ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 2722 - 2009 / 7 / 29 - 04:30
المحور:
سيرة ذاتية
تناقلت وكالات الأنباء يوم 30 من آب 2005 خبر وفاة العلامة الأستاذ عبدالكريم المدرس مفتي الديار العراقية عن عمر يناهز أل(100) عاما، والمدرس من علماء العراق البارزين، ولد في قرية (دره شيش) من قرى السليمانية سنة 1905 ونظرا لوجوده في بيئة دينية. فقد توجه نحو الدراسة الإسلامية في المدارس الدينية التي كانت منتشرة في أنحاء مختلفة من العراق ومنها إقليم كردستان، وقد درس على يد نخبة من العلماء ونال الإجازة العلمية سنة 1925 من الشيخ عمر القرة داغي، وصار بعد ذلك مدرسا وإماما في إحدى جوامع قضاء حلبجة. ولم يمض وقت طويل حتى انتقل إلى قرية بيارة حيث عمل مدرسا في مدرستها الدينية حتى سنة 1951 وهناك برز حتى أصبح يسمى (عبدالكريم بيارة المدرس).
درس في السليمانية وكركوك قبل أن يستقر ببغداد ، ويعين مدرسا في مدرسة الشيخ عبدالقادر الكيلاني وإماما في جامع الأحمدي ومع انه أحال نفسه على التقاعد الوظيفي إلا انه ظل يواصل الدرس والتدريس والإفتاء حتى آخر يوم من حياته .
كان، رحمه الله ، مرجعا فقيها كبيرا تزوره الوفود من جميع أنحاء العالم الإسلامي في مقره بالحضرة الكيلانية المشرفة، وتخرج على يديه العشرات من علماء الدين ونالوا الإجازة العلمية التي أهلتهم لممارسة الخطابة والإمامة والوعظ والتدريس.
ترك المرحوم المدرس عددا كبيرا من الكتب والدراسات باللغتين العربية والكردية منها (تفسير القران الكريم باللغة الكردية) ويقع في سبعة أجزاء، وكتاب (الشريعة الإسلامية) باللغة الكردية وكتاب (فتاوى العلماء الأكراد الفقهية) باللغة العربية (3 أجزاء) وتفسير القران الكريم (مواهب الرحمن في تفسير القران) ثمان أجزاء.ومن مؤلفاته في النحو :(المواهب الحميدة في شرح الفريدة) للسيوطي وفي علم الكلام له (الوسيلة في شرح الفضيلة) لعبد الرحيم المولودي وفي الأدب الكردي (شرح ديوان مولودي)، وشرح ديوان فقي قادر هماوندي، وشرح ديوان بيساراني وكان له اهتمام كبير في التاريخ ، ومن مؤلفاته في هذا المجال كتابه: (علماؤنا في خدمة العلم والدين) باللغة العربية.
انتخب عضوا في المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه سنة 1947. كما اختير عضوا مؤازرا في مجمع اللغة العربية الأردني .. كتب عنه الأستاذ الصديق حميد المطبعي في الجزء الأول من موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين والتي نشرتها دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد سنة 1995.
رحم الله المدرس فقد كان فقيها ورعا ،وأستاذا بارزا، ومفكرا فذا ،وعالما جليلاً.. احترمه العراقيون جميعا ووضعوه في مكانة لائقة به.. ولاشك في أن وفاته تعد خسارة كبيرة وعزائنا انه ترك مايجعلنا نذكره والذكر للإنسان حياة ثانية له.
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟