أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوري جاسم المياحي - المواكب الحسينية .. صرخة الفقراء والمظلومين














المزيد.....

المواكب الحسينية .. صرخة الفقراء والمظلومين


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2712 - 2009 / 7 / 19 - 10:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكثير من المراقبين والمحللين السياسين لايدركون الدوافع الحقيقية وراء الملايين من الناس التي تسير حافية القدمين مقطوعة الانفاس رجالا ونساء ..شيبا وشبان وحتى الاطفال في المناسبات الدينية متجهه نحو المراقد المقدسة قاطعة مئات الكيلومترات بلا كلل او ملل .. وهذه الظاهرة تزداد سنويا ..وبالرغم من تعرض هذه الحشود الى القتل على ايدي من لايفهم ويدرك اهداف هؤلاء الفقراء .. تحت دعوات التكفير والتعصب الطائفي البغيض من اعداء العراق والانسانية .. ومما يؤسف له ان قيادات الاحزاب الدينية التي استلمت السلطة والحكم تحاول تجيير هذه الظاهرة لمصالحها الحزبية الضيقة ومستفيدة من امكانياتها الاعلامية والمالية والسلطوية لتسخير الام ومعاناة هذه الملايين واخراجها كانها انتصار للمد الطائفي وبدلا من التعاطف معهم وتخفيف همومهم .. ومعالجة اوضاعهم وظروفهم الحياتية والمعاشية .. من يدرس التاريخ بموضوعية وبالذات ثورة الحسين (ع ) وخروجه الى العراق مع عائلته والرسالة التي كان يحملها وتضحيته بروحه وبخيرة الشباب من ابنائه واخوته والشهداء من صحبه .. لو امعنا النظر الى هذه الحادثة بمقاييس اليوم وحللناها بموضوعية وتجرد من الفكر الطائفي المتعصب والمتخلف لوجدنا ان الامام الشهيد خرج ثائرا ومتمردا على الظلم والظالمين حاملا رسالة النبوة التي ورثها عن جده محمد ( ص ) وتلبية لنداءات االشعب العراقي التي استنجدت به انذاك .. وعندما استجاب لدعوتهم تخلوا عنه ..بسبب الخوف ومطامع الحياة الدنيوية وبهرجها كما يفعلون اليوم ..
المواكب الحسينية كضاهرة تحرك جماهيري مرت بظروف وارهاصات عبر العقود الماضية من القرن العشرين .. فقد لعبت هذه المواكب والتجمعات الدينية دورا مهما في تاجيج ومساندة ثورة العشرين وانجاحها .. في الاربعينات والخمسينات كانت الجماهير المشاركة في هذه المناسبة تستغل هذه المناسبات للتعبير عن غضبها وشكواها واحتجاجها على تردي الاوضاع السياسية .. من خلال الشعارات والاشعار وما يسمى بالردات والهوسات التي يرددونها والمعادية للحكومة .. وكانت الحكومات تراقب هذه الحركات الجماهرية عن كثب دون التدخل ضدها او قمعها بالرغم من توجسها وخوفها منها .. وكان الشاعر الذي ينظم الشعر والرادود الذي يردد هذا الشعر هم من نفس الشريحة الفقيرة والمسحوقة المشاركة في هذه المناسبات .. ومن الجدير بالذكر ان هذه الابيات الشعرية والردات والهوسات كانت تكتب مع اسم الموكب الذي رددها والرادود .. وعندما يعودون الى مدنهم كانو ينشرونها بين المواطنين وكل يتباهى بموكب محلته .. واستمرت الحال على هذه الحالة بين مد وجزر .. الى ان استلم السلطة حزب البعث العربي الاشتراكي .. الذي غض النظر عنها في السنوات الاولى من حكمه ولكن محاربتها تدريجيا وباسلوب متصاعد بحيث اصبحت هذه المناسبات فخ ومصيدة لكل من يشارك فيها .. ويقال في السنوات الاخيرة لحكم صدام لم يشارك في هذه المناسبات غير النساء والشيوخ والبقية الباقية هم من رجال الامن المتربصين بكل من تسول له نفسه بالسير حافيا او يطبخ بهذه المناسبة ..
وسقط صدام واختفى نظامه .. واستلمت السلطة الاحزاب الدينية الطائفية واستغلت هذه المناسبات اسوأ استغلال حيث شجعت الملايين على التوجه الى العتبات دون ان تراعي الحالة البائسة لهذه الملايين الفقيرة ولم تجندها او تقودها للتعبير عن مطاليبها.. علما ان هذه الجماهير تسير منهارة فاقدة الثقة بالدولة التي لم توفر لهم ابسط حقوقهم في الحياة الكريمة ..ان فقدان القيادة الشعبية المخلصة التي كانت تقود هذه الجماهير الجائعة في الابعينيات والخمسينيات وحلول قيادات هزيلة متخمة لاتعرف للجوع طعما او الفقر معنى .. سواء ممن يتاجرون بلباس الدين في سوق السياسة ,, وحتى الشعراء والرواديد طلقوا طبقة الفقراء .. اما من مغيث يغيثهم ويوزع عليهم لافتات بمعاناتهم بدلا من الاعلام الحمراء والزرقاء وكل الالوان التي لاترمز لشيء ؟؟ او الصور لرؤساء الاحزاب او الشخصيات الدينية ..
كم اعجبتني كلمات للمرجع الشيخ محمد اليعقوبي التي تشير الى نفس المعنى والمغزي التي اشرت اليه اعلاه ..كما وضع اصبعه على الجرح النازف عندما يقول ( هذه جناية يرتكبها الاتباع قبل الاعداء )
نص كلمات المرجع اليعقوبي


وأضاف سماحته إن إيصال صوت أهل البيت (سلام الله عليهم) إلى العالم كله وليس المسلمين فقط أمانة في أعناقنا بعد أن يسّرت التكنولوجيا المعاصرة وسائل الاتصال والتواصل والتعريف، وحينئذٍ سنجد تهافتاً وإقبالاً على قبول الحق وهو ما لاحت علائمه في السنين الأخيرة تصديقاً لقولهم (عليهم السلام) ( إن الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا )
ونبّه سماحته إلى بعض الأمور التي تعيق حركة التشيّع والولاء لأهل البيت (سلام الله عليهم) وتؤدي إلى محاصرته ومحاربته وعلى رأسها تسييس العقيدة واتخاذها جسراً للوصول إلى الأهداف والمصالح الدنيوية مما يستفزّ الآخرين ويحشّدهم لمقاومة هذه الحركة المباركة، وهذه جناية يرتكبها الأتباع قبل الأعداء في حق هذه المدرسة المباركة والناس الذين سيحرمون منها...



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظلم .. والحكام .. والشعب عندما ينتفض
- بيئة العراق ونداء لانقاذها
- الخنازير .. الفقراء .. الكفاءة ؟؟
- الرحمة بفقراء العراق يا رئيس الوزراء
- مبروك للعراقيين ما حققوه بالدم
- حقوق الانسان العراقي بين عهدين
- من وراء التفجيرات الاخيرة؟؟؟
- تغيير نظام.. الغاء مقومات دولة ..فوضى القوانين
- العراق واليوم العالمي للبيئة
- خطاب اوباما بين الأماني والواقع
- صراع التغيير بين مؤيد ومعارض
- الحرب على الفساد
- قرار الاعتقال ونتائجه
- الديمقراطية كما شهدتها بالعراق


المزيد.....




- -تلغراف-: الروح المعنوية في الجيش البريطاني عند أدنى مستوى
- نزليهم لاطفالك وفرحيهم حالا!!.. الترددات الطفولية والتي تخص ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسير فجر الي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تعلن استهداف هدفين للاحتلال في ش ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على هدفين ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على شمال ف ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف بالمسيرات 3 مواقع إسرائي ...
- أطفالك مش هتعمل دوشه من الآن.. تردد قناة طيور الجنة 2024 الج ...
- مصر.. رأس الطائفة الإنجيلية يوضح دور الكنيسة في مواجهة ظاهرة ...
- النمسا: طلاب يهود يمنعون رئيس البرلمان من تكريم ضحايا الهولو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوري جاسم المياحي - المواكب الحسينية .. صرخة الفقراء والمظلومين