رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:34
المحور:
حقوق الانسان
في البداية نحن ندين قتل أي إنسان لم يكن له سبب في إيذاء الآخرين، وللأسف إن من يقتل من الأبرياء في أي مكان من العالم على أيدي متطرفين يعكر صفو العلاقات بين الدول ولو لفترة من الوقت، بسبب المتطرفين في جميع الأديان، ولو أن أنظمة الدول انجرفت وراء أفكار هؤلاء المتطرفين لما توقفت الحروب يوماً واحداً في العالم، فما حدث مؤخراً حين قام أحد الألمان المتطرفين بقتل السيدة مروى الشربيني مصرية الجنسية، وقد تناول الإعلام المرئي وغير المرئي ومعظم صحف العالم هذا الحدث المؤسف، نرجو أن لا يتكرر في أي مكان من العالم، وأثير على هذا الحدث بعض المظاهرات في بعض الدول العربية، وخاصة الدول التي يوجد بها عمالة من المصريين، وهم مشكورين على ذلك.
ولكن ألا يرى معي الذين تظاهروا بهذه الدول بعد مقتل مروة الشربيني أنهم يكيلون بمكيالين حتى في الدفاع عن الموتى، فلماذا لا يتظاهر هؤلاء حين يقتل أي مصري بسبب ملاحقة جهات العمل للمصريين، ولماذا لم يكشف عن موتهم في هذه الدول، وما هو السبب أو الدافع لقتل البعض من المصريين الذين أجبرتهم الظروف على أن يهاجروا إلى خارج مصر بحثاً عن لقمة عيش عند أشقاءهم العرب أهل الشهامة والكرم كما يقولون.
وكل التجاوزات تحدث للمصريين في هذه الدول دائماً تنسب إلى قانون العمل والعمال، حتى يعتم عليها كما يشاؤون، وكأن قانون العمل في دول الإسلام والمسلمين كما يقولون من ضمن رسالة الإسلام، وإن السفارات المصرية في هذه الدول ليست لها أية صفة تذكر، لكي تبحث عن حق أي مصري متضرر أو يقع عليه ضرر، ثم لماذا لا تفرض الحكومة المصرية قيود على من يأتي من أبناء هذه الدول إلى مصر حتى لو كان هدف الزيارة لمصر هو التعليم، أن يفرض عليه عقد عمل ونظام الكفيل، ويطبق ذلك أيضاً على أي فرد من هذه الدول حتى لو كان سائح، لكي تكون المعاملة بالمثل مع الأشقاء، حتى نعزز من كرامة المصريين التي تنتهك منذ عصر الانفتاح الأسود لتاريخ مصر ونسي هؤلاء العرب الذين كانوا يصطفون في الشوارع ويتسابقون على رؤية أي مصري يأتي إلى هذه الدول، ذلك في الماضي، أما الحاضر أصبح أرخص وأتفه شيء المصري في الدول العربية.
وباعتقادي ومن وجهة نظري حين يحقر أي مواطن خارج بلده، يعد تحقير واستهزاء وإذلال لكل مسئول قبل الأفراد، أي حين يهان مصري في دولة أخرى هذا يعني إهانة كل من له علاقة بالحكم في مصر، مصر التي كانت لا يدخلها الأنبياء إلا بترقب وحذر، أصبحت في هذا العصر وكالة بدون بواب.
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟