عماد الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:36
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اهمها .. الابتعاد عن الشعارات الدينيه فى حملاتها الدعائيه الانتخابيه.. التوجه لتشكيل تحالفات وطنيه لاطائفيه تضم تيارات واحزاب من مختلف الاديان والمذاهب .. اتباع سياسة الانفتاح على الاحزاب العلمانيه والقوميه .. والسؤال الذى يطرح نفسه هنا .. هل يمكن وصف هذه المفارقات الايجابيه بالصحوه ؟ وهناك مفارقه اخرى غريبه ايضا تستحق الذكر .. الاستقالات المتعاقبه فى قياداتها الحزبيه !
أما مفهوم الصحوه فى مقالى الجارى فهو ايجابى ويعنى الدقه فى تشخيص الاخطاء والسلبيات والسرعه فى تداركها واحتوائها والسيطره عليها .. ونقيضها الغفوه وتعنى المكابره والاستمرار فى الاخطاء لحين تفاقمها لتصبح السيطره عليها امرا مستحيلا .
اذن فالصحوه ضمن هذا المفهوم هى فن وذكاء سياسى لاعيب فيه وهى لاتقتصر على الاحزاب الاسلاميه فقط بل تمر بها البعض من الاحزاب العلمانيه ايضا .. حيث بدأت هى الاخرى تحيد عن بعض المفاهيم الوارده فى صلب عقائدها من اجل ضمان استمرار مسيرتها.
ولتجنب الفهم الخاطىء للغايه من المقال نقول .. لااحد يشك بنضال وتضحيات الاحزاب الدينيه فى التصدى للدكتاتوريه ودورها فى تقويضها واسقاطها من اجل انقاذ الشعب العراقى من الظلم والتسلط والطغيان .. ولكن عليها ان تفهم بان الاسلحة التى تستخدم فى مرحلة النضال تختلف عنها فى مرحلة البناء .
لقد اثبتت التجربه الديمقراطيه العراقيه بعد سقوط صدام بان االتخصص المذهبى للاحزاب الدينيه يضاف لها التشدد والتطرف الايديولوجى كانتا وبالا على شعب العراق وسببا لكل المآسى التى مروا بها خلال السنين القريبه الماضيه ولازالت اثارها باقيه لحد الآن .
لقد تمكن اعداء العراق الجديد شن حربهم على هذه التجربه بالاستفاده من الخلل الايديولوجى لهذه الاحزاب .. وفعلا تمكنوا من اختراقها واشعال نار الفتنه الطائفيه بين الجهله من العراقيين والتى كادت تأكل اخضر ويابس العراق لولا يقظة البعض من الساسه ورجال الدين فى فهم نوايا الاعداء واسراعهم فى سد الثغره التى نفذوا منها واعلان خطاب التصدى لها .
لقد مرت التجارب الانتخابيه فى كل العالم والتى اعقبت سقوط انظمة الطغاة هى الاخرى باخطاء وسلبيات وصراعات كثيره ولكنها لن تفشل وعلى العكس استفادت منها واستمرت بالتصحيح ولن تسمح لاعدائها بايقاف مسيرتها.
لذا نقول لقياديى الاحزاب الدينيه وخصوصا الذين ساروا فى طريق الانسلاخ من برامجها المتشدده المتطرفه .. انكم قدمتم الكثير للتجربه الديمقراطيه الجديده فى العراق ولااحد يستطيع نكران ذلك ولكن عليكم الاعتراف والقناعه بان احزابكم المتخصصه دينيا ومذهبيا لا تصلح لتسيير عجلة الدوله العراقيه .. وان ساسة اميركا لن يفكروا فى اسقاط صدام لكى تستلم التيارات الدينيه سلطة العراق .. هذه حقيقه لابد من اليقين بها.
وعليكم الاستفاده من تجارب الشعوب وهنا لااعتقد يخفى عليكم اسباب عداء قوى الغرب لايران وافغانستان اللذان لم يسببا اى مشكله لساسة وشعوب هذه البلدان سوى خوف العالم المتحضر من سياسة حكوماتها المتشدده والمتطرفه دينيا ونأمل انكم لا ترضون ان يكون مصير العراق نفس مصيرهما فلدينا مايكفينا من الجراح والالام .
واخيرا نقولها .. شكرا لصحوتكم ومرحبا بكم فى كل تيار او حزب او تحالف يضع الوطنيه منهاجا وواقعا لانقاذ شعب العراق.
#عماد_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟