مجلس العاصمة وسر تراكم القمامة

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

درجنا في لغة السياسة والاقتصاد على تقبل فكرة ان للدول خططها القصيرة والبعيدة الأمد فهناك خطط خمسية واخرى عشرية وهكذا دواليك. وان تلك الخطط تتعلق بمشروعات كبيرة لن تتمكن من احتوائها خطط يومية او شهرية او حتى سنوية أما عامة الناس فيقبلون بتلك الخطط ويصبرون عليها بشرط ان تصاحبها خطط اخرى قصيرة الأجل وحتى يومية من قبيل اعمال التنظيف وتسليك المجاري وغيرها من الخدمات.
ويحلو للكثير من المسؤولين لدينا الحديث عن الخطط البعيدة المدى خمسية كانت ام عشرية ولكن اين خططهم اليومية؟
الملاحظ انه و برغم مرور نحو ثلاثة اشهر منذ تشكيل مجلس محافظة بغداد على ضوء الانتخابات الأخيرة فان الخطط اليومية غائبة كليا او تكاد مما ادى الى تراكم اكوام القمامة والانقاض ومن يشك بكلامنا فليجازف بالذهاب الى اسفل الجسر السريع بجانب محطة وقود باب المعظم قرب نقطة تفتيش الفضل وليطلع على المناظر المأساوية التي تصيب الناس بالكآبة وفقدان الأمل كلما مروا بها صباحاً أثناء ذهابهم الى أعمالهم كما ان بالإمكان رؤية تلال واكوام القمامة وانقاض البناء وغيرها من المخلفات الصلبة في احياء بغداد خصوصا (الشعبية) منها .
و لا يعقل ان تلك المناظر المقززة لم يتسن لمسؤول في مجلس محافظة بغداد او الدوائر البلدية المعنية ان يشاهدها إذ ان سياراتهم وارتالهم تتحرك بصورة يومية بل في كل ساعة مارة بالمناطق الموبوءة بالقمامة.
وهنا نود الإشارة الى ان التخلص من النفايات قضية في منتهى السهولة واليسر إذا وجدت النية الصادقة للتخلص منها ولقد تطورت أساليب معالجة النفايات وتدويرها مع تطور العلم ومن ذلك الطمر الصحي والتحليل الحراري وتحويلها الى سماد عضوي وغيرها من الطرق. ولا نعتقد ان مؤسسة بمستوى مجلس محافظة بغداد او حتى المجالس البلدية في الأحياء بجميع الامكانات التي يمتلكونها عاجزون عن حل مشكلة بسيطة مثل النفايات والأنقاض التي بدأت تتراكم بصورة مخيفة خصوصا منذ ان جرت الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات. ولا نعرف هل ستكون الوعود التي قطعها لنا المرشحون لتخليصنا من تلك ”القذارة“ مجرد حبر على ورق مثلما حدث مع الوعود التي أغدقت علينا بشأن الكهرباء وتوفيرها في هذا الصيف وفي الصيف المنصرم والمقبل أم انهم سينشئون للنفايات خطة عشرية للقضاء عليها! لعل الجيل المقبل يحظى بشوارع وساحات نظيفة.

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات