علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي
(Alaa Kaid Hassab)
الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 01:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
تشهد عدة قطاعات بالمغرب حالة من الفوضى التي لا تمت لرؤية العهد الجديد بصلة(لا من قريب أو من بعيد), و من بين هذه القطاعات, القطاع القضائي, الذي لا زال يعشش في حضنه مسئولون لا يمثلون السياسة الملكية الجديدة و لا توجهاتها , و لعلنا نلامس إجماعا في كون هذا القطاع الحيوي و الحساس يعاني من فساد متفش و سوء تدبير و تسيير واضحيين . و من مظاهر ا الانحلال في المجال القضائي, أن نجد نسخة من رسم الزوجية صدرت عن محكمة بنواحي مراكش كتب فيها :( شهد الفقيه الأجل العالم العلامة الأفضل فضيلة قاضي التوثيق ب: أ.أ و هو:ع.ل أعزه الله بعز طاعته و حرس ولايته , بثبوت الموجب أعلاه لدى الثبوت التام بواجبه و هو حفظه الله شهد على الشهادة أرشده الله و حفظه ) . و من يقرأ ما ورد, يظن أن الشخص المشار إليه هو الملك نفسه, لكن الأيام اللئيمة جعلت قاضيا يغرد في أعماقه تلذذا برنين هذه الكلمات التي لا تليق إلا بسلطان أو ملك. و الأبشع من هذا كله , أن المسئولة عن قسم التوثيق بالمحكمة ذاتها , تعمل بطريقتها الخاصة , فمثلا يتراوح ثمن نسخة أصلية بين 200 درهم (25 دولار) و 1000 درهم(125 دولار) حسب وجه الشخص الذي يود استخلاصها ( حسب قولها) . مهزلة بكل ما للكلمة من دلالة , يمتص في أطوارها كبرياء البسطاء. أبطالها بعض ممن يحملون على عاتقهم مسؤولية تنظيم العلاقات و ضبطها , و الضحية الوحيدة هو المواطن المغلوب في جميع القصص على حاله .
ما كتبت , أملك إثباتا عليه . و هي ليست هلوسات حشيش أو أحلام يقظة . و هي فقط, الشجرة التي تخفي الغابة. لأن الذاكرة الشعبية تزخر من دون شك بالعديد من الروايات و الأخبار التي تؤكد تفشي الوباء في القطاع القضائي , رغم أنها تبقى حديث ظلال . و يظل أملنا الوحيد كمواطنين في الله و في جلالة الملك الشاب الذي عبر أكثر من مرة أن مغرب الحضارة و التنوع و الكثير من الأشياء الجميلة التي يعجز الإنسان عن وصفها , يجب أن تستأصل منه كل العيوب و المساوئ التي راكمها على مدى سنين . و هو يريده, مغرب حق و قانون. يمنح فيه المواطن كل حقوقه و تبقى فوق ترابه كرامة الإنسان التي وهبها إياه الله و مصلحته المشروعة, فوق كل اعتبار.
#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)
Alaa_Kaid_Hassab#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟