أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - عطش الرافدين !














المزيد.....

تأملات - عطش الرافدين !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2722 - 2009 / 7 / 29 - 07:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتفاقم أزمة المياه في بلادنا، ومعها تتفاقم معاناة الملايين من عواقب هذه الأزمة الخانقة. ويستخدم "الجيران"، في سياق مواصلتهم الضغوط، مختلف الأسلحة لسد المنافذ أمام الأفق العراقي، وبينها سلاح عطش الرافدين، وتجفيف دجلة الخير والفرات العذب، دون أن يرف لهم جفن، وهم يعلمون ما قاله رب العباد: "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، و"ألم ترَ أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيعَ في الأرض".
وقد دعت وزارة الموارد المائية يوم الحادي والعشرين من الشهر الحالي تركيا وسورية الى اجتماع عاجل بسبب تدني التدفقات المائية في نهر الفرات خلال الأيام العشرة السابقة، بينما حذرت لجنة الزراعة والأهوار والمياه في البرلمان من كارثة تواجه العراق في حال استمر تدهور النسب المائية، وقرع متابعون جرس الانذار من أن كارثة بيئية محدقة ستؤدي، من بين عواقب أخرى مروعة، الى ازدياد نسبة التصحر وزحفه على الأراضي الزراعية، فضلاً عن زيادة العواصف الترابية والرملية وتلوث الجو وانتشار الأمراض.
وقالت الوزارة إن معدلات تدفق المياه خلال الأيام المشار اليها لم يتجاوز 250 متراً مكعباً في الثانية، وهو أدنى مستوى تصل اليه منذ ما يزيد على السنة. وكان العراق قد طلب من تركيا زيادة الكمية الى 700 متر مكعب في الثانية لتأمين حاجاته الضرورية.
وقد تفاقمت أزمة المياه بفعل عوامل عدة بينها الجفاف الذي يضرب المنطقة، وعدم امكانية السيطرة على العوامل البيئية، وغياب ادارة كفوءة للموارد المائية، فضلاً عن قرب اكتمال ما بقي من المشاريع التركية العملاقة كشبكة سدود غاب التي تضم 22 سداً كبيراً يكتمل انشاؤها عام 2015، ويشير مختصون الى أنها ستقضي على الفرات نهائياً اذا لم تكن هناك اتفاقية بين الدول المتشاطئة. وفي السياق ذاته من المفترض أن يكتمل سد أليسو العملاق الذي يتوقع خبراء أن يستوعب أكثر من نصف مياه دجلة.
ومما يلفت الانتباه في هذا الشأن أن الاتحاد الأوروبي أعاق استكمال المشروع، وهناك جماعات ضغط تواصل نشاطها، ليس انطلاقاً من دفاع عن مصالح العراق وسورية، وإنما ارتباطاً بدمار البيئة. وقد كشفت أنباء الأسبوع الماضي عن أن حكومات ألمانيا والنمسا وسويسرا قررت ايقاف تمويل إنشاء سد أليسو نتيجة الأضرار الكبيرة التي سيلحقها بالأماكن الأثرية في منطقة حسانكيف التركية الواقعة في الأناضول والمسجلة لدى اليونسكو كجزء من التراث العالمي، وهو ما يثير الاحتجاجات من قبل المعنيين والمدافعين عن البيئة وحقوق الانسان لايقاف إنشاء هذا السد الذي سيجلب النقمة بدل النعمة.
ومن ناحية أخرى فان لدينا أكثر من 30 فرعاً من نهر دجلة في ايران، ولدى بعض هذه الروافد تأثير كبير على كمية ونوعية مياه دجلة، فضلاً عن الأهوار التي تعاني، هي الأخرى، مأساة مفجعة. وتشير تقارير الى أن المشاريع المقامة على هذه الروافد في ايران تترك آثارها السلبية الخطيرة أيضاً.
ومن الجلي أن الحكومات المتعاقبة منذ "مابعد التحرير" فشلت في ادارة الملف المائي خصوصا مع تركيا، ذلك أن تقديم تركيا وعوداً بمنح العراق حصصاً مائية لا يشكل ضمانة لبلادنا مستقبلاً. ولعل الأيام الأخيرة تشهد على ذلك.
ومما يثير الأسى أن تخضع هذه القضايا الى منهجية "التسييس"، كما لو أن المشكلة يمكن حلها عن طريق مسؤول سياسي أو جماعة معينة. وإنه لمن الغريب أن جرثومة التسييس، التي تصيب الواقع السياسي في العراق، تنتقل هذه المرة الى المياه.
إن على الحكومة العراقية اتخاذ موقف واضح وصريح، في إطار القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار، تجاه تجفيف دجلة والفرات وشط العرب. ولن ينفع أسلوب المناشدات، بل إن على الحكومة أن تستخدم كل أشكال الضغط لانتزاع مصالح بلادنا، بما في ذلك، على سبيل المثال، الميزان التجاري مع تركيا الذي يميل لصالحها الى حد كبير، وهو ما يقدر بأربعة مليارات دولار.
ويتعين أن يقترن هذا بتحرك مدروس على صعيد الاتحاد الأوروبي وعلى الصعيد الدولي في سياق الضغط باتجاه ابرام اتفاقية عادلة بين الدول المتشاطئة.
* * *
ظل العراقيون الذين عاشوا على ضفاف دجلة والفرات عشاق ماء، ابتداءً من السومريين حيث "من الماء خرجت الحياة وعمّرت الأرض والسماء"، مروراً بالماء الذي يمجده المندائيون، وهو الذي عُمِّد به عيسى بن مريم على يد يحيى بن زكريا، وبملحمة أنوما أليش التي تحدثت عن كينونة الماء العذب والماء المالح، وسفر التكوين الذي قال إن روح الله "راحت تحوم فوق سطح الماء"، وسميراميس، التي تقول الأسطورة إن الحمائم احتضنتها عند مولدها، فسميت "الحمامة"، وقد شربت من ماء الرافدين، الذي أراد الله للطوفان، وفيه سارت سفينة نوح، أن يكون فيه.
أيريد من يحرموننا الماء أن يجففوا مهد الحضارات وأرض الرسالات، فيعصوا إرادة الله ؟
اذا كان هؤلاء "الجيران" لا يخشون عقاب العبد، أفلا يخشون عقاب الرب، وقد قال في كتابه العزيز "وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماءً فراتا" ؟
طريق الشعب - 28/7/ 2009



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - حتى تبقى الأجراس تقرع والتراتيل تصدح !
- تأملات - ما من خيار ثالث !
- تأملات - -إشراف- على مصالحة !
- تأملات - لحظة حرية حاسمة !
- تأملات - قصور من رمال بلاد من أوهام !
- تأملات - بلاد مبتلاة بقصص النوائب !
- تأملات - التباس مفاهيم .. تباين امتيازات
- تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !
- تأملات : مصباحك يضيء الينابيع والرايات !
- في الذكرى التسعين لاغتيال روزا لوكسمبورغ تفاعل -البعد النسوي ...
- الانتخابات.. دروس.. ودلالات
- 90 عاماً على اغتيال روزا لوكسمبورغ - ناقدة الرأسمالية .. مجا ...
- متى تقرع أجراس المحرومين !؟
- تأملات - جديرات بالاصغاء الى أصواتهن العادلة
- تأملات -اجتهاد- اقصاء النساء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - عطش الرافدين !