محمد زكريا توفيق
الحوار المتمدن-العدد: 2710 - 2009 / 7 / 17 - 09:35
المحور:
الطب , والعلوم
صراع الحيوانات المنوية لإخصاب البويضة، هو صراع مستمر يحدث فى كل الأجيال. بالنسبة لذبابة الفاكهة, السائل المنوى للذكر يحتوى على مادة كيميائية تقتل الحيوانات المنوية للذكور الآخرين إذا وجدت داخل الأنثى. هذه المادة تجعل الأنثى تعجل بوضع البيض, وبالتالى تقل فرصة إخصابه من ذكور آخرين.
هذه المادة الكيميائية تعتبر سامة بالنسبة للأنثى, لكن لا تقتلها على الفور. وإذا سمحت لذكور آخرين بوصالها أثناء وجود هذا السم داخلها, فإنها تموت بسرعة. ولأن الحشرات لا ترعى أولادها, لذلك فموت الأم, بعد أن تضع كميات كبيرة من البيض, لا يعتبر خسارة تذكر. الصراع من أجل البقاء لا يعرف الرحمة.
بعد إخصاب الحيوان المنوى للبويضة, يبدأ صراع من نوع آخر. فى عالم الثدييات ومنه الإنسان, تستقر البويضة بعد الإخصاب فى رحم الأنثى, وتبدأ فى الإنقسام المتوالى. عملية الإنقسام وزيادة حجم البويضة, يحتاج إلى غذاء وكمية كبيرة من الطاقة يأخذهما الجنين من الأم.
إذا سمحت الأم للجنين بالنمو بسرعة كبيرة, فإن ذلك يشكل خطرا على صحتها وربما حياتها. لكن الأب لا يهتم بمشكلة الأم بقدر إهتمامه بالجنين وصحته. لأن الجنين لا يشكل خطرا على الأب, ولا يعوق الأب عن الإنجاب مستقبلا. لذلك وجد العلماء الحيوان المنوى الخاص بالأب يحتوى على جين يساعد على سرعة نماء الجنين.
هذا الجين موجود فى بويضة الأنثى، لكنه خامل ليس له تأثير. كما وجد العلماء أيضا أن بويضة الأنثى تحتوى على جين آخر نشط، مضاد للجين الأول ويعمل على إبطال مفعوله. هذا الجين الآخر موجود أيضا فى الحيوان المنوى للذكر, لكنه خامل ليس له تأثير. جينات الأب تحاول الإسراع فى نمو الجنين. وجينات الأم تحاول الإبطاء وتهدئة السرعة. حرب كيميائية.
للأم دور فى تحديد حجم ونوع الجنين. نوع من البط تضع أنثاه بيضة أكبر، إذا كان الذكر أكثر سيطرة على باقى السرب. نوع آخر من الطيور المغردة, يعيش الذكر مع الأنثى كزوجين، فى أحد جزر المحيط الهندى، على مساحة محدودة من الأرض تقدر ب 70 أكر (الأكر يساوى 4000 متر مربع تقريبا).
الإناث الصغار عادة لا يتركن أبويهما عندما يكبرن, لكى تبحث كل منهن عن وليف لتكوين أسرة جديدة، كما يفعل الذكور. وهذا ما يحدث لبناتنا فى منطقة الشرق الأوسط. ليس هناك مشكلة إذا كان الغذاء وفيرا ويكفى الجميع. لكن المشكلة تكون عندما يشح الغذاء ولا يكفى الجميع. وجد العلماء أنه إذا كان الغذاء وفيرا بالنسبة لهذا الطير الشادى, فإن الأنثى تضع بيضة واحدة ذكر لكل ستة بيضات أناث. أما إذا شح الغذاء, فيحدث العكس. تضع الأنثى بيضة واحدة أنثى لكل ستة بيضات ذكور.
المنطق هنا واضح, من وجهة نظر نظرية التطور. عندما يشح الغذاء, يكون من الأفضل الإتيان بالذكور التى سرعان ما تكبر وتغادر, ليبحث كل منها عن وليف لتكوين أسرة بعيدا عن هذا المكان. إذا نجحت الذكور فى ذلك, كان بها. أما إذا فشلوا ولم يستطيعوا إيجاد مكان آخر، فإنهم قد يموتون جوعا. وهو ثمن يستحق دفعه فى سبيل بقاء النوع.
عندما يكون الغذاء وفيرا, فمن الأفضل أن تضع الأنثى الإناث. لأنهن يساعدن أبويهما, فى العناية بالعش, والدفاع عن حوض المكان الذى يعيشون فيه. كيف تتحكم أنثى هذا العندليب المغرد فى نوعية أطفالها, لا أحد يعرف حتى الآن.
عندما يولد الحيوان, إما أن يكون عضوا فى عائلة كبيرة, وإما أن يجد نفسه وحيدا يتيما. بالنسبة لذبابة مايو, يموت الأبوين قبل أن يفقس البيض. بالنسبة للدب الأسود, تعتنى الأم بطفلها لمدة سنة, لكن الأب لا يقدم أى مساعدة بخصوص العناية بالطفل. ذكر العصفور, يبذل كل جهده بجانب الأم فى العناية بالصغار حتى تتعلم الطيران وتغادر العش. الفيل يعيش مع أبيه وأمه وإخوته وأخواته وأعمامه وعماته وأخواله وخالاته وجده وجدته عشرات السنين.
العناية بالأطفال قد تكون لها أهمية إخيار الزوجة أو الزوج. ما الفائدة من جماع ذكر الخنافس لآلاف الإناث, إذا ماتت أطفاله خلال أسبوع من الفقس. أنواع كثيرة من عالم الحيوان, الأم والأب يعملان سويا للعناية بالأطفال حتى تكبر. ذكور الطيور تشارك الأنثى فى العناية بالصغار حتى وإن كانت الزوجة غير وفية.
هناك أنواع أخرى من الحيوانات, منها الأسود والدببه والفيران والدلفين وقرد اللنغور الأسيوى. الذكر ليس يهمل فقط الأطفال, وإنما قد يقتلهم فى بعض الأحيان.
الأسود تعيش فى مجموعات مع أطفالها, قد يزيد عدد الأناث البالغة فيها عن الدستة, وعدد الذكور البالغة قد يصل إلى أربعة. عندما تصل صغار الأسود الذكور إلى سن البلوغ, تقوم الذكور كبيرة السن بطردها من المجموعة.
تهيم الذكور حديثة البلوغ على وجهها باحثة عن مجموعة أخرى تكون فيها الذكور كبيرة السن ضعيفة لا تقدر على مقاومتهم. فإذا وجد هؤلاء الشبان بغيتهم, قاموا بطرد الذكور العجوزة الضعيفة من القطيع وحلوا مكانهم.
هنا تكون الخطورة الكبيرة على الأطفال. لأنها إن وجدت, يقوم الذكور الشبان الغازية بتمزيقهم إربا. فكل أربعة أطفال تولد للأسود, يموت أحدهم هذه الميتة البشعة بمخالب الذكور الغزاة.
هذه قسوة فظيعة بالنسبة بمعايرنا الخلقية, لكنه منطق التطور فى إحدى صوره. هدف ذكر الأسود هو أخذ مجوعة من الأناث فى حوزته لإنجاب أطفال من صلبه. حضانة الأم لأطفال من ذكر آخر قد تمنع الأم من وصال الذكر الجديد الغازى, أو تأجل هذا الوصال عدة شهور حتى يأتى موسم التزاوج. أثناء هذا الإنتظار, قد يأتى غازى آخر فيقوم بطرده قبل أن يجامع الأنثى. لذلك فهو ليس لديه وقت يضيعه فى الإنتظار، إذا كان الهدف هو إخصاب الأنثى بجيناته لا بجينات غيره.
أناث الأسود لا يقفن مكتوفى الأيدى, بل يفعلن ما فى وسعهن لحماية أطفالهن من هذا الغازى المفترى. زئير الغزاه يجعلهن يتجمعن ويقفن صفا واحدا, والأطفال من خلفهن, فى وجه الذكور المعتدية لمنعهم بالقوة من الإقتراب من الأطفال. وكلما زاد عدد الإناث فى المجموعة, كلما زادت فرصة الأطفال فى النجاة. وربما يفسر هذا حاجة أناث الأسود للعيش فى ظل نظام الحريم الجماعى بدلا من العيش الإنفرادى.
لكن للأسف لاينجح دفاع الأناث عن أطفالهن فى كل مرة. وعندما يقتل الأسد الغازى أطفال الأنثى, تتغير هرمونات جسدها وتصبح مستعدة للوصال. يقوم هذا الغازى الجديد قاتل الأطفال بجماع اللبؤة مايقرب من مئة مرة فى اليوم. بعد يوم أو يومين يصبح منهك القوى جدا، وهذا ليس بالمستغرب. يأتى بعد ذلك ذكر آخر غازى أقل درجة فى الهيمنة من الذكر الأول المنهك, ليقوم هو الآخر بمواصلة جماع اللبؤة لمدة يوم أو يومين أخرين. تقوم الأنثى بالوضع بعد أربعة شهور لتستمر الدورة.
داخل خلية النحل, توجد ملكة واحدة وعدد قليل من الذكور, لكن مابين 20000 و40000 من الشغالات. الشغالات لا يستطعن الإنجاب. يقضين حياتهن فى جمع رحيق الأزهار ورعاية شئون الخلية وإطعام اليرقات. ويقمن بالدفاع عن الخلية ويقدمن أرواحهن فداء لها. فهل هذا غباء وإنتحار جماعى من وجهة نظر التطور، حينما لا تنجب وتقتل نفسك دفاعا عن غيرك؟
فى الواقع, سلوك الشغالات هو فى صالح جينات النحل فى الأمد الطويل. الملكة تأتى بالذكور والشغالات بطريقتين مختلفتين. الذكور تأتى من يرقات غير ملقحة، بعكس الشغالات. بذلك تحتوى جينات الذكور على نسخة واحدة من جينات الأم.
يقوم أحد هذه الذكور بتلقيح الملكة. اليرقات الملقحة تنتج شغالات تحتوى جيناتها على نسختين من كل جين, واحد من الأب والآخر من الأم. الجينات الآتية من الأب بالنسبة لكل اليرقات المخصبة تكون متطابقة ونسخة بالكربون, لأنها تأتى من أب يحمل نسخة واحدة من الجينات لايملك غيرها. بذلك تكون جينات الشغالات مشابه جدا بعضها البعض. هذا لا يجعلها تتنافس مع بعضها داخل الخلية لتفضيل جين دون الآخر. تضحيتها فى سبيل أخواتها لا يعتبر خسارة كبيرة طالما جينات أخواتها موجودة.
فى أحد التجارب, وجد أن الطواويس التى تمت إلى بعضها بصلة القرابة، تتعرف وتتجمع مع بعضها حتى وإن لم تكن تعرف أنها أقارب. الطاووس يحمل كثيرا من جينات الأخ. نجاح أحد الأقارب فى الحصول على أنثى يعتبر نجاح للمجموعة. لأن هذا يضمن إستمرار جينات العائلة إلى أجيال قادمة.
الطيور ذات الصدر الأبيض والتى تتغذى على النحل, تعيش فى جماعات تبلغ 300 طائر. تبنى هذه الطيور عشها بالطمى على هيئة ثقوب تشبه الشقق فى العمارات الكبيرة. الطيور البالغة يعيش كل زوجين منها مع بعضهما داخل العش الكبير. عندما تكبر الأولاد فإنها تبقى مع والديها للمساعدة فى تربية باقى الصغار. وفى بعض الأحيان يقوم هؤلاء الأولاد بمساعدة الجيران.
الطيور ذات الصدر الأبيض, لا تعيش مع أبويها فقط، إنما تعيش فى عائلات قد تصل العائلة إلى 17 فردا. تشمل الأب والأم, الجد والجدة, العم والخال, العمة والخالة, الأخ والأخت والأبناء. ليس هذا فقط, لكن يقوم الأفراد بزيارة أقاربهم الذين يسكنون فى عش بعيد. ويقومون بمساعدتهم إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
هذه الطيور لا تساعد الغرباء, وإنما الأقارب الذين يحملون جينات مشابهة لجيناتها. مساعدة الطيور لأقاربها يضاعف من إنتاجية العش. وإذا إستقل أحد الأبناء لتكوين أسرة جديدة بعيدا عن العش الأصلى, فإن الأب يقوم بزيارة إبنه زيارة عائلية مرات عديدة، إلى الدرجة التى تغرى الإبن على العودة إلى عش والديه، للإستمرار فى مساعدة ورعاية أخواته.
الإيثار ومساعدة الغير لاتوجد الا فى أنواع قليلة من الحيوانات. منها الخفاش الذى يعيش على الدماء. هذا الخفاش يقضى الليل فى البحث عن ضحية يمص دمها. عندما يفشل فى الحصول على غذائه, فإنه يعود إلى كهفه ليستجدى الدماء من خفاش آخرلا ينتمى إليه بصلة القرابة، يكون قد أسعده الحظ فى الحصول على غذائه اليومى.
مساعدة الغرباء المتبادلة من نفس الجنس قد تساعد فرص إستمرار الحياة، أكثر من السلوك الأنانى بين نفس الجنس. الخفاش ماص الدماء يستهلك غذاءه بسرعة كبيرة. وإذا لم يحصل على الغذاء فى خلال يومين أو ثلاثة، فإنه يهلك جوعا. التبرع بالدم إلى خفاش غريب يعتبر تضحية بدون شك, لكنه فى نفس الوقت بوليصة تأمين. مثل حالات الكرم بين البدو وسكان الصحراء. الكرم هنا ضرورة وبوليصة تأمين على الحياة.
الإيثار المتبادل تطور بين الحيوانات كبيرة المخ. إذا كانت لديك المقدرة الذهنية لمعرفة الأفراد, ومتابعة من منهم كان سلوكه طيبا نحوك, ومن كان سلوكه مجرد إستغلال لكرمك وحسن ضيافتك, فإن الإيثار المتبادل يعمل لصالحك. لذلك ليس من المستغرب أن نجد الإيثار المتبادل يأتى من أقرب الحيوانات لنا نحن البشر، من قرود الشمبانزى.
قرود الشمبانزى تتعاون مع بعضها البعض, وتقدم المساعدة إلى غير أقاربها. وهى تقوم أيضا بالتضحية لمساعدتهم، وتكون مجموعات للصيد الجماعى. الإيثار المتبادل قد يساعد الشمبانزى على ترسيخ الوضع الإجتماعى. فمثلا قد يتعاون ذكران منهم ويتحالفان على إقصاء زعيمهم المسيطر. إنهم لا يقدمون خدماتهم بطريقة عمياء, ولكنهم يسجلون خدماتهم, ويقطعونها مستقبلا عن الأفراد الذين يدركون عدم وفائهم وخيانتهم لهم. وربما يقومون بمعاقبتهم نظير هذه الخيانة.
فى عالم الشمبانزى, الذكور وليس الإناث هم المستفيدون من الإيثار المتبادل بينهم. الذكور تقضى كل حياتها فى المجتمع الذى ولدوا فيه, بينما الإناث ترحل عند سن البلوغ إلى مجتمع آخر للتزاوج.
ترعى الإناث أطفالهن. ولأن طفل الشمبانزى يحتاج إلى أربع سنوات رعاية من والدته, لذلك فأناث الشمبانزى تقضى 70 فى المائة من حياتها بعد سن البلوغ فى خدمة أطفالها. بذلك تكون مشغولة معظم الوقت عن باقى أفراد المجتمع الشمبانزى.
نتيجة لذلك, تكون الغلبة للذكور. الذكور تتحالف مع بعضها للمساعدة فى الترقى داخل التسلسل الهرمى للمجتمع. كما أن الإيثار المتبادل بين الذكور يساعد فى التغلب على مشكلة عدم توافر الغذاء بصفة منتظمة.
الشمبانزى يعتمد فى غذائه بصفة أساسية على الفاكهة. هذا يتطلب الإنتقال بصفة مستمرة بحثا عن فاكهة ناضجة. أثناء الإنتقال تتغذى قرود الشمبانزى على اللحوم التى تقوم بإصطيادها. عملية الصيد تحتاج إلى التعاون الجماعى. قد تغير قرود الشمبانزى على شجرة فاكة تخص مجموعة أخرى من القرود لطردها وللإستلاء على ثمارالشجرة الناضجة.
الأناث ليس لديهن الفرصة لتكوين تحالفات، والإستفادة من الإيثار المتبادل مثل الذكور, لأنهن مشغولات بتربية أولادهن. لذلك فلا يستطعن تقلد مناصب رفيعة فى السلم الإجتماعى. وإذا قدم الطعام لمجموعة من الشمبانزى, فالذكور تأكل أولا حتى تشبع, ثم تأتى الإناث بعد ذلك.
ذكور الشمبانزى تستخدم العنف ضد الإناث. إنهم يقومون بضربهن وإرغامهن على ممارسة الجنس. مثل رجالنا فى منطقة الشرق الأوسط. وإذا ظهرت أنثى غريبة على المجموعة ومعها طفل, فقد تقوم ذكور الشمبانزى بقتل الطفل.
أناث الشمبانزى, كما هو الحال بالنسبة لأنواع أخرى من الحيوانات, يقمن بالدفاع عن أطفالهن. ويقومن بالبحث عن أزواج أفضل. أنثى الشمبانزى قد تستخدم الجنس كسلاح للدفاع عن أطفالها. إذ كلما إقترب منها ذكر تخاف غدره, فإنها تعرض نفسها عليه, لإفساد غريزة قتل الأطفال الكامنه داخله.
إختلاف الجنسين قد يؤدى إلى ممارسة الذكور العنف فى تعاملهم مع الإناث, كما هو الحال بالنسبة للشمبانزى. لكن ليس هذا ضرورى بالنسبة لفصائل أخرى من الحيوانات. فالقرود البونوبو , إذا كانت الظروف مواتية, تستخدم الجنس لإحلال السلام والوفاق بين الإناث والذكور.
قرود البونوبو, التى تعيش فى الكنغو, تعتبر فصيلة من فصائل الشمبانزى, لكن أصغر حجما. نحيفة القوام, أرجلها طويلة, أذنيها صغيرتان سوداء اللون. شعرها أسود ناعم.
أثناء الحرب العالمية الثانية, ألقى الحلفاء القنابل على حديقتى حيوان بألمانيا. أحد هاتين الحديقتين كان بها مجوعة من قرود الشمبانزى. الحديقة الأخرى كان بها مجموعة من قرود البونوبو. قذف الطائرات لم يصب القرود فى الحديقتين مباشرة. الشمبانزى لم يتأثر بالمرة بصوت الإنفجارات المرعب. لكن البونوبو ماتوا جميعا من الخوف. ذكر الشمبانزى يعتلى الأنثى من الخلف, مثل الكلاب. بينما البونوبو, يواجه الذكر الأنثى وجها لوجه مثل الإنسان.
عندما تغادر أناث البونوبو الجماعة عند البلوغ للبحث عن جماعة أخرى من البونوبو للتزاوج, لا تقابل بالعنف ولا تغتصب ولا تقتل أطفالها, كما هو الحال بالنسبة لقرود الشمبانزى. أناث البونوبو هن المسيطرات على الذكور. وإذا حضر الطعام, فالنساء تأكل أولا, ثم الرجال. إذا حاول ذكر البونوبو الإعتداء على أنثى, فإن باقى الإناث يقمن بمهاجمته وإلقائه على الأرض وعضه فى أماكن حساسة حتى يكف عن العنف.
يستخدم الجنس عند البونوبو, ليس فقط للإنجاب أو لحماية الأطفال من الذكور الغاضبة كما هو الحال عند الشمبانزى, لكن أيضا للتعبير عن الحب والترقى الإجتماعى. إذا حضر الطعام, فاكهة مثلا, يقوم البونوبو بالتهليل فرحا. وبدلا من القتال من أجل الطعام, يقومون بممارسة الجنس. الشمبانزى حل مشكلة الجنس بالعنف. أما البونوبو فقد حل مشكلة العنف بالجنس.
الخلاف بين الشمبانزى والبونوبو فى السلوك يأتى بسبب المكان الذى يعيش فيه كل منهما. البونوبو يعيش فى غابات رطبة حيث تتواجد الثمار والأعشاب بصفة مستمرة. بينما الشمبانزى يعيش فى الغابات المفتوحة التى لا تتوافر فيها الثمار بصفة دائمة. مع توافر الغذاء للجميع, لا داعى للصراع والقتال.
#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟