أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - أزمة مياه..أزمة وطن














المزيد.....

أزمة مياه..أزمة وطن


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الجملة الاولى من دستور العراق تقول " نَحْنُ أبناء وادِي الرافدينِ" وهذه الجملة تؤسس للذات الجمعية التي إستند إليها من كتب الدستور، كما إن الجملة تؤشر الى الرابط الاساس والاولي والبدئي الذي يجمع بين الذوات الفردية لمواطني البلاد وهو رابط الرافدين، وهما الحبلان العلنيان اللذان تكونت حولهما الحضارات في هذه البقعة المعذبة من الارض، والى هذين الرافدين نسب العالم أجمع وفي مراحل تاريخية متنوعة سكان وأرض العراق قبل أن يظهر إسم "العراق" في جغرافيا التداول والسياسة، وبقي العراقيون يحتفظون بنسبهم الى النهرين العظيمين دجلة والفرات، فهما أس الحياة هنا.
دجلة والفرات، والاصح ماؤهما هو الذي أدام الصلة بين مناطق العراق أكثر مما فعلت الحكومات وقبل أن تكون في العراق حكومة موحدة، وهذا الماء هو ما جمع المكونات المختلفة والمتناحرة أحيانا كما إنه كان سببا في بعض احتراباتها العشائرية، لكن الامر الجوهري هو إن العراق بلد أصله الماء، وإن لم يكن هو البلد الاصل للماء الذي يتدفق في شرايينه أو أنهاره.
العراق يواجه أزمة مياه شديدة وهي أزمة موجعة تهدد إقتصاده وأمنه ووحدته وإستقراره الاجتماعي، وهي أزمة نمت ببطء ثم بتسارع وهاهي تنفجر هذا العام فما يحصل عليه العراق من المياه عبر نهر الفرات تناقص الى 250 مترا مكعبا في الثانية وهو نصف الكمية التي يحتاجها العراق لزراعة نصف أراضيه، وهذا الامر يعني أولا إن العراق سيزيد من حجم الاستيرادات الغذائية في وقت هو بحاجة لموارده المالية لترميم الخراب المتنوع الذي يضرب بأطنابه في طول البلاد وعرضها، وشحة المياه تعني مزيدا من العواصف الترابية، لكن شحة المياه تعني أساسا إن العراق بلد ضعيف بشكل يمنعه من الحصول على مستحقاته، وتعني هذه الشحة إن العراق غير قادر على إلزام جيرانه بتنفيذ وعودهم فعلى ذمة أكثر من مسؤول وسياسي عراقي قدم جيران العراق "تركيا وإيران" وتحديدا تركيا وعودا بزيادة حصص العراق المائية، وتبارى مسؤولون زاروا أنقرة وإسطنبول بالقول إن تركيا ولـ"خاطر عيونهم" سترفع كمية الاطلاقات المائية وهو ما لم يحدث كما لم يشرح المسؤولون سبب تراجع سحر عيونهم عند الاخوة الاتراك.
لقد إحتفى المسؤولون العراقيون بنظرائهم الاتراك عندما زاروا بغداد، كما إن المسؤولين العراقيين لقوا ترحيبا وإحتفاء كبيرين في تركيا وفي الاتجاهين لم يحصل العراقيون على مرادهم المائي، كما تم التعامل مع أزمة المياه داخليا بتراخ شديد رغم تحذيرات المختصين وشكاوى الفلاحين وعواصف التراب وإنقطاعات مياه الشرب، وأثبتت المؤسسة السياسية العراقية قدرتها المبدعة على تجاهل أزمة خطيرة أخرى وتركها للتداول الاعلامي والجدل النيابي عبر الفضائيات، بينما يهدد التصحر مزيدا من أراضي العراق، ويتعرض الموسم الزراعي لخسائر فادحة ويفقد الفلاحون مصادر عيشهم وتفقد الاهوار طيورها واسماكها وقصبها..إنه الجفاف الذي يضرب ولا ينتظر المناوشات السياسية..والجفاف بلغة أهل الزرع والضرع موت..وبلغة أهل التمدن خراب..وبلغة العقلاء كارثة..وبلغة الساسة كارثة أخرى ستمر أو تمكث وفي كل الاحوال تنسى في زحمة الضجيج والازمات والخطابات.
فهل أتى حين من الدهر والعراق يعطش؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد الحكومة على التدخلات الخارجية
- حلول بسيطة ونوايا معقدة
- تجاهل الخطر
- الانسحاب.. تأويلات متطرفة
- حرائق بايدن
- المهمة تذهب في إتجاه مختلف
- مخاطر الجمود السياسي
- تكليف بايدن
- عذر التسييس
- تحذيرات..توقعات..لاجدوى
- حكومة قوية..دولة قوية
- مناطق ساخنة ومنسية
- الاستفتاء..تأجيل أم إلغاء؟
- الوساطة الامريكية في العراق
- مرحلة الصفاء المؤقت
- نهاية مأساوية
- لائحة ضخمة
- مطالبة متأخرة
- التحالفات القادمة..بناء أم ترميم؟
- إستجوابات في الوقت الضائع


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - أزمة مياه..أزمة وطن