سليم محسن نجم العبوده
الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 09:17
المحور:
الادارة و الاقتصاد
على الرغم من كونها باتت بعيدة عن الأضواء الا أنها مازالت في قلب الحدث .. لقد حاولت روسيا الاتحادية التسلق الى القمة مرة أخرى بعد ان تدحرجت منها عام 1989م الا أنها لم تستطع ذلك بسبب عملية الطرد المركزي التي أعقبت الانهيار فأبعدت دويلاته عن الحكم المركزي المباشر مما اضعف القوة وقلل الهيبة . كان ذلك نتيجة محسومة بسبب القلاقل التي عصفت في البلاد . فاستنزفت الطاقات والموارد وأعاقت التنمية وأنهكت الشعب وكبلت الحكومة ..
الا انه بعد مرور كل تلك السنين العجاف بدا الاتحاد الروسي يتعافى من جديد لكن هذه المرة بعيدا عن الأضواء و كأنه في حالة نشوء جديدة .. الا ان الأزمة الاقتصادية العالمية على ما يبدو كانت اقرب من الجروح الروسية فأدملتها فبانت الأوجاع واشتد الألم ..
فمنذ بداية عام 2009م حاول الروس السيطرة على الأوضاع الاقتصادية فإذا بهم يستهلكون (1/3) ثلث الاحتياطي الروسي من الذهب والعملات الصعبة في النصف الأول من عام 2009 ..في حين ان التقديرات تشير الى انكماش يصل 10% لذات الفترة ..إضافة إلى تراجع أرباح (بنك سيبرنك )الروسي ليصل تراجعها الى 98% أي إلى 19 مليون دولار.. كذلك أسعار البنزين ارتفعت بمقدار 20% في حين ان المتوقع ان يصل الانكماش على طول العام 3،4% ..
يقول "فلاديمير بوتين" ان الإيرادات السنوية هي 220مليار دولار والتي تشكل 16% من أجمالي الناتج المحلي المعتاد ..
مما دعا الروس للنظر بدهشة إلى الاقتصاد الصيني في ظل الأزمة العالمية والذي سجل نموا قدرة 69% للنصف الأول من عام 2009 في حين ان الاحتياطيات الدولية من الذهب والعملة الصعبة في الصين قد ازدادت بمقدار2،23 بليون دولار لذات الفترة الزمنية ..
نعم أنها مشكلة عالمية ذات تأثير عام حقا ألا ان المأزق الروسي على ما يبدو لا يقل عن المأزق الأمريكي لذات المشكلة ..
في حين ترى الصين تضرب للعالم مثلا اقتصاديا معاصرا فريدا بلا ريب او منازع و ان ما تقوم به الصين هوا تطبيق سياسة (اقتصاد المجتمع ) الذي لا تعبر عنه الكلمات والشعارات بقد ما تعبر عنه الأرقام والمعطيات على الأرض التي تؤكد بان الصين شعب يستحق الحياة و الثناء والاحترام .. وانك من الممكن ان تكون عظيما بلا ترسانة نووية ..
#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟