أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - إطالة اللحظة العابرة - أيديولوجيا الموت














المزيد.....

إطالة اللحظة العابرة - أيديولوجيا الموت


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 828 - 2004 / 5 / 8 - 07:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تنسوا أبدا أن السيميائي رجل في الخمسين
بتلك العبارة الشجية يبدأ باشلار فيلسوف العلم رحلة التذكر الشاقة والآخاذة,ليعود إلى الشعر دائما مثل الكائنات الحميمية جميعا. عمر الخمسين أكثر من كلمة تقال بسرعة, النهاية أكثر قربا من البداية, نغمة الموت تغدو محور الإيقاع, ولا فكاك من ذلك الشرك. نعرف ذلك, لكن متى كانت المعرفة لوحدها تكفي!العشق والفقد بداية الدائرة ونهايتها,لكن ليستا نقطة واحدة,بل الوحدة في التعدد والتنوع في الواحد الجميل.من أين يأتي الهوس بتثبيت اللحظة؟ هل الرغبة في الخلود تنفصل عن غريزة الموت!وهل الكلام باب الدخول إلى المعنى, أم باب الخروج النهائي, الغياب!؟حافظتي لا تتسع حتى لجواب ضئيل, أكره الأجوبة. التكرار هو السجن وهو الآمان وهو كنزنا الخسيس, وليس العذر بضيق اليد ولا بضيق العبارة, العذر في خزانة الأجوبة المحنطة,تدفعها الإثارة بضع أقدام لتعود أشد وطأة مما يحتمله فرد هش ,ضعيف وأعزل مثلي ومثلك.
لكنك تبتعد عن المهم, هزيمتك وضعفك واضحتان, وضاعتك لا تخفى على أحد, رغبتك في الانتقام وخوفك من العاقبة قيد في رقبتك,أنت تتحاذق وتموه عدوانك وضغائنك,ليس إلا, نحن نعرف الكنز ونعرف الطريق, وأنت تدعي الخبل لمآربك الدنيئة,أنت لا أحد ولا شئ , الفراغ ملئ عقلك وكيانك, أنت فارغ من القوة.
أنت أيضا تقول: تأخر الوقت
تعذب نفسك بما تعرفه أكثر من أي شئ.


لا تنسوا أبدا أن السيميائي رجل في الخمسين


لنظرية المؤامرة الخالية من المنطق مبررات منطقية في غاية التماسك,هذا عرض لأحد مبرراتها:
سأتخيل نفسي عراقيا كان يعيش في الداخل العام الماضي, وفحوى الرأي قد كتبه فعليا ونشره في الصحف الحكومية, وهو نفسه يعيد قراءة المقال بعد أقل من سنتين ,وغايته الفهم فقط وبالحد الأدنى.
لماذا نخاف من الكلام؟ لو أن الكلام متاح في العراق قبل العام الماضي ,لكان صدام حسين وولديه وأعضاء مجلس قيادة الثورة سادة في العراق ومحيطه على الأقل, بالنسبة لهم لم يكن ليصل حالهم اليوم و حتى في الخيال إلى ما هو عليه,مع أنه هو الواقع الفعلي المعاش.جميع الممكنات التي كانت قائمة هي اليوم أوهام وقد تحقق بشكل فعلي أسوأها وأكثرها بعدا عن الواقع والمعقول,بالطبع بالنسبة لهم أصحاب القرار قبل الحرب من الجانب العراقي. ماهي الفرضيات التي قد تفسر وتوضح ما حدث وانتهى, سأستعرض بعضها وأبدأ من اللاعقلاني باتجاه الأكثر عقلانية:
1_ما حدث كان سيحدث, لأن الأسباب الحقيقية لذلك سرية ومجهولة ولا أحد يعلمها سواي( س). لا من قبل قادة التحالف ولا من قبل الحكم العراقي, أو سواهم وهذا جوهر نظرية المؤامرة.
2_ ما حدث كان بالاتفاق السري بين المعسكرين.
3_ ما حدث كان بسبب المتحكمين بالقرارات المصيرية في أمريكا وجورج بوش مجرد أداة للتنفيذ,ومعه بلير وسواه.
4_ما حدث له أسباب متعددة:تفجيرات نيويورك, طغيان صدام, النفط وصراع المصالح, وغيرها لا أعرفه.
بالطبع توجد فرضيات لا يمكن حصرها, وبالمقابل توجد أسباب واضحة , لكن تحديدها و ترتيبها يحتاج لجهد مؤسساتي.
وقعت الحرب وتغيرت المنطقة بكاملها, وما زلنا في طور التغيرات المتسارعة,مشاريع تطرح بصيغة اقتراحات أو إملاءات, ويسود في المنطقة بمجملها ممارسة واحدة بوجهين,تغطية العينين بالكف أو الوجه الآخر نظرية المؤامرة. الفكر السحري ينتج ويستهلك نظرية المؤامرة, حركة الزمن وصراع المصالح المختلفة وكل أشكال الواقع الأخرى,لا يأخذها الفكر السحري باعتباره, دائما تستحضر أسباب غيبية لا يمكن إدراكها أو تحديدها, والنتيجة زيادة في شدة الغيظ وابتعاد أكثر عن الواقع.فلو تسائلنا عن أصحاب نظرية المؤامرة إنتاجا واستهلاكا,لوجدناهم بيننا بأعداد كبيرة, والسبب أن الجواب بالمؤامرة هو أسهل الأجوبة, وبنفس الوقت يريح من التفكير والمسؤولية,والطريق الأسهل هو طريق اللاشعور
ومعروف حتى في قوانين الفيزياء أن الطريق الأسهل يقطع البقية والطريق الأسهل هو القانون الأساسي في الكهرباء.
المنطق آلية تفكير واعية,ونعرف أن الوعي يخضع لللاوعي والعكس استثناء. نحن جميعا نتبع الطرق السهلة خلال عمرنا الكامل, وفي حالات نادرة جدا نسلك الطريق الصعب, وحتى الأكثر مغامرة تشكل العادة والتكرار القسم الأكبر من زمانهم العمري. قد تتطور نظرية المؤامرة وتتغير جزئيا, أما تجاوزها في بلاد العرب فهو ضرب من المستحيل.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهن النفسي يصير ذهانا جماعيا
- الثقة المفقودة بين المنطق والحوار والوهن النفسي
- الزيارة - إلى سوزان
- الحماقة
- لا تسامحهم يا إلهي
- الحداثة السياسية بين الضرورة والوهم
- الشرق الأوسط(نظرة من الداخل ) بمثابة الرد على مشروع الشرق ال ...
- الطريق
- الخوف والحب
- الأبلهان بين الثرثرة ومحاولة التفكير بصوت عال
- الدم السوري الرخيص
- اسطورة الوطن
- الفرد والحلقة المفقودة في الحوار السوري
- الأكثرية الخرساء من يمثلها!؟
- حلم العيش في الحاضر
- المريض العربي
- جملة إعتراضية
- ملاحظات على مقدمة لن لأنسي الحاج
- المسكوت عنه في سجن (شرق التوسط) رثاء أخرس
- رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - إطالة اللحظة العابرة - أيديولوجيا الموت