في سوق اللحوم في تل ابيب ومركز البلاد، وبعد سنوات طويلة من انعتاق السود من عالم العبودية وخروجهم الي الحرية، ما زالت هناك قوانين واضحة لشراء المرأة: المرأة الشابة، الجميلة، ذات سعر أعلي. أما المرأة الشابة ولكن غير الجميلة فذات سعر أقل. اذا كنت تريد شابة وجميلة ولكنك لا تملك ما يكفي من الاموال النقدية فلا بأس عليك. التجار يعرفون كيف يبدون الاهتمام بوضعك: السعر الأدني للشابة الجميلة هو عشرة آلاف دولار، ولكن هناك خصميات دائما يقول رامو، الخبير في هذا المجال والذي استطاع ان يوقع 18 مخالفا للقانون في هذا الاسبوع في احدي القضايا الصعبة التي تبعث علي الصدمة في ميدان تجارة النساء في اسرائيل. الثمن الأقصي للشابة غير الجميلة هو 4000 دولار. ولكن لا حاجة للقلق فلا يوجد طلب كثير علي غير الجميلات، ولذلك يمكنك ان تدفع ثمنا أقل قليلا في نهاية الشهر .
وماذا بالنسبة للشابة الجميلة عندنا؟ يقول رامو متحمسا المرأة التي تملك ثديين متوسطي الحجم وغير السمينة والتي لا توجد علي وجهها أو علي مؤخرتها آثار جروح، من الطبيعي ان تكون هناك حاجة لتفحصها عن قرب حتي لا تخدعنا، وفي نهاية المطاف يكون السعر متوافقا مع درجة الجمال. في العادة تأتي هذه المرأة للعمل لمدة سنة، في الشهر الاول تعمل بالمجان من دون راتب حتي تعيد لنا نفقات السفر، وبعد شهر تحصل من الرئيس علي راتبها الأول .
هذه المرأة تعمل 16 ساعة يوميا، من السادسة مساء وحتي العاشرة صباحا حيث تستقبل 20 زبونا في اليوم، وهذا يعني 140 في الاسبوع بما في ذلك أيام السبت ليصل المجموع الي 560 مضروبة في 10 ـ 100 شيكل للزبون الواحد في الشهر بما في ذلك أيام الأعياد. هذا شريطة ان تكون جميلة جدا ويأتيها زبائن كثيرون. راتبها الشهري هو ألف دولار اذا كان رب العمل انسانا، واذا لم تتصرف بشكل جيد فانه يقوم بتخفيض جزء من راتبها. وأحيانا تحصل الجميلات علي غرامة، فيحصلن علي 200 دولار في نهاية الشهر. في العادة تغلق غير الجميلة فمها وتتحمل، أما الجميلات فهن مشاكسات .
كنت أشتري الفتيات مباشرة
من المستورد بالجملة
في مطلع الاسبوع نجحت الشرطة بالايقاع بـ 18 مخالفا رئيسيا في مجال تجارة النساء وجباية الخاوة منهن، المحققون في هذه القضية صدموا وهم يكشفون النقاب عن شبكة سمينة واسعة النطاق وتحتوي علي كل شيء الا الرحمة والشفقة: رجال اتصال في روسيا ومولدافيا وبدو من مصر يقومون بنقل الفتيات مشيا علي الأقدام لساعات طويلة ومتعبة في اليوم، حفلات اغتصاب ماجنة وسادية في الليل، قوادون فقدوا مشاعرهم الانسانية يقومون بتفحص الفتيات وكأنهن بقرات في السوق أو جياد في المراعي. أرباب عمل يملكون دور البغاء التي تدخل النساء البائسات الي اطار صعب وشديد لاجبارهن علي العمل في البغاء في ظروف لاانسانية من الفجر حتي غروب الشمس.
هذه سوق تقشعر لها الأبدان وتتاجر باللحم البشري الحي. المال الكثير الذي يجنيه من يعملون بها والسهولة التي يحصلون بها علي الكسب تبعث علي الجزع. لذلك يسعي التجار لاخفاء آثارهم وتهديد الوشاة والتنكيل بالنساء الموجودات تحت مظلتهم. ورغم ذلك كله نجح رامو في الايقاع بعدة تجار كبار من الحيتان في هذا المجال في اطار عملية معقدة وسرية تواصلت ثلاثة اشهر وكلفت الشرطة مئة ألف دولار.
عميل سري اسمه رامو، 38 سنة، قام بشراء ثلاث نساء من التجار ووثق من خلال كاميرا فيديو خفية عملية الشراء والدفع التي تمت في اطار الصفقة. ورغم ان رامو عمل بتكليف من الشرطة الا انه ليس بالرجل الصالح البسيط، فهو سجين جنائي اتفقت معه النيابة العامة علي ان يعمل كعميل للشرطة مقابل أجر ملائم. في السابق كان صاحب دار بغاء مزدهرة الي ان نهض ذات صباح واكتشف ان هناك ربا في السماء (ومجرمين كبارا يهددونه ويبتزونه) فقرر ان يتوب توبة نصوحا.
رامو يقول انه كان يملك دار بغاء كبيرة في نتانيا، حيث كان يشتري الفتيات من المستورد مباشرة وبالجملة. وهذا مكنه من الدخول الي سوق تجارة النساء واقامة علاقات مع التجار، الا انه لم يتحمل القسوة التي تعامل بها الفتيات والطريقة التي يجري استغلالهن بها، كما انه أصبح يواجه ضغوطا كبيرة من التجار الكبار الذين يريدون ابتزازه وأخذ الخاوة منه، فتوجه الي الشرطة وعرض عليها مساعدته.
بعد عقد الصفقة مع الشرطة أخذ رامو يجري اتصالاته مع تجار النساء قائلا لهم انه يريد شراء فتيات لدار البغاء التي يملكها. مشاهدة الصور التي التقطها رامو سرا وهو يقوم بعملية الشراء والبيع قاسية وصعبة ولا يمكن وصفها. ومع ذلك، ما سيتم وصفه من خلال هذه المقالة هو صورة مخففة عن الامور الحقيقية التي جرت علي ارض الواقع.
(أ) شابة تبلغ من العمر 19 عاما من مولدافيا جاءت لاسرائيل من اجل الالتقاء بصديق والعمل معه في مجال رعاية المسنين حسب قولها، بينما تقول الفتيات الأخريات اللواتي جئن معها انهن عرفن سلفا أنهن سيعملن في مجال البغاء.
من البداية يأخذون الأوراق وجوازات السفر ويرسلونهن عن طريق مصر الي اسرائيل يقول رامو البدو يقومون بادخالهن الي البلاد عن طريق الحدود حيث يمشين سيرا علي الأقدام ثلاثة ايام وفي الليل يقومون باغتصابهن مرة تلو الاخري واحيانا يغتصبونهن بشكل جماعي. وفي الصباح يواصلن السير وكأن شيئا لم يحدث. ولذلك ما ان يصلن الي اسرائيل يكن في حالة صدمة وذهول ويتوسلن ان نأخذهن من البدو، ونقوم نحن في هذه الحالة بانقاذهن من البدو ونرسلهن الي دار البغاء مباشرة .
احدي الفتيات تصف كيف أخذها ثلاثة شبان حيث سلموها لاثنين آخرين دون ان تدري ماذا يحدث معها والي أين يقتادونها. وما ان وصلت الي شقة في بات يام حتي قالوا لها ان عليها ان تعمل في الجنس مع الزبائن. بدأت في البغاء وقالت لهم أريد العودة الي البيت، فقالوا عليك دفع نفقات السفر من خلال العمل عدة اشهر.
بدأت العمل، وقد كان يأتيني 30 زبونا في اليوم الواحد وأكثر في بعض الأحيان. الاشخاص طلبوا مني ان أفعل اشياء أخجل من ذكرها. لم أعتقد طوال حياتي ان هناك اشخاصا مع مثل هذا الخيال المريض. عملت علي هذا النحو لعدة ايام، فمرضت وأحيانا كنت أشرب الفودكا حتي أنسي حياتي، وأحيانا رغبت بالموت. بعد اسبوع تقريبا جاء الي رب العمل وقال لي انه سينقلني الي شخص آخر. ولأنني جميلة فانني أكلف مالا كثيرا، ومن هنا يتوجب علي ان أعمل ثلاثة اشهر اخري مجانا حتي أدفع ثمن صفقة البيع. وعندها فقط سأتمكن من السفر. فهمت من كلامه انهم يسخرون مني، ولم أوافق علي التوجه الي أي مكان. وأغلقت علي باب الغرفة فحطموا الباب علي وضربوني .
ـ ولماذا لم تتوجهي الي الشرطة؟
ـ لانهم أخذوا جواز سفري، ودخلت للبلاد مشيا علي الأقدام بطريقة غير شرعية. صاحب دار البغاء أخبرني ان الشرطة ستقوم بسجني عشرين سنة اذا علمت بأمري، فخفت.
عليك ان تخلعي ملابسك فورا سواء أردت أم لا
مشاهدة فيلم الفيديو الذي التقطه رامو تؤكد فعلا ان الفتاة قد خلعت ملابسها في غرفة مخصصة لاتمام صفقة بيعها. في الغرفة كان ثلاثة تجار ورامو وامرأتان أخريان. قلت لها ان تخلع ملابسها حتي أظهر عدم وجود خدوش علي جسدها برر رامو ما فعله هكذا تسير الامور. يقومون بخلع ملابس الفتيات الجديدات لفحص البضاعة. الفتاة تتردد خجلا في البداية ومن ثم تفعل ما يطلب منها لعدم وجود خيار آخر .
ـ لماذا يتوجب عليها ان تفعل ذلك؟
ـ لقد جرت العادة عندنا حتي هذا اليوم ان يمارس رب العمل الجنس مع الفتاة الجديدة للتحقق من قدرتها علي العمل وتدليل الزبائن.
بعد ان تخلع الفتاة ملابسها تدخل الي الغرفة عارية وتستدير عارضة جسدها علي التجار، التجار يأخذون بتفحص لسانها وأسنانها وأعضائها التناسلية للتأكد من سلامتها الجسدية. ومن ثم يطلب منها ان تقوم بحركات مثيرة والرقص مثل الراقصات الشرقيات.
في الصور التي تم التقاطها تظهر الفتيات وهن ينفذن التعليمات بالكامل. ومن الصعب وصف تعابير وجوههن وهن يفعلن ذلك، ومع ذلك يواصل التجار الابتسام، وعندها تتم الصفقة. بعد البيع تبدأ الفتيات في العمل في دار البغاء التي يملكها المشتري، المالك يتحفظ علي جواز سفرهن حتي لا يهربن ويفعلن كل ما يطلبه منهن، وكل من تخالف تواجه عقوبة الغرامة التي تخصم من راتبها الذي يتكرم به عليها رب عملها. كل غرامة 200 دولار، والغرامات تفرض علي كل مخالفة تمس بالعمل مثل أخذ هاتف الزبون أو اعطائه رقم هاتف المحل أو الخروج من دون إذن.
منطقة الوسط وعلي رأسها مدينة نتانيا عانت في السنوات الاخيرة من ازدهار وتصاعد تجارة النساء، ورغم ان نتانيا وقعت ضحية عمليات ارهابية صعبة، الا ان الشرطة هناك قررت عدم اهمال تجارة النساء وأعلنت حربا ضارية ضدها. وحسب التحقيقات يظهر ان 95 في المئة من تجار المخدرات يعتمدون علي شبكات تجارة النساء في اتحاد رابطة الشعوب.
شيري ماكوبر
(معاريف) 2002/6/16