|
لنحترم حرمة بيوت الله !!
زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 04:42
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
طالما اعتبر الأسلام بيوت الله أماكن للعبادة و جعلها مدارس لتطوير الثقافة الأنسانية بكل فروعها المعرفية ، وطالما اعطى المسلمين شيئاً من القدسية والتبجيل والأحترام لبيوت الله ولأضرحة الأولياء والأئمة ، حتى كان الدخيل الى حرمة هذه الجوامع والحسينيات والأضرحة يجد الآمان من عدم وقوعه في قبضة السلطات أو المطاردين ، كما أنه يشعر بالأمن والآمان في حرم الجامع أو الضريح . ويتحتم على الداخل زيادة في التقديس والأحترام أن يخلع نعليه قبل الدخول ، ويضع سلاحه وكل مامن شأنه أن يخدش أحترام أو قدسية المكان أو يخل بتقاليده المهيبة . وقرأنا في التاريخ العراقي كيف كان المتظاهرين في العهد الملكي البائد يلوذون بأضرحة الأئمة والجوامع والتكايا فلاتطالهم السلطات التي تطاردهم حين تقف على الأبواب فيفلتوا من العقاب ، ولم يتجرأ أحد أو سلطة من السلطات القامعة التي مرت على العراق أن تخرق هذه الاعراف والتقاليد والقيم التي كان العراقي يلتزم بها مع ان التظاهر ضد السلطات انتهى مع نهاية العهد الملكي وبداية العهد الجمهوري . وحين حل علينا زمن الوباء الصدامي كانت كل الأضرحة والجوامع وبيوت الله مستباحة ، فلا شيء محرم امام السلطات ، ولاشيء أمامها غير ممكن حتى أن الطاغية العراقي كان يمعن في دخوله الأضرحة والجوامع بحذاءه والقيام بتمثيلية الصلاة دون وضوء وهو يرتدي الحذاء ويحمل مسدسه على خاصرته ، وهو مايشير الى بدعة لم تحدث في الأسلام من قبل ولكن الجديد الذي يؤمن به صدام كان يختلف عن الاسلام والأديان السماوية الأخرى . كما كانت كتائب الحماية التي ظنها تحميه من غضبة الشعب تحمل اسلحتها وتدوس الجوامع والأماكن التي يسجد عليها عباد الله بالأحذية . وكان رجال الأمن يدخلون الجوامع والحسينيات يلقون القبض على الشباب المتهمين بالأنتماء الى الأحزاب الدينية أو من كان يكثر من العبادة وقراءة القرآن كتهمة من التهم التي توصل الأنسان الى حبل المشنقة في زمن الحملة الأيمانية الصدامية . وحين قامت أنتفاضة آذار 1991 في العراق وألتجأ بعض الناس الى الجوامع والأضرحة أعتقاداً منهم أنها ستحميهم مؤقتاً لما تعنيه من قداسة ، فقد قام الجيش الصدامي ليس فقط بقصفها بالمدفعية والصواريخ ، ,انما قام الجيش بدخولها وأستباحتها وتهديم العديد منها . وبعد أن تخلص العراق من الطاغية البائد ، ظهرت حالات مستهجنة بأن تتخذ بعض الحركات من بنايات الجوامع والحسينيات مقرات سياسية وشخصية لها ، استباحة لقدسية المكان وتجاوزاً على حرمات الله ، فتم تحويل الأماكن المقدسة في العراق لتخزين الأسلحة والمتفجرات والمواد التي تعمل على قتل الناس ، وكمثال ما تم العثور عليه في جامع أم الطبول في بغداد حين تحول قبو المسجد الى مخابيء لأسلحة الأرهاب والقتل . كما قامت بعض الجماعات المتطرفة بأتخاذ الأضرحة المقدسة أماكن لتجمعها وممارسة الرقص وطقوس الفرح وهي ترفع السلاح وسط الضريح المقدس ، وقد ظهرت صور عديدة تشير الى هذه الحالات مما يعني أن قيم جديدة وأعراف دخلت عملياً الى العراق تبيح الأماكن المقدسة ولاتضع لأضرحة الأئمة الكبار أية قيمة أو أحترام حين تتحول أماكن رفاتهم الى مقرات عسكرية وتجمعات متطرفة يتم فيها تخزين الأسلحة والمقاتلين . الأنسب أن نتذكر أن لبيوت الله قدسية ومكانة مبجلة في قلوب المسلمين ، ومن الأجدر أن نظهر هذا التبجيل والأحترام في ترك بيوت الله لله ، وأن لانتجاوز عليها بأية وسيلة كانت ولأي سبب كان . والأنسب أن نحترم القيمة الدينية والتاريخية لهذه الرموز الكبيرة ، وأن نجسد أحترامنا في عدم تحويل المكان الى وحدة عسكرية أو ثكنة . ومن العار ان نتخذ من الاضرحة واماكن العبادة ملاذا لنا وحماية من التقابل مع الرجال ، وحين نتخذها متاريس وسواتر نتوقع ان المقابل سيصيبها ويدمرها وذلك الفعل بسبب غير مباشر منا . لذا ينبغي على رجال الدين الدعوة والأفتاء بعدم جواز أدخال الأسلحة والمسلحين الى الجوامع والأضرحة والروضات المطهرة ، وعلى رجال الدين الأفتاء بتحريم تدنيس هذه الأماكن وأتخاذها متاريس في القتال مهما كانت أسبابه ودوافعه ، وعلى رجال الدين أن تطلب القبض والتصدي لكل من يريد أن يدنس هذه الحرمات ، وحتى تبقى هذه الأماكن تليق بعبادة الله والصلاة وتليق بالكبار من الأئمة المدفونين فيها يجب أن نجعلها خالية من مظاهر الأرهاب والموت والقتل وأشكال الأرهاب و السلاح والرصاص ، وان نحترم ارادة الناس في ترك اماكن العبادة للصلاة والثقافة العلمية والدينية ، فقد بدأ البعض بأسم الدين يسيء للدين ، وبأسم الدين يحقق نوازعه ورغباته الشخصية وبأسم الدين يسيء لله ولكل قيم الأسلام والمسلمين . أن هذه الأماكن التي يرفع فيها أسم الله ويؤذن فيها للصلاة ليست مباحة لأستعمالها مقرات للأحزاب والميلشيات والتجمعات العسكرية المتطرفة والأرهابية ، ومن العار أن يتخذها أحد ستاراً وحاجزاً يحميه عند القتال فمن لايحترم بيوت الله لن يجد سوى نهاية البائسين .
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعذيب والقسوة في التحقيق
-
التحريض في جرائم الأرهاب
-
أنتحال أسم الحزب الشيوعي
-
تغيير القومية
-
الأسماءالمستباحة
-
سبايا يزيد العصر
-
اما آن لنا
-
المستجير من الرمضاء بالنار
-
سبايا يزيد العصر
-
الشهيد الدكتور محمد زغير الأيدامي
-
متى نوقف أزيز الرصاص ورعب الأطفال في العراق ؟
-
احلم بعراق جديد
-
الديمقراطية الأمريكية المنحرفة في العراق
-
ضمير المراسل الصحفي
-
أحمد منصور في الفلوجة
-
نعي مناضل
-
ضرورة سيادة القانون بالعراق
-
الدعوات الرخيصة للزرقاوي
-
حرب الأطباء
-
الكرد الفيليون
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|