العراق والطاقة الذرية وطريقة انشائها والتلوث الاشعاعي وتعرضها للنهب والسرقة واخيرا اكذوبة اليورانيوم المنضب - الحلقة - 3 - الاخيرة

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 10:09
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

استكمالا للحلقة الاولى والثانية سنستمر نتكلم في هذه الحلقة الاخيرة من نفس الموضوع حول الجدل الذي اثير حول الطاقة الذرية العراقية , والتي كانت في اعتقادي السبب الاول ومن اهم الاسباب والعوامل للحرب او الحروب التي شنت على العراق والنظام الدكتاتوري السابق , وان كان ذلك غير مباشر مما قيل عن اسباب عديدة اخرى .

قبل كل شئ لابد ان نقول لكل من سوف يفكر مستقبلا بانشاء بنايات للطاقة الذرية والمفاعلات ومختبراتها ومخازنها في العراق ! كيف تقام مفاعلات هذه وكل ما قلناه قبل قليل في وسط العاصمة بغداد وفي مناطق سكنية ماهولة بناسها وحيواناتها واراضي زراعية , كما انشا ذلك المفاعل الروسي الذي كان بقدرة 2 ميكا واط وبعد ذلك تم تطويره الى 5 ميكاواط ! تم انشاء وفي نفس المنطقة ايضا مفاعل بقدرة 40 ميكا واط وغيرها من المشاريع الاشعاعية الخطيرة الاخرى كالمشروع الايطالي والبرازيلي وبالقرب وعلى مسافة لا تبعد عشرات الامتار من معسكر الرشيد العسكري في بغداد ! اليس هذا يدل على الغباء وعدم الاكتراث بقيمة الانسان العراقي وحياته اذا ما تعرض هذا الموقع الى القصف او الدمار او خطا بشري او ارهابي ! كما تعرضت لها العديد من المفاعلات في العالم الى تلك الحوادث .

الرد على هذا الخطا الكبير والفادح كان : ان هذا المفاعل للاستخدامات السلمية منذ انشائه كاول مفاعل عام 1968 , ولكن ماذا لو تم ضرب المفاعل بالصواريخ او الطائرات او المدفعية او انفجر بسبب حادث ما ! الم يحصل تسرب اشعاعي ومخاطر بيئية نتيجة حرائق في المواد الكيمياوية او البايولوجية وتلوث المنطقة بغازات سامة في مخازنها ومستودعاتها ? .

بالرغم من كل هذه المخاطر المتوقعة في كل لحظة ودقيقة من هذه المواقع قاموا جلاوزة النظام ايضا بنصب مفاعلات كبيرة نووية . لو فرضنا ان اسرائيل قصفت المفاعل بوجود الوقود النووي داخل المفاعل ! او احد صواريخ ايران الغير موجهة سقطت عليه ! او حدث انفجار فيه بسبب خطا بشري ! ما ذا سوف تكون النتيجة والكارثة التي سوف تحل بالعاصمة بغداد والمناطق القريبة خاصة من المواقع التي نعتبرها قنابل ذرية موقوتة وجاهزة للانفجار في اي ثانية .

اذن هكذا راينا وشاهدنا حتى قبل حصول الاسوا ما تعرضت اليه تلك المواقع في منطقة التويثة - بغداد وما حولها من تلوث خطير ينذر بالكارثة الانسانية ومن خلال تلوث اشعاعي وغيره الذي حدث بسبب تعرض البنايات والمنشات والمفاعلات والمختبرات ومخازنها للسرقة والنهب من قبل المواطن العراقي نفسه الذي كان غائبا وجاهلا بتلك المخاطر بسبب تعتيم النظام عما يقوم به وعدم نشر الوعي العلمي والوقاية من مخاطر التلوث الاشعاعي والاقتراب من المواد والاماكن .

النظام الاستبدادي الفاشي النازي كان يعتبر هذه المعلومات وغيرها من اسرار الدولة العسكرية ويجب عدم الاباحة بها وان يعرف ويتعلم الانسان العراقي عليها ومخاطرها , ولهذا كان ممنوعا نشر اي معلومة حول تلك الاماكن والمختبرات والمفاعلات ويعاقب كل من ادلى ولو بمعلومة صغيرة وان كانت علمية ! .

من اهم المسروقات واخطرها كانت من اليورانيوم المستخلص اي الكعكة الصفراء التي كانت مخزونة بطرق بدائية في براميل ! وهذا جهل وغباء اعمى من قبل من قاموا بهذا العمل السئ , وهناك ايضا اكاسيد اليورانيوم المستخرجة من الخامات التي تقدر بعشرات الاطنان وموزعة في عدة مناطق من العراق لاخفائها .

سراق وحرامية البراميل سكبوا المادة الاشعاعية السامة والخطيرة في الانهر والمجاري والبساتين وغيرها , واستعملت البراميل لخزن المياه للشرب والغسيل وللحيونات , وبعض الحاويات استخدمت لنقل الحليب وتوزيعه وما الى ذلك من الاستعمالات الاخرى .

العديد من مناطق بغداد والعراق اصبحت ملوثة اشعاعيا وبكميات عالية جدا اكثر من الحدود المسموح بها علميا اي اكثر احيانا من 700 مرة .
هذه المسؤولية الخطيرة والكارثة والجريمة تتحملها المعارضة العراقية التي خططت مع الامريكان دخول العراق وازاحة النظام المقبور دون دراسات ووضع خطط للمحافظة على المواقع والمنشات العسكرية ومخازن العتاد والسلاح والمختبرات وعن الدوائر والوزارات والمؤسسات ومن اهمها الطاقة الذرية ومفاعلاتها ومخازنها . . . !!! .

هذا يدل على جهل من قبل البعض ما كان موجودا في العراق على الاقل ! او نقولها وبكل صراحة / انها كانت متعمدة ومقصودة بطلب من اسيادهم انظمة دول الجوار ومخابراتها .
لابد من فتح تحقيقات بذلك ومحاسبة كل من دخل العراق دون ان يحسب مخاطر ما حصل وحدث من الجرائم والسرقات والنهب والتلوث والامراض العديدة .
كما نطلب تشكيل لجنة وهيئة قضائية مستقلة لسحب اولئك الذين تسببوا لتلك المخاطر وخاصة ما تعرضت اليه الطاقة الذرية العراقية , وهروب انواع اخرى من البكتريا والحشرات ومن اخطرها / الدودة الحلزونية / وهي الاكثر خطورة على المواشي والحيوانات وحدوث كوارث بسببها مستقبلا . اضافة الى توقعنا بحدوث ولادات غير طبيعية وسرطانات وامراض غريبة في كافة مدن العراق .

هناك من يقول ويضع اللوم بسب الحروب وتعرض الارض العراقية الى قذائف / اليورانيوم المنضب / ! وهذا غير صحيح ومعلومات خاطئة تدل على ان جهل اصحابها او محاولات الاصطياد بالمياه العكرة .

نحن نعرف جيدا ان هذه الحالات لا تسبب اي تلوث يذكر اي الاهداف المضروبة بقذائف اليورانيوم المنضب ! لانها بمجرد رفع الهدف المضروب ان كانت دبابة على سبيل المثال ينتهي كل شئ واي تلوث .
وهذه ليست الا اكذوبة يمارسها البعض لغايات نعرفها وليس لنا المجال الان للتطرق والخوض فيها .

طالبنا سابقا ونطلب الان من الحكومة العراقية مرة اخرى الايعاز والقيام بوضع لجان مختصة للتنسيق مع دول العالم وان تكون دولية لاجراء المسح الشعاعي واجراء فحوصات للمواطنين الذين تعرضوا لتلك المخاطر .
ما نراه اليوم من المصابين بالسرطانات والامراض في البصرة وغيرها من المدن العراقية هي بسبب ما حدث وما قلناه في هذا الموضوع وليس بسبب اليورانيوم المنضب ! لان تلك المواد الخطيرة انتقلت بواسطة المياه والمزروعات والحيوانات والهواء الى اغلب مناطق العراق وخاصة في مصبات المياه ! ناهيك عن مخلفات وفضلات التي كانت تقذف وترمى لعشرات الاعوام في الانهر من المصانع وفضلات الطاقة الذرية .

اخيرا لابد من اعادة النظر بمشاريع الطاقة الذرية واعادة سمعتها وهيبتها لكي تكون دائما في خدمة تقدم العراق وازدهاره علميا وتكنولوجيا واستعمالها سلميا كاحدى مصادر الطاقة المهمه النظيفة المتجدده واستعمالها في العلوم الاخرى في الطب والزراعة والصناعة . . .الخ .

#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات