فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:35
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تابع الشعب العراقي مؤخرا جلسة مثيرة لمجلس النواب مكرسة لاختيار مجموعة من السفراء الذين سيمثلون العراق في كل بلدان العالم ، وقد اثارت هذه الجلسة غضب واستنكار كل الذين تابعوها .. لسببين .. الاول ان اغلب المرشحين يمثلون حصص الكتل والاحزاب ولا يمثلون الكفاءة العلمية والدبلوماسية ، وقد لاقت هذه الجلسة استياء كل العراقيين لان الترشيحات جاءت خاصة بالمتحزبين كما كان يفعل صدام حسين .
وتاكد ذلك من خلال استعراض السادة سفراء المستقبل لانفسهم ولم نجد في سيرتهم الا انهم خدم للاحزاب وليس للشعب .. وانهم لايعرفون ابجدية العمل الدبلوماسيي ولاينطبق عليهم قانون وزارة الحارجية وهم لايصلحون لادارة مدرسة ابتدائية وليس سفارة لجمهورية العراق .
اما الوجه الاخر للمهزلة فهي طريقة الترشيح وتقييمات لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان حيث كانت لاتعبر عن المسؤلية بل عن الانحياز للكتل والاحزاب والمجاملات والعلاقات الشخصية ضاربة مصلحة العراق عرض الحائط ، وتكررت هذه المأساة في المناقشات العامة للبرلمان .. حيث سادت الفوضى وجرى التصويت بطريقة عبثية لاتعتمد على الدقة بل على الامزجة التي حسمت الصفقة ومنحت لقب سفير .. الذي لاتمنحه الدول الا لكبار الشخصيات المعروفة بعلميتها وقوة شخصيتها ونزاهتها وقدرتها على تمثيل البلاد .
لكن ماجرى يمثل كارثة وطنية هي امتداد للكارثة التي اختير بموجبها النواب والوزراء وهذا ما يثبت ان العراق مازال يراوح مكانه ... فهنيئا لشعب العراق هذه النخبة من (السفر طاس ) الذين سيمنحون امتيازات خرافية لايستحقونها ولم يكونوا يحلمون بها لولا هذه المحاصصة اللعينة .
وهذا الامر ليس بغريب فان هكذا احزاب لاينتج عنها الا مثل هذا البرلمان .. وهذا البرلمان ليس غريبا ان يصوت على هكذا سفراء وكان الله في عون العراق والعراقيين وقد ابتلاهم بهذا النوع من النواب والوزراء والسفراء ... وينطبق عليهم المثل الشعبي ( من هل المال حمل جمال ) .
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟