أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مازن كم الماز - عن تصريحات القدومي الأخيرة














المزيد.....

عن تصريحات القدومي الأخيرة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2711 - 2009 / 7 / 18 - 09:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


عن تصريحات القدومي الأخيرة

في مرضه الأخير كتب لينين رسالة لأعضاء مؤتمر الحزب البلشفي تدور بالتحديد عن صفات خليفته المحتمل ستالين , لكن الرسالة بقيت سرا لعقود حتى قامت نفس البيروقراطية الحزبية التي مجدت يومها صعود ستالين , و بعد أن قررت التخلص من ستالين و لو بعد موته , بنشر تلك الرسالة على الملأ , جاءت الرسالة متأخرة لعدة عقود , لا فرق هنا أن يكون من كشف الرسالة هو خروتشوف أو تروتسكي , إن البيروقراطية تعشق الأسرار و تنكر الواقع لصالح واقعها البديل , الذي يصورها كملاك حقيقي , أي تماما عكس واقعها الفعلي , أي حقيقتها ككائن قادر على المساومة على كل شيء و أي شيء , ككائن ينتحل صفات مجتمعية حينا و وطنية أحيانا لتوصيف مصالحها الخاصة و سيطرتها على الجماهير , و البيروقراطية تسبغ على عالمها المزيف هذا صفات القداسة و هي تستخدم دون أي تردد كل مخلفات المقدس الماضوي , لكن لتوصيف عالمها هي , كان الرئيس السوري الراحل ( "العلماني" ) حافظ الأسد يستخدم لفظ "البيعة" ( الذي اخترعه معاوية ) لوصف "الانتخابات" الرئاسية الهزلية التي كان يعيد فيها باستمرار انتخابه كرئيس لسوريا على امتداد 3 عقود , بعد أن كانت بيروقراطية منظمة التحرير و السلطة الوطنية قد تخلت بازدراء وسط تصفيق الليبراليين العرب عن كل الشعارات التي تعود إلى المرحلة القومجية عادت فجأة لذات الكلام الشعاراتي عن الوحدة و الوطن و الشهداء , بل استخدمت هي أيضا لفظ "الفتنة" لتوصيف هذا الصراع الذي انفجر داخلها , هذا الوصف الذي استخدم تاريخيا لاحتواء الصراعات الدموية في فترة بناء الدولة الإسلامية بعد غياب النبي محمد و أبي بكر و عمر , بهدف تحويل الصراع من صراع مباشر على السلطة انتهك فيه المقدس بأكثر الأشكال فظاظة إلى "اجتهاد" لا يخرج عن حدود المقدس "كمرجعية نهائية" , ليست القضية هنا إثبات أو نفي ما أصبح يسمى بوثيقة القدومي , بل في لفت النظر إلى حقيقة جهلنا ليس فقط بتاريخنا البعيد , بل و بتاريخنا القريب , كجزء من منظومة سيطرة قوى متسلطة على حياتنا , فحدث تاريخي عميق الأثر مثل حرب فلسطين 48 أو هزيمة مفجعة مثل هزيمة يونيو حزيران 67 ما تزال نهبا للأقاويل و التراشقات الإعلامية , سواء على صعيد حقيقة سلوك و تصرف البيروقراطية الناصرية – البعثية الحاكمة يومها في سوريا و مصر أو دور السعودية و حلفائها العرب – الأردن خاصة , في الهزيمة , الرواية الرسمية الناصرية تضع اللوم على عبد الحكيم عامر و تقدم صورة عاطفية للديكتاتور – عبد الناصر و هو يجتر آلام الهزيمة بقصد استدرار مشاعر معينة تنتهي بتبرئة الديكتاتور , المؤسف أن هذه الطريقة كانت ناجعة , أضاعت شعوبنا فرصة استثنائية لقلب هذه المعادلة يوم 9 و 10 يونيو حزيران 67 عندما سامحت البيروقراطية على ما فعلته بها , بأرضها و بأولادها , بمصيرها , بعد "حكم البراءة" الذي اعتبرت البيروقراطية أنها استحقته بعد هذه الهزيمة , أصبح كل شيء مباح , أي غباء هذا الذي دفع الناس لتنزل للشوارع لتصرخ لمن تلاعب بها بدلا من أن تحاسبه على ما فعله بها , هذه الحصانة المزعومة للسلطة تدفع بداعرين مثل أزلام نظام مبارك ليؤكدوا أنه مهما بلغ "الخلاف" بين النظام و شعبه , فإن شعوبنا "البريئة" , ستصطف في نهاية المطاف "وراء" قياداتها , هذا يصح على أحمدي نجاد كما يصح على محمود عباس , تتباهى النخبة و عملاء الأنظمة بغباء شعوبنا و تسرف في امتداح هذا الغباء , الضروري لاستمرار حالة القهر السائدة إلى ما لا نهاية , كالعادة ستجيب بيروقراطية السلطة و فتح بمحاولة فرض الصمت على خصومها , بمبررات مختلفة , فقاعدة الصمت أساسية هنا , بل يتجرأ البعض على أن يقولوا أنه من الممكن مناقشة أي شيء لكن بعيدا عن أعين و مسامع الناس العاديين , في "المؤسسات" البيروقراطية الفوقية الخاصة المعزولة بدقة و إحكام عن الناس بل حتى عن الدرجات الوسطى من البيروقراطية نفسها , حيث دفنت رسالة لينين لعقود حسب مصالح البيروقراطية الحاكمة التي توصف بأنها مصلحة الوطن و الشعب , و مع غياب متعمد لأي نقاش فعلي حتى على مستوى النخبة للسياسات العليا التي تبقى حكرا و وقفا على رأس مؤسسة البيروقراطية الحاكمة و مع الغموض المقصود لدوافع و اتجاهات هذه السياسات , التي تسمح للقوى المسيطرة و الحاكمة بالقيام بانعطافات هائلة دون أي تمهيد في هذه السياسات مع القليل جدا من الجهد المبذول إعلاميا لمخاطبة الناس , الذين يقادون كالغنم , فتنحط المناقشات السياسية عن قصد و وعي كاملين إلى مجرد دفاع أو هجوم على هذا النظام أو ذاك فقط لا غير , بقصد أساسي هو أن يجري استيعاب الحقيقة الفعلية إلى أن يحين وقت الاستفادة من ورقة بحجم رسالة لينين إلى المؤتمر ليجري استثمارها عند ذاك كما يجب لكن لصالح البيروقراطية , و دائما ضد الناس.....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مجزرة تدمر
- ملاحظات عن الديمقراطية و الانتخابات
- موت مايكل جاكسون
- ما بعد سقوط السرديات الكبرى
- بين نجاد و ميلباند
- الملكية العامة و الملكية الجماعية
- المثقف الصعلوك / البقاء خارج المؤسسة
- عندما تنقلب رأسمالية الدولة البيروقراطية على نفسها
- الرياضة كبديل للسياسة
- رسالة من مقهورين إلى مقهورين
- ملامح الثورة الإيرانية الجديدة
- أوشفيتزالفلسطيني
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
- عن خطاب السيد أوباما
- من الاستبداد إلى الاستبداد
- مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية
- وقفة مع كلام المفتي عن الحرية
- في نقد أخلاق العبيد
- في نقد النزعة الإنسانية
- نقد نقد الماركسية و القومية السائدة سوريا


المزيد.....




- صعدت الرصيف وصدمته.. شاهد لحظة دهس سيارة لطفل يركب دراجة هوا ...
- الكرملين يكشف عن رسالة بعثها بوتين إلى ترامب بشأن أوكرانيا
- مع تصاعد تهديدات ترحيل الطلاب الدوليين بأمريكا.. ما حجم تمثي ...
- لبنان.. 2700 خرق إسرائيلي منذ وقف النار أوقعت 180 قتيلا
- بعد تحسن العلاقات الروسية الأمريكية... شركة معلبات قد تفجّر ...
- ترامب يتهم -هارفارد- ببث -الكراهية والغباء- وتهديدات بمنع تس ...
- صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية .. ...
- إطلاق أكبر عملية لمكافحة المخدرات في تركيا (فيديو)
- بوتين خلال استقباله تميم بن حمد: قطر أحد أهم شركاء روسيا في ...
- دوديك يحدد أسباب رفض الإنتربول ملاحقته بطلب من قضاء البوسنة ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مازن كم الماز - عن تصريحات القدومي الأخيرة