|
اين مصالح الطبقة الكادحة في ظل ما يجري على الساحة العراقية ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 11:06
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الجميع منعكفون في العمل على كيفية تامين و ضمان بقاء ثقلهم و مواقعهم بعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة بعد ظهور علامات التغيير البائنة في الافق و ما يقع من انبثاق خارطة سياسية جديدة استنادا على جرس الانذار الذي دُق من خلال الانتخابات لمجالس المحافظات ، و يصرون على ايجاد ما يمكنهم من تحقيق اهدافهم باي ثمن كان و من خلال التنسيقات و التحالفات و الائتلافات و الدخول الى الانتخابات بقوة ، و هم مصرون على اجتماعاتهم و لقائاتهم المبكرة و يهتمون بعامل الوقت و في هذا الجو المشحون من الصراعات و القضايا الشائكة و في ظل الخوف من تغيير المعادلات و نوعية الصراع و التنافس و مجاراة الزمن و الوقت القصير المتبقي نسبة الى صعوبة التفاهمات الممكن الوصول اليها بعد الاخذ بنظر الاعتبار الخلافات و المصالحالمتنوعة و ماهم عليه من الصراعات المتعددة الاوجه ، و ما ساروا عليه و ما لمسوه من نتائج لما خمنوا و توقعوا و حصلوا على ما فرزه الواقع بعد الانتخابات الماضية . و بعد التغييرات الحاصلة على ارض الواقع بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن و ثقل كفة البعض على الاخر، و اختلاف الاوضاع السياسية و عدم ثبوتها و تغيرها بين حين واخر و اختلال في الامن و الاستقرار المتفاوت والذي لم يثبت لحد اليوم و بشكل نهائي و كما نرى ما يجري يوميا ، و نشاهد اعادة الكرًة في التدخلات الخارجية في شؤون العراق الداخلية و من خلال تغير المعادلات في الوضع السياسي الداخلي العام للبلدان و علاقاته مع العراق ، و بعد التغييرات في الظروف الاقليمية بعد انتخابات لبنان و المظاهرات و الاعتراضات اليومية في طهران و ما يجري بعد ادامته منذ الانتخابات الايرانية من عدم الاستقرار و الاهتزاز الكبيرفي كيان الحكومة الاسلامية و لاول مرة بهذا الحجم و منذ الثورة الايرانية و ما يمكن ان تؤول اليه الحال ، و كيفية تعامل امريكا مع المنطقة و دور كل دولة و الذي يختلف عما سبقها من الحكومية الجمهورية . في خضم كل تلك العوامل المتداخلة العالمية والاقليمية و الداخلية ، و ما تعمل عليه الدول المجاورة للتنفيس من مشاكلها الداخلية من خلال تدخلها في الشان العراقي الداخلي ، و التنافس الشديد لجميع الدول و الاقطاب او اصحاب المصالح المشتركة و تاثيراتهم على السياسة الداخلية العراقية و استمرارها على هذه الحال منذ سقوط الدكتاتورية في العراق ، يدلنا على ان المؤثرات الخارجية اكثر تفاعلا مع التحالفات و التنسيقات التي يمكن ان تجري في هذه المرحلة . من الملاحظ ان الحماس الحزبي و العقيدي و الفكري الذي كان مسيطرا على العمل السياسي العام و ميول مكونات الشعب التي كانت منقسمة بين التعاطف المذهبي و العرقي قد خفف من وطئته و جرت عليه تغييرات واضحة و كبيرة ، و لم تتجسد المعادلة النهائية لحد اليوم فيما بين العقائد السائدة و الاستيرادات و ما يفرضه الواقع و التاريخ العراقي و ما يتسم به من الاخلاقيات و الصفات،الا ان تاريخ العراق و ما مرً به ،يمكن ان نقول قد جرف بعض الشواذ من الفكر و الاعتقاد و العمل السياسي غير الواقعي و التغيرات التي طرات على حاله و حولها نحو ضفاف ما هو كامن في الوضع السياسي بشكل عام ،و يمكن ان نقول انه قد تهمش من جراء المسيرة الصحيحة للحياة السياسية و ان كانت متاثرة هنا و هناك ، و عادت بعض من المياه الى مجاريها الطبيعية في الوضع الاجتماعي الاقتصادي الثقافي بعد التقلبات في الاوضاع السياسية و التغيرات التي سحبتها معها من اختلافات في ميزان القوى و و ظهور النتائج و ثمار المؤثرات الداخلية و الخارجية المقوٍمة و من خلال ديمومة الاهتمام المتعدد الاوجه من الجهات المختلفة بالوضع العراقي وبالاخص من المخلصين و ان كانوا قليلين في هذا الوقت ، و تجاوزت القوى بعضها للبعض من حيث التدرج و التسلسل و الثقل و الانكفاء و تراجعت الاخرى مع اختفاء من لم يتمكن من مقاومة الوضع و الظروف الصعبة .و كما هو المعلوم ان اللاعبين الاساسيين و لحد اليوم هم الاحزاب و التيارات المتنفذة و المدعومة هنا و هناك داخليا و خارجيا و بشكل واضح و مكشوف . لم يبق للشعب العراقي و مكوناته المختلفة الا القليل لوضع الحدود لكل ما يجري على الساحة ، غير ان المرحلة المقبلة ستفرض على ابناء الشعب و يجبره على بيان ارائه و توضيح امره و بيان موقفه بحرية تجاه الامور العامة . اذا ما اهملنا العوامل العديدة الحاسمة في المعادلات السياسية و القينا نظرة فاحصة على ما يخص مكونات الشعب المتعددة من حيث موقع كل فئة او شريحة او طبقة حصريا ، سنرى اختلاط الامور و التداخل المتعدد الجوانب في صفات العديد منها و المتقاربة من بعضها بالاخص ، غير ان انعدام المؤسساتية و العدالة الاجتماعية بنسبة مقبولة و مقنعة وعدم وجود المساواة المنشود في ظل هامش من الحرية يدعنا ان نبين بشكل صريح بان الطبقة الكادحة هي الاكثر مغدورية و مظلومية في ظل جميع المراحل المتعاقبة القديمو القريبة ، و هي التي توسعت في مساحتها و انضمت اليها شرائح و مجموعات في ظل توسع الفجوات الكبيرة بين الفقر و الغنى . و ما يمر به العراق اليوم مقارنة مع ما هو عليه من الوعي العام و المستوى الثقافي العام لم يدعنا ان نتفائل لمصير هذه الطبقة المهضومة و على الاقل في المرحلة القريبة المقبلة ، لما نرى من القوى السياسية المسيطرة و التيارات المختلفة و اهدافها و شعاراتها و عقائدها و مؤثراتها و اثقالها و كيفية عمل كل منها . و الملاحظ الاكثر بيانا ان الطبقة هذه لم تنبثق منها لحد اليوم من يمثلها بحق و بشكل فعلي غير من يعتبر نفسه ذلك و لم يثبت ذلك على ارض الواقع ، بحيث يمكن ان يستمد القوة و العزيمة منها للدفاع عن مصالحها و اهدافها و شعاراتها الواقعية دون غيرها ، بل القوى تتسم بالمزايا المثالية الدينية و المذهبية التي لا يمكنها ان تهتم بهذه الطبقة اكثر من غيرها . و من خلال التداولات العديدة لتاسيس الائتلافات و التحالفات لم يطفو الى السطح من يكون همه الرئيسي المصالح العامة لهذه الطبقة و نابعة من رحمها ، و الذي يجب ان ينبثق من خضم الصراعات الجارية بين القوى و من ضمنها هذه الطبقة في هذه المرحلة ليكون خير من يمثلها في السراء و الضراء ، و كل التحركات تشير الى المشاورات بين القوى الفئوية و الدينية و المذهبية و العرقية في هذه المرحلة لضمان ما بعد الانتخابات المقبلة ، و ما ستنتج و تثمر منها بعيد عن امال هذه الطبقة الواسعة غير المنتظمة بشكل واقعي لحد اليوم . لذا لا يمكن التعويل على القوى الحالية الموجودة لنستبشر بما يمكن ان يضمه البرلمان العراقي المقبل ، و ان تغير بعض الشيء سيكون نسبيا الى حد سنحتاج الى اصلاحات متتالية لتنتج التغييرالمتكامل في اخر المطاف و من خلال الدورات البرلمانية المستقبلية ، و هذا ما يحتاج الى استراتيجيات و تعاون القوى و النخبة المنتشرة الهشة التكوين ،و العمل الدؤوب يفرض نفسه على المخلصين من اجل رفع مستوى الوعي و الثقافة العامة لينعكس لصالح الطبقة الكادحة بشكل مباشر .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يصح رفض ما هو المنجزمن اجل اهداف سياسية بحتة ؟
-
الديموقراطية الحقيقية دواء لعلل الشرق الاوسط
-
المصالحة العامة من ضرورات العصر في المنطقة باجمعها
-
المعارضة المتشائمة و قصر نظرها تجاه المنجزات و الاحداث و الم
...
-
ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا
-
هل حصل الاصلاح لكي يتم التغيير في اقليم كوردستان ؟
-
هل يحق لاقليم كوردستان اقرار دستوره الخاص بحريٌة
-
ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر
-
التغيير في المجتمع و ليس الحزب فقط
-
وسائل الاعلام و المثقف و الكيانات السياسية في عملية الترويج
...
-
الاحداث تكشف الخفايا احيانا
-
دور المثقف في حملات الترويج الانتخابية
-
هل تستغل امريكا الثغرات في اقليم كوردستان ؟
-
علاقة التغيير مع الحرية و العدالة الاجتماعية
-
كيف يكون البرلمان القادم في كوردستان
-
المثقف بين التفاؤل و التشكيك
-
المشكلة اكبر مما بين المحافظين و المعتدلين في ايران
-
الاستناد على العقلانية في التحالفات السياسية
-
موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني
-
دور حرية الفرد في تطبيق مفهوم الديموقراطية
المزيد.....
-
رغم الحذر السائد قبيل قرار ترامب مؤشر أسهم أوروبا يقفز لمستو
...
-
قراءة الإعلام المصري لصورة السيسي في -جيروزاليم بوست- الإسرا
...
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 119 مقذوفا في غضون 24 ساعة
...
-
وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السعودي يناقشان مستقبل غزة وال
...
-
فوتشيتش يصف الاحتجاجات في صربيا بأنها محاولة لتدمير البلاد م
...
-
أنباء أولية عن سقوط قتلى في تحطم طائرة في فيلادلفيا الأمريكي
...
-
إعلام أوكراني: سماع دوي انفجارات في كييف ومقاطعتها
-
المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلح
...
-
تاكر كارلسون: زيلينسكي باع أوكرانيا وتحول إلى خادم للغرب
-
-إم 23- تواصل زحفها شرق الكونغو الديمقراطية
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|