أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - كيف ينظر بعض السوريين لما حدث في مساء 27/4 في دمشق















المزيد.....

كيف ينظر بعض السوريين لما حدث في مساء 27/4 في دمشق


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 05:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مساء كل أربعاء تجمعني صدفة ظريفة مع نخبة من المثقفين السوريين نتبادل الحديث في طيف واسع من القضايا والشواغل، ومنها بالطبع قضايا الشأن العام وخصوصاً بعض شواغله الراهنة، على طاولة عليها الكثير مما يشغل المعدة، ويجعل الرأس أكثر خفة. مع ذلك، وعلى عكس ما تقره بعض القواعد الطبية، ظل الذهن متيقظا رصيناً، يقارب القضايا التي يشتغل عليها، بجدية معرفية تتفوق كثيراً، على مقاربات بعض "المحترفين" العموميين من المثقفين السوريين الذين ينتسبون إلى المعارضة المهاجرة أو المقيمة. ومن الطبيعي في سهرة الأربعاء الماضي(28/4) أن تتركز أحاديث سهرتنا على الحدث الإرهابي الذي وقع على أتوستراد المزة في دمشق في حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء(27/4)، وتم متابعتها في صدفة أخرى جمعتني، في اليوم التالي (الخميس 29/4)، مع عينة أخرى من المثقفين السوريين في بيت أحد الأصدقاء الأعزاء وعلى مائدته. وقبل عرض وجهات النظر التي استقطبت أراء الحاضرين ومقارنتها مع أراء بعض "المحترفين العموميين" من المثقفين "المعارضين"، أود تسجيل الملاحظات اللافتة التالية:
1-إدانة جميع الذين تشاركت معهم سهرتينا، العمل الإرهابي الذي وقع في دمشق بغض النظر عن الجهة التي قامت به، وهذا موقف يسجل لهم.
2-التخوف الشديد الذي أبداه المتساهرون حول مستقبل العمل الوطني الديمقراطي في سورية، من جراء هذا العمل الإرهابي، في حين اكتفى بعض " المحترفين العموميين" بالشماتة، وتحريف بعض الوقائع لتوظيفها في إنتاج معرفة سياسية تدعي أنها عارفة.
3- لوم السلطة على البلبلة التي يعيشها المواطنون من جراء الامتناع عن نشر تفاصيل ما حدث، وكشف ملابساته، وهي البلبلة التي كان لإعلام السلطة نصيب كبير منها.
وبالعودة إلى أحاديث سهرتينا التي تناولت الحدث الإرهابي السابق الذكر، يمكن القول أنها تمحورت حول وجهات نظر ثلاثة:
وجهة النظر الأولى ترى أن الحدث تمثيلية من مشهد واحد لعبتها السلطة، وتولى إخراجها بعض أجهزتها. تقوم وجهة النظر هذه على المعطيات التالية: الضعف "المقصود" في ترابط عناصر الحدث، من حيث اختيار المقصد، وأدوات التنفيذ، والإخراج، وما تلى ذلك من سرعة في اكتشاف مخابئ العصابة الإرهابية. وقد زاد في الطابع التمثيلي للمشهد، تعاطي الإعلام الرسمي معه.
وجهة النظر الثانية تميل إلى تحميل القاعدة مسؤولية الحدث الإرهابي في دمشق، وتربطه بما كان مزمع القيام به في الأردن، خصوصا لجهة انكشاف روابط الحلقة الإرهابية في الأردن مع بعض عناصر القاعدة في سورية، الأمر الذي استعجل القيام به دون مراعاة لقواعد الإتقان المشهودة للقاعدة.
وجهة النظر الثالثة ترى أن ما جرى على أتوستراد المزة لا يخرج عن كونه فعل داخلي، وثيق الصلة بالأحداث التي شهدتها سورية في الآونة الأخيرة، وتعاملت معها السلطة بالوسائل الأمنية المفضلة لديها، يراد منها توريط المواطنين السوريين الأكراد، بما قد يكون مرغوبا من قبل قلة قليلة منهم، ومرفوضا من قبل غالبيتهم الساحقة.
واللافت أن لا أحد من الحضور في كلتا السهرتين أبدى ميلاً إلى تحميل إسرائيل مسؤولية العمل الإرهابي المشار إليه، وهي التي توعدت أكثر من مرة باغتيال بعض قادة الشعب الفلسطيني المقيمين في دمشق، والتي لها مصلحة أكيدة في خلخلة "الاستقرار" في سورية، وقد أبرزت الصحافة الإسرائيلية الحدث بصورة لافتة. كذلك لم يبد أحد ميلا إلى تحميل أمريكا المسؤولية المباشرة عن الحدث، مع أن لها مصلحة مباشرة فيه، على الأقل من زاوية تنبيه السلطة السورية إلى أن عدوى الإرهاب يمكن أن تنتقل بسرعة من مكان إلى آخر، وبالتالي يتوجب عليها إحكام إغلاق حدودها مع العراق، والكف عن دعم الإرهاب حسب المزاعم الأمريكية؟
وفي موضوع متصل كتب السيد صبحي حديدي مقالة في القدس العربي، نشرها موقع الرأي في 30/4/2004، تحت عنوان" واقعة اوتوستراد المزة: مفرقعات...أم فاصل صراع داخلي؟ ما وراء الأكمة مختلف كل الاختلاف عن الروايات الرسمية"، ينحاز فيها السيد صبحي حديدي إلى فرضية ربط الحدث بالصراعات داخل أجنحة السلطة، وخصوصا مع جناح رفعت الأسد، ويسوق لذلك تفاصيل كثيرة تفتقر إلى الدقة. فرفعت الأسد " المريض جداً " حسب بعض المصادر، وتياره إذا جاز لنا الحديث عن تيار، لم يعودا لاعبين رئيسيين في الداخل السوري منذ بعض الوقت. هذا لا يعني رفض فرضية وجود أجنحة في السلطة السورية، تضم بعضاً من مناصري رفعت الأسد السابقين، غير أن العمل الإرهابي على اوتوستراد المزة لا يخدم أي طرف في السلطة بهذا المعنى.
وحتى في الحالة التي لا "يجانب المرء فيها الصدق، البتة! "، حسب السيد صبحي حديدي، أي " إذا تبين أن للقاعدة أية صلة بوقائع أوتستراد المزة"، فإنه يسوقها كنوع من الاقتصاص من النظام الحاكم جراء تعاونه الأمني مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو أمر لم "يعد خافياً على أحد". غير أنها في هذه الحالة تغامر بدفع النظام السوري إلى التشدد في إغلاق حدوده مع العراق، وهو أمر لا تريده القاعدة بالتأكيد.
ومهما يكن نصيب السيناريوهات التي يقدمها السيد صبحي حديدي في مقالته المشار إليها من الصحة، فهي ليست التي استدعت تعليقنا عليها، بل أمران اثنان:
- خلو مقالته من أية إدانة للعمل الإرهابي الموصوف، بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءه، بل الشماتة بالنظام السوري، علما أن الشعب هو الذي سوف يدفع الثمن، وهو ثمن يمكن أن يكون باهظاً جداً في حال تكراره.
- الأمر الثاني ربط السيد صبحي حديدي لأمن واستقرار البلد بالاستبداد. ومع أنه وضع مقولة: " أن البلد آمن مستقر"، في إطار الأكاذيب التي يروج لها الإعلام السوري، إلا أنه فسر ذلك بطريقة خاطئة. كيف علينا أن نقرأ ما كتبه السيد صبحي حديدي " والحال أن البلد آمن لأن النظام قائم على الاستبداد والقمع وانتهاك أبسط الحريات العامة". ألا يعني ذلك أن أية مطالبة بالحرية والديمقراطية تعني الفوضى والاقتتال، وهل تريد السلطة أكثر من ذلك لترد به على القوى الوطنية والديمقراطية التي جعلت من قضية دحر الاستبداد والفوز بالحرية والديمقراطية قضيتها المركزية.
ومهما يكن من أمر الجهة التي تقف وراء العمل الإرهابي على أوتستراد المزة في مساء 27/4، فإن السلطة في سورية سوف تحاول الاستفادة منه، وترمي، كما يقال، عصفورين بحجر:
من جهة تظهر نفسها أمام الرأي العام العالمي بأنها ضحية للإرهاب وليس "داعمة" له، كما تتهمها بذلك الإدارة الأمريكية.
ومن جهة أخرى وربما هي الأهم، تأجيل الاستحقاقات الداخلية مثل قضايا الإصلاح، سواء تلك التي طرحتها السلطة ذاتها، أو، وخصوصاً، تلك التي تشتغل عليها المعارضة السورية بأطيافها المختلفة، مثل قضية الحرية والديمقراطية وقضايا الإصلاح السياسي عموماً كمدخل لبقية الإصلاحات الضرورية لانتشال البلد من وضعية الأزمة التي ساقته السلطة إليها على مدى العقود الماضية.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول - الإرهاب يدخل إلى سورية -
- تنمية الموارد المائية ف سورية وترشيد استعمالاتها
- الدولة والسلطة في سورية
- منظمة التجارة العالمية-الفلسفة والأهداف
- منظمة التجارة العالمية -المخاض الصعب
- بمثابة بيان من أجل الديمقراطية
- الديمقراطية في ميزان القوى الاجتماعية
- الاوالية العامة للحراك الاجتماعي
- التغيرات العالمية والديمقراطية
- إشكالية الديمقراطية في سورية
- دكتاتورية البروليتاريا أم الديمقراطية الشاملة
- هل تعود سورية إلى النظام الديمقراطي
- سيادة الرئيس....
- الحزب السياسي ودوره في الصراع الاجتماعي
- الإسلام والديمقراطية
- الصراع الطبقي في الظروف الراهنة
- الديمقراطية بالمعنى الإسلامي
- قراءة في الحدث- الزلزال العراقي
- الديمقراطية التي نريد
- الصراع الطبقي وأشكاله


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - كيف ينظر بعض السوريين لما حدث في مساء 27/4 في دمشق