صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 08:32
المحور:
الادارة و الاقتصاد
منذ ان تمت الموافقة على ترخيص اول عقد نفطي عراقي نالته شركتان إحداهما صينية والأخرى بريطانية حاولت بعض المجموعات والأفراد وممن لا شأن مباشرا لهم بموضوع النفط واستخراجه إثارة العراقيل بوجه تنفيذ العقد والتهديد باللجوء الى إجراءات يقولون انهم سيلجأون اليها في حال اصرت الحكومة العراقية والشركتان المعنيتان على المباشرة بتنفيذ العقد.
ولا نعرف بالضبط لماذا سكت هؤلاء المعترضون حين كان النفط العراقي يسرق من الحقول الجنوبية ومنها حقل الرميلة المتعاقد عليه ويهرّب الى بلدان مجاورة بأسعار تفضيلية.
كما يحق لنا التساؤل لماذا صمت أولاء المعترضون صمت الأموات عندما كان يتم التهرب من نصب العدادات في تلك الحقول للسيطرة على كميات النفط المستخرجة ولماذا لم يبرز شعورهم الوطني آنذاك وها هو ذا يبرز فجأة في هذه المرحلة الحساسة التي تحاول فيها الحكومة العراقية إعادة الحياة الى صناعة النفط العراقية التي اوشكت على الموت السريري. ولعل ابرز مثال على ذلك هو عدم قدرة العراق على زيادة انتاجه النفطي بالرغم من ان منظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك استثنته من شروط الانتاج وسقفه.
ولنتصور كم سيدخل الى الخزينة العراقية من الاموال لو وصل الانتاج الى ستة ملايين برميل في اليوم وبالأسعار التي ارتفعت حتى وصلت الى 173 دولارا للبرميل في وقت سابق او حتى بالأسعار الحالية التي تتراوح بين 60 ـ 70 دولار.
يربط المراقبون لجوء هؤلاء الأشخاص والمجموعات الى التهديد بأجندات سياسية خاصة تحركها قوى إقليمية ودولية ومحلية والهدف منها عرقلة الإنتاج النفطي العراقي ومنع العراق من جباية أموال إضافية هو بأمس الحاجة إليها لرفد الاقتصاد وتحسين حياة الناس.
اما الحديث عن الصراع الأيدلوجي وكون الشركات الغربية تريد سرقة نفطنا فهو خطاب غير واقعي يراد منه إخفاء الأهداف الحقيقية من وراء منع تطوير إنتاج الثروة النفطية العراقية خصوصا إذا عرفنا ان الشركات ليست جميعها أوروبية او أميركية بل الكثير منها آسيوية ومن بلدان العالم الثالث.
نحن قطعا لا نحبذ اللجوء الى الشركات الأجنبية لو كانت لدينا القدرة على إنتاج النفط بالإمكانات العراقية الخالصة غير ان الواقع لا يشير الى ذلك وسنظل (نراوح) في مكاننا لو تمسكنا بمقولات ووقائع غير حقيقية وغير واقعية.
نحن الآن بأمس الحاجة الى تطوير منشآتنا النفطية المتخلفة وتحسين الانتاج وزيادته وجني الاموال لبناء العراق ومثلما ان رأس المال يجازف حتى وان كان ثمة مخاطرة ما فحري بنا ان نمتلك الجرأة لتفعيل منشآتنا النفطية وصناعاتنا باستقدام الخبرة الاجنبية حتى يستقيم عودنا ونمتلك القدرة على استخراج النفط بمفردنا وهو ما لن يتحقق في المستقبل المنظور.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟