أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على شكشك - باقة شوك














المزيد.....

باقة شوك


على شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 05:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شوكة في قلب العالم, وأكبر تهديد للسلام العالمي, وأبشع جريمة في العصر الحديث, بشهادة جمهور أوروبا البعيد عن الاستهداف المباشر من آثارها المباشرة على الأقل, فكيف لو كان مثلنا ومثلَ آبائنا وأجدادنا ومن سيأتي بعدنا, شهوداً شهداء, أمواتاً وأحياء, على المواصلة الملِحّة لقناعة الجريمة والإصرار عليها والاقتناع بها, شوكة هي في قلوبنا, شوكة لاشرعية, إنْ صحَّ التعبيرُ الذي يوحي بأنّ هناك إمكانيّة لتصورِ شوكةٍ في القلب شرعيّة في هذا المعمار البشري البديع والسيرورة الغريبة في العالم, ذلك الذي يلطّخ وجهَ الورد ويكادُ يصلُ إلى درجة الكابوس, كأنّه حلمٌ, وأكادُ أجزمُ أنّ الآتين فيما هو آتٍ من أيّام سيصدّقون بصعوبةٍ الروايةَ الأسطوريّة للمؤرّخين الذين سيخطّون سفرَ نهايةِ الإمبراطوريّة الإسرائيليّة, في الأعمال غير الكاملة لسلسلة "نهاية إمبراطوريّات" على غرار "نهايةِ الإمبراطوريّة الرومانيّة",
هي شوكةٌ في قلب العالم, وهي تخضعُ للسنن الكونيّة التاريخيّة وليست استثناءً منها, وهي الآن في خدَرِ علوِّها, وسُكْرِ تجليها, ... وفسقوا فيها, "فحقَّ عليها القول",
فماذا يثنيها عن التوسع والانتشار, وبناء المستوطنات, سيكون هذا ضدَّ منطق قوانين التاريخ والإنسان, إذ لو فعلت ذلك وهي على قمّةِ هرمِ الاستعلاء وهي لا ترى دونَها إلا أغياراً جوييم خدماً للمستوطنين الأوّلين والحاليين والمحتَملين, ولا ترى تحتها إلّا مَنْ هم تحتَها, لو فعلتْ ذلك وتوقفَتْ لحظةً عن مواصلة الجريمة, لاستفاقت برهةً لوصفِ حالتِها, ولكانَ عليها حينئذٍ أنْ تُلغيَ كلَّ ذاتها, لأنّها في نفس تلك البرهة لا تكون, فهي والجريمة سِيّانْ, شيءٌ واحدٌ لا شيئانْ, ونهايةُ أحدِهما يعني أنْ ينتهيَ الاثنانْ,
قدرُها أن تزرعَ ذاتها, وتغرزَ رأسَها, شوكةً شوكة, منتصبةً صاخبة, جدراناً وبيوتاً غير آمنين, فالشوكةُ إنْ انثنتْ فقدَتْ "شوكيّتَها", والجريمةُ إنْ هجعت ونامتْ فقد تابتْ وانهارت, من هنا كلُّ هذا الاستنفار والاستفزاز مع كلِّ رائحة دعوةٍ للتوقّف عن بناء المستوطنات, ومن هنا كلُّ هذا الاندفاع لتوريط الذات أكثرَ في الذات, كأنّها تخشى أن تفقدَ ملامحَها, فتسنَّ التشريعاتِ لتُحصِّنَ ذاتها من ذاتها, ولتضمنَ ألا تنهارَ في لحظة الاضطرار, فيكون أنّه لابدَّ مِن استفتاءٍ عامٍّ للبتِّ في موضوع الانسحاب من الجولان, ويكون إغراقُ القدس بأشواك المستوطنين, ذلك أن الجريمة في جوهرها هشَّةٌ ومتوارية, بطبعها وجبلّتها, التي تخضعُ رغماً عنها لسنن القهّار, ومهما اتّزرَتْ بالقوانين والنار, تظلّ رعديدةً مسكونةً بالنهاية, تراها رأيَ العين, دون غيرِها من العالمين, هي والمؤمنون, هي .. بما أنها تتحسّسُ حسَّها, وتفوحُ بفيحها, وتطوي على ذاتها, والمؤمنون .. بتلقائية البصر والبصيرة, بما أنّهم جدلُ الجريمة وانزياحُها واستحقاقُ عقابها, بما أنّهم حقُّ الحقِّ الذي استحقوه, وهم شهودُه وطالبوه, وهم وقودُه وعينُ يقينه فيما كابدوه من أشواك المحن وحكمة السنن,
ويكون أنْ تأخذها العزة بالجريمة, وتسقط في المدار, فهاجس النهاية وتكريس الحكاية يستدعي مزيداً منها خمراً يقفز خلفه ويحرقُ الحيَّ من نبات الفلسطينيين ويضعُ شوكَه على حدود البحر الميت, ويعبرُ النهر المقدس يشترِ أراضيَ هناك في حركةٍ تطويقيةٍ شرقَه, لاحتمال أنْ تخامرَ النفْسَ شبهةٌ فيما هو غربَه,
الشوكةُ تريد تأمين الشوكة, في ديناميةٍ تستحثُّ ذاتها وتستدعي هاجسَها في توالدٍ لا ينتهي إلا بانتهائها, حيثُ لا يأمن الخوفُ إلّا بتكاثره ولا يضيءُ الظلام, فالوجه الآخر للتأكيد دوماً أن القدس هي عاصمتهم الأبدية هو يقينهم أنها ليست كذلك ولن تكون, وإنما هو رهاب اليقظة, صراخ الخوف, وجسد الوهم, أمّا هوس عبرنة الأسماء فليس إلّا محاولة لتوسل الوهم وخداع المخيال, واختلاق عجلٍ افتراضيّ في فضاء الإنترنيت لعلهم يخدعون بشراً افتراضيين, لأنهم حتى أنفسهم في هذه لا يخدعون, وهم يركضون باجتهادهم وجدِّهم بحكم نفس السنن والقوانين إلى السجن الأخير بعد تجربة ستين عاماً لتكتملَ دائرةُ التكوين إلى استئناف النقطة الأولى "الجيتو الأخير" يدفنون أنفسهم فيه, بعد أن لم تحتملْهم الشمسُ ولا الفضاء, ولم يحتملوا هم الضياء, فقد حان وقت الانتحار والانطواء, وليكنْ الجيتو الأخير في قمّة الاقتدار على النفير, وليحتملْ فكرةَ يهودية الجيتو ونقاءه, وليكنْ قادراً على البطش من بعيد, ومحاطاً بما تُحاطُ به السجونُ من الأسلاك والجدران والأوهام والأشواك, ومترعاً بها وبنا, فقد نسُوا أنّنا باقةُ شوكٍ من هنا, لم يزرعونا, وأنّنا حين يَكتمِلُ المَعاد, .. يَحِقّ القولُ .. نقذفهم بنا.



#على_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على شكشك - باقة شوك