|
حول الجنسية العراقية والقنابل المستقبلية الموقوتة!
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 05:59
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
موضوع الجنسية العراقية ظل مربوطا بقانون تمَّ سنّهُ مطلع القرن الماضي. ذلك القانون الذي كرّس في بعض فقراته تقسيما للشعب العراقي لم يرضَ عنه أي من أقسام الشعب ومكوناته الأساسية. وحتى اللحظة لم نجد المعالجة الجدية الشاملة لما خلّفه القانون من آثار سلبية خطيرة على المجتمع العراقي. وكل ما شهدناه في الآونة الأخيرة هو تقرير قبول الشارع [المشرّع القانون] العراقي بازدواجية الجنسية بوصفه حقا للعراقي.. مع بضعة تغييرات جاءت في إطار القرار الذي صدر عن جهة مجلس الحكم الذي يطعن بعضهم بأحقيته في إصدار مثل ذاك القرار... فالمشكلة لا تكمن في الازدواجية ولا في إقرار عراقية بعض الذين طاولتهم قوانين الظلم التي أصدرتها الحكومات المتعاقبة على السلطة في العراق. ولكنَّها تكمن في الكيفيات التي توضع فيها قراءة قانون يخص الهوية الوطنية العراقية من جهة وما الخصوصية التي يحتاجها الشارع العراقي لوضع الأصول التكوينية المؤسسة لضوابط الجنسية التي تعكس هوية العراقي المخصوصة؟ ومن هنا كان لزاما التأني في درساة أفضل الصياغات المعبرة عن تلك الخصوصية وتلك الهوية والجنسية التي تمثلها... كما كان لزاما التعاطي مع المشكلة اليوم بشديد الحذر بغياب سلطة وطنية تمتلك أدوات حماية تلك الجنسية من الاختراق بهذه الطريقة أو تلك من طرق التسلل المعادية لمصالح الوطن العراقي والشعب العراقي المتطلع لتثبيت هويته واسمه بالصورة التي تليق به وبحضارته .. ولندخل مباشرة حيث سلطة حكومة مجلس الحكم العراقي غير قادرة على التحكم بالحدود التي صارت أبوابها مشرعة ومفتوحة على مصاريعها كافة للحابل والنابل حتى دخل إلى العراق ما يربو على الملايين الخمسة من الجارة الشرقية وكثير منهم بل تقول الإحصاءات إنَّ مئات الآلاف منهم حصلوا على الجنسية العراقية وتقول الإحصاءات غير الموثقة إنَّهم حوالي المليونين ممن حصلوا عليها وبالتحديد عبر أحزاب طائفية تنتمي إلى الحكومة ومجلس الحكم مستغلة سلطتها بتقديم الجنسية لمن هب ودب من سقط متاع الأرض مقابل مبالغ مالية! وهكذا فقد باعت أحزاب الطائفية الهوية العراقية ورمزها الجنسية العراقية لأولاد العم من [الشقيقة!] [الصديقة؟] إيران ولا هم ولا غم فإذا كان المبرر الصداقة والجيرة فهذه لم توجد في زمن غابر ولا في الزمن السائر! وغذا كان الأمر متعلقا بوحدة المذهب فلماذا جباية أتاوات الجنسية من أولئك؟! الأمر ليس إلا استغلال السلطة التي تمَّ السطو عليها في غفلة من زمن البؤس والتراجع والهزيمة زمن دولة حارة كلمن إيدو إلو حيث دعاة الشريعة والالتزام الديني والإسلام هو الحل تجار باعوا هويتنا التي حافظ شعبنا عليها حتى في ظل أعتى الدكتاتوريات القذرة التي حكمت البلاد... وهذه القضية من الخطورة بمكان بحيث ينبغي التذكير بها على أساس أنْ يعود البرلمان المنتخب المرتجى في السنوات القادمة ليراجع كل القرارات الصادرة في ظل الظروف الطارئة التي تحكمنا اليوم مع التأكيد هنا على وجود قوى نزيهة في عضوية السلطة القائمة حريصة على تلك الهوية وهي مطالبة اليوم وغدا أنْ تكون الشاهد الذي يعيد الحق إلى نصابه... وعلينا ألا نعترف ببيع وشراء في الأملاك لكل الدخلاء الجدد الذين قدموا ومعهم أموال العصابات والقـَتـَلـَة والمجرمين ليبيضوها هنا في العراق ولينهبوا ما تطال أيديهم في هذه اللحظات القلقة. وهم بالأساس اليوم اشتروا كثيرا من المراكز المهمة والحيوية في كربلاء والنجف حتى باتت المدينتان إيرانيتان بالجوهر والمظهر أما بصرة الخليج العربي فتكاد تـُمحى صورتها الزكية البهية الطاهرة بسلطة نخاسي دكاكين زواج المتعة فتـُلطـَّخ هي الأخرى وتسطو عليها قوى التكفير وهي عصابات قليل بحقها أنْ توصف بالخارجة على القانون... إنَّ هويتنا تـُمحى باسم الدين مرة وباسم المذهب مرة وباسم الطائفة ومظالمها مرة أخرى وباسم استعادة الحقوق المهضومة المستلبة ولكنَّها لمن تـُعاد؟ للذين أرسلتهم قواهم ومن يقف وراءهم ليكونوا في الغد أصابعهم التي تلعب بالنار التي تحرق العراق بل هم أبعد من ذلك وجودها سانحة فكشَّروا عن أنيابهم وراحوا يجهرون بما يبتغون ولا رادع!!! لقد وقفنا مع مجلس الحكم وحكومته وهكذا نفعل اليوم ولكننا لم نسلِّم البيعة رخيصة بيد عابثة اخترقت المجلس لظرف تاريخي خاص وليس لطرف مهما كان دوره أنْ تعلوا كلمته في عراق ينبغي أنْ يكون للجميع من العراقيين وأكرر العراقيين فقط لاغير .. ومن هنا فنحن حتى إنْ لم نستطع وقف بعض الخروقات التي تمارس اليوم فإنَّ غد الحرية والسلم والقانون والنظام وسيطرة الدولة على الشارع ومنع الجريمة بكل أشكالها وحماية العراقي وهويته وجنسيته إنَّ ذلك الغد قريب جدا وليس ببعيد ولن يبق حينها في ميدان الزهور ميدان العراق الطاهر دعي دخيل وسينال كل خاطئ مجرم جزاءه العادل... ومع ثقتنا بحاضرنا ومستقبلنا العراقي الأصيل الطاهر النظيف من شوائب العجمة واللكنة واعوجاج اللسان حتى دخل إلينا مَن يبدع بفارسيته ولا ينطق حرفا من لغة عراقية عربية أو كردية أو كلدانية أو غيرها ولكن هذه الـ حتى لن تستطيع استلابنا ثقتنا التي معها وبها نؤكد ما نريد وهنا لا نريد سوى العراقي صاحب الهوية العراقية يحمل الرمز الجنسية وغيرها ولنقف ضد الذين يغرسون قنابل الموت لشعبنا في غده القريب بمنحهم الجنسية بيعة رخيصة للدخلاء... وانتبهوا أيها السادة فلن ينفع العراقي في غده مندم يوم يكون القول "لات ساعة مندم" هو القول الفصل. وليرفض الشيعي قبل السنّي والكردي قبل العربي والتركماني قبل الآشوري محاولات الإخلال ببنية مجتمعنا من جهة ومحاولات غرس القنابل المميتة في أرضنا, ومعرفتي أنَّ العراقي الشيعي قبل غيره يرفض بيع أهله وأرضه وهو صاحب الثورات الوطنية الهوية المجيدة وهكذا أهلنا من العراقيين فلا يوقعنَّ بيننا مُوقِع بأحابيله لتمرير مآربه... وهنا أ ُذكـِّر فقط إنْ نفعت الذكرى بحملة إيرانية بالخصوص وأخرى تركية بإعادة من يسمونهم التركمان ومحاولات من دول عدة أخرى للدفع بعناصرها ولكنَّ الخطورة الأكبر عددا وعدة وكما ونوعا هو في الإخلال الذي يحيق بشعبنا وتكوينه بادعاء وجود كل هذه الملايين من الإيرانيين والترك ممن يزعمون ترحيلهم يوما بسياط الجلاد وبئس ما يخططون... ولأخواننا العراقيين من الذين ذاقوا عذاب التهجير إنَّهم بين الجوانح وفي حبات القلب وحقهم محفوظ وفوقه نطالب لهم بكل ما يعوض عذاباتهم ولكنَّنا لا ولن نسمح بإدخال نفر من الأدعياء إلى بلادنا في ظل ذرائع رخيصة ولا يحق لأي كان منح الجنسية ولا اية هوية لي كان والعراقيون يعرفون بلادهم ويعرفهم أهلهم من العراقيين الذين ما زالوا يحيون هنا في أرض السواد أرض السلام... فهل ننتبه أم نقرأ على هويتنا وجنسيتنا السلام؟!!!!!
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول برامج الأحزاب الوطنية ومصداقية التفاعل فيما بينها والتوج
...
-
حق تقرير المصير للشعب الكردي؟
-
بصدد المؤسسة الإعلامية العراقية الجديدة
-
الطبقة العاملة العراقية ومسؤوليتها في بناء الاستقرار والتقدم
...
-
عواقب إهمال جريمة الأنفال
-
تحالف العراق الآن.. تحالف الديموقراطية والسلام
-
سيادة القانون على الجميع وذرائعية التعامل مع أصحاب السوابق
-
الوجود الأمريكي في العراق بين المصالح الوطنية وأدعياء -المقا
...
-
في ذكرى جرائم الطغاة عمليات الأنفال وصفحاتها السود في جبين ا
...
-
بين الأمس واليوم: صفحات مجيدة من تاريخ اتحاد الطلبة العام في
...
-
مربد الحرية وعطاء الديموقراطية والسلام
-
حكاية إصلاح النظام العربي و القمة العربية؟
-
المرجعيات الدينية المزيفة ومخاطر وأد الديموقراطية؟
-
حكاية مهرجانات الأدب والفن وسمفونية العزف النشاز؟!!
-
الحزب الشيوعي العراقي: حزب حرية الوطن وسعادة الشعب
-
من أجل مراكز للدراسات الديموقراطية والماركسية في العراق
-
مشاريع الثقافة والمثقفين وحكاية الخلافات الشخصية ودعوة لإعلا
...
-
أهمية الصوت الانتخابي والمشاركة الجماهيرية الواسعة
-
من أجل وقف همجية جرائم أعداء الشعب العراقي ووحدته
-
شروع بجريمة قتل -العراقي-؟!!
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|