محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 10:55
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أمس قرأت للمهندس القدير د.سلام إبراهيم كبة مقالا ردا على مقال بائس لفاروق سالم حيث يذكي سالم العداء للحزب الشيوعي العراقي من خلال فتاوى المتخلفين السابقة التي كانت تدار عبر أولاد المرجع وقت ذاك,وأعتقد وربما أكون على خطأ ,ما يدار ألان باسم المرجعية لا تتعدى اجتهادات أولادهم الذين يديرون البلاد عبر مكاتبهم.ولم يمر يوما واحد الا وظهرت في إحدى الصحف الالكترونية وتحديدا صوت العراق مقالا لأحد أبواق ألأحزاب الجديدة والتي في تصوري لا تتعدى الفكر الاسلامبعثوي لان ما عجز عن إنجازه سيدهم صدام يحاولون عبر هذه التكوينات الجديدة والتي تأتي كل يوم بتسمية جديدة في الاستمرار في هجمتهم لربما يصلوا الى نتيجة وعلى الأقل قبل الانتخابات البرلمانية القادمة والتي سوف تشهد تطورات دراماتيكية على كافة الصعد ومن بينها موجات القتل ضد القوى الديمقراطية والشيوعية والتي سوف تسجل "حادث قتل والجاني مجهول. وتحت عنوان :دمرتنا الشيوعية العراقية..."جاء مقال حميد الشاكر ليوم 21 تموز في صوت العراق وهو م أود الرد عليه.
أبتداء ليس هناك مصطلح في القاموس السياسي العراقي:الشيوعية العراقية,وبذلك ليس هناك من شيوعية محلية لهذا البلد أو ذاك,وهذا يذكرني بالحملة الإرهابية التي قام بها المجرم صدام ,والذي ذهب الى مزبلة التاريخ ,في نهاية سبعينيات القرن الماضي,صرح عنها إنها لا تعني الشيوعية العالمية وإنما تخص الحزب الشيوعي العراقي وللتسمية اذن تشابه صريح عما يكتب وكتّاب هذه المقالات فألاصل واحد وأن اختلفت التسميات في عراق اليوم.
لقد رد السيد ناصر الثعالبي على ما كتبه حميد شاكر وباختصار "معاداة الشيوعية...رؤية فكرية بلا حياء",وبودي أن أضيف القليل من كثير يمكن الرد عليه.
إذا ربط السيد حميد الشاكر وجود الحزب الشيوعي العراقي والظروف التي مر بها العراق في بدايات القرن الماضي ومد جذوره في المجتمع العراقي خطأ فلماذ التخوف من حزب نشا في "الزمان الخطأ والمكان الخطأ" كما يقول السيد حميد,واذا صح تنبأه المتأخر فعلا فكيف يمكن اقتلاع جذور هذا الفكر من الأرض العراقية في حين فشل كل من حاول من حكام العراق واعتاهم صدام أن يقطعوا جذرا واحدا من تمسك الناس بالفكر الشيوعي,وان لم تتمكن ماكنة صدام ولمدة 25 عاما من تحجيم الحزب بعد فشل تجربة الجبهة وقت ذاك ,فما عسى أن تكون نتائج الحملة الجديدة القديمة.لكن لنرى هنا ماذا يفعل الشارع العراقي في المناسبات التي يدعو إليها الحزب الشيوعي العراقي ,وهنا يكمن تخوف جيش أعداء الشيوعية والحزب الشيوعي العراقي من أن انتخابات البرلمان القادمة قد تشكل صدمة كبيرة للإسلام السياسي الحاكم باسم الله والشريعة وووو...والفساد الإداري والمالي في أعلى مؤشراته التي تدل على خبث وجشع الحكام الحاليين والمتسترين عن سراقهم.والتخوف القادم ليس من قوة الحزب الشيوعي العراقي منفردا وإنما اذا نجحت جهوده في التحالفات القادمة مع القوى الوطنية+التقدمية+والديمقراطية التي لها المصلحة الأولى في إنهاء الاحتلال والتقدم والعدالة الاجتماعية.
يعيب السيد الشاكر على تصور"خطأ" في الإعلام العراقي الحالي من أن الثقافة وتقدم المرأة مرتبط بالشيوعية العراقية ,كما يسميها.لكن دعوني اخبر أحد أبطال القلم الإسلام السياسي الجديد ماذا وجدت من الخطاء في هذين المجالين التي تعترف انه منسوب ومرتبط "بالشيوعية العراقية" .هل سمعت أن أبطال الفتوة الإسلامية الذين ادراوا الناس عبر الدجل والغيبيات ولفط وشفط أموال الناس البسطاء استطاعوا ان يأثروا في العقل العراقي الذي قبل وتبنى الفكر الشيوعي في الأرض العراقية التي نبتت فيها تلك الجذور.نعم ربما السنين العجاف التي مرت على الحركة الوطنية وخصوصا الحزب الشيوعي العراقي أبان الحكم ألصدامي الفاشي كان لها اثر وليس قليلا لكن هيهات للحلم الذي سوف لن يتحقق للحاقدين من النيل من أهداف الحزب الشيوعي العراقي في الاستقلال والحرية وسعادة شعبه وتحرير المرأة من النظرة الدونية لها ,ونشر الثقافة السليمة للإنسان ونشر التعليم وهو حق للجميع,واحترامه للفن,وهذه القضايا اكبر من أعداء الحزب الشيوعي والشيوعية من أن يقولوا العكس.فيقول السيد الشاكر"ولسوء طالع الإنسان عندما كان يستعد للنهضة الحقيقية لم يجد أمامه سوى الإيديولوجية الشيوعية الاشتراكية التي ترفع شعار العلم والتطور والتقدم...." .أولا ليقل السيد شكر للقراء الذين يعرفون تاريخ العراق من العراق وليس من قم عن أية نهضة يتكلم عندما لم يكن هناك شارع مبلط,ولم يكن الكهرباء وصل الى المدن الصغيرة ناهيك عن انتشار اخطر الأمراض الفتاكة حينها؟وعندما وجد الإنسان العراقي الإيديولوجية الشيوعية في بداية العشرينات ,كما يقول, وكان هذا الإنسان العراقي أكثر تدينا والتزاما بالتقاليد العرقية التي يتباكى عليها الشاكر من ألان .إنها هذه "الشيوعية العراقية" كما يحلو للسيد الشاكر أن يسمي الحزب الشيوعي.متى ما وجد الاضطهاد والفقر والبؤس والجهل والبطالة يظهر الحزب الشيوعي أينما وجدت هذه الشعوب ,فليس غريبا ان يظهر الحزب الشيوعي على ارض العراق في المكان والزمان الصحيح وما زال موجودا.لم يقدم أية تبريرا للصق كل ما حدث للعراق من دمار بسبب الفاشية الصدامية خلال ال35 عاما من حكمهم البائد بالحزب الشيوعي العراق.من فجر الحرب مع إيران ودامت 8 أعوام؟ومن أحتل الكويت ومن يدفع التعويضات لهذه الحروب العبثية؟من قتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي من 1963 وليومنا هذا؟من جلب الاحتلال؟من تقدم في الى بغداد على الدبابة الأمريكية؟من وصل الى بغداد على ظهر في أول طائرة حربية لنقل الجنود بعد الاحتلال؟هل قام بذلك الشيوعيون العراقيون الذين كانوا من أول من أدان ألاحتلال وكانوا من الرافضين"للتحرير" من قبل ذلك على يد القوات الأمريكية والبريطانية؟ومن اشترك بمؤتمر لندن الذي طلب التدخل الأمريكي؟وما بين هذه الحروب استشهد خيرة أبناء الشعب العراق من اجل الأفكار الشيوعية والتقدميين والديمقراطيين ,لكن من المضحك المبكي ان المجرمين الحقيقيين اختفوا أما الى بلدان الإقليم أو لبسوا العمامة وأطلقوا العنان للحياهم التي تغتسل بماء الحقد اليومي على الحزب الشيوعي العراقي وبأسم الدين وهم لا علاقة لهم بالدين الا ما يتوافق مع مصالحهم.ولنا عينة من ذلك قريبة الى ذاكرة المواطن العراقي الذي "ينعم"بحر صيف شديد وعواصف رملية وكهرباء بالكاد يصل الى الناس,أقول أن التشبث بالدين على طريقة سراق الشعب العراقي أمثال السوداني وحفلات مؤمنيه التي انتشرت على آليو توب مع الراقصات الهازات للصدور والأرداف مع منكرهم.ومن شدة التزوير لتأريخ العراق وعلى كافة المستويات تنكروا لشهدا الحركة الوطنية.فلم تطلق كلمة الشهيد على الشهيد عبد الكريم قاسم وليومنا هذا.لم تشمل العوائل العراقية التي فقدت فلذات اكبادها بتعويضات الشهيد الا لمن كان محسوبا على أحزابهم.لم يقدم الى المحاكمة أي مجرم قتل بيديه وعن عمد الشيوعيون والديمقراطيون,بينما نرى محاكمات لا نهاية لها لمجرمين امتدت يداهم الى أعضاء أحزابهم,ومنها محاكمة الذين تورطوا بقتل أعضاء حزب الدعوة.الشيوعيون العراقيون ليس طلاب ثأر وإنما ليرى الشعب العراقي والعالم كم من الشيوعيين اغتالتهم الماكنة البعثوفاشية وعل مدى أربعة عقود.وللطرافة أقول إنني في فترة أجازتي لهذا الصيف رأيت لوحة من المرمر على إحدى العمارات السكنية تقول هنا استشهد العديد من سكان هذه العمارة السكنية بسب مقاومتهم الألمان في عام 1945 وكانوا من الكاثوليك وأقيمت هذه اللوحة على حساب الكنيسة,لان قديسا حارب الألمان وقتها ,وأما الشهداء الحقيقيين فقد اختفت آثارهم وشهادتهم في سبيل الوطن ومقاومتهم النازية وهذا يشابه الى حد بعيد ما يحدث لشهداء الحركة الوطنية العراقي من شيوعيين وديمقراطيين.
من ثم يريد السيد الشاكر ان يقدم مثالا في الكذب والافتراء لا يشكر عليه عندما قال"وبالفعل ماهي الا دورة ماكنة واحدة للإنسان العراقي مع الشيوعي ليجد نفسه في متاهة ما بعدها متاهة في الفكر وفي السلوك وفي السياسة وفي الانقلابات وفي ضياع الثروة..".ليقول حميد الشاكر ما ذنب الحزب الشيوعي في كل هذا؟من سبب الانقلابات ومن وقف معها ومن أيدها منذ عام 1963 وليومنا هذا؟من فتى بتحريم الشيوعية ومن وقف مع انقلابي شباط الأسود ومن بارك قتل الشيوعيين في بيان الانقلابيين ال13؟يبدو ان قتل الشيوعي مازال حلالاُ وبامتياز.ومن بدد ثروة العراق سواء في عهد صدام أم في وقت الحاضر والسراق وعلى كافة المستويات وكل أحزاب الإسلام السياسي نراها قد أبدعت بهذا النوع من "الحلال" الجديد,ناهيك عن التزوير الذي شاع أمره الى حد العفونة.فمن بدد ثروة العراق يا ترى؟
"الحكم الواقعي الشيوعي وأثاره المنعكسة اليوم هو تدمير معنوي وفكري أكثر منه..."هل قرأ السيد الشاكر ما كتب؟لنذبحها على القبلة:هل هناك تأثير شيوعي في العراق أم لا؟اذا لم يكن هناك من تأثير فلماذا آثاره المنعكسة اليوم,ولحد اليوم, هو تدمير ...واذا اعترف الشاكر على تأثير الشيوعية في المجتمع العراقي فليس لهذا التأثير من تدمير ...على الإنسان, لان هذا الإنسان أكثر ذكاء من كاتب المقال السيد حميد ,لأن الشعب العراقي يعرف من دمر الشعب الوطن فكريا ومعنويا الا هو الفكر المتخلف الرجعي والبعثوفاشي .ومعلومة للخائف من ظل الشيوعية السيد الشاكر أن الحزب الشيوعي العراقي لم يحكم العراق ولا يوم واحد ووزيرة البلديات الراحلة نزيهة الدليمي والتي في نزاهتها لن تجد مثلها في أحزاب الإسلام السياسي الحاكم الفعلي للعراق لم تقود العراق ولم تعين أي موظف من حزبها وهناك أمثلة رائعة للشيوعيين العراقيين في الأمانة والنزاهة وأنت أعلم بذلك وهذا ما يغيظ الأعداء.ولان الشيوعيين العراقيين لا يتصفون بالغدر فلم يأخذوا السلطة التي تتكلم عن فترتها من الشهيد قاسم والظرف كان مهيأ لهم لكن مبادئهم تمنعهم عن ذلك وهذه صفة لا توجد في أحزاب السلطة الحالية التي تتقاتل من أجل كرسي في البرلمان ومجلس المحافظات وووو.
"كم نحن فعلا بحاجة الى إيصال فكرة انه بدون الثقافة وبدون الارتقاء بواقع المرأة العراقية لا يمكن لنا أن نبني صرحا حضاريا...".."ولكن لمجرد اقتران هذين العنوانين باسم الشيوعية العراقية أصبح بالنسبة للإنسان العراقي هو حديث عن حقبة شيوعية لا يرغب مطلقا بتكرارها..."السيد حميد قدم لنا أفضل من ما يقدمه الشيوعيون؟نعم يحترم الشيوعيون العراقيون المرأة وقد ناضلوا طويلا من اجل حقوقها المشروعة ,فقد اقر حكم الشهيد قاسم قانون الأحوال الشخصية بدعم من كافة فصائل القوى التقدمية والديمقراطية التي تؤمن حقيقة بحقوق المرأة ولذلك أصبحت تلك الحكومة في نظر "المرجعية" وقت ذاك كافرة لأنه النص والقانون مخالف للشريعة,ويحاولون إعادة التاريخ الى الوراء من خلال إلغاء القانون ذاته!لان المرأة ناقصة عقل ودين لأنها تمر بفترات العادة الشهرية,لأنها تحمل الجنين في داخلها ولذلك هي عورة في عيونكم,لكن إنها جديرة بأن تكون زوجة في الخفاء,المتعة, المسيار,زوجة الفريند,وغيرها من المسميات التي تقروها حسب أهوائكم وتقرون الزواج من أربع وما ملكت جيوبكم المملوءة.ان الديمقراطية الحقيقية التي يراد أن تتمتع بها المرأة العراقية هي أن تتساوى في الحقوق والواجبات مع الرجل وهذا ما يعطل كل ما يحاك للمرأة ومن خلفها وهنا الخلاف.لا تريدون أن تمتلك حق الطلاق وحق توزيع الإرث المتساوي وان تشترك في اختيار شريك حياتها وتعتبرون هذا خروج عن السلوك والعادات ,ومن هنا تأتي اتهامات حميد بأن كل هذا غريب عن التقاليد الاجتماعية المتعارف عليه والدينية طبعا.لكن الحفلات الخاصة بين المؤمنين الجدد هذا من صلب التقاليد الاجتماعية كما يفكر الشاكر,حميد.وتأتي مشكلة الثقافة التي يريدها على مقاسه لان كل ما يتعلق بالثقافة وتطوير المرأة يريده أن ينتزع من الفكرة القديم وربما البالية إنها تقترن بأسم الشيوعية العراقية والإنسان العراقي لا يريد الحديث عن حقبة شيوعية..كيف عرف ذلك الكاتب الذي يبدو أن عقدته الفكرية هي الثقافة وتطوير واقع المرأة,"أن الإنسان العراقي لا يريد حتى سماع شيئا عن تلك الحقبة الشيوعية"؟هل استفتى الناس الذي أصبح يتكلم باسمهم بذلك؟وهل كانت في العراق حقبة شيوعية كما كانت في دول أوروبا الشرقية قبل 20 عاما؟أتحفنا وأسعفنا يا سيد حميد دام ظلك .
"أقول ان الفكرة هي ان الشيوعية العراقية من وجهة نظري الفكرية أرادت شيء سياسي من خلال تبنيها لقضايا إنسانية عراقية كبيرة..."يالها من التفاتة كريمة من السيد حميد لمعرفته في الفقه السياسي وأهداف الشيوعية العراقية .هل تصور أن "الشيوعية العراقية" حزب لجمع الخمس والزكاة أم إنها,الشيوعية,نادي رياضي؟أليس من حق أي حزب أن يبشر بأهداف حزبه عبر الاتصال بالجماهير وتلمس مطا ليبهم والدفاع عنها؟وهل هذا عيبا "للشيوعية العراقية "ان تتبنى القضايا الإنسانية العراقية؟اذا كانت كذلك فلك أن تعلم الجماهير التي روضتموها للركض والسير الطويل "وترشدوهم" لماذا قلبتم الصلاة في دور العبادة الى ندوات سياسية عن ما يجري في البرلمان وداخل الوزارة كل لطائفته؟
هكذا يمكن تعطيل الحقيقة ونشر التلفيق وتزوير التاريخ مثل ما فعله حميد الشاكر في مقالته التي نشرها في صوت العراق ليوم 21 تموز 2009 .كلا.
على الشيوعيين العراقيين وكافة قوى التقدم والديمقراطية التعاون فيما بينها للدخول في اتفاق للتعاون المشترك لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة لان هستيريا الأعداء في تصاعد وعلى الجميع مجابهتها بالتعاون المشترك من إخراج البلاد من الكبوة التي طال أمدها 6 أعوام.وعلى القوى الشيوعية العراقية خاصة تقع مسئولية إنجاح التعاون من أجل مستقبل أفضل,وعلى الجميع رمي الخلافات في سلة المهملات السياسية التي لم ولن تصلنا يوما الى بر الأمان السياسي والتقدم.
لنبدل الشعار المتخلف"يا أعداء الشيوعية اتحدوا" الى شعار يا شيوعي ووطني وتقدمي العراق اتحدوا, ولنخيّب آمال ألأعداء.
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟