الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 829 - 2004 / 5 / 9 - 02:44
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
واخيراً، وبعد ان لزم المسؤولون الامريكيون الصمت تجاه ممارسات قواتهم ازاء المعتقلين والاسرى في العراق، ازكمت رائحة اخبار ممارسات قوات الجيشين الامريكي والبريطاني تجاه لاسرى والمعتقلين العراقيين في سجن ابو غريب السيء الصيت انوف البشرية جمعاء. اذ اشاعت صور التعذيب البشع والاهانة والاعتداءات الجنسية التي عرضتها القنوات التلفزيونية العالمية غضب واستهجان عظيمين لدى الراي العام العالمي واولها جماهير العراق الساخطة والناقمة على ممارسات امريكا وسياساتها. لا تمثل هذه الصور والممارسات السادية المتوحشة والمريضة، رغم ما تنطوي عليه من بشاعة، سوى جزء قليل جداً من واقع ممارسات القوات الامريكية. ان الجزء الاكبر من هذه الممارسات لهي جرائم حرب بكل معنى الكلمة.
ان هذه الممارسات الشنيعة و الوحشية التي مارستها القوات الأمريكية أعطت حافزاً جديداً لتعزيز قدرات الإسلام السياسي في العراق و المنطقة عموماً، وفي الوقت نفسه بينت مرة اخرى بطلان كل ادعائاتها حول " الديمقراطية" و" حقوق الإنسان" و" تحرير العراق". ان هذه الممارسات الشنيعة، أي تعذيب وامتهان كرامة المعتقلين من جهة، وإعادة المجرمين البعثيين إلى السلطة وخصوصاً في الميدان العسكري والأمني من جهة اخرى، يمثلان وجهان لسياسة واحدة، برهنت أمريكا إنها تبغي حكماً بالقبضة الصدامية دون صدام، وفرض حالة الخوف والرعب على كل طرف أو إنسان يحاول أن يحتج على سياساتها و ممارساتها الا إنسانية.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي وفي الوقت الذي يعبر عن ادانته وشجبه التام لممارسات القوات الامريكية والبريطانية المتمثلة بالحاق الاذى البدني والمعنوي السادي والاهانات بحق المعتقلين والاسرى، يطالب بمحاكمة رؤوس الإدارة الامريكية بوصفهم مسؤولين مباشرين عما يجري في العراق، ناهيك عن محاكمة مرتكبي هذه الجرائم والاعمال المخزية وكل من يقف خلفها مباشرة من قبل محكمة دولية لينالوا جزائهم العادل على هذه الجرائم المناهضة لابسط القيم والمعايير الانسانية. كما يؤكد الحزب على إن إنهاء هذه الماساة والمعاناة لآ يمكن ان يتم إلا بخروج قوات الاحتلال من العراق واقامة السلطة المباشرة لجماهير العراق لحسم مصير المجتمع السياسي والإقرار بالحقوق والحريات الأساسية للإنسان في العراق وارساء حكومة علمانية وغير قومية. كما يؤكد على عدم امكانية الحديث عن اي رفاه او سعادة مادام المجتمع اسير امريكا و الإرهابيين. ويناشد الحزب الراي العام العالمي والمنظمات الإنسانية و الأحزاب اليسارية والتقدمية لفضح هذه السياسية والمطالبة بمحاكمة رؤوس الإدارة الامريكية و خروج قواتها من العراق.
لا لتطاول امريكا على حياة الجماهير!
عاشت الحرية والمساواة!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2 ايار 2004
#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟