عبد الرحمن دارا سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 11:05
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
حين يتعلق الأمر بالأكراد واستحقاقاتهم الدستورية وحقوقهم المنصوص عليها قانونيا ، لا تلبث العديد من الجهات الحكومية والجماعات السياسية والأقلام الجاهزة ، إلا أن تبدي اعتراضاتها المستمرة ومن منطلقات لا تفتقد للحجة والبرهان والذريعة السياسية فحسب، وإنما تنقصها الصراحة والإفصاح للتعبير عن المكنون الحقيقي للاعتراض .
هكذا تؤجل في لحظة سياسية واحدة ، جميع الخلافات الضاربة طولا وعمقا فيما بينها ، وتبرز على سطح الأحداث فجأة ، وحدة وهمية لا معنى ولا مغزى لها سوى الحنين الغامض والمفقود إلى الوحدة بوجه " الطامعين " .
بداية ، أن تلك الحقوق ليست منحة ولا هبة من أي كائن من كان ، فقد انتزعها الشعب الكردي بالنضال والصبر والعذاب والهجرات طيلة عقود أطول من أعمار المعترضين وقبل أن يعرفوا معنى المعارضة والمقاومة ومقارعة الاستبداد والطغيان ، حين كانت سهول وجبال كردستان الشامخة ، تسقى بدماء أبناءها جيلا بعد جيل .
ثم أن الأكراد، يتطلعون مثلهم مثل العرب وباقي القوميات الأخرى، إلى الحد الأدنى من حالة الإجماع السياسي المفتقدة في البلاد، حول الملفات الأخرى والقضايا الوطنية العالقة، منذ ست سنوات، ولا زالت موضع خلاف وتأجيل دائمين.
دعونا نفهم إذن، إن كنا نتعامل مع الأكراد بمنطق: أنا لا أفعل شيئا مفيدا، ولن أجعلك أن تفعل شيئا مفيدا، فهو منطق أخرق ولا مكان له في عالم السياسة.
وان كنا نطالبهم أن يكونوا عراقيين في الواجبات ومجرد أكراد في الحقوق حين يتعلق الأمر بتفعيل المادة 140 من الدستور، على سبيل المثال لا الحصر ، فأقل ما يمكن أن يقال عندئذ ، أن الشوفينية لم تزل متأصلة في تلك الأوساط السياسية، ويبدو أن الحروب والمآسي والنكبات التي مرت بنا جميعا ، لم تنزع عن النفوس رواسب وثقافة الماضي عند الكثيرين .
وكما يحق للكثيرين ومن منطلقات وطنية صادقة وحريصة ، إن تتم مراجعة بعض المواقف والتصريحات المغالية من طرف المسئولين الأكراد هنا أو هناك ، والتحلي بروح المسؤولية الوطنية العليا والمزيد من الصبر ، يحق بنفس الوقت للأكراد أن يعرفوا حقيقة التسويف والتأجيل اللامبرر لمستحقاتهم القانونية والدستورية .
#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟