أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيمون خوري - نكاح حلال.. وثقافة النفاق مع الذات والرمز















المزيد.....


نكاح حلال.. وثقافة النفاق مع الذات والرمز


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 09:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتذر مسبقاً من القارئ العزيز ، لقسوة وصدامية العنوان مع بعض ( الأفكار ) التي تسود ( غالبية ) مجتمعات المهاجرين من الإقطار العربية المهاجرة الى بلدان الخلاص من السجن العربي الكبير . وهي ظاهرة [ نكاح حلال ] وترتبط بشكل خاص بمجتمعات وعقلية السيف والهلال .
مناقشة الموضوع ، ليس هدفها التشفي ، أو إهانة أو عدم إحترام عقائد الآخرين ، بل من موقع إلقاء بصيص من ضوء على ظاهرة مرضية متفشية. ذات نتائج إجتماعية خطيرة ، تعمق ثقافة النفاق الإجتماعي ، وتدمر بنية أسرة المهاجر في موطنه. وتعيق تحقيق مفاهيم الديمقراطية وتؤجل الصراع السياسي وتميعه ، لصالح إستمرارية النظام بكل موروثاته المتخلفه. من خلال إنتاج مواطن منافق مع ذاته ومع الرمز الذي يقدسه .
نحن في عصر العلم والحقائق المعاشة بشكل يومي . ولسنا في عصر لم نكن شاهدين فيه على شئ . وكتحصيل حاصل منطقياً يفترض، أن يساهم التطور الإنساني في تطوير مفاهيم وأليات التفكير. لاسيما عند أولئك الذين إختاروا الهجرة والإحتكاك بعالم غير قروي ومغلق ، ومنفتح وأكثر إنسانية وتسامحاً دينياً وديمقراطياً .
بيد أن مجريات الأمور تتعاكس تماماً مع المنطق الإفتراضي ؟ كيف لندخل في الموضوع بعد هذا التمهيد للعنوان حامل هذه المادة .
( غالبية ) المهاجرون من الأقطار العربية هم من أصول ريفية ، مجتمع محافظ ومنغلق سواء بعاداته أو افكاره ، ومن مستويات تعليمية متدنية جداً . بعضهم لا يحسن القراءة والكتابة . وفي مستويات عمرية شابة تتراوح بين 17 عاما – 30 عاماً . بغض النظر عن كون وجودهم بهذه الأعداد الكبيرة ، هو إستنزاف لليد العاملة الريفية في بلدانهم ، بيد أن المشكلة أن معظم المهاجرين خاصة من الريف المصري والسوري ، متزوجون في بلدانهم حسب التقاليد العائلية والقروية هناك في الزواج المبكر . خلال فترة من الزمن ونظراً لإنقطاعه عن عائلته وأولاده ، وإستناداً لما تم غرسه وتعلمه من خلال المنظومة الدينية يبدأ التفكير بكيفية حل مشكلته الجنسية . طبعاً ( معظم ) المهاجرين ليست لهم شبكة علاقات إجتماعية وطيدة مع مواطني البلد الأصليين بإستثناء علاقات العمل ، لإسباب بعضها يتعلق بعامل اللغة ، أو بسبب الفارق الثقافي ، أو الشعور بعدم المساواة ، وهو شعور وهمي من إنتاج عقلية التعصب الذي يعتبر أننا خير أمة أخرجت للناس ؟ .
المهم تبدأ عملية البحث عن حل للمشكلة الجنسية ،بواسطة ما يسمى بنكاح حلال ؟
ونظراً لأن القوانين السائدة في البلدان الاوربية لا تسمح بتعدد الزوجات . والقانون يشترط على طالب الزواج إحضار ( شهادة ) رسمية من موطنة تثبت أنه غير متزوج . ففي هذه الحالة تجري عملية التحايل على القانون من خلال اللجوء الى النص الديني . بحجة أنه زواج بالحلال ، بواسطة متمشيخين من جمع متمشيخ وليس بشيخ أو إمام , ويسيطر معظم هؤلاء على عدد من المراكز الدينية في بلدان الاتحاد الاوربي . ( مشروع تجاري ) ونظراً لتدفق العمالة من شرق اوربا وغالبيتهم من النساء ، ومن فئات عمرية بعضها مقبول أو ضعف أعمار الشباب العرب ، هنا تلتقي المصالح . وتبدأ عملية تسويق الأفكار والعواطف الزائفة الشبيهة بالزهور الإصطناعية وكلاهما منافق ويعرف ذلك جيداً .
الشاب يبحث عن وسيلة إفراغ لشحناته وطاقاته الجنسية . وهي تبحث عن مأوى لا يكلفها شيئاً ، بل مصدر رزق إضافي . وتجري عملية تلقين وتحفيظ هذه السيدة الاوربية الشرقية كيفية النطق بالشهادة دون أن تدرك المعنى من هذه العبارة أمام الشيخ وبحضور صديقين من أصدقاء المهاجر . أو من عدة الشغل أو الستف الجاهز لدى الإمام . هنا يبدأ سيناريو النفاق المزدوج الذي يشارك به ( الشيخ) مع الشهود . وبعد عقد القران وحصول الشيخ على المعلوم ودعوته الى وليمة بلا كحول ،وفي اليوم الثاني كل شئ أصبح مباح . من الخمر حتى لحم الخنزير الذي تشتريه زوجته دون أن يجرؤ على مناقشتها .. ماذا يقول لها ( حرام ) ؟ المهم أصبح نكاحا شرعيا على سنة الله ورسوله ؟. مع إثبات حضوره لصلاة الجمعة ، وكأنه مركز بوليس مطلوب تسجيل وجوده إسبوعياً.
عائلة هذا المهاجر المسكينة لا تدري ما حصل ، وهي التي باعت ما تحتها وما فوقها بهدف تأمين وصوله عن طريق المهربين . بل أن بعضهم رهن أسرته لصالح أحد سماسرة التهريب ، قد يعتقد البعض أنها مبالغة ؟ لكن الموضوع أكثر قسوة من ذلك . وتدريجياً تبدأ عملية تحويل النقود تتراجع لصالح النكاح الشرعي الجديد ومطالب العروس الجديدة التي تستنزف الأخضر واليابس منه وتحوله الى مسقط رأسها بدل مسقط رأٍسه ؟
الشيخ منافق ، والشهود منافقون ، والزوج منافق . فقط هذه السيدة هي التي تضحك من جهل ونفاق ما يسمى زوجاً . ورغم ذلك يشترط هذا المهاجر أنها في حال الحمل لا يتحمل مسؤولية تسجيل الطفل على إسمه ، بل على إسم وجنسية والدته . لمنع الفضيحة . بل أنه خلال فترة يعلن طلاقه منها . حيث الطلاق ، لا يكلفه هنا شيئاً من نفقة وإعالة .. سوى عبارات غبية وفوقية يرددها يعلن فيها سموه عن قراره برمي السيدة وطفلها الى الشارع . هذه هي الرحمة الإنسانية والحنان الأبوي ؟ أما السيدة فهي على إستعداد للعمل ليلاً نهاراً من أجل رعاية وليدها الصغير. وبعد ذلك يبدأ هذا المنافق الحريص على دينه ورمزه المقدس ، رحلة البحث عن فريسة أخرى تحت حماية النص الديني الشرعي . ومعها يتبجح هذا وذاك أن زواجة كان من هذه الأجنبية حلال على شرعة الله ورسوله . لكن الويل لزوجته إن إعترضت ؟ سيف النص الديني جاهز. ترى كيف تنظر المرأة للزوج المتعدد الزوجات ؟ أي نوع من الحب والتواصل العاطفي الذي يربط بين الزوج وزوجته ؟
هذا النفاق مع الذات ومع الرمز الذي يعبد ماذا يعني وكيف يفسر ؟ ما هو سبب إرتفاع معدلات الطلاق وسط الجاليات ( الإسلامية ) ؟ هل هذه الممارسات بحجة وجود نص ديني هي صمام آمان لبناء أسرة ، أم صمام أمان لمنظومة فكرية هدفها إستمرارية تجهيل وتدجين المواطن . وتحويلة الى مواطن منافق وكذاب لا يحترم أسس البناء الآسروي . وخادم للنظام . وبعد ذلك يقال ( أن من يأكل اللحم الخنزير ) يصبح عديم الشرف ؟؟؟ المشكلة في نوعية الأكل أم في التربية التي حشرت في دماغة منذ مولده ، لكنه لم تتح له فرصة التعليم ، وإعادة نقد مفاهيمة الموروثة منذ عهد لوط المسكين الذي نسبت اليه مالم ينسب الى قابيل ، او الى زوجة آدم الثانية بعد طلاقة من حواء ، وإقترانه مع السيدة إيلييت المحترمة أمنا الثانية .
لشديد الإسف أحياناً نشعر أننا نحرث في بحر، امام طغيان المورثات الدينية التي بحاجة الى مراجعة نقدية لها . عندما منعت تونس نظام تعدد الزوجات ايام الرئيس الحبيب بورقيبة هاج الشارع الإسلامي . لكن هذا الشارع المتأسلم في حينه لم يكن بمستوى النفاق الذي وصلنا اليه الأن بواسطة رموز فتاوي آداب النكاح . رغم معرفتي المتواضعة جداً في الشأن الديني ؟؟؟، أعتقدإن لم أكن على خطأ، هناك نصاً قرآنياً يقول ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) . لذا فمن غير المعقول إذا كان للرجل ثلاث زوجات أن يكون له ثلاث قلوب ؟ هل تفسيري للنص خاطئاً ، وربما ؟



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاطئ النقاب الذهبي الحلال
- حوار مع الأستاذ إبراهيم علاء الدين .. المهم بناء وطن وليس كن ...
- لمصلحة أية أجندات سياسية توظف منظمات التطرف الآصوليةالإسلامي ...
- لماذا لا تجلد فرنسا المنقبات
- لماذا لم يعلن الجهاد المقدس ضد الصين ؟
- لا.. لحملات الإعدام في إيران نعم ..لحق المواطن في المعارضة
- على هامش قمة الثمانية بين خيام المنكوبين وخيمة العقيد ومدن ا ...
- سوريا .. والعودة المتدرجةالى مثلث القرار العربي
- مؤتمرات تشتيت الشتات ومهرجانات لإتحادات جاليات بالجملة
- هجرة أم فرار غير منظم من الاوطان
- هل تعيد القاهرة بناء خارطة سياسية فلسطينية جديدة ؟
- لماذا لا يتمسك المفاوض الفلسطيني بدولة كل الشتات ؟
- مؤتمر حركة فتح السادس ومهمات التحول من مفهوم الحركة الى حزب ...
- هل نتنياهو كذاب..أم ..؟
- النرجسية في العمل السياسي والاصل الاغريقي للمصطلح
- لماذا تراجع اليسار اليوناني في الانتخابات الاوربية
- نحو حزب إشتراكي فلسطيني
- حقيقة ماحصل في أثينا


المزيد.....




- سعادة ومرح لاطفالك طول اليوم .. خطوات تثبيت تردد قناه طيور ا ...
- الرئيس الإيراني يريد الحوار مع ترامب لكنه ملتزم برفض المرشد ...
- يهود متشددون يغلقون طريقا سريعا وسط إسرائيل احتجاجا على التج ...
- -نحتاج إلى الوحدة-.. شيخ الأزهر يتحدث عن الخلاف بين السنة وا ...
- الفاتيكان يكشف حالة البابا فرنسيس الصحية
- ثاني أيام رمضان.. المسجد الأقصى يستقبل 75 ألفا لتأدية صلاتي ...
- 75 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبار ...
- الفاتيكان: البابا بدون تنفس صناعي ويبعث برسالة شكر للمؤمنين ...
- السعودية.. إطلاق خدمة هي الأولى من نوعها داخل المسجد الحرام ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في المح ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيمون خوري - نكاح حلال.. وثقافة النفاق مع الذات والرمز