محاكمة وزير التجارة العراقي مقياس لمصداقية المالكي

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 03:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ان عملية إعادة طائرة الوزير الهارب الى مطار بغداد أضاءت ظلمة النفق الفساد الإداري الذي بدآ بالنمو والتطور منذ انقلاب شباط 1963 الدموي واستمر في عهدي العارفين حيث المشاريع الوهمية وتدخل الرئاسة والقيادات الفاعلة في حماية المفسدين وبعدها تحولت الثروات الوطنية والتجارة الى ملكية خاصة للحزب البعث وثم آلت الى صدام وعائلته فبدآ العراق مرحلة العودة الى الوراء حضاريا وثقافيا وعمرانيا وسالت الدماء تروي ارض الرافدين بغزارة نهري ألدجلة والفرات. ان ارتفاع أسعار النفط في السبعينات القرن الماضي أوجدت سيولة نقدية وفيرة لم تستثمر الا جزء يسير منها في تطوير البنية التحتية للعراق فتخلف العراق عن بناء سد الفرات بينما بدآت تركيا ببناء السدود في منابع نهري الدجلة والفرات في كوردستان تركيا تبعتها سورية ببناء سد الفرات الكبير ونعاني اليوم النتائج من الجرائم الفساد الإداري للعقود الأربع الماضية واستخدم الجزء الأعظم من العائدات العراق في عهد صدام لقمع معارضيه وفي الدعاية الحزبية والعسكرية لتغذية أوهامه في قيادة العالم العربي والإقليمي.

السؤال هل تكتمل فرحة العراقيين بمعاقبة مجرمي الفساد الإداري الذين اهم اكثر أجراما من القتلة لان جرائمهم لا تنحصر بفئة سياسية او قومية او مذهبية بل تشمل شعبا كاملا بسرقة نسبة كبيرة من الدخل القومي الذي هو ملك الشعب ولهذا السبب يعاني الشعب العراقي اليوم من قلة أنتاج الطاقة الكهربائية ونقص في المياه الصالحة للشرب والري وتفشي الأمراض من استخدام مواد غذائية غير صالحة للاستخدام البشري.

نقرآ ونسمع هذه الأيام في الوسائل الأعلام وقوف المالكي ووعاظه (مساعديه) لتبرير وزير التجارة من جرائمه خوفا من كشف تورط مساعدي المالكي في بعض الصفقات التجارية التي منحها الوزير الى المقربين منهم.

اذا صحت هذه الادعاءات وبرئ ذمة الوزير خوفا من ان ينال الوزير من المقربين من المالكي الذين ساهموا في العمليات الفساد الإداري فسيفقد المالكي كل مكاسبه في الانتخابات المحلية الأخيرة وسيدخل في القائمة السوداء الشعبية للقيادات السياسية العراقية الغير الأمينة وستمحى إنجازاته من جولة الفرسان وغيرها من الشعارات الوطنية الكبيرة التي اطلقها من ذهن العراقي الحر ولكن سيحافظ على اللقب حامي اللصوص والحرامية والنتيجة المؤلمة الكبرى هي ان يفقد الشعب العراقي الأمل بالقيادات الحالية ويغض النظر عن الأعمال الإرهابية للأسقاط النظام الحالي وتتفشى ثقافة سرقة أموال وممتلكات العامة أسوة بالنخبة السياسية الحاكمة.

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات