|
تجسيد اليسارية الحقيقية بحاجة الى الديموقراطية الراسخة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 10:05
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ان اليسار كفلسفة او فكر او كمفهوم متعدد الجوانب و ما يكمن فيه و معلوم عنه كما هو معروف ، مختلف و متنوع في الشكل و متعدد المدارس و يتحمل اراء و مواقف و ابحاث لا متناهية، الا انه نابع من المصدر الجوهري الرئيسي الخاص بكافة انواعهو اشكاله و هو في خدمة الانسانية و مضمونه حامل لرفع هموم الطبقة الكادحة و الفقراء و المظلومين بالخصوص ، اي المنبع و الاصل و الجوهر واحد غير متعدد على الرغم من تعدد المظاهر و سعة المساحة والاطار واضح و عالي . و كما هو المعلوم ان اليسارية تعتمد بشكل اساس على مجموعة من المباديء الرئيسية المرتبطة بالمادية كفلسفة وعلم وكاهم توجه و سلك لطريق العلمانية و ما مرتبط بها من الاهداف و المضامين ، و الهدف هو التنمية و التطور الطبيعي للحياة و منها التدرج و التقدم البايولوجي للاحياء و من ضمنها الانسان كاهم نوع و كفرع و صنف راقي متطور للاصل المشترك للجميع . اما من الناحية الايديولوجية و الفكرية التي تتحمل الكثير للبحث فيها و ما قيل عنها لحد اليوم ، و الالية المتبعة لتطبيق الفكر اليساري و هو ينبثق من المنبع الوافر و تتفرع منه الاجزاء او ما يمكن ان نسميها بالمفاهيم و مسميات و حسب ما يهتم هذا الفكر بالقواعد العديدة المرتبطة به ، و تكون الافاق واضحة و مستنيرة فيما يخص باليسارية و ارتباطاتها بالانسانية كفكر و فلسفة و خصائص مهما كثرت العوائق و العقبات ، اي انها التي تهتم بالانسانية قبل اي شيء اخر و تعمل لخدمتها و من اجل العدالة الاجتماعية والمساواة و ضمان الحرية لها، و الانسانية هي التي تحتاج الى اليسارية اكثر من غيرها في العديد من المجالات او يمكن ان نقول المجالات قاطبة ، و لا يمكن لاي فكر او فلسفة اخرى ان تحل محلها بخصوص ما تهم بانسان بحد ذاته كعقل و كيان منفرد و ما يهمه من الناحية الانسانية البحتة دون غيره ، و المناهج الاخرى تكون ناقصة المضمون و الجوهر و التطبيق ان لم تستفد من الفكر والفلسفة اليسارية العلمية في تسيير امور الحياة مهما استنكر المعادون . و بخلاف ذلك ان الافكار و النظريات المطروحة تكون متعرجة و منحرفة و ملتوية لو لم تضع في الحسبان و نظر الاعتبار المباديء الاساسية لليسارية و الاعمدة التي تعتمدها في تعاقب المراحل الواجب تسلسلها لتطور الانسانية و معيشة البشر من النواحي الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و العلاقات العامة حسب الزمان و المكان المراد ترسيخها و توازنها مع مستوى متطلبات الانسان و ما فيه من الوعي العام ، و من ثم تقييم المرحلة التاريخية و كيفية الانتقال الى الاخرى و لمس التغييرات بعد ضمان دعائم العصر الجديد و متطلباته و ما يجري على ارض الواقع . المعلوم ، ان اليسارية بكافة مسمياتها و ملحقاتها و توابعها و ما ترتبط بها من المفاهيم الثانوية و ابعادها ، تحتاج الى اليات و مفاهيم اخرى ذات علاقة مرتبطة بها على اسس جدلية علمية و في مقدمة ما يمكن ان توازيها في التقدم و تكون مرافقة لها هي الديموقراطية الحقيقية و ضمان تطورها و عدم تراجعها مهما كانت العوائق و ان تراجع الوضع العام للمجتمع ، من اجل التطور الطبيعي دون القفزعلى المراحل المتعاقبة من تطور المجتمع بما فيه تطور الانسان بشكل خاص . و يمكن ان نلمس الاختلافات من واقع لاخر و من ظروف لاخرى و من مرحلة تاريخية لاخرى و من شعب و ما يتصف به من السمات لاخر ، و حسب الحاجات و الضرورات و الخصوصيات ، و ما يحتاج الى خطابات و شعارات متنوعة لضمان التجسيد الصحيح لليسارية و عدم افراز السلبيات و التقليل من تاثير ما تحدث من مضاعفات على الوضع المتغير طبيعيا . و من الخصوصيات التي يمكن مراعاتها هو ارتباط اي مجتمع بما يلائم وضعه و كما يهم مسيرة حياته و معيشته و احتياجاته و اولوياته ، و هنا يمكن لليسارية ان تضمن ما تتطلبه اية مرحلة وفق ما تتميز بها بعيدا عن التعصب و الانانية او اي صفة مضرة من نفي لاخر او الغائه ، و احترام التعددية و الاراء المختلفة و المواقف المتعددة تجاه الاحداث و المواضيع، و هذه هي اهم المباديء الديموقراطية بذاتها ايضا و العوامل المشتركة بين اليسارية و الديموقراطية تفرض تلازمهما و كيفية تجسيدهما كفكر و الية و فلسفة و ايديولوجيا ان تطلب الامر . اي ضمان حقوق الشعوب بما فيها من القوميات و الفئات و الشرائح و الطبقات المختلفة يعتمد على كيفية ربط اليسارية الحقيقية الواقعية بالديموقراطية و دعم المباديء الاساسية لليسارية و ما تتطلبه الديموقراطية من العوامل و الاعمدة و الدعائم و تراكبهما بمعادلات علمية دقيقة ذات علاقة جدلية و روابط تقدمية متينة مع البعض ، لا يمكن لاحداهما رفض الاخرى من عملية التفاعل الساخن و في وسط طبيعي مساعد . و به يمكن ان نتاكد بان اليسارية في ظروف و اوضاع متجسدة الديموقراطية فيها (مهما كانت العوائق و كيفما سميناها) ستضمن الحقوق المتنوعة المختلفة الاشكال للمكونات و الطبقات و الفئات و الشرائح العديدة المختلفة التي تكوٍن الشعوب لو طبقت بحذافيرها و كما هي ،و في جو تقدمي و واقع ضامن للحرية و العدالة الاجتماعية و التعايش السلمي في ظل احترام الاخر و عدم الغائه او نفي ارائه او افكاره و اعتقاداته . و هنا يمكن ان نقول ان مصدر اليسارية و دواعمها و اعمدتها و مسانداتها نابعة من مواقع و مدارس و توجهات و مصادر مشتركة ، و في اكثر الاحيان يمكن ان تكون واحدة موحدة مهما كانت ملحقاتها و مرتبطاتها و تسمياتها متنوعة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اين مصالح الطبقة الكادحة في ظل ما يجري على الساحة العراقية ؟
-
هل يصح رفض ما هو المنجزمن اجل اهداف سياسية بحتة ؟
-
الديموقراطية الحقيقية دواء لعلل الشرق الاوسط
-
المصالحة العامة من ضرورات العصر في المنطقة باجمعها
-
المعارضة المتشائمة و قصر نظرها تجاه المنجزات و الاحداث و الم
...
-
ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا
-
هل حصل الاصلاح لكي يتم التغيير في اقليم كوردستان ؟
-
هل يحق لاقليم كوردستان اقرار دستوره الخاص بحريٌة
-
ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر
-
التغيير في المجتمع و ليس الحزب فقط
-
وسائل الاعلام و المثقف و الكيانات السياسية في عملية الترويج
...
-
الاحداث تكشف الخفايا احيانا
-
دور المثقف في حملات الترويج الانتخابية
-
هل تستغل امريكا الثغرات في اقليم كوردستان ؟
-
علاقة التغيير مع الحرية و العدالة الاجتماعية
-
كيف يكون البرلمان القادم في كوردستان
-
المثقف بين التفاؤل و التشكيك
-
المشكلة اكبر مما بين المحافظين و المعتدلين في ايران
-
الاستناد على العقلانية في التحالفات السياسية
-
موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني
المزيد.....
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
-
إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
-
تسعة شهور من الحبس الاحتياطي.. والتهمة “بانر فلسطين”
-
العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
-
اليمين المتطرف يحتفل برحيل أونروا من إسرائيل
-
الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل
...
-
تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|