أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهر العامري - ويقتلون بالذهب !














المزيد.....

ويقتلون بالذهب !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 829 - 2004 / 5 / 9 - 01:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تاريخيا عاش محمد بن عبد الوهاب الذي عُرفت الوهابية باسمه منبوذا في حواضر العرب مثل بغداد ، والتي قصدها من أجل التعلم في مدارسها ، ولكنه لم يجد فيها تلك الغلظة* في الدين التي كان ينشدها ، والتي حملها من صحارى العرب في الجزيرة التي علمت الانسان البدوي فيها جشب العيش ، وجلف الطبع، وقسوة المعشر .
عاد محمد بن عبد الوهاب من بغداد محملا بالحقد والكراهية لكل من خالف حياة الصحراء فيها ، حيث دجلة يسير رخيا بين احضانها ، وحيث التسامح الديني ينشر روحه في مدارسها ، ودور عبادتها ، فاجراس الكنائس تقرع ، واصوات المنائر تصدح ، والناس فيها ملل ونحل ، فأين هذا من غلظة الدين التي كان يبحث عنها بدوي جلف ، مثل ابن عبد الوهاب ، جُلب طبعه على القسوة التي اخذها من قسوة الصحراء وجدبها ، تلك الغلظة التي وجدها عند ابن تيمية امام الرجعين في الدين الاسلامي ، بعد أبي الحسن الاشعري الذي كان السلاح الفكري عند الخليفة المتوكل حين بطش بانصار المعتزلة ، تلك الحركة التي ضمت الاشعري بين صفوفها قبل ان ينشق عنها ، والتي اخضعت الظواهر في الحياة والكون للعقل ، وسادت زمن المأمون ، وكان من بين ثمراتها بناء دار الحكمة التي ترجمت فيها المئات من الكتب في اللغة والادب والفلسفة والعلوم الاخرى من لغات أخرى والى العربية ، لكن هذه الحال لم تدم طويلا ، فقد سلت عليها الرجعية الدينية سيوفها ، وتحت مبدأ الغلظة .
هذا المبدا الذي تبناه بعد قرون في الشام من دنيا العرب ابن تيمية ، ليتلقفه فيما بعد محمد بن عبد الوهاب القادم من جدب الصحراء وقسوتها ، وكانت الظروف في الجزيرة العربية ، وبعد عودته من العراق مخذولا ، قد تهيأت له في نشر دعوته تحت ظلال سيوف ال سعود التي امتشقت بقوة الانجليز وجبروتهم المتصاعد في العالم الاسلامي ، وذلك من اجل ازاحة الرجل المريض ( تركيا ) من على صدره ، لينهبوا هم خيراته وحدهم ، حيث كانت كل الدلائل تشير الى كنوز هائلة من الذهب الاسود تعوم عليه الارض من جزيرة العرب ، وما جاورها من البلدان ، وهكذا التقى المدفع الانجليزي ، بالسيف السعودي ، وبالغلظة الوهابية ، وكل منهم كان يريد ما يريد لنفسه ، فالانجليز كانوا يريدون النفط والموقع ، وال سعود كانوا يريدون الحكم والسيطرة على الجزيرة كلها ، والوهابية كانت تريد السيادة الدينية ، وقد حقق هذا الحلف الغير المقدس اهدافه ، وكان من بين اوائل ضحاياه هو ازاحة شريف مكة ، علي بن الحسين من دياره ، وحمله على ظهر حصان له الى جزيرة قبرص ، ليعيش هناك الذل والهوان ، بعد ان خذله الانجليز ، وانحازوا الى عملائهم الجدد من ال سعود والوهابين الراضين بالعمالة وحكم الغلظة ، ذلك الحكم الذي طالما حاولوا مده الى العراق وشعبه ، ولكن القبائل العربية في العراق ، والتي عرفت نصيبا من التمدن ، بعد استقرارها فيه ، واشتغالها في الزراعة والتجارة ، رفضت هؤلاء ، وقاتلتهم قتالا شديدا وفي عقر ديارهم في حالات كثيرة ، فعتمدوا بعد ذلك على الغزو والفرار كقطاع طرق ، محلين كل حرام ، وانطلاقا من مبدأ الغلظة ، فسلبوا كنوز الامام الحسين المودعة في ضريحة ، رغم علمهم بان الحسين هو ابن فاطمة بنت النبي محمد الذي يرفعونه اسمه في صلواتهم .
واذا كان الوهابيون القدماء قد ارتضوا لانفسهم العمالة للانجليز، شرط ان تكون السيادة الدينية لمذهب الغلظة في جزيرة العرب ، فان اتباعها الجدد من امثال ابن لادن قد ارتضوها لانفسهم مع الامريكان ، وقد ظهرذلك جليا في حرب الجهاد الوهابي ! في افغانستان أبان الاحتلال السوفيتي لها ، وكانوا هم يطمحون في ان يحصلوا فيها على السيادة الدينة من الامريكان ، مثلما حصلوا عليها في الجزيرة العربية ( السعودية ) حاليا ، وبعد ما اغتنوا غناء فاحشا من علاقتهم تلك بالامريكان ، حتى قيل أن ثروة ابن لادن من حرب الجهاد ! تلك ، بلغت مئتين وخمسين مليون دولار ، وأن أخا لاسامة بن لادن كان شريكا لجورج بوش ، الرئيس الامريكي الحالي في شركة من شركات النفط ، وان اسامة نفسه قد تتلمذ في المدرسة الامريكية ، ولبس الزي الكاوبوي قبل أن يضع العمامه على رأسه ، لكن هذه العلاقة الحميمة بين الطرفين قد تفككت عراها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، وبعد إقامة علاقات جديدة بين روسيا وأمريكا قائمة على التعاون ، بدلا من الحرب الباردة ، وبعد أن وجدت امريكا أن لا نفع يرحى من هؤلاء العملاء الذين كانوا يمنون انفسهم بسيادة دينية في افغانستان التي سموها بامارة على امل ان يضموا لها امارات اخرى ، ستشكل مجتمعة دولة اسلامية على غرار الدولة الاسلامية الغابرة ، تقوم على مبدأ الغلظة ، ولكنهم قد اصيبوا بخيبة أمل حين تركتهم المخابرات الامريكية في بداية الطريق ، ولذا فقد قاموا بفعلتهم في الحادي عشر من ايلول ( سبتمبر ) ، واطاحوا بعملياتهم الارهابية ابراج نيويورك ، مما حمل الادارة الامريكية على شن حرب لا رحمة فيها حتى في موطنهم الاصلي ( السعودية ) الذي انطلقوا منهم بادىء الامر ، وبعد أن فرغوا منهم في افغانستان تحولوا الى خدينهم ( صدام ) في العراق ، والذي كان عميلا مثلهم ، تمرد تمردهم على اسياده في البيت الابيض ، ولم تتوقف هذه الحرب على استخدام الرصاص ، بل تعدته الى مطاردة ودائعهم من الدولار في بنوك العالم ، والتي كانت ثمرة من ثمرات تعاونهم ايام حرب الجهاد الخوالي ! مما اضطرهم ، وعلى ذمة مصادر اعلامية موثوقة ، الى تحويل تلك الودائع الى ذهب لمّاع ، وهذا ما يفسر لنا الاعلان الاخير لابن لادن ، والذي قدم فيه عشرة كيلوات غرام من الذهب كمكافأة لمن ياتيه برأس كوفي عنان ، الامين العام للامم المتحدة ، ورأس بول بريمر ، رئيس سلطة الاحتلال في العراق .
= = = = = = = = =
* الوهابية حركة تبيح قتل كل من يخالفها في الرأي ، حتى وأن كان مسلما ينطق بالشهادتين ، وقد اعتمد ازلامها في ذلك على تفسير غريب للاية القرانية الكريمة: يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ..)



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايتام عفلق ودفاع آل ثالث !
- ظرف الشعراء ( 16 ) : الوليد بن يزيد
- من وحي الذكرى !
- ظرف الشعراء ( 15 ) : إبن هرمة
- الارهابيون العرب من الفلوجة الى الزبير !
- حكومة عراقية !
- ظرف الشعراء ( 14 ) : ذو الرّمة
- مفلس من مفلسين !
- صدام الصغير شيوعيا !
- ما بين الفلوجة وكربلاء !
- لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
- الصميدعي والمهمات المنتظرة !
- كيف تفهم المواقف ؟
- كاظمي قمي كان الشرارة !
- صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
- شاهد من ايران !
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهر العامري - ويقتلون بالذهب !