أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - حفريات سلوكية من زمن البداية















المزيد.....

حفريات سلوكية من زمن البداية


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالقواميس العربية " أكبر " لا يوصف به حتى تصله " بمن " أو تدخل عليه الألف واللام " الأكبر" بمعنى لا تقل هذا رجل " أكبر " .
وبالتالى عندما يبدأ الأذان يوميا لخمس مرات بجملة " الله أكبر " تصبح الجملة " لغويا " غير دقيقة الا إذا أضيفت لها كلمة اخرى تبدأ بـ " من " أى الله اكبر من جميع الآلهة الأخرى .. أو من جميع البشر .. أو من جميع المخلوقات .. أو من الكون بأجمله .
أما القول " الله أكبر " " الله أكبر " دون وصلها فإنما يوحى بأن الجملة إنما جاءت كرد على سؤال محذوف مثل " من هو أكبر الآلهة " فالرد " الله اكبر " .. الجملة التالية فى الأذان تؤكد هذا الاستنتاج بالقول " لا إله الا الله " .. أى أن من بين جميع الآلهة فإن الله هو الأكبر و أن وجوده ينفى وجود باقى الآلهة .. فإذا ما كان السؤال التخيلى التالى " من هو الله النافى لباقى الآلهة " فستكون الإجابة بالأذان إنما هو إله محمد .. وبالتالى فالأذان يفتتح قبل الدعوة للصلاة بنفى جميع الآلهة عدا إله محمد .
من خلال حوار تخيلى بين المؤذن وآخرلا يؤمن برب محمد ويحتاج الى تثبيت هذه الحقائق بترديدها خمس مرات يوميا وفى كل أذان لأكثر من مرة مع الافتتاح والختام .
فإذا ما كان هذا مفهوما فى بداية الدعوة .. أى تنزيه الله سبحانه وتعالى عن باقى الأصنام والآلهة والأرباب الأخرى .. وإقرار المؤذن المسلم بأنه يتبع الرب الحق دون الأرباب الزائفة .. فما سببه فى زمن تال بعد ألف وخمسمائة سنة أصبحت فيه هذه الحقيقة ثابتة غير قابلة للنقاش لدى المسلم ( صغيرا كان أو كبيرا ).
هنا علينا الرجوع الى علم الحفريات اللغوية نستعين به على تفهم ما استغلق فهمه من طقوس أصبحت اليوم مسلمات نتبعها دون تفكير .
إريك فروم فى كتابه " ستصبح مثل الأرباب " فصل " مفهوم الله " يقول أن التوراة كانت مهتمة بنفى الأصنام فى المقام الأول قبل تأكيد عبادة الله .. وان التمييز بين إله اليهود الحى وباقى الآلهة الجامدة (غير الحية ) وانتزاعها من دائرة الإدراك الانسانى كان الهم الشاغل لجميع كتاب التوراة عبر العصور وبالتالى فإن رب محمد جاء كتتويج لصراع طويل ضد الآلهة الصنمية إستكمالا لجهد متواصل من أنبياء وحكماء بنى اسرائيل عبر ألف ومائتى سنة دونت فيها التوراة ..فاذا ما كان ليهود ونساطرة الجزيرة العربية دور مؤثر فى شرح وتحديد تفاصيل الشعائر والطقوس الاسلامية فلقد جاء تعبيرهم عن قناعتهم بنفى الأصنام بحيث أصبح الموضوع الرئيسى بالأذان ( المسلم ) وظلت هذه الحفرية اللغوية عالقة بطقوس الصلاة حتى القرن الحادى والعشرين .
بنفس المنطق والدلالة جاءت تحية الاسلام " السلام عليكم " .. والتى تبقى على الجمع المذكر حتى لو تبادلها فردين بمعنى لا تصبح " السلام عليك " أو " السلام عليكما " أو " السلام عليكن " سبب ذلك قد يكون واضحا فى النص التوراتى التالى ( p.s 95:7 ) (Sanhedrin 98a - المجلس القضائيّ و الكنائسيّ العالي للأمّة اليهوديّة القديمة ) ..عندما سأل جوشوا بن ليفى النبى إليا عن زمن حضور المسيح دار الحوار الآتى :
" إذهب وإسأل بنفسك "
" أين يجلس هو "
" فى المدخل "
" وبأى إشارة يمكننى تمييزه "
" هو يجلس بين الفقراء "
وهكذا ذهب إليه وحياه قائلا " السلام عليكم أيها السيد والمعلم "
“ Peace upon thee , Master and Teacher “
فكان الرد عليه " السلام عليكم يا إبن ليفى "
“ Peace upon thee , Son of Levi “
بمعنى أن التحية التى يصر المسلمون على تبادلها بنفس منطوق ألفاظ التوراة هى فى الأصل يهودية لازال اليهود يستخدمونها حتى اليوم " شالوم " تأكيدا لأصولهم البدوية التى كان الغريب فيها معرضا لاعتباره معتديا ما لم يبادر بإشهار أنه قادم فى سلام وبالتالى فالتحية بهذا المنطق تعتبر غير متناسبة مع حضارة القرن الحادى والعشرين حيث يحكم القانون والدولة – مكان الأعراف البدوية - علاقات البشر .

تقول الخنساء فى رثاء أخيها صخر ( الجاهلى ).
كأنما خلق الرحمن صورته دينار عين يراه الناس منقودا
ويقول الشنفرى ( جاهلى )
لقد لطمت تلك الفتاة هجينها الأ بتر الرحمن ربى يمينها
ويقول سلامة بن جندل ( جاهلى )
عجلتم علينا إذا عجلنا عليكم وما يشاء الرحمن يعقد ويطلق
بمعنى أن الرحمن كان أحد أرباب الجاهلية فيما قبل الاسلام والرحمن فى معظم اللغات السامية منها العبرية مشتق من “rahum “ أى رحم الأم وهو بهذا يعبر عن العلاقة الحميمة النابعة من أخوة الميلاد من نفس رحم الأم .. فالرحمن الرب المعبود فى الجزيرة قبل الاسلام هو صدى لنفس الرب فى الديانة اليهودية ..ويختلف عن الرحيم الذى هو نصير الفقراء والضعفاء والأسرى والمحتاجين وبالتالى يصبح تجاورهما فى فاتحة الكتاب بجوار الله له منطق يخالف الدلالات اللغوية البادية فى " بسم الله الرحمن الرحيم " .. دون الدخول فى قضية التثليث المسيحى أو الفرعونى .
مسلمى القرن الحادى والعشرين الذين يعون تماما أن فاتحة الكتاب إنما هى تنبيه لمن يسمع أن ما يليها هو حديث ربانى نجدهم يستخدمونها قبل كل كتابة أو حديث لهم ولو كان - حتى - عن وصف لمباراة فى كرة القدم .
هذا الخلط ( المتعمد أو اللاشعورى ) يهدف بالطبع الى إضفاء نوع من الأهمية على حديثهم وأنه يستحق الاستماع إليه بنفس درجة الانتباه لتلاوة القرآن . وهو الأمر القادم من العصور الوسطى عندما كان المتلقى على درجة من البساطة التى تجعل مثل هذه الحيل ذات تأثير .. فهل سكان القرن الحادى والعشرين مختلفون .
المسلم ( المسلمة ) عندما يتحمس لأن يظهر عقيدته بين أفراد مجتمعه ( أو مجتمع غريب ) بالإصرار على إرتداء ملابس معينة او إطلاق اللحية بشكل مميز أو النطق بجمل متداولة دالة على هويته الدينية يخيل أنه بذلك قد أدى ما عليه دون إعمال العقل أو التفكير فى ملائمة (او عدم ملائمة ) سلوكه هذا لمعطيات زمن تجاوز بدايات ظهور الاسلام بعشرات القرون .. وهو اليوم يحتاج الى إعادة مناقشة هذه البديهيات بنفس المنطق الذى ناقش به عادات موروثة عن أزمان سابقة للإسلام .
فالمسلم ( فى بعض الأحيان ) يستبدل سبوع الطفل ( الفرعونى ) بعقيقة ( ذبح حيوان ) أو إحياء الموالد ( الفرعونى ) بمقاطعة الاحتفال بها بما فى ذلك الاحتفال بذكرى مولد رسول الاسلام كذلك مراسم الدفن والأربعين والخمسان التى زاولها المصرى لآلاف السنين بمراسم معينة أصبحت لدى المصرى المسلم الحديث مجرد نفى للميت وعدم التدليل على مكان قبره .
فإذا ما كان المسلم المصرى بعد تطويعه فى دول الخليج قد عاد ومعه عادات وأساليب الحياة البدوية رافضا كل موروثات الحياة الزراعية فإن هذا يعطى أملا فى إمكانية إعادة تطويره بحيث يلحق بمجتمعات القرن الحادى والعشرين التى تؤثر الفلسفة على الطقوس والعلم على الموروث والحرية وحقوق الإنسان مكان نفى نصف المجتمع ( الأنثوى ) وتكبيل النصف الآخر ( بوصاية رجال الدين ).
مناقشة عادات وطقوس كانت منطقية مع بداية الدعوة وأصبحت حفريات سلوكية واجتماعية متنافرة مع الزمن الحالى هو الحوار المنطقى المأمول فى العودة الى إستكمال الشعلة الليبرالية التى توهجت مع بدايات القرن العشرين وخبت مع نهايته .






#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الصديق - سليمان ينى - الذى سألنى ببراءة - إنت لسة ما حجت ...
- الى حفيدتى التى لم توجد بعد- ماعت -
- الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -
- حفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - حفريات سلوكية من زمن البداية