المآدب وقائمة المآكل والحلويات وما تستلزم من فنون لدى الطباخ في تصميم أفضل الوجبات بناءا لرغبات العريسان ، لاسيما إذا تم الإصرار على ابتداء العرس بالزفة وهي تشكل تنشيط للفرق الراقصة عبر إبداعاتها بأفضل الرقصات التي تصمم خصيصا لكل من العريس والعروس ، لدى دخولهما الصالة عبر تحفة فنية تتوج فرحتهما بلفته جميلة أمام الحضور .
فإذا كان لكل هذه الورش من دور فاعل في العمل الجاد من أجل إخراج العرس والحفل بأفضل صورة تحقق الفرحة الأزلية للعرسان والأهل والأصحاب ، من هنا يتم تنشيط هذه الورش وما تتطلبه من إبداعات وموهبة حرفية حتى تحقق فرص عمل ومردود مادي جيد للقائمين على هذه الحرف ، فالموهبة هي من تتحكم في تنشيط هذا العمل لكل من الفنان والمصمم والمزين والطباخ والمصور .......، والعمل الفاعل على إقناع العرسان بأفضل صورة تحقق لهما الرضا الذاتية والنفسية لليلتهما السعيدة . مع العلم أن تكلفة العرس يتراوح بين 2000$ وال 25000 $ حسب مكان الحجز والفندق ، ووفق درجة ومستوى العرسان الطبقي والمادي في تأمين ريع هذا الحفل . من هنا لا ننكر أهمية تنشيط الورش الحرفية بشكل عام وما تحققه من مدخول مادي جيد يحقق لها الكفاف ويحقق لها تأمين كافة احتياجات أفراد أسرتها من خدمات تعليمية وصحية واستشفائية وغذائية ......وبالتالي تنشيط قطاعات أخرى استثمارية وتجارية وسياحية ، وكلها تحقق زيادة مستمرة في النمو الاقتصادي عبر زيادة الدخل القومي وواردات الخزينة المالية ، من جراء تنشيطها ومكافحة ركودها الذي يعرقل النمو الاقتصادي بشكل كبير .
والجدير بالذكر هنا ، أن هذه الطقوس التي تحكم الأعراس وما تحكمها من عادات وتقاليد تختلف من مجتمع لآخر فأن هذه المحافل لا يستطيع أن يقيمها سوى من متمكن ماديا ً ،ويمتلك التكلفة اللازمة لمراسيم العرس والقصد هنا ، هو أن للشاب الميسور له الفرصة في إقامة مثل هذه الحفلات ، وبالتالي يستبعد أبناء الطبقة الكادحة في إقامة مثل هذه المراسيم ، رغم أن نسبة الطبقة الفقيرة تشكل النسبة الأعلى للمجتمع العربي ، فكيف يتسنى لهذه الفئة أن تحقق ليلة العمر التي تجسد فرحتها الكبرى ؟؟؟؟؟؟
هل حكم للطبقة الكادحة الحرمان في كل متطلباتها الاجتماعية والإنسانية بشكل عام ، أم هناك فسحة أمل تساهم في مساعدة عينية تحقق للشباب الفقراء حلمهم بالزواج وإقامة العرس الذي يجسد مراسيم جماعية أسرية أكثر منها فردية ، فأصحاب النفوس الخيرة قد وجدت لها قدرا ً من العطاء ليشمل التفاف الأغنياء للفقراء ، وتقديم المعونة اللازمة ، وأي معونة تلك التي تساهم بالاستقرار النفسي ليجمع شمل عاشقين تتويج رغبتهما بزفاف يحقق حلمها ، فتم ابتداع الزفاف الجماعي ، برصد صندوق يتم عبره تجميع الهبات والتبرعات والزكاة ، ليرصد ريع هذه الأموال في إقامة مثل هذه المراسيم ، رغم أن إدراك كبير لديهم في تحقيق مكاسب مادية كبيرة تنشط الدورة الاقتصادية التي تعود بالنفع على مشاريع الأغنياء الاستثمارية ، حيث تم الاستفادة من مراسيم الأعراس الجماعية في إحياء المهرجانات السياحية الدولية تعود بالنفع الضخم على مردود قطاعاتهم التجارية وشركاتهم الأستثمارية .
فقد شهد بعض الدول العربية دمج الحفل الجماعي للأعراس من ضمن برامج ونشاطات المهرجانات المعتمدة لديها ، فتم لسوريا ولبنان مؤخرا إقامة العرس الجماعي الذي طال أكثر من عشرين عريس وعروس في برامجها السياحية عدى عن بعض الدول الخليجية ، وبالتالي يتحقق لديها هذا العمل الإنساني في مؤازرة الطبقة الفقيرة من ناحية ، ومن ناحية أخرى تنشيط القطاع السياحي وجذب المستثمرين ومشاريعهم الأنتاجية، عدا عن تنشيط القطاعات الحرفية اليدوية ، وحماية حرفهم الصناعية متوسطة وصغيرة الحجم ، وبالتالي يعود بالنفع في تقليص حجم البطالة الذي يعاني منها معظم شباب الوطن العربي . ولا ننسى أن تنشيط المردود وتحقيق الربح المادي سوف يتأثر إيجابا ً على الأجور الفردية ، ومساندة الخزينة عبر تحقيق ريع مادي مستمر للدخل القومي التابع للمردود الاقتصادي عبر تنشيط قطاعاته ودعم وتيرته في النمو الصاعد .
من ، هنا لا بد أن نختم بأن للتكافل الاجتماعي والتكامل الطبقي دور أساسي في تحقيق النفع المتبادل ، فيما بينهما ، ورغم أن للأعراس طقوسها الاجتماعية عبر مراسيمها السلوكية الممتدة من البناء الاجتماعي المجسد في الهوية الثقافية لدى كل بلد ، إلا أن للأعراس صناعتها الرائدة في بناء النظام الاقتصادي الفاعل والبناء للمجتمع .





#فدى_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات اللبنانية للعام 2009 واقعها وآليتها
- العناية النفسية والاجتماعية بالسنوات الأولى من حياة الطفل
- يوم الوفاء لرجل الكبير رفيق الدرب
- الأعضاء البشرية بين الوهب الإنساني والتجارة المادية
- التنمية السياحية في لبنان بين فاتورة الحرب وأزمة الإرهاب
- الخط الأحمر ؟؟؟؟؟؟
- قضايا الشرف في المجتمع العربي
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (4*)
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (3*)
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (2)*
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية
- الطلاق واقعه وأسبابه وتأثيره على بنية المجتمع
- الجلسة الرابع عشر للبيان الوزاري بين الكسوف وإبصار النور
- الثروة الحرجية اللبنانية إلى أين ؟
- الأمن الغذائي وواقعه أمام الغلاء العالمي
- أولاد الشارع بين الإنحراف والتشرد وفقدان الأمن الإجتماعي
- واقع البيئي للمجتمع العربي وآثاره على الإنسان
- التكنولوجيا البيئية
- المرأة والحجاب في المجتمع الإسلامي المعاصر
- واقع العنف الممارس ضد المرأة العربية


المزيد.....




- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
- للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م ...
- مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فدى المصري - صناعة الأعراس وأثرها على المنظومة الاقتصادية