أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - نضال نعيسة - المثلية الجنسية في السعودية















المزيد.....

المثلية الجنسية في السعودية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 10:55
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


الفراخ، الجنس الثالث، والمخانيث، وعلى نحو عنصري، وتحقيري، هو التعبير الذي يطلقه البعض على المثليين في السعودية، حيث تعتبر المثلية الجنسية، وعلى نحو رسمي، جريمة كبيرة في المملكة العربية السعودية، تستوجب العقاب القانوني، نظرياً، بالموت أو الرجم حتى الموت في هذه المملكة القروسطية. ولكنها، يتم غض الطرف عنها، وعلى نحو غير رسمي، إلى درجة مدهشة، فهناك أماكن خاصة حيث يجتمع المثليون مع نظرائهم من المثليين السعوديين، وحيث يتمكن مثليون سعوديون من انتقاء ومرافقة مثليين فيليبيين تعج بهم البلاد حيث يوجد جالية فيليبينية ضخمة في هذه البلاد.

كما يتم بين الفترة والأخرى الإعلان عن كشف حفل لمثليين أو سحاقيات، واقتيادهم إلى مركز الشرطة الدينية المعروفة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو المطاوعة. والمظاهر المثلية "المائعة"، تظهر كثيراً في السلوكيات العامة وعلى درجة كبيرة في المظهر واللباس وقص الشعر وطريقة الكلام. ويعتبر الاختلاط والنظرة الصارمة نحو الجنس وتطبيق أنموذج متشدد من أنماط الحياة المغلقة أسباب في نمو تيارات المثلية. والسؤال لماذا يحصل ذلك؟ يبدو أن السعوديين العائدين إلى بلدهم بعد إقامة طويلة في الغرب يجلبون معهم أيضاً أفكاراً أكثر ليبرالية وتحرراً والتي لا يمكن قمعها والتحكم بها على النحو المعتاد.

ومن زاوية ما، أيقنت الحكومة بأن الآلاف من السعوديين العائدين من الولايات المتحدة بسبب القيود على التأشيرات الممنوحة للسعوديين كون تسعة عشر مهاجماً في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر هم من التابعية السعودية. وهوؤلاء العائدون هم من المتلبرلين وأصحاب العقول المنفتحة إلى حد ما، ولا يرغبون بمواجهة لإجراءات الصارمة المناهضة لمثليين. " لا أشعر بالاضطهاد على الإطلاق"، قال أحد المثليين وعمره 23 عماماً وهو من العائدين من الولايات المتحدة وكان يقابل مجموعة من تظرائه المثليين في إحدى المقاهي وهم يرتدون الملابس الغربية ويتكلمون الإنكليزية بطلاقة.

ومن موقع العربية السعودي هذه التغطية المطولة، عن رواية صدرت مؤخراً رواية تحت عنوان "الواد والعم"، للصحافي السعودي مفيد النويصر، ومن المنتظر أن تثير هذه الرواية جدلاً محلياً لمساسها بمسألة اجتماعية مثيرة، هي المثلية الجنسية في بعض الحارات الشعبية وبعض المقاهي ذات الطراز الغربي الموجودة في مدينة جدة، وارتباطها في الحارة الشعبية بمشاركة ذوي الأصل الأفريقي، وتحول المشاركة في مقاهي جدة إلى العمالة الآسيوية، فضلاً عن شبان سعوديين في كلتا الحالتين.

وقد نقلت الرواية إلى القارئ جانباً مسكوتاً عنه في علاقات المثليين، وطبيعة تلك العلاقات بين قائد ومقاد، وقاهر ومقهور، وحظ كل طرف من هذه العلاقات، التي يلخصّها التعبير الحجازي "الواد والعم".

وتناولت أساليبهم في عرض أنفسهم، وغزلهم السافر، وكسراتهم الغنائية الخاصة، وقارن المؤلف بين كل ذلك وبين مشهد مماثل في منطقة "سوهو" في العاصمة البريطانية، حيث تأتي المثلية خياراً لا قهر فيه ولا اغتصاب.

كما تطرقت الرواية الجديدة إلى مواضيع أخرى شائكة مثل التمييز الاجتماعي في السعودية على أساس اللون، وعلى أساس العرق، وغياب الإنصاف للمرأة، والعنف ضد الأطفال، وتواضع روح المسؤولية لدى بعض أرباب الأسر.

وتأتي هذه الرواية ضمن موجة واسعة من الروايات التي اجتاحت السوق المحلي، واتسمت بسمات عامة، أبرزها الجرأة في الطرح، وتجاوز الخط الأحمر اجتماعياً، ومواجهة المجتمع بسلبياته، وصغر سن المؤلف –أو المؤلفة- كما اتسمت اغلب هذه الأعمال بالتواضع الفني، ولم تحظى بقبول النقّاد، بالإضافة إلى أنها لقيت هجوماً من جانب قوى محلية محافظة، بحسبانها أعمالاً مسيئة دينياً، ومشجعة على السقوط الأخلاقي، وتنقل صورة مشوهة عن المجتمع السعودي.

والرواية الواقعة في 175 صفحة من القطع المتوسط، توقع مهتمون أن تواجه هذه الرواية صعوبة في السماح ببيعها داخل السوق السعودي، وإن كانت وزارة الثقافة والإعلام أظهرت في السنوات الأخيرة مرونة عالية في هذا الخصوص. ( انتهى اقتباس العربية).

إن مبادرة الإصلاح الداخلية السعودية وتوق الحكومة السعودية بأن تبدو سمعتها الدولية كدولة متسامحة قد ساهما إلى حد كبير في قبول المثليين والسحاقيات. وتمت الدعوة من قبل الملك عبد الله نفسه لإجراء نوع من الحوار والتفاعل الاجتماعي وإلى المزيد من حرية التعبير في الصحافة. وبالتالي فإن بعض التابوهات المحرمة سابقاً، أصبحت عرضة لنقاش علني في المجتمع السعودي وبعض السعوديين بدأ علنا بطرح الإجراءات والممارسات الفظة للشرطة الدينية المرعبة المعروفة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تحاول أن تفرض أخلاقياتياها ورؤاها السلوكية المحافظة جداً، وبالقوة الباطشة، أحياناً، على المجتمع.

وهذا لا يعني بأنه لم يعد هناك ثمة مخاطر على المثليين السعوديين، بالمطلق، ولكن وفي الواقع، إذا كان هناك أي نوع من التحول أو الانعطاف نحو التطرف الديني في المجتمع، وهذا الأمر وارد جداً فيما لو دخلت المملكة مرحلة من الأزمة الاجتماعية والسياسية، فإن المثليين السعوديين سيكونون أول من سيدفع ويعاني جراء ذلك. فهم مع سلوكهم الغريب سيكون السبب، حسب التفير الغيبي والعقلية المهيمنة، السبب وراء أية كوارث تحيق بالمجتمع، وربط ذلك بالخطيئة والإثم والحلال والحرام، والعقاب والغضب الإلهي، ولذلك فإن حياتهم لن تعتبر ذات أي ثمن، والموت، الممارس على نحو يومي شبه عادي، سيكون مصيرهم.( ما زالت المملكة تقطع رقاب الناس والمهاجرين أليها علناً في الشوارع العامة، ومناظر الرؤوس المتدحرجة أمر مألوف للجميع ولاسيما بعد صلاة الجمعة ). ومن هنا فإن إجراءات التأشيرة الصارمة المطبقة بحق السعوديين نحو الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يمكن أن تساهم إلى حد كبير، في معاناة المثليين، غير أن تخفيف هذه الإجراءات، في نفس الوقت، قد يساهم في المزيد من الانفتاح والرؤى الليبرالية والأفكار غير التقليدية للمجتمع السعودي.

هذه هي المجتمعات الذكورية، وبعد 1500 سنة من الانغلاق والتقريع والوعظ الغيبي لم تستطع أن تضبط سلوك أفرادها، أو أن تجعل منهم روبوتات مؤتمتة تدار بيد الفقهاء، وتعاني هذه المجتمعات ما تعانيه من أمراض وعلل اجتماعية ونفسية، تماماً كتلك الدول التي لم تعرف أي قدر من ذاك الوعظ الدينيأي أن كل ذاك الوعظ والضبط الديني لم ينفع ولم يكن له أي لزوم على الإطلاق ؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح ُآل سعود: هل تجلد الأميرة السعودية الزانية؟
- تصحيح التفكير في عقل السوربوني الكبير2
- ابن كاسترو ضحية لعاشقة وهمية على النت
- تصحيح التفكير في عقل السوربوني الكبير (1)
- مروة الشربيني: قصة اغتيال حجاب
- الأزمة المالية العالمية: محرقة البليونيرات
- فضيحة العمدة المثلي الذي فر مع صديقه تهز تكساس
- مشيخات العبيد: كنتُ عبداً في الخليج الفارسي
- فضائح الجنس تطارد الرئيس كنيدي إلى القبر
- جمعيات حقوق الإنسان السورية في قفص الاتهام
- إعادة اكتشاف كونفوشيوس
- أرفعوا أيديكم عن المرأة
- هل الثقافة الجنسية ضرورية في المدارس؟
- إعلام الموبايل من الصين إلى إيران؟
- لماذا المطالبة بالجزر في الخليج الفارسي؟
- ما هو سر هذا الحقد البدوي على إيران؟
- من الذي قطع أذن فان كوخ فعلاً؟
- ماذا يعني إسلام مايكل جاكسون؟
- قوانين لأحوال غير طبيعية
- هل كان إعدام سقراط عادلاً؟


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - نضال نعيسة - المثلية الجنسية في السعودية