انتصار عبد المنعم
الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 01:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد أن أصابت القنوات الفضائية تخمة الشيوخ والملالى الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها بحروب كلامية فى قضايا خلافية، وفتاوى من نوع إرضاع الكبير، نزح هؤلاء إلى شبكة الانترنت يوسعون فيها نفوذهم.
وجاء زحفهم الجهادى نحو شبكة الانترنت كمحاولة جادة لمواكبة التطور التكنولوجى فى فن التحليل والتحريم والذى بدأ التأريخ له بظهور الداعية الشاب والأشهر بنفسه فى إعلان دعائى يحرم فيه وصلات الدش مخترعا لنوع جديد من الفتاوى الجاهزة والتفصيل حتى تطور الأمر الآن ليصبح لدينا فتاوى من نوع التيك أوى، أو خدمة التوصيل للمنازل.
وكما فعل هؤلاء على شاشات الفضائيات، فعلوا على شبكة الانترنت، انشغلوا أيضا بأمور فرعية زادت من جمهورهم وشعبيتهم. وتطور على يدهم فن (يجوز ولا يجوز) ليشمل نوعا جديدا ومستحدثا من الفتاوى المتعلقة بما يدور فى كواليس غرف الدردشة والتعارف.
ولكنهم وعلى الرغم من استخدامهم لمعطيات العلم والتقنية الحديثة، لم يستطيعوا التخلص من عقلية الصحارى الجافة التى تعمل جاهدة على تقويض وجود المرأة حتى فى هذا العالم الافتراضى. فجاءت الفتاوى على نفس الشاكلة مع إلباسها ثوبا عصريا. فالخلوة الممنوعة فى أماكن العمل، تم استبدالها بالخلوة فى غرف الدردشة، والتبسم والضحك تم استبدالهما بكلمة (ههههه) والوجوه الضاحكة.
ولذلك عندما سأل واحد من رواد غرف الشات والدردشة شيخه الموثوق فى علمه عن حكم الدين فى كتابة المرأة لكلمة (هههههه) أثناء الدردشة!!
أجابه الشيخ بأنه لا يجوز للمرأة كتابة (هههههه) لأنها قد تثير طمع من فى قلبه مرض، فهى تدخل ضمن ما تنطبق عليه الآية الكريمة (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا).
ولأسف نسى الشيخ أن يخبرنا عما إذا كان على المرأة ارتداء النقاب عند دخولها غرف الدردشة، أم من الممكن الاكتفاء بالحجاب العادى وملابسها الفضفاضة؟
ولم يحدد الفترة المسموح بها للمرأة للبقاء بمفردها فى غرف الدردشة، وهل من الممكن تجديد الدخول والخروج كل ساعة حتى لا تتجاوز الساعات الثلاث مثل أيام السفر؟
وهل من الضرورى الوضوء قبل تسجيل الدخول، ومراعاة استقبال القبلة عند الكتابة على لوحة المفاتيح أم لا؟!
كل هذا يبدو وكأنه مزحة ثقيلة الظل، ولكنها للأسف مزحة تجد حكما شرعيا وسندا له دليل فى قانون الفتاوى الالكترونية.
***
#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟