|
الاسنيطان في القدس الشرقية: فجأة أصبح الكلام من الذهب
عادل بوحجير المغرب
الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:53
المحور:
القضية الفلسطينية
قالت النائبة إسرائيلية التي تنتمي لحزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال مقابلة مع وكالة أنباء رويترز الاثنين إن إسرائيل مستعدة للمخاطرة بخلاف طويل الأمد مع واشنطن بشأن طلب الولايات المتحدة وقف البناء في مستوطنات القدس الشرقية والمستوطنات الأخرى، وأكدت أبضا أن نتنياهو قد يواجه معارضة من داخل حزبه إذا تراجع ووافق حتى على تجميد جزئي في بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة. وقالت هوتوفيلي "هذا لن يكون مرضيا. لقد انتخبنا لنواصل البناء في يهودا والسامرة "أي الصفة الغربية" المحتلة وليس لنجمد البناء." وأضافت المحامية حسبما جاء في وسائل الإعلام"موقع رديوا سوى" والتي تبلغ من العمر 30 عاما فقط وتعد أصغر عضو في البرلمان الإسرائيلي " أي بلد في العالم ذلك الذي يقبل امتلاءات بشأن عاصمته، هذه ضربة حقيقية لقلب أي أمة." نبقى في "إسرائيل" لكن هذه المرة مع الحاخام الأكبر شلومو عمار في رسالة نشرتها صحيفة جيروسليم بوست الثلاثاء إن الولايات المتحدة تخالف تعاليم التوراة بمطالبتها إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وكتب الحاخام في رسالة موجهة إلى مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى إن "التوراة تطلب من الشعب اليهودي العيش في إسرائيل بينما تمارس الولايات المتحدة ضغوطا لمنع اليهود من أن يعيشوا ويبنوا منازلهم في أجزاء كبيرة من ارض إسرائيل" بحدودها التوراتية، ودعا الحاخام اليهود في الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذهم ليتمكن اليهود من الإقامة في كل مكان من إسرائيل بناء على تعاليم التوراة والهالاخا، التي تعتبر من التعاليم الدينية اليهودية المتشددة. ومن أمريكا الجنوبية وصف مسؤول برازيلي رفيع المستوى في تصريحات أوردتها هآرتس الثلاثاء، وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي سيقوم بزيارة رسمية للبرازيل بأنه فاشي، وقال فالتر بومار سكرتير العلاقات الدولية في حزب العمال الحاكم للصحيفة إن ليبرمان فاشي وعنصري، بحسب الصحيفة، وأضاف أن اليسار البرازيلي سينظم تظاهرات احتجاج ضده وضد السياسة التي يمثلها. العجيب في كل ما أوردناه أن الكل يقول شيئا ويدافع عن شيء ما باستثناء العرب فقد جبلوا على الانتظار لعل سماء الأمم المتحدة قد تمطر قرارات لصالح قضاياهم أو أن جولات جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأمريكي في المنطقة ستزف لهم خبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. صديق المسلمين الجديد باراك أوباما في وضع لا يحسد عليه مع حليفته الأزلية إسرائيل المدعومة بأقوى اللوبيات اليهودية الأمريكية حول موضوع الاستيطان في القدس الشرقية، فطلبه بتجميد الاستيطان من أجل استئناف محادثات السلام، والدعوى إلى تعليق مشروع بناء نحو 20 منزلا في القدس الشرقية أثار العديد من النقاشات الحادة في الكنيست الإسرائيلي. الرئيس الأمريكي بين نارين وليس هناك نوابا عرب مثل تسيبي هوتوفيلي أو وزير خارجية عربي كليبرلمان أو علماء دين مسلمين يمثلون جهات رسمية كالحاخام الإسرائيلي الأكبر شلومو عمار يمارسون نوعا من الضغط الدبلوماسي أو التحرش الكلامي أو نوع من الضجيج والصراخ النافع، فمن جهة عبر باراك أوباما عن نواياه الطيبة في خطابه المشهور بالقاهرة في فتح صفحات جديدة مع العالم الإسلامي، ومن جهة أخرى نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية هي بلد المؤسسات وبيروقراطية ماكس فيبر وأيضا اللوبيات والشركات العملاقة، وهذا يعني شيئا واحدا فقط أن ليس كل ما يتمناه الرئيس الأمريكي سيناله، ربما تتحقق رغباته وطموحاته في مستويات معينة لكن بالتأكيد لا ينجز منها الشيء الكثير فالفرد كما يعرف الأمريكيون أنفسهم لا يصنع تاريخ البشرية لوحده. على المستوى العربي وفي موضوع الاستيطان بالذات نجد الدولة الصغيرة قطر صاحبة الأدوار الكبيرة في ملف الأزمة بين الفرقاء اللبنانيين، وملف السودان، وأثناء الحرب على غزة غائبة تماما، أهو بداية اللارتهان لضغوطات دول الاعتدال الشقيقة الكبرى السعودية والدولة العربية العظمة مصر "طبعا بتعبير رئيس وزراء قطر في إحدى مقابلاته على قناة الجزيرة"، تابع الجميع الدور القطري المتميز في حل بعض مشاكل البيت العربي أو في أحسن الأحوال تقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة، وفي اعتقادي فقد لعبت دولة قطر هذا الدور بامتياز والنتائج التي شاهدنها في لبنان خير مثال على ذلك، لكن تأبى السياسة إلا أن تسخر من الإنسان العربي، وتأبى أنظمة دول الاعتدال أن تعتدل في ارتهانها لمطالب الخارج واستهانها بقدرة الشعوب العربية على المقاومة والممانعة لكل التحديات المطروحة والبرامج المعلبة الجاهزة لترسم مستقبل المنطقة العربية، فهل هناك مأساة أكير من أن يجد الإنسان العربي نفسه أمام أنظمة جامدة لا تقبل حتى الكلام في مواضع كانت حاجتنا فيها للكلام هي أقصى ما قد يطلب منا كعرب؟ وعوض ذلك سارعت بالقول إن السكوت من الذهب.
#عادل_بوحجير_المغرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
-
تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي
...
-
دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50%
...
-
تبادل إطلاق النار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك
-
اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يدين لائ
...
-
المقرر الأممي للحق في السكن: لم يتبق شيء يعود إليه النازحون
...
-
عفا عنه ترامب منذ أيام.. مقتل رجل برصاص الشرطة الأمريكية عقب
...
-
أبو الغيط: الموقف العربي لا يساوم في موضوع تهجير الفلسطينيين
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|