البحث عن السر (الحلقة الثانية )

سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:53
المحور: المجتمع المدني
    

البحث عن السر ...
في مدينتي ...قد حصل شيء!
كثيرات هنّ الأمنيات ، ولكن الألم اكبر عندما تنظر الى أمنية صغيرة وهي لم تزل تعيش الظلام ..
كنت أتمنى أن أرى في مدينتي ، وبعد سنوات من ضياع الحق ، داراً لممارسة العدالة وتطبيقها ، والذي أعنيه هو بناء مميز يتم فيه تقديس العدالة .
ولكن ما الذي يحصل في عقول من تصدوا لوضع لبنات مقومات الحياة في مدينة أو في بقعة جغرافية أو حتى في كل بلدي .
يبدو إنها تجربة بالنسبة لهم ، لا يهم إن كانت صحيحة، أم لا .
في زمن ما كان هنالك مكان ظاهر للعيان ، هذا المكان قد خصص وببراعة لممارسة إنتهاكات كل حقوق الإنسان ، منذ أول قدم توضع عند مدخله ... هذا المكان كان بناية (للأمن ) وهو لا أمان فيه مطلقاً .
حين تشاء الأقدار وهي تحاول أن تمحو أثر ما..فإن ذلك الأثر ينمحي ، وهو ما حصل فعلاً.. فعذابات ذلك المكان تلاشت
وبقيت أنقاض أحجار تشير الى ما كان ...لذلك كنت أتمنى أن يكون متحفاً وهو بالقرب من بناء دار العدالة البائس ، أو إشارة الى القضاة كي ينتبهوا لحقوق الإنسان الذي يزورهم في مكانهم .. ولكن ماالذي حصل !؟
بعد سنوات ، ومنذ أن إعتلى فرسان الديمقراطية كراسي القيادة ، لازالت بناية دار العدالة في مدينتي ..كما هي منذ أن عهدتها باردة كجثة قد صبغ لون الموت الأصفر جدرانها ... وتحول المكان الذي يذكرني بسرقة أحلامي سابقاً(بناية اللامن)
الى سجن جديد وكبير ومن عدة طوابق وفي وسط المدينة .
مدينتي التي كانت نائمة منذ زمن بعيد في أحضان الجنوب .. لازالت تبحث عن من يوقظها ، فبرغم كثرة والفنانين والعلماء والشعراء اللذين ولدوا من رحمها ، لا زالت تبحث عن أصوات يسمعوها لحناً مميزاً لكي يقتلعوا بناء السجن الخرافي الذي نما في وسط المدينة على بقايا رائحة دماء من عذبوا وقتلوا في دار الأمن ويأتوا بذلك البناء الخرافي كي يكون دار للعدالة ..رغم أن المسافات على الأرض لا تتعب بنّاؤه .
أتسائل أحياناً ، كيف يأتي الصوت وسط سكون الصمت الذي خيم من جديد ، لكي ينقذ أحلامــــنا التي بدأت تتخبر... وهل هذا الصوت من الأسرار.. إذن لازلت أبحث عن السر .

#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات