أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم الثوري - العراق سينهض من جديد في حاضرة التاريخ














المزيد.....

العراق سينهض من جديد في حاضرة التاريخ


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2710 - 2009 / 7 / 17 - 09:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مَرت المدينة باطوار متعددة ما أن تنتكس ويلحق بها الخراب بطريقة اشبه بالسحر تعود لها العافية فيُكتب في قلب التاريخ هُنالك لغز ما إنها مشيئة الرب وهِبة السماء حينما تُعاين وجهها المعطوب الدامي وتشرذم ابناءها كذلك هو طلسم الوجود بين النفي والاثبات ومردهُ الى حكمة ولدت مع الأجنة حينما تخرج من غياهب الظُلمة والوجع باكية فما ان تُبصر النور حتى يستكين وجعها لكنها مع ذلك تظل تُعاني مُخيلة البيت الاول الحاضن الذي يحسبه الغافل من العدم لكنه مملكة تتغذى بعيدا عن اعين الناظرين في عالم يتشكل بعناية فالق الحَب والنُطق.
وفي حضارتنا السومرية قبل ما يزيد على سبعة الاف سنة تدلنا الشواهد المدونة شعرا اقرب الى المناجاة ما يطبب جراحاتنا نـحن المُتيمون بحب سومر وبابل واور ونرى البلاد تسير بين ظُلامات يدمغ بعضها بعضاً...
يقول شاعر أحدى الملاحم السومرية:
ياسومر أيها البلد العظيم بين جميع بلدان العالم/ أنت مغمور بالنور الثابت الراسخ الذي ينشر من مطلع الشمس الى مغربها النواميس الإلهية بين جميع الناس/ إن نواميسك المقدسة , نواميس سامية لا يمكن ادراكها قلبك عميق لا يُسبر اغواره/ المعرفة الصحيحة التي تأتين بها , كالسماء لا يمكن أن تُمس... فيابيت سومر عسى أن تتكاثر حظائر اغنامك وفيرة, وماشيتك لا عد لها/ عسى أن ترتفع معابدك, وترتفع الأيدي الثابتة نـحو السماء.
وبعد سومر وآكد جاء البابليون فداهمت المدينة اسراب البلايا وانتهكت حرماتها وخربت بيوتها واشتعلت النيران في معابدها وطال الدمار حتى كادت معالم المدينة أن تُفنى عن بكرة ابيها وتفقد ملامحها مما حدا باحد شعرائها واصفاً لمشهد الخراب والدمار مُناشد المعبود:
إني يالهي, عبدك المُنيب/ أدعوك دعوة من اثقلته الذنوب/ وقلبه يخفق أسى وحسرة/ نظرة منك بها حياة المرء/ فانظر اليّ وهبني منك عطفاً/واقبل دعوتي/وخذ بيد عبدك/ وهذه الحمأة التي تورط بها/ وقربه منك/وابدلني بالذنب رحمة/ وسخر الرياح بأن تحمل عني/ما حملت أنا من إثم/وجّدني من ذنوبي كلها/ كما تجرد عني ثيابي/ واصفح عني أنا الضارع الذليل/ لكي يمتلي قلبي غبطة/ كتلك التي تملأ بها قلب الأم حين تضع /وقلب الأب بابنه.
ثم جاء الغرباء عن سوء نية بحجة أعمار البلاد وتغيير المعوج واصلاح الفساد فانتهكوا ما تبقى من حُرمات أور ,فدمروها فاشتعلت رغبة احد الشعراء مناجيا المعبود يومذاك -أنانا-
أيُها الرب,انانا لقد دمروا المدينة/ كقطع الخزف المهشمة ملأ اهلوها جنباتها /هدمت أسوارها وناح الناس/ ناحوا عند البوابات العالية, حيث كانوا يتنزهون/ وفي الشوارع, حيث أقاموا الأعيادو نثرت اجسادهم /في كل الدروب, حيث كانوا يتنزهون, تناثرت الأجساد /وفي ساحاتها, حيث احتفلوا, تراكمت أكوام القتلى/ إيه ياأور... إن ضعفاءك وأقوياءك قد قضى عليهم الجوع /الأمهات والآباء الذين لم يغادروا منازلهم ,التهمتهم النيران /الأطفال في أحضان الأمهات جرفتهم المياه كالأسماك / وفي المدينة ,الزوجة تُركت ,والابن أُهمل ,والممتلكات نهبت /إيه أنا ,إن أور قد خربت واهلوها قد شتُتوا .
ثم نهضت المدينة من جديد أستجابة لحاضرة السماء وعضمت وجودها من سرها الذي لا يعلمه أحد وكأنها في قلب العالم النابض فكان نشيد الشاعر نرجال حين ترجل وهو يرى انهزام الخفافيش حين سطوح نور الابدي:
ترتدي النور/ وتحني رؤوس المتكبرين/ قوية هي أياديك, ورحب هو صدرك / وما أن تشع عظمتك الرهيبة/ فإن المسيء والشرير لابد أن يرتميا / في اصداع الأرض
ثم اردف جوديا يبتهل لنانشي (ساطرح هذه الكلمات ياامي ,ساسرد لك حلمي , فهل ترغب مفسرة الاحلام أن تفسره لي؟)
بهذه الاناشيد الخالدة يصور لنا التاريخ كيف نهضت أور من كوابيس الغزو الهمجي وكيف استعادت عافيتها كلما تعرض أُناسها واراضيها وممتلكاتها لغزو الدمار الطاعن في محوها وكيف استعان الانسان بقدرة الالهة فهي المخلص واليه ينوب العبد بعد ان يستفحل الخراب والدمار.



#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيت بيت ابونا والغربة يحكمونا
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح8
- من اين
- متى ياتي البحر الى العراق
- وصية مهرب الحدود
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح6
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح5
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح4
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح3
- حوار مع اشباح تترصدني
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح القسم الثاني
- حوار مع حمار
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح
- حوار مع كلب
- حوار مع ديناصور بشري
- يردس حيا الماشايفها
- حوار مع ديك استرالي
- حوار مع قطة
- مدينة الثورة بين الحرية والتزمت الديني
- مدينة الثورة 3


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم الثوري - العراق سينهض من جديد في حاضرة التاريخ