|
حول بناء الحزب
طريق الثورة
الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 10:14
المحور:
الارشيف الماركسي
“كل النضالات الثورية في العالم تهدف إلى الإستيلاء على السلطة و توطيدها” ماو تسي تونغ
باستحضار تجارب مائة سنة من نضال الطبقة العاملة و الثورة العالمية، كتب الرئيس ماو تسي تونغ سنة1948 :“نرى هنا مسألة الحزب مكثفة بإتقان : ضرورته و بناؤه كحزب من صنف جديد يجسد ويعطي خطا صحيحا للثورة العالمية و في كل بلد، في ارتباط بالطبقة العاملة و انعتاقها”. هناك ثلاث إشكالات ينبغي أخذها بعين الاعتبار:
* 1.ضرورة الحزب، و هي مسألة الإستيلاء على السلطة من طرف الطبقة العاملة. * 2.بناء الحزب، بمعنى مسألة بناء الحزب في بلد شبه مستعمر و شبه إقطاعي، حيث يمكن فيه للطبقة العاملة وحدها عن طريق حزبها قيادة الثورة الوطنية الديمقراطية؛ * 3.الصراع الداخلي، الذي يجعل الحزب ينمو وسط الصراع بين الخطين داخله، الصراع الذي تنبني عليه الوحدة و الإنسجام في الحزب.
و هذه النقاط الثلاث تقتضي استحضار :
* أولاُ : الماركسية كنظرية و ممارسة، و تجربة الماركسية حول اشكالية بناء الحزب، و الخبرات التي تركها لنا ماركس، انجلس، لينين و الرئيس ماو تسي تونغ، * ثانيا: بناء الحزب في بلدنا...، * ثالثاً : الوضع الراهن الذي ينمو فيه بناء حزب الطبقة العاملة في بلادنا.
الماركسيـة و بـناء الحـزب:
في أواسط القرن التاسع عشر، و مع ظهور الماركسية، انبثقت الطبقة العاملة كطبقة جديدة، الأخيرة في التاريخ، و قد وجدت البروليتاريا في “البيان الشيوعي” البرنامج الذي سيقود البشرية إلى عالم جديد، إلى مجتمع شيوعي، مجتمع بدون طبقات. و هو البرنامج و السبيل الذي سيسلكه بالضرورة كل الناس تحت قيادة البروليتاريا مشخصة في حزبها. إذ ليس هناك سبيل آخر للطبقات ، ليس هناك سبيل آخر للبشرية؛ ذلك ما أكده تاريخ العالم، و ثورة أكتوبر و الثورة الصينية وتجارب أخرى، و كذا نهوض حركات التحرر الوطني و المسيرة الثابتة للطبقة العاملة الأممية و أحزابها الثورية الذي يشكل جزءاً من هذا السبيل المحتوم، الذي سينمو في الخمسين أو المائة سنة القادمة عبر النضالات التي سترُجُّ الأرض، كما علمنا الرئيس ماو تسي تونغ.
مـــاركـس و انجـلس و بـناء الحـــــزب:
لقد أسس ماركس و انجلس نظرية الطبقة العاملة، أي الماركسية، و من هنا تظهر حقائق كبرى لا يمكننا تجاهلها، مثل مبدأ الصراع الطبقي لتفسير العالم و تغييره، و العنف الذي يولِّد التاريخ، و ديكتاتورية البروليتاريا و ضرورة التغيير الثوري للمجتمع القديم عن طريق صيرورة تاريخية طويلة. لكن، و لو أنهما لم يشيرا بما فيه الكفاية إلى ذلك، فقد بنى ماركس و انجلس فرضياتهما على ضرورة بناء حزب الطبقة العاملة كأداة لا بديل عنها للنضال من أجل مصالحها الطبقية. و هكذا، و في قلب صراع ضارٍ ضد النظريات الفوضوية البالية ذات الجوهر البرجوازي، تمكناَ من ايراد المقاطع التالية في وثائق الأممية سنة 1872و 1884 :“في صراعها ضد السلطة الموحدة للطبقات السائدة، لن تستطيع البروليتاريا التصرف كطبقة إلا إذا أسست لها حزبا سياسيا مختلفا و معارضا لكل الأحزاب السياسية القديمة التي خلقتها البرجوازية.” و “إن تشكل البروليتاريا في حزب سياسي حتمي لضمان اندلاع الثورة الإجتماعية و هدفها النهائي : القضـاء علـى الطبقــات.”
“بما أن مالكي الأرض و الرأسمال يستعملون دائما الإمتيازات السياسية للدفاع و تأبيد الإحتكارات الإقتصادية و تشيئ العمل، فإن الإستيلاء على السلطة السياسية يشكل المهمة الكبرى للبروليتاريا”.
لقد انطلق ماركس وانجلس من أن العمال ينبغي لهم بأنفسهم النضال من أجل تحررهم و أن التحرر الإقتصادي للبروليتاريا هو الهدف العظيم الذي ينبغي أن تخضع له كل حركة سياسية بما هي وسيلة"، و قد سجلا أن الطبقة العاملة ينبغي لها أن تنتظم كحزب سياسي للنضال من أجل مصالحها الطبقية، و للإستيلاء على السلطة و بهذا، كنتيجة، تخدم هدفها، لأداء مهمتها التاريخية: القــضاء على الطبـــقات و بناء المجتمع الجديد بدون مستغلين و لا مضطهدين. و في الوقت نفسه طرحا على .... الطبقة العاملة أن تنتظم في “حزب سياسي مختلف و معارض لكل الأحزاب السياسية الأخرى القديمة...”و ذلك لأن الطبقة العاملة عندما تتشكل في حزب سياسي إنما تفعل ذلك مرتكزة على نظريتها الطبقية، أي الماركسية: لأن لها برنامجها الخاص، ذلك الذي وضعه ماركس و انجلس في “البيان الشيوعي” الذي يوَجِّه الشيوعيين “لإستحضار المصالح العامة للبروليتاريا ككل، لا القطرية فحسب”، و أنه “في مختلف مراحل التطور، مثل مرحلة الصراع بين البروليتاريا و البورجوازية، ينبغي لهم أن يمثلوا مصالح الحركة في مجملها” في ارتباط بنظريتها الطبقية التي تلخص في هذه العبارة :“القــــضاء على المـلـكـية الخـــاصة”. بهذه الطريقة يقترحان بناء حزب سياسي “مختلف و معارض” يخدم وحدة الطبقة العاملة التي تتطلبها الثورة، كما في العبارة التالية:“لضمان اندلاع الثورة تلزم وحدة الفكر و العمل، فأعضاء الأممية يحاولون خلق هذه الوحدة عن طريق الدعاية، و المناقشة، و التنظيم،...” و هما يتصوران نمو نضال الحزب البروليتاري مرتبطا بمرحلة الثورة و ليس منفصلا بأي شكل من الأشكال عن هذا الإشكال الأساسي. و قد سجل ماركس على أن نجاح الثورة في ألمانيا ينبني على دعمها “بطبعة ثانية من حرب الفلاحين”، بينما سجل انجلس أنه:« في بلد زراعي، من الدناءة، أن نثور فقط ضد البورجوازية باسم البروليتاريا الصناعية دون الإشارة إلى “استغلال العصا” الأبوي الذي يخضع له العمال القرويون من طرف النبالة الإقطاعية». و مع ذلك فقد سجل لينين أنه :« باعتبار أنه في ألمانيا لم تبلغ الثورة الديمقراطية (البرجوازية) نهايتها، ركز ماركس اهتمامه على تكتيك البروليتاريا الإشتراكي الذي يهدف إلى دفع الطاقة الديمقراطية للفلاحين».
أخيرا، خاض ماركس و انجلس صراعا ضاريا من أجل بناء الحزب البروليتاري، إذ خصصت سنوات طويلة للصراع ضد الفوضوية بهدف إبراز الماركسية كنظرية معترف بها من طرف الطبقة العاملة، و أساسا تنظيمها السياسي. و قد واجهَا دسائسla machination باكونين و فرقته الذين“قادوا هجماتهم تحت غطاء الفوضوية الأكثر تطرفاً ضد الثوريين الذين لم يقبلوا لا أرثودوكسيتهم و لا قيادتهم، و ليس ضد الحكومات القائمة؛ والذين اخترقوا المنظمة ...و حاولوا في البدء قيادتها؛ لكن بعد فشل مخططاتهم حاولوا تصفيتها” و بعد ذلك “نظموا ...حلقاتها الصغيرة سريا”؛ و الذين “هاجموا علنيا في جرائدهم كل العناصر التي رفضت الخضوع لإرادتهم”؛ و الذين “لا يتراجعون في مواجهة أي وسيلة، أيَّ فقدان للشرعية؛ حتى الكذب و الوشاية و الخداع تناسبهم أيضا”. و كخلاصة، فضد الفوضوية التي تخفي خلف كل أقنعتها اليسراوية-التي تدَّعي الراديكالية- جوهرها اليميني و اقتصادويتها التي هي ضد سياسة الطبقة البروليتارية. هذا الصراع الذي خاضاه بعد ذلك ضد الإنحرافات اليمينية و الإنتهازية داخل الأحزاب الإشتراكية-الديمقراطية، خصوصاً في ألمانياa cost في نفيها للمبادئ الطبقية و التسويات البرجوازية للبرنامج السياسي. هذا الصراع مثل سابقه خيض للدفاع عن الوحدة، معلنين أنه: « ينبغي أن نتحلى بالجرأة للتخلي عن الإنتصارات الظرفية لفائدة الأشياء الأكثر أهمية» . متعلمين النقد الذاتي، و الحكم الجدي على الأخطاء، و ما ينبغي تسجيله حول جذور الصراع و الإنقسام: « لقد قال العجوز هيجل أن الحزب يظهر نجاحه بمدى قبوله و مقاومته للإنقسام. فالحركة البروليتارية تمر بمراحل مختلفة من التطور، و في كل منها يتخلف جزء من الناس، و لا يواصلون السير إلى الأمام. و هذا هو السبب الوحيد في أن تضامن البروليتاريا خاضته في كل مكان بواسطة مجموعات مختلفة من الأحزاب التي تتصارع فيما بينها حتى الموت، مثل الطوائف المسيحية في الإمبراطورية الرومانية في فترة الإضطهادات الشديدة».
تلك هي القضايا الأساسية التي يلقننا إياها ماركس وانجلس في العلاقة مع ضرورة الحزب، وبناؤه ونموه في الصراع. و هو جزء مهم من الإشتراكية العلمية، من نظرية الرواد المؤسسين التي ننساها دائما أو حتى ننفيها. فلو أن ماركس و انجلس لم يستحضرا هذه الإشكالات فإن مهامهم العظيمة ما كان ليكون لها معنى و ما كانت لتجسَّد. لكن من المهم جدا أن نسجل أنه منذ ظهور النظرية العلمية للطبقة العاملة، طرَحت الماركسية و حلَّت إشكال الحزب، فقط في أجزاء أخرى من الماركسية بمعنى في النظرية و الممارسة الثوريتين حول ضرورة الحزب و بناؤه و الصراع بين الخطين داخله، فقد تطورت باستخلاص التجارب الكبرى القادمة للطبقة العاملة الأممية على الصعيد العالمي من طرف لينين و الرئيس ماو تـسي تـونـغ.
ليـنـيـن و بــناء الحــزب من صــنف جــديــد:
لقد قاد القرن العشرون الإمبريالية إلى أعلى و آخر مراحل الرأسمالية، هذه المرحلة التي تستولي فيها الطبقة العاملة على السلطة و توطدها، و قد أعاد لينين تأكيد الفرضيات القديمة لماركس و انجلس هده الفرضيات التي حاولت التحريفية العجوز تدميرها، و طورها نحو مرحلة الماركسية اللينينية. ما هي العلاقات الضمنية لتطور الماركسية من أجل بناء حزب البروليتاريا؟
وعيا من لينين بكون المرحلة هي مرحلة الإستيلاء على السلطة و ديكتاتورية البروليتاريا فقد أكد على ضرورة بناء الحزب من أجل تغيير المجتمع، و تشكل مقولته الشهيرة :“أعطونا منظمة ثورييـن محترفيـن نقلب روسيا رأسا على عقب” دليلا على الأهمية التي أولاها للمسألة.
فبالنسبة له فإن تغيير العالم يقتضي حزبا له برنامج حسب تعبيره “يتمثل في منظمة للنضال الطبقي للبروليتاريا تقود هدا النضال، و تحدد كهدف نهائي الإستيلاء على السلطة من طرف البروليتاريا و تنظيم المجتمع الإشتراكي” فبإدراكه، دون غيره في تلك المرحلة، لضرورة تنظيم البروليتاريا، حيث أن قوتها في تنظيمها، وضع لينين الأطروحات التالية التي يجب على كل شيوعي ألا ينساها:“ليس للبروليتاريا من سلاح في نضالها في سبيل الحكم سوى التنظيم فإن البروليتاريا التي تقسم صفوفها المزاحمة الفوضوية السائدة في العالم البرجوازي، المثقلة بالأشغال الشاقة في خدمة الرأسمال، المرمية في لُجة الأزمة الشاملة من الإذلال و الإنحلال، تستطيع أن تصبح و ستصبح قوة لا تقهر شريطة الوحدة الأيديولوجية عن طريق المبادئ الماركسية التي تتقوى بالوحدة المادية للتنظيم الذي يلم ملايين من العمال في جيش الطبقة العاملة و في مواجهة هدا الجيش لن تستطيع السلطة العاجزة للأوتوقراطية الروسية و الرأسمالية العالمية الوقوف على أقدامها وهدا الجيش سينمي صفوفه كل يوم أكثر فأكثر، رغم كل الترددات و التراجعات ، رغم الجمل الإنتهازية لجيرونديي الإشتراكية الديمقراطية المعاصرة، و رغم المدائح المفعمة بالزهو الحلقي المتأخرles fétuos éloges ، و رغم لمعان وفرقعة فوضوية المثقفين”
نحن كشيوعيين و ثوريين بيروفيين ينبغي لنا أن نسمع هذه الأقوال التي لها اليوم قيمة أكثر من أي وقت مضى إذ نلاحظ في البدء أن الصراع من أجل السلطة يتطلب تنظيما للبروليتاريا ليصبح سلاحها الوحيد ؛ ثانيا رغم كل الصعوبات التي يفرضها الإستغلال نأخد الماركسية كمرشد و أساس للوحدة الأيديولوجية مجسدة في تقوية صفوف البروليتاريا كشيء لا بديل عنه؛ ثالثا ضد الجيش المنظم للبروليتاريا لن تستطيع السلطة الرجعية أن تستمر في أي بلد، و لا حتى الإمبريالية و الإشتراكية الإمبريالية على المستوى العالمي؛ رابعا إن الطبقة العاملة المنظمة تستطيع تقوية صفوفها أكثر فأكثر ضد الهجمات المتكررة للتحريفية المعاصرة، و ستتقدم رغم الروح التكتلية و الطائفية البالية، و ستسير رغم رفض التنظيم و رغم ثرثرة فوضوية المثقفين“بهذا الشكل طرح لينين إشكال بناء الحزب، ضرورته و تطوره في الصراع و بنائه الأيديولوجي و السياسي و التنظيمي، لكن ليس هذا كل ما في الأمر، فقد طرح في”خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الخلف“الموضوعات المتعلقة بتنظيم الحزب، الملخصة في الكتاب الكبير المعنون بــ”تاريخ الحزب الشيوعي (البلشفي) للإتحاد السوفياتي“و أيضا في كتاب ستالين،هده الموضوعات و الموضوعات السابقة، ينبغي لنا استحضارها نحن الشيوعيون و الثوريون البيروفيين لأنها حيوية، هناك إشكال آخر ذو أهمية خاصة عالجه لينين، وهو مسألة السرية، و هي مسألة يتم عندنا خلطها بالإخفائية (l’occultisme)، يعني سياسة النعامة (l’autruche) . لقد ألح لينين على ضرورة حزب سري، كشكل تنظيمي عالي المركزية حتى نتمكن، في كل آن، بواسطة”قيادة عليا“، قادرة على قيادة الثورة، من الحفاظ على الأعلام و الصراع من أجلها رغم الاضطهاد و التعذيب. فالسرية تجعل من الحزب”أداةً للمعركة“المستمرة حتى الهدف الذي لا يقهر و المتمثل في الاستيلاء على السلطة لتغيير العالم دون الإنفصال أبداً عن الجماهير. و انطلاقا من ضرورات النضال في بلادنا ينبغي أن نسجل بعض النقاط حول تعقد الإشكال؛ فهنا من المهم خصوصا التوفر على رؤية واضحة حول فن التنظيم الســــري. و قد سجل لينين في”رسالة إلى رفيق حول مهامنا التنظيمية“، هذا الكراس الذِيِ نُسي يتضمن موضوعات ليست لا مفهومة و لا مطبقة :« ينبغي أن يقوم فن التنظيم في الإستفادة من الجميع و من كل شيء، في”إعطاء العمل للجميع و لكل فرد" مع الإحتفاظ في الوقت نفسه بقيادة الحركة كلها، مع الإحتفاظ، طبعا، لا بقوة السلطة، بل بقوة المكانة، قوة العزيمة، بالتفوق في الخبرة، بالتفوق في سعة الإطلاع، بالتفوق في البراعة.»
و في نفس الكراس، و ضد أصحابنا الذين يفهمون الســرية كشيء صارم((régide و ميكانيكي، أكد لينين : « و بعد إن ســرية الحلقات على اختلافها و مستوى تنظيمها سييتوقفان على نوع وظائفها: و نظرا لذلك، ستكون هنا منظمات في منتهى التنوع (من المنظمات الأشد “صرامة” و ضيقا و انغلاقا إلى أوفرها “حرية” و سعة وسفورا و أقلها تقيدا بأشكال التنظيم .»
فلنعتبر هذه المسألة ذات فائدة أكبر في ثورتنا في الوقت الحاضر ذلك لأن هناك الكثير من التفكير الميكانيكي و اللاجدلي عند التطرق لهذه المسائل. و بعد، ينبغي أن نسجل أن لينين قد لاحظ فيما يرتبط بالعمل الســري مسائل العمل السري و العمل السافر : لنر أطروحاته كما يعرضها في مقال “الحزب الســري و العمل الشرعي” :« إن مسألة الحزب الســري و العمل الشرعي في الاشتراكية الديمقراطية تشكل إحدى المسائل الأساسية في الحزب، فهي تحضى باهتمام حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي في روسيا طيلة الفترة التي تلت الثورة (يعني ثورة 1905 ) و أدت إلى الصراع العنيف في صفوفه ».
« حول هذه المسألة اندلع أساسا صراع التصفويين ضد أعدائهم...و قد حدد مؤتمر دجنبر 1908 بوضوح ... في توصية خاصة حول رؤية الحزب لمسائل التنظيم : « يتشكل الحزب من خلايا اشتراكية ديمقراطية سـرية ينبغي لها أن تبني “نقاط ارتكاز للعمل وسط الجماهير”، على شكل شبكات réseau، أكثر سعة و تشعبا ramifie ممكنة، في التجمعات sociétés السافرة الشرعية».
كما يشير إلى العلاقة بين العمل الســـري و العمل الشرعي:
« إن الخلاصة الأساسية للتقييم الذي أجراه حزبنا للمرحلة هي .....أن الثورة ضرورية في المرحلة و هي تقترب. حقا إن الأشكال التي تؤدي إلى الثورة قد تغيرت، لكن المهمات القديمة للثورة لازالت لها راهنيتها. من هنا تأتي الخلاصات : ينبغي أن تتغير الأشكال التنظيمية، فالخلايا ينبغي أن تأخذ أشكالا مرنة، بحيث لما تأخذ شكلا أكثر سعة لن يتم ذلك على حساب نفس الخلايا لا بل على هامشها الشرعي».
« إن هذا التغيير للأشكال التنظيمية الســرية لا علاقة له مع صيغة “التكيف” مع العمل الشرعي. إنه شيء مختلف كليا، إن المنظمات الشرعية تشكل نقاط ارتكاز تسمح بإيصال أفكار الخلايا السرية إلى الجماهير. و هذا يعني أننا سنغير شكل التأثير بحيث يساير التأثير السابق اتجاه الســرية».
« من ناحية شكل المنظمات، يتكيف الســري مع الشرعي. أما بخصوص مضمون عمل الحزب، فالعمل الشرعي يتكيف مع الأفكار الســرية».
و أخيرا:« إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي ســري “في مجمله”، و في كل خلاياه و – و هو ما هو أكثر ضرورة- في كل مضمون عمله الذي يدافع عن الثورة، و بحصرها لهذا فالعمل الأكثر سفورا لأكثر خلاياه سفورا لا يمكن اعتباره كــ“عمل سافر للحزب” ».
نحن نعتبر هذه المقولة الطويلة ذات أهمية كبرى في العمل الثوري ببلادنا و تتطلب اهتماما خاصا، مثلها مثل سابقاتها حول العمل السـري.
في بلادنا يتسم العمل السري بالإنفصال عن الجماهير، لكن لنتذكر ما قاله لينين بهذا الصدد :«لكن هذا الثوري – المحترف- سفيردلوف- لم يبتعد و لو لدقيقة عن الجماهير. حتى عندما أرغمته ظروف القيصرية كغيره من الثوريين في عصره على الاقتصار على العمل غير الشرعي ، الســــري، و في هذا الوسط أيضا عرف الرفيق سفيردلوف كيف يسير دوما كتفا لكتف، يدا في يد مع العمال الطليعيين.»
كانت هذه بعض الموضوعات الأساسية للينين التي يتوجب علينا أن نستحضرها في بناء و تطوير الحزب البروليتاري و أن نطبقها بشكل صحيح في إعادة تأسيس حزب مارياتيغي (mariatigui).
في الختام يكفي التذكير بأن مبادئ بناء الحزب الثوري للبروليتاريا، الحزب البلشفي، الحزب القادر على الإستيلاء على السلطة، هذه المبادئ لا تسقط من السماء بل بالعكس فهي انبثقت في خضم صراع طويل وشاق، ضد المناشفة، الإنتهازيين اليمينيين في زمان روسيا في تلك الفترة، و أيضا خلال خوضه للصراع من أجل مبادئ تنظيم الحزب واجه لينين العمق المحدد (le fond précis) :الخط السياسي اليميني. من هنا حدد لينين بشكل خلاق أنه في مسائل التنظيم لن نستطيع التغيير لا في 24 ساعة و لا في 24 شهراً. لنختم، نتذكر أن لينين قد ركز على أن الأحزاب تنمو في وسط الصراع و تقريبا دائما تحت نيران العدو، أو حسب تعبيره:« نحن نسير عصبة متراصة في طريق وعر صعب، ممسكين بأيدينا بقوة. و من كل الجهات يطوقنا الأعداء، و ينبغي لنا أن نسير على الدوام تقريبا و نحن عرضة لنيرانهم. لقد اتحدنا بملء إرادتنا، اتحدنا، بغية مقارعة الأعداء، لا للوقوع في المستنقع المجاور الذي لامنا سكانه منذ البدء لأننا لم اتحدنا في عصبة على حدة و فضلنا طريق النضال على طريق المهادنة. و إذا بعض منا يأخذ بالصياح : هلموا إلى هذا المستنقع! و عندما يقال لهم : ألا تخجلون، يعترضون قائلين : ما أجهلكم يا هؤلاء! ألا تستحون أن تنكروا علينا حرية مناداتكم إلى الطريق الأحسن!- صحيح، صحيح أيها السادة! إنكم أحرار، أحرار لا في أن تنادوا و حسب، بل أيضا في الذهاب إلى المكان الذي يطيب لكم، إلى المستنقع إن شئتم، و نحن نرى أن مكانكم أنتم هو المستنقع بالضبط، و نحن على استعداد للمساعدة بقدر الطاقة للمساعدة على انتقالكم أنتم إليه. و لكن رجاءاً أن تتركوا أيدينا، أن لا تتعلقوا بأذيالنا، أن لا توسخوا كلمة الحرية العظمى، ذلك لأننا نحن أيضا “أحرار” في السير إلى حيث نريد، أحرار في النضال لا ضد المستنقع و حسب بل أيضا ضد الذين يعرجون عليه» أليست موضوعات لينين هذه ذات أهمية بالنسبة لنا؟ ألا ينبغي للشيوعيين و الثوريين اتباعها؟ وهل نقوم بذلك كما ينبغي؟. فقد آن الأوان لندع جانبا المجاملات الذاتية ) l’autocomplaisance) و أن نقيم بجدية واقعنا الثوري.
مـاو تسي تـونغ و بناء الحزب في البلدان شبه الإقطاعية و شبه المستعمرة.
لختم هذا الموضوع ،أي موضوع الماركسية و بناء الحزب، فلنتطرق لموضوعات ماو تسي تونغ حول ضرورة الحزب و بناؤه و الصراع داخله، ففيما يتعلق بالمسألة الأولى فقد وضحتها المقولة التي تصدرت النص، لذا فلا داعي لتكرارها. أما فيما يتعلق بمسألة بناء الحزب فننطلق من كون الرئيس ماو قد عالج هذه المسألة في مقاله “قضايا الحرب و الإستراتيجية....” على أرضية المبدأ الكوني للعنف الثوري، و هو يعلمنا أن :“المهمة المركزية و الشكل الأكثر رقيا للثورة هو الإستيلاء على السلطة عن طريق الكفاح المسلح، بمعنى حل المسالة بواسطة الحرب. هذا المبدأ الثوري الماركسي اللينيني له صلاحية كونية في الصين كما في سائر البلدان”.
و انطلاقا من هذا المبدأ الماركسي اللينيني و باستحضار الإختلاف بين سيرورة تطور الثورة في البلدان الرأسمالية عنه في الصين، طرح في نفس المقال ما نصه :“في الصين تشكل الحرب الشكل الأساسي للنضال، و الجيش الشكل الأساسي للتنظيم، أما الأشكال الأخرى كتنظيمات و نضالات الجماهير الشعبية فهي أيضا ذات أهمية بالغة ولا يمكن الإستغناء عنها في أي حال من الأحوال إلا أن الغرض منها جميعا هو خدمة الحرب. إن الهدف من هذه التنظيمات قبل اندلاع الحرب هو الاستعداد للحرب، أما بعد اندلاع الحرب فيجب أن تتعاون كل التنظيمات و النضالات مع عمليات الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر”.
في تطويره لنظرية بناء الحزب طرح الرئيس ماو و حل الإشكالات الأساسية في مقاله: “تقديم لمجلة الشيوعي”. هكذا أكد في البداية على أن الحزب الشيوعي في الصين قد خاض نضالات كبرى و عديدة تصلب فيها مناضلوه و كوادره و منظماته، و في خضم ذلك حقق انتصارات كبرى كما عانى من هزائم حقيقية، إن إدراك قوانين تطور الحزب يستدعي تحليل تاريخه واستخلاص الحلول لإشكالات البناء.
و من ناحية ثانية ففي تقييمه لحزبه في علاقاته بالبرجوازية و في علاقاته بالجبهة الموحدة، و الكفاح المسلح طرح الموضوعة التالية :“لقد تقدمت الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني في مجرى التطور عبر هذه العلاقة المعقدة مع البرجوازية الصينية، و هذه خاصية تاريخية تتميز بها الثورات في المستعمرات و شبه المستعمرات، خاصية لم يشهدها تاريخ أي بلد رأسمالي”.
إن أهمية هذه المسالة تحضر بالنسبة لنا كشيوعيون و كثوريين في البيرو، باعتبار أن مجتمعنا هو شبه مستعمر و شبه إقطاعي، و من هنا نبع كون ثورتنا هي ديمقراطية برجوازية كمرحلة أولى للثورة الصينية، و بالتالي فأعداء الثورة (les blancs de la révolution) هما الإمبريالية و الإقطاعية" .
و من ناحية ثالثة تتميز الثورة الصينية بخاصيتين حسب تعبير ماو:“و هكذا فتشكيل البروليتاريا لجبهة وطنية ثورية مع البرجوازية أو التحطيم الإضطراري لهذه الجبهة، من ناحية أولى و الكفاح المسلح كشكل أساسي في الثورة من ناحية ثانية برزا كخاصيتين أساسيتين خلال الثورة الديمقراطية البرجوازية في الصين”.
و من ناحية رابعة، فما قيل سابقا وضح أن بناء و نمو الحزب الشيوعي الصيني لا يمكن أن يفهم دون استحضار هاتين الخاصيتين، و هو ما يشكل النقاط الأساسية في الخط السياسي للثورة الديمقراطية. كما علمنا نفس القائد الكبير:“إن فشل الحزب و النجاحات في الحزب و التراجعات و التقدم داخله، و تقلص و توسع صفوفه، و نموه و توطده، لا يمكن فصلها عن علاقات الحزب مع البرجوازية و عن الكفاح المسلح. فعندما يحل الخط السياسي بنجاح مسألة تشكيل الجبهة الموحدة مع البرجوازية أو يحل هذه الجبهة، يكون الحزب قد خطا خطوة إلى الإمام... نفس الشيء عندما يقرر الحزب بطريقة سليمة مسألة الكفاح الثوري المسلح، يخطو خطوة إلى الأمام... إن مسار بناء الحزب و بلشَفَته قد تم في ارتباط وثيق بخطه السياسي و تفهمه (son énoncé ) السليم أو الخاطئ لمسائل الجبهة الموحدة و الكفاح المسلح”. و من الناحية الخامسة تبرز مسألة قيادة سليمة في الثورة الصينية. ففي الكراس المذكور هنا طُرِحَتْ الموضوعة التي ينبغي أن تدفعنا إلى التفكير بجدية لنرى إلى أي حد نطبق قيادة سليمة:“إن الجبهة الموحدة و الكفاح المسلح و بناء الحزب هي القضايا الأساسية التي تواجه حزبنا في الثورة الصينية.و الفهم الصحيح لهذه القضايا الثلاث و للروابط بينها هو بمثابة القيادة الصحيحة للثورة الصينية بأكملها”.
و أخيرا فبتحديده لدور الحزب يشير في نفس الكراس إلى أن :“التجربة ...ترينا أن الجبهة الموحدة و الكفاح المسلح هما السلاحان الأساسيان لدحر العدو. فالجبهة الموحدة هي جبهة للحفاظ على الكفاح المسلح. و المنظمات الحزبية هي المكافحة البطلة التي تستعمل هذين السلاحين – الجبهة الموحدة و الكفاح المسلح- من أجل أخذ و تدمير مواقع العدو. تلك هي العلاقة المتبادلة الموجودة بين هذه العوامل الثلاث”.
و هذا هو، في تصورنا، الأساس الأيديولوجي و السياسي لبناء الحزب في بلد شبه مستعمر و شبه إقطاعي كما وُضع بشكل خلاق من طرف الرئيس ماو. إذ لا يمكن نفي أهمية هذه القضايا بأية طريقة. كما يعلمنا ماو أن :“سلامة الخط السياسي أو عدمها تقرر كل شيء”.
على هذا الأساس الأيديولوجي و السياسي وضع الرفيق ماو نظريته حول بناء منظمة الحزب و تكتيكه و مبدأ نضاله. و هي المسألة التي تطرق لها في النقطة (6) السادسة من مقاله “فلنوسع بجرأة القوى المناهضة لليابان”( المؤلفات المختارة. الجزء الثاني)، و لنحلل المسألة، في المقام الأول يطرح سياسة البناء في مستوى التنظيم داخل المناطق الخاضعة للرجعية:
* “’ في الأولى (تلك الخاضعة للرجعية) تتمثل سياستنا في الحفاظ على سرية التنظيم الحزبي، إذ أنها سياسة تقضي بانتقاء خيرة الكوادر للعمل بصورة سرية، و التخفي لمدة طويلة، و تجميع قوتنا و ادخارها انتظارا للوقت الملائم بمكافحة التسرع و تجنب كشف قوتنا”’. * و في المقام الثاني يطرح مسألة التكتيك الذي ينبغي أن يوجهه: “ انسجاما و مبدأ النضال بحق و امتياز و حدة يتمثل تكتيكنا في القتال على ميدان ثابت، و مراكمة القوى، باستعمال كل ما تسمح به قوانين وقرارات الكيومينتانغ و الأعراف الإجتماعية.” * كما يطرح ثالثا : الدخول إلى المنظمات الرجعية و عمل الثوريين داخلها. * رابعا : لفت الإنتباه إلى السياسة الأساسية :“ في كل المناطق الخاضعة للكيومينتانغ، ترتكز سياستنا الرئيسية أيضا على تطوير القوى التقدمية (المنظمات الحزبية و المنظمات الجماهيرية)، كسب القوى الوسطية (البرجوازية الوطنية، les shenshi senatos، و الفرق”المتنافرة“، و القطاعات الوسطية داخل الكيومينتانغ، و القطاعات الوسطية في الجيش المركزي، و الفئة العليا من البرجوازية الصغيرة و الأحزاب السياسية للأقليات. سبع أصناف في المجموع ) و عزل القوى المتمردة من أجل القضاء على خطر الإستسلام و تحقيق تغيير للوضع”. * و في المقام الخامس: تحضر ضرورة التحضير للإحتمالات :“في الوقت نفسه ينبغي أن نكون على أتم استعداد لمجابهة أي حادثة طارئة محتملة الوقوع سواء على المستوى المحلي أو الوطني”. * سادسا :يشير إلى السرية :“ينبغي للمنظمات الحزبية في المناطق الخاضعة لحكم الكيومينتانغ أن تحافظ على السرية التامة”. * سابعا: فيما يخص انتقاء la vérification أعضاء اللجان :“في المكتب الإقليمي الجنوب الشرقي و في مختلف المحافظات و المراكز، ينبغي أن يخضع كل الأعضاء العاملين personnel)) ( من كتاب الحزب حتى الطباخين لتحقيق جدي، و دقيق؛ إذ من غير المقبول أن يبقى في هذه المنظمات القيادية الأشخاص الذين تحوم حولهم أدنى شبهة”. * و أخيرا : “ينبغي أن نكون أكثر تيقظا في حماية كوادرنا”.
كل هذه التوجيهات سليمة و ثمينة بصدد حياة التنظيم و الصراع في الحزب.
فيما يخص الصراع الداخلي، يكفي أن نذكر أن ماو نفسه هو الذي طور بشكل خلاق مفهوم الصراع داخل الحزب كانعكاس للصراع الطبقي و للصراع بين الجديد و القديم في العالم الإجتماعي؛ و بعد أن بين أن الصراع داخل الحزب هو صراع بين الخطين يغطي كل سيرورة التطور، إذا لم تبرز هذه التناقضات و الصراعات “ستعرف حياة الحزب نهايتها”. و في نفس الوقت، فهو الذي طرح موضوعة “استخلاص الدروس من الأخطاء الماضية لتفاديها في المستقبل، و معالجة المرض بغرض إنقاذ المريض” من أجل تطور سليم للصراع داخل الحزب. هذه الموضوعة العظيمة التي ينبغي لنا أن نتشبت بتطبيقها، اليوم أكثر من أي وقت آخر، متذكرين مضمونها :" ينبغي كشف كل الأخطاء التي ارتكبت في الماضي و تحليلها و نقد كل مساوئ الماضي بشكل علمي، دون إعارة الاعتبار لأحد، حتى يتم إنجاز العمل مستقبلا بشكل متقن و أفضل.
و هذا يعني :“ استخلاص العبر من الأخطاء الماضية قصد تفاديها في المستقبل”. لكن، عند كشف الأخطاء و نقد العيوب، ينبغي أن نقوم بذلك مثل الطبيب الذي يعالج المريض، بغرض واحد هو إنقاذه و ليس قتله".
لقد لخص الرفيق ماو تسي تونغ التجربة التاريخية الكبرى للحزب الشيوعي الصيني فيما يتعلق بالصراع بين الخطين في العبارات التالية :“طبقوا الماركسية و ليس التحريفية، اسعوا إلى الوحدة و ليس إلى الإنشقاق، كونوا صرحاء و صادقين، لا تحبكوا المؤامرات و الدسائس”. ينبغي اتباع هذه النصيحة الهامة؛ و مع ذلك ينبغي ألا نفقد أبدا اليقظة، حيث كما أشار إلى ذلك سنة 1964 :“ينبغي أن نكون يقظين حيال الذين يحبكون الدسائس و المؤامرات، مثلا : لقد ظهر في اللجنة المركزية كاوكنغ، ياو شوشي، بينغ تي هياو، جيانغ كيشينغ و آخرون. كل شيء ينقسم إلى إثنين. البعض يتشبثون بحبك الدسائس. ماذا ينبغي أن نفعل إذا أصروا على ذلك؟ فحتى اليوم لازال هناك أشخاص مستعدون للتآمر !إن مسألة وجود متآمرين هي حقيقة موضوعية سواء أعجبتنا أم لا”.
لكن لماذا هذا الصراع داخل الحزب؟ في آخر المطاف من أجل الحفاظ على الوحدة، من أجل الثبات على الماركسية، من أجل رفض التقسيم و تطليق التحريفية؛ لأنه كما يعلمنا ماو نفسه فالوحدة تُبنى على الصراع، فالوحدة نسبية و الصراع مطلق. و بالتالي فالصراع يهدف إلى الحفاظ على الوحدة على أرضية الماركسية، لأن الوحدة مُهمة :“الوحدة داخل الحزب، و الوحدة بين الحزب و الشعب سلاحان لهما قيمة كبير لتجاوز الصعوبات. ينبغي أن يقودها كل الرفاق في الحزب”.
تلكم هي الموضوعات الجوهرية لماو تسي تونغ حول ضرورة الحزب، بناؤه و الصراع داخله. ينبغي أن ندرسها لأنها قطعية/فاصلة في بناء الحزب البروليتاري في وطننا.
لقد أشرنا في هذا العرض، إلى ما اعتبرناه حسب رأينا، الموضوعات الأساسية للماركسية، لماركس و انجلس و لينين و ماو تسي تونغ، حول المسائل الثلاث كما أشرنا إلى ذلك، نعتبرها مداخل بناء الحزب في وضعنا الحالي: ضرورة الحزب، نظرية بنائه ( في بلد شبه مُستعمر و شبه إقطاعي) و الصراع بين الخطين داخله. و نُؤكد على أن إشكال بناء الحزب البروليتاري لم َيسترع بالإهتمام الذي يستحقه من طرفنا، كما اننا لا نقدر لا تعقيد و لا أهمية هذه المسألة. لقد استعدنا خلاصات الموضوعات الأساسية للماركسية حول بناء الحزب، مع مُجازفة ترديد الأشياء المعروفة مُسبقا، لسبب بسيط و هو أنه فقط باعتماد الماركسية-اللينينية-الماوية، نستطيع الحصول على مرشد صحيح لتطبيقها شريطة دمج مبادئها مع واقعنا. فبالنسبة لنا فقد استوعبها مارياتيغي Mariatégui/
— - ملحوظة: نُقل النص الفرنسى عن “الراية الحمراء”Drapeau Rouge عدد 46 –غشت 1976 اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في البيرو.
#طريق_الثورة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقد تمهيدي لأطروحة الحزب لدى الحركة الماركسية-اللينينية المغ
...
-
محاكمة مجموعة زهور بودكور - محاكمة داخل محاكمة -
-
“حرب على القصور، سلام في الأكواخ” (ضد دغمائية العمل الغير ال
...
-
المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني
-
حوار مع المعتقل السياسي الرفيق توفيق الشويني
-
تقرير عن أوضاع المعتقلين السياسيين بسجن بولمهارز -مجموعة زهو
...
-
حوار مع المعتقل السياسي توفيق الشويني
-
اللينينية و التحريفية المعاصرة
-
الماوية سلاحنا في القتال 3- الثورة الثقافية الكبرى: ثورة داخ
...
-
حول الجريدة المركزية - تراث الحركة الماركسية اللينينية المغر
...
-
الماوية سلاحنا في القتال 2: أسس الماوية
-
خط بناء أدوات الثورة الثلاث - الحزب الشيوعي للبيرو
-
الماوية سلاحنا في القتال 1 -المراحل الكبرى للثورة الصينية:
-
بصدد الماركسية –اللينينية- الماوية (الحزب الشيوعي للبيرو)
-
الصراع الأيديولوجي و مسألة وحدة الحركة الشيوعية
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
/ حسين علوان حسين
-
العصبوية والوسطية والأممية الرابعة
/ ليون تروتسكي
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
-
علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري
...
/ علي أسعد وطفة
-
إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك
...
/ دلير زنكنة
-
عاشت غرّة ماي
/ جوزيف ستالين
-
ثلاثة مفاهيم للثورة
/ ليون تروتسكي
-
النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج
/ محمد عادل زكى
المزيد.....
|